الفصل السابع!.

11 2 69
                                    


••

عندما أغلقت أجفانها بعد طول أرق ، رأت ذلك الطفل الذي كانت تراه في أحلامها كل يوم ، رأته يبتسم ، حكت له قليلاً كالعادة ، ولكنها استغربت عندما توقف الفتى عن الإبتسام ، أزلمت ملامحه وبكى وقال:

- أهذا وقت الراحة حتى؟.

- ماذا تعني؟.

- فينا ، إن الهم فينا.

- ماذا؟!.

استيقظت مفزوعة مستغربة ، وقفت من فراشها وشربت بعض الماء ، ألقت بنظرها ورأت الكتاب الذي كانت تقرأه صباح الأمس ، وكان يتكلم عن اللعنات ، حاولت أن تهدئ نفسها وكذبت ظنها وكابوسها ، وعادت للنوم ، استيقظت بصعوبة واستعدت والتعب يبدو على وجهها ، ثم تناولت الفطور مع أليكسيس بهدوء ، لكنه استغرب حالها وسألها:

- ألم تنامي بالأمس؟.

كان متيقناً بأن حدث البارحة جعلها تتوتر ، وإزداد قلقه وتعكر صفوه ، فأجابته :

- لم استطع ذلك.

-لمَ؟.

- لا شيء مهم للحق...

لم تستطع إخباره بأنه بسبب غرابة يوم الأمس والكابوس لكنه كان قد لاحظ بالفعل.

- أميرتي تخفي الأسرار ولا أدري منذ متى أصبحت تفعل هذا ، عليكِ أن تطمئني قلب زوجك البائس يا امرأة.

استغربت وضعه وقالت منتفضة:

- ماذا؟ ، أنت مالذي تقوله؟!.

نظر إليها بثقة وقال:

- رأيتِ كابوساً ، أوليس كذلك؟.

جفلت وقالت:

- لم يسبق لي أن رأيت ملكاً وعرافاً في الوقت نفسه... هذا فريد.

- لا تستغربي فقريبي ملك ورجل عصابات ويقاتل بالخناجر والنار .

ضحكت وقالت:

- لكم هذا غريب.

- أكان كابوساً سيئاً؟.

-أجل ..

- عندما تنزعجين أو ترين كابوساً أو يؤرق ليلك ، تعالي إلي سأكون دائماً موجوداً في ساحة التدريب .

- دائماً؟.

- أجل.

كانت دائماً تتكلم بطلاقة وثقة ولا تصدم بأي رد لكن هناك شيء داعب قلبها وجعلها تخجل وتصمت ، عادت إلى غرفتها ، وحاولت قراءة الكتاب الذي لم تنهه من الأمس ، بقيت حتى نعست ، كانت قد شعرت بالغثيان بسبب قلة النوم ، حتى إنتشلها صوت روز التي نادتها قائلة:

- أميرتي؟... هل نمتِ؟.

- أوه روز ، إني مرهقة قليلاً ، لم أنم جيداً و...

- أرجوكِ إنتبهي إلى نفسكِ وقولي من البداية ، أتودين أن ترتاحي؟.

- كلا ، موعد الغداء قريب .

- سمعاً وطاعة.

أتت أولاً ثم أتى بعدها بلحظات ، وقال:

- سمعت من روز أنكِ متعبة قليلاً.

ضحكت وأحست بالإحراج الشديد وقالت:

- لم أكن أعلم أن الفرسان يتناقلون الأخبار بهذه السرعة.

-حسناً ماذا أقول؟ ، نحنُ بغاية القلق على سيدتنا...  وإن دعوتِ إلى جلّى ومكرُمة يوماً سراة كِرَام الناس فادعينا.

قال بيتاً شعرياً في الفخر وهو يتبسم في قلق ، أجابته:

- إنكم حقاً من يستحق الجلى والمكرُمة .. لقد أُرق ليلي لذا توعكت قليلاً.

- إرتاحي ، فما رأيته بالأمس كان كفيلاً بإصابتكِ بالأرق.

- سأفعل.

بقيت تفكر في فراشها وسرعان ما أغشاها النوم وأخذها ، نامت لساعات حتى حان موعد غروب الشمس وصحت مثقلة ، وكانت قد رأت الكثير من الكوابيس ، أرادت حقاً أن تحضر وجبة العشاء معه ولا تزعجه وتغيب ، مازالت ثلاث ساعات وحسب ، إرتدت فُستاناً بنفسجياً يليق بعينيها بمساعدة كايا و روز .

- روز.

- سمعاً وطاعة يا أميرتي.

- أخبرتِ جلالته عني بسرعة حقاً..

- أوصاني جلالته بذلك فماذا أفعل؟ .

- هو ؟.

-أراد أن أكون صلة بينكم... وأصر على إبلاغه بالأمور المهمة آمل أن لا يزعجكِ هذا ، إن إعترضتِ فسأخبره.

- لا بأس فهذا بسيط.

فِينا!.Where stories live. Discover now