006

15 6 10
                                    

by : Syram_Kfic

__________

لطالما امتلكت صديقات مقربات جداً ولسنوات طويلة كنا كالأخوات
لكن كحال كل النساء غالباً تجبرنا الظروف على الافتراق.

لطالما أحب الأساتذة الذكور تواجدي مع صديقاتي، كنت مقربة منهم دائماً، كانوا ينصحونني بتقوية علاقتي مع فلانة او يجبرونني على الابتعاد عن فلانة بحكم معرفتهم بأشياء لا أفهمها أنا. وأذكر أننا لو تخاصمنا تلك الخصامات الصغيرة كان الأساتذة يعاقبوننا وتستمر العقوبة حتى نتصالح أمامهم.

في الثانوية صار الوضع مغيظاً لهم

استاذ التربية كان يهز رأسه يائساً من اسكاتنا ويقول : "أدفع حياتي ثمناً لأعرف ما الذي يستغرقكما الحديث عنه كل هذا الوقت؟ رجاءً أعطوني عشر دقائق وسأنتهي من الدرس ثم أكملوا براحتكم"

استاذ الفيزياء كان يصرخ : "أتوسل إليك ألم تنتهي من الهمس في أذنها؟ " هذا لأني لم أكن أوفر دقيقة من يومنا كان علينا ان نستغل كل الوقت المتاح ! داخل المدرسة وخارجها. وحتى لو فصلوا بيننا يمكننا ان نفهم بعضنا من الرمش بالعيون وحسب.

أما استاذ اللغة فقد ناظرنا بعين حنونة مع أنه كان قاسي جداً وبإحدى المرات _وبابتسامة مريرة_ سألني :

"وا أسفاه، لماذا لا تستمر صداقات النساء مدة طويلة؟ "

يومها زرع سؤاله الشك في نفسي.

أعني، كنا متوافقات بشكل لا ريب فيه وكنا نعلم أننا سنكون مع بعض للأبد، جامعة؟ أسرة؟ زواج؟ لا شيء من هذا يمكن أن يمنع بعض الفتيات من البقاء معاً.

ولا حتى الأسباب التي تتواجد في الأساطير والحكايا والدراما التلفيزيونية، فجميعنا من دين واحد، نسكن في منطقة واحدة، لنا اهتمامات متقاربة ونسبة ذكاء متقاربة وحسّ مريع في الأزياء.

متصالحات مع انفسنا وصريحات فيما بيننا.

كل المصائب والاحتمالات المستقبلية خططنا لها مستقباً، لأنه ورغم أننا لم يسبق أن جربنا الانفصال التام كنا نعلم أن السعادة المطلقة هي في تواجدنا معاً وحسب.

مرّ الآن عشر سنوات على افتراقنا القسريّ. 

الحرب اجبرت كل منا على اللجوء لبلد، والسياسة باعدت بين المدن التي نسكنها، حتى اللواتي ظللن في مدينة واحدة منعهن المرض (الجائحة) من اللقاء.

مع ذلك لا أزال ابكي على الهاتف حين تخبرني أنها مرت بيوم سيء.

ولا تزال ترد عليّ بصبيانية وطفولية حين نتحادث حتى وهي تحمل طفليها وتطعمها.

ولا ازال لا ابتسم إلا وأنا أحدثها ولا يسعدني في الدنيا مرأى شيء بقدر ما يسعدني رؤية صورة لطفلتها.

بناتها ينادونني خالتي وهذا أجمل ما الدنيا.

لم أستطع حضور زفافها وهذا أكثر ما يحزنني، لم تستطع كل الصور التي أرسلتها لي أن تعوضني عن عدم تواجدي معها وإمساكي بيدها والرقص معها وتزين شعرها بنفسي.

لامشكلة لو لم نتحادث لأسابيع، لأنه حالما نتحادث سنشعر وكأننا لم ننقطع عن التواصل أبداً.

لو قابلت أستاذ اللغة الآن لأجبته " صداقات النساء يمكن أن تستمر طويلاً يا استاذ، وطويلاً جداً "

________

________

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
BRO || سأخبرك عنهاWhere stories live. Discover now