002

118 16 12
                                    


كيف التقينا؟

أفصحت عن ذلك علناً أمامي أكثر من مرة
لكنني صدقاً أخذت عباراتها على أنها مجاملات عابرة

فمعشر النساء في مجتمعات هذه الأيام (محيطي على الأقل) غالباً ما يرددن عبارات الاستلطاف حتى وهن لا يعنينها فعلاً ويعتبرنها لباقة مطلوبة مثل : أوه أحببت زيّك، ملابسك لطيفة، تبدين جميلة وهكذا.

وأنا اعتدت على ترجمة عبارات كهذه كشيء سطحي طبيعي ومستعمل مثل : "صباح الخير" و "مرحباً" التي نرميها كيفما التفتنا.

لكن .. لأني لست من النوع المبهر الطلة ولا أحفل بكون ملابسي على الموضة ولا أستخدم حتى مساحيق تجميل

لأني كل هذا اعتقدت أنها تستخدم عبارات : "أحب التعامل معك" و "التعامل معك لطيف" و "أرتاح للتواجد برفقتك" .. كـعبارات لباقة مصطنعة.

ثم .. أنا من النوع الذي يحب الناس، كل الناس لذا لم يزعجني تكرارها لهذه العبارات حين نلتقي على الرغم من أنها كانت تقولها على الملأ

حتى أتى ذلك اليوم.

كانت برفقة أمها وحماتها معاً وأنا على معرفة بكل منهن على حدى لكنها كانت المرة الأولى التي أجتمع بهن سوية. وبدأت كعادتها تطري علي بين الحين والآخر رفقة ابتسامات لطيفة.

وعند نقطة ما من الحديث الدائر توجهت بكلامها نحوي وسألتني : أتذكرينني؟ تذكرين أول مرة التقيت بك؟؟

فسكت. حاولت عبثاً أن أجد لها في ذاكرتي حدثاً خاصاً بل واكتشفت أني لا أذكر فعلياً لماذا أنا على معرفة بها. كل ما أعرفه أنها شخص طيب لطيف يظهر أمامي من العدم كل حين.

حكت يومها لحماتها بحماس وعلى مسمعي كيف التقينا وما حصل هو أنها في يوم سيء من حياتها كانت تنتعل حذاءً جديداً في السوق ولأنه جديد سبب الأذى لبشرة قدمها كما يحصل لكل النساء.

وأنها لما طلبت منديلاً من فتاة غريبة (والتي هي أنا) قمت بتقديم منديل ومعقم وضمادة وعرضت عليها الجلوس معي لترتاح.

حكت أن الموقف على صغره وبساطته أثر بها للغاية وأنه ترك في قلبها حباً شديداً نحوي وهو الحب الذي تعبر لي عنه كلما التقينا.

أصغيت لقصتها متفاجأة وتذكرت الحادثة بوضوح.

ليست الفتاة الوحيدة التي ساعدتها بشأن كهذا

في الحقيقة أنا أكره للغاية الأحذية الجديدة وأكره هذا النوع من الأذى الذي تتركه على بشىرة كعب القدم لذا أكون متأهبة له دائماً بمعقم وضمادة سميكة.

أجل ساعدت غيرها فتيات أعرفهن وشاهدت بأم عيني كيف تنكّرن للمعروف كأنه لم يحصل. بل قدمت لغيرها أشياء أكبر وأعمق وأُريقت أفعالي هدراً.

هي حفر الموقف في قلبها علامة.
وتذكرها للموقف وامتنانها حفر في قلبي أنا علامة.

إنه هذا الاهتمام الصادق من طرفي
والامتنان الصادق من طرفها

ما عزز ودّ العلاقة بيننا بعد ذلك اليوم.

___________

الوومانس ليس فقط بين طالبات المدرسة وأصدقاء الدراسة.

الودّ ليس له عمر.

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.


_______

.
.
.
.
.
⚜️

BRO || سأخبرك عنهاWhere stories live. Discover now