وكأن قلبي يخبرني بأنك هنا ، و بقيت كل العمر أفتش عليك بين أوردتي و دمي ، داخلي بعمق مهيب .Taebars.
........
ها أنا ذا أقف أنظر لك بغرابة ، كغريب وأنت مختبىء عن مرأى عيناي في بحر قلبي و لكنك كالغريب ، كل ما تفعل لم يعد يحرك أسطولي ابداً ، أراك بحب دون ان أحبك ، اتأملك دون ان أنظر إليك ، اكتفيت منك و بقوة سيئة ، لقد ضربتني في وتر ضيق جدًا ستُسال عنه أمام الرب .
يومين مضت وجونغكوك لا يستطيع مغادرة هذه الدوامة ، غاضب من كل شيء و من نفسه ، من تلك الظروف التي جعلته يضطر لبيع طفولته و برأته ، كل الاشياء الظالمة وأولها نفسه ، يذهب لمساعدة السيد والسيدة سو يتناول العشاء معهم ثم يغادر دون ان يرى أبيل ، محاولاً تجنب الوحدة و التفكير في كل شيء .
ولكنه عندما يهرب من عقله و فكره يجبره قلبه للالتفات لكومة التراكمات بداخله ، ولكنه لم ولن يتدخل لانه قوبل المرة الماضية برفض غير مباشر من الاخر ، وكأنه يخبره الابتعاد و الاجتناب عن طريقه ، و من ينقذ الذئب من رائحة فريسته ، افكاره تأكله كل مابه يريد ان يعرف و يرى الأخر ، كالحاجة يراه وكأنه دواء و علاج لكل شيء.
في ظلام منزله جالسًا لوحده دون حراك ، محدقا في السقف فوقه ، صوت الرعد و البرق كإنذار لغزو السماء الأرض بماء منهمر ، كـ أحد ليالي نوفمبر الماطرة ، سماء مظلمة و ارض متشبعة بالمطر ، رائحة الحقول التي ستفوح كـ كل مرة بعد المطر مبهجة و تبعث الراحة .
ضرب حصاة صغيرة يُقذف على النافذة ، مما جعل الأخير يستقيم لينظر وحينها تحرك ليفتح الباب وهو ينظر بصدمة للآخر الذي يقف أمام منزله ، يرتدي سترته و حذاء الطويل ، أبتسم عندما رأى الأخر ، ليتوقف عن قذف الحصاة ، بدأ المطر بالهطول و تايهيونغ تحته مازال واقفًا.
شرع يداه للسماء و رفع راسه إليها ومثلما يستقبل كل شيء منها بصدر رحب و بحب أعمى ، نظر الى بيبرس الذي مازال واقفًا ينظر اليه ، شبح ابتسامة خفيف اختزل فوق شفاة الأكبر ليرتدي معطفه و ليقف تحت المطر وهو يفعل كل مايفعله الأصغر.