Chapter 3 🎭

4 1 0
                                    

خرجت لمار من كُلّيتها بعد يوم طويل و مرهق ، وقفت مع صحابها شوية قدام الجامعة يتكلموا قبل ما يمشوا و بدأوا يمشوا واحدة ورا التانية لحد ما فضلت هي و بدأت تتحرك ناحية عربيتها ، وقفت شوية قدام عربيتها و هي بتبص على عجلتين عربيتها النايمين بذهول ، خبطت العجلة برجلها بضيق و سندت ضهرها على العربية و حطت ايدها على وشها من الإرهاق ، لسة هتطلع تليفونها مش شنطتها عشان تكلم حد لقت اللي واقف قدامها و بيقولها :
- في حاجة يا آنسة ؟
بصتله لمار و قالت بضيق :
- مفيش بس عجل العربية لقيته نايم مع انني لسة معدية على الميكانيكي امبارح و مظبطاها ، انا هكلم حد ييجي ياخدني شكرا على سؤالك
حمحم هو و قال :
- طيب انا اقدر اوصلك بدل ما تفضلي واقفة هنا لوحدك مستنية
هزت رأسها برفض و قالت بذوق و رقة :
- متشكرة جدا ملوش لزوم و كمان مش عايزة اتعبك
قال هو بإصرار :
- ولا تعب ولا حاجة لكن شكلك مرهق و مينفعش تفضلي لوحدك مستنية حد و تلاقي الدنيا زحمة دلوقتي
سكتت شوية و هي بتفكر باعدين قالت و هي بتهز رأسها بتعب :
- طيب استأذنك بس الأول اكلم والدي اطمنه عليا و اخلي حد يبقى ييجي ياخد العربية
هز راسه و قال بإبتسامة :
- اكيد براحتك
طلعت تليفونها و لسة هترن على الحسيني بصتله شوية باعدين قالت بشك :
- هو انا عندي سؤال ، انا حاسة انك شبه شخصية ما معروفة ، فارس مكاوي !
بصلها فارس بإعجاب و قال بثقة :
- فعلا انا فارس مكاوي ، بس حاجة كويسة ان آنسة زيك تبقى عارفة شكل رجل من رجال الأعمال و قادرة تميزه بالشكل ده ، مش كل الناس بتكون عارفة حتى اسماء أشهر رجال الأعمال
ابتسمت هي بثقة و قالت :
- عندك حق لكن انا مهتمة بكذا فئة في المجتمع و عارفاهم كويس بالشكل و الأسم و المجال اللي بيشتغلوا فيه
كانت رنت على الحسيني و رد فبدأت تتكلم معاه و فارس بيبصلها بغموض و نظرة اعجاب بيحاول يخفيها ، قفلت تليفونها و قالتله بإبتسامة لطيفة :
- هتوصلني ولا رجعت في كلامك ؟
فاق من تفكيره و قال و هو بيشاورلها بذوق :
- اكيد اتفضلي
مشت جنبه لحد ما وصلوا لعربيته ، ركب في كرسي السواق و هي جنبه ، بدأ يتحرك بالعربية و بدأ يتكلم معاها و هو بيحاول يفتح معاها مواضيع :
- لكن مش غريبة اهتمامك بفئة زي فئة رجال الأعمال ؟
ردت هي و قالت ببساطة :
- مش غريبة ولا حاجة لكن زي ما تقول عيلتنا ليها مكانة عالية شوية فبالنسبالي شايفة انه من الطبيعي ابقى عارفة الأشخاص الناجحين و المؤثرين في المجتمع ، لكن ممكن تعتبره حب استطلاع بالذات كمان انه بيفيدني في مجال دراستي
ابتسم من طريقة كلامها و قال :
- و هي عيلتكوا عيلة مين بقى اللي ليها مكانة كبيرة ؟
ابتسمت لمار بثقة و قالت :
- انا اكون لمار الحسيني بنت اللواء الحسيني لو تسمع عنه
رد عليها بإبتسامة :
- اكيد اسمع عنه و اتشرف انني اتعرفت على حد من عيلته
ضحكت هي بخفة و قالت برقة :
- انا اللي مبسوطة بالصدفة اللي خلتني اشوف و اتعامل مع فارس مكاوي ، بس شكلك مش زي ما بيقولوا
سألها بإستغراب و في ابتسامة على وشه :
- مين اللي بيقولوا و بيقولوا ايه ؟
رفعت اكتافها و هي بتقول :
- الناس و الصحافة ، شايفة انهم دايما يقولوا عليك مغرور و شايف نفسك و هكذا ، مع انني شايفة غير كدا
بصلها و قال :
- غير كدا ازاي ؟
ردت ببساطة :
- يعني عادي ، زي اي حد بتعامل معاه ، طريقتك مش بالغرور اللي بيقولوا عليه
بصلها بعد ما وقف في إشارة وسط الزحمة و قال بضحكة خفيفة :
- متشغليش بالك بكلام الناس و الصحافة مبيأكلش عيش و لو الواحد فضل مركز عليه مش هيقضي حاجة في حياته
حطت ايديها على شنطتها اللي على رجليها و قالت بمنطقية :
- عندك حق لكن مش دايما صح ، مش دايما لازم نخبط كلام الناس في الحيط و كأننا مش سامعينه ، مش يمكن ييجي وقت يكون كلامهم صح ؟ تفضل انت على طريقتك اللي ممكن تكره الناس فيك و انت مش واخد بالك لمجرد انك بترمي بكلامهم عرض الحائط ، في أوقات لازم نشوف هل كلام الناس ده صح فعلا ولا لا ، لو العيوب اللي بيتهمونا بيها غلط خلاص و كأنك مش سامعهم ، لكن يكون شخص بيعمل غلط و بيتعامل غلط و الناس بتقوله انت غلط و هو مُصِر على غلطه ف ده هيخلي اللي حواليه يتخلّوا عنه
سرح بذهنه في كلامها و لاحظ قد ايه كلامها منطقي و صحيح و لوهلة نسي غرض وجوده معاها و بيستمر في النقاش و هو مستمتع ، فاق على صوتها و هي بتقوله بإبتسامة رقيقة وسط زيطة كلكسات العربيات :
- الإشارة فتحت .
انتبه قدامه و بدأ يتحرك و يكمل طريقه و ساد الصمت بينهم لحد ما وصلها قدام الفيلا ، بصتله بإبتسامة و قالت بلُطف :
- متشكرة على توصيلتك ليا ، فعلا كنت مرهقة و مكنتش هقدر استنى حد يجيلي و كأنك انقذتني من الجو الفظيع ده
بصلها بإبتسامة و قال :
- متشكرينيش اي حد مكاني كان عمل كدا ، و بصراحة انا سعيد جدا بمعرفتي بيكي و استمتعت بالنقاش البسيط اللي دار بينا
ابتسامتها وسعت و هي بتقوله :
- و انا كمان الحقيقة ، فعلا النقاش معاك كان لطيف ، هنزل انا بقى فرصة سعيدة و متشكرة مرة تانية
لسة هتفتح الباب راح قرب بسرعة و مسك ايدها اللي على الباب فبصتله هي بتفاجؤ و خرجت منها شهقة بسيطة من قربه و مسكته لإيدها ، بِعِد مرة تانية و قال و هو حاطط ايده ورا رقبته بإحراج :
- انا اسف كانت لحظة اندفاع لكن ، مأخدتش رقم تليفونك !
بصتله بتوتر و هي أنفاسها اتسارعت من منظره و هو قريب منها لثواني بسيطة ، ابتسمت ابتسامة مهزوزة و قالت :
- طيب مرة تانية ، لو اتقابلنا مرة تانية ممكن اديهولك ، عن اذنك
نزلت بسرعة من العربية قبل ما يعمل حركة غريبة مرة تانية و دخلت للفيلا و هو فضل قاعد في العربية ذهنه شارد ....
_______________________________
كان فارس نايم على الكنبة في مكتبه في الشركة ، تقريبا اسبوع مبيرجعش بيته غير عشان ياخد دش سريع و يبدل هدومه و يرجع للشركة و يملي وقته كله بالشغل ، مش عايز يدي لنفسه فرصه انه يقع ، مفيش وقت للوقوع بالنسباله ، تليفونه بيرن من الصبح لكنه مش مهتم انه يجاوب ، عدى وقت بسيط في هدوء بدون صوت التليفون المزعج و فجأة لقى سامح بيدخل المكتب من غير ما يخبط ، اتعدل من على الكنبة و بصله لقى تعابير وشه لا توحي بالخير ، بصله بغموض و قاله :
- كنت ناوي اهزقك لكن بعد تعابيرك دي هنأجله ، في ايه ؟ 
بلع سامح ريقه و هو بيقول بقلق :
- مبتردش على مصطفى ليه من الصبح ؟ افتكرت حصلك حاجة
بصله فارس بحدة و قال :
- سامح مش وقته ، في ايه ؟ مصطفى كلمك قالك ايه مخلي منظرك كدا ؟!
اتنهد سامح و قال :
- مصطفى جاله خبر من العساكر في المستشفى ان نبض هربت و قالبين الدنيا عليها
وقف فارس و هو على وشه ملامح الذهول و الصدمة ، كمل سامح كلامه :
- بيقول ان في قوات هتدور عليها في كل مكان و عند اي حد نبض على معرفة بيه و انت كنت خطيب اختها يعني تقريبا هيبقوا عندك في الفيلا او هنا في الشركة في خلال وقت قليل ، غير أنه احتمال يتم التحقيق مع اي حد كانت تعرفه لأن لو حد ساعدها في ده هيلبس قضية تستر على مجرم
حط فارس ايده على راسه و هو حاسس انه تايه و مش عارف ايه اللي بيحصل
" في شقة بلال "
صحي على صوت خبط جامد على باب الشقة ، قام و لبس تيشيرت على الشروت اللي لابسه و رجع شعره لورا بإيديه بحيث يكون شبه منظم و خرج فتح الباب لقى قدامه الشرطة ، بص للظابط اللي قدامه بإستغراب فقاله :
- انت بلال الهلالي ؟
هز بلال راسه بعدم فهم و هو مش فايق من نومه فكمل الظابط كلامه :
- معانا أمر بتفتيش الشقة ، أدخلوا شوفوا شغلكوا
لقاهم بيدخلوا الشقة و هما بيدوروا و بيفتشوا ، دعك بلال عينيه و قال للظابط اللي واقف قدامه بجهل :
- في ايه يا باشا ؟ انا باشمهندس محترم و اسمي معروف انا و عيلتي يعني ، اكيد مش هبقى مخبي ممنوعات عندي في الشقة !
قال الظابط ببرود :
- التفتيش ده عشان المتهمة نبض الحسيني هربت من المستشفى ، و بما انها كانت على معرفة بيك ف انت من المشتبهين انك تكون متستر عليها
بصله بلال بصدمة و قال :
- نبض هربت !
خرج العساكر و واحد منهم بيقول :
- مفيش حد يا فندم
هز الظابط راسه و خرج من جيبه ورقه و رجع قال و هو بيمد ايده بيها لبلال :
- ده استدعاء من النيابة حضرتك مطلوب لإتخاذ اقوالك ، عن اذنك
خرجوا من الشقة و هو دخل أوضته و هو لسة تحت تأثير الصدمة ، مسك تليفونه و رن على رقم و اول ما رد قال و صوته باين فيه الصدمة و الذهول :
- في ايه يا مصطفى ؟!!
" في فيلا الحسيني "
الشرطة كانت موجودة حوالين البيت و بيفتشوا فيه و بيحاولوا يلاقوا اي دليل يوصلهم لنبض ، في حين إن في اوضة مخفية ضلمة مفيش فيها غير نور بسيط من ابجورة حجارتها قربت تخلص في زاوية من زوايا الأوضة كانت قاعدة نبض على كرسي خشب بلبس ممرضة و في ايدها سيجارة بتشربها بشراهه و هي باصة لنقطة وهمية قدامها و حواليها على الأرض عدد كبير من الأجزاء الاخيرة من السجاير المطفية ، بعد فترة بدأت تحس بالهدوء في الفيلا و حواليها ، قامت من على الكرسي و هي بترجّع ضهرها لورا على شكل قوس و بتفُك عضلات ضهرها و الدخان بيخرج من بؤها و مناخيرها ، اتعدلت و راحت ناحية الباب الحديد بتاع الأوضة و عليه جزء لكلمة سر ، داست على كذا رقم و حطت صباعها على كاشف البصمة و فتحت الباب اللي كان وراه جزء خشبي مغطي فتحة الباب ، بدأت تزق فيه و هي بتحاول متعملش صوت لحد ما وسّعت فتحة تقدر تخرج منها و كان الجزء الخشبي ده ضهر السرير اللي في اوضتها ! رجعت قفلت الباب الحديد و خرجت من ورا السرير و رجّعته مكانه مرة تانية ، عينيها جت على مرايتها و انعكاسها فيها ، بصت على شكلها المذري لوقت بسيط باعدين طرقعت رقبتها و هي بتستعد بأفكارها للخطوة الجديدة .......
_______________________________
عدّى شهر كان فيهم فارس بيراقب لمار من بعيد و بيفكر ازاي يقرب منها ، نبض مكملة حياتها طبيعي بين شغلها و عيلتها و صحابها
" في مكتب نبض "
قفلت الملف اللي قدامها على المكتب و هي بتقول لمصطفى اللي قاعد قدامها :
- انت عامل الحوار ده كله عشان العبط ده !
بصلها مصطفى بمعنى " والله ! " فكملت و هي بترجع بضهرها لورا على كرسيها :
- يا باشا الحوار ده يتقفل في اقل من شهر ، كنت تعمل اللي انت عامله ده لو معاك ظابط لسة بيقول بسم الله في الشغلانة لكن انت بتشتغل مع نبض الحسيني
كملت و هي بتغمزله :
- دنا بابا يلاا
ريّح مصطفى على الكرسي اللي قاعد عليه و قال :
- انتي مش فاهماني يا نبض ، انا مش بقلل من قدراتك ولا قدراتي ، احنا مسكنا قضايا زي دي بدل المرة عشرة و بفضل الله عرفنا نجيبهم
كمل بخنقة و هو بيتنفس :
- بس مش عارف ليه المرادي حاسس انني مش مستريح للقضية دي ولا الناس دي
بص لنبض لقاها بصاله و هي رافعة حاجبها فقال هو بنفاذ صبر :
- عارف انتي بتفكري في ايه ، أن شغلنا مينفعش نربط فيه اي نوع من انواع المشاعر او العواطف ، لكن فعلا يا نبض قلبي مقبوض ، انا بكلمك كمصطفى ابن خالتك و اخوكي مش المقدم اللي بيشتغل معاكي
طلّعت نبض علبة السجاير من الدرج و قالت و هي بتاخد واحدة :
- انت لسة مجاوب على نفسك يا مصطفى ، مينفعش في شغلنا يكون في أي عواطف او مشاعر ، انت عايزنا نرفض قضية تجارة كل اللي الفاسدين بيتاجروا فيه ، عايزنا نرفض قضية بيت*قتل فيها ناس عشان يتاخد اعض*ائهم و تتباع ، عايزنا نرفض قضية بيتدمر فيها أجيال بسبب الممنوعات اللي بيتاجروا فيها ، عايزنا نرفض قضية لناس بتتاجر في السل*اح يا مصطفى ، و كل ده عشان انت حاسس ان قلبك مقبوض ، طبيعي تبقى قلقان شوية يا مصطفى لأن دي تعتبر قضية غير كل اللي اشتغلنا فيهم قبل كدا ، كنا بنشتغل على عصابات بتتاجر في حاجات معينة إنما المرادي دول محتلين كل حاجة يُتاجر فيها و مستخبيين ورا اسماء و أدوار لا هي أسمائهم ولا أدوارهم
ولّعت السيجارة و كمّلت و هي عيونها بتلمع :
- و فكر فيها كدا برضه ، لو نجحنا في القضية دي و قدرنا نجيبهم كلهم لحبل المشنقة هنترقى اكتر ، الترقية اللي بنبقى بنريّل عشان نوصلها يا مصطفى
بصلها مصطفى بقرف و قال :
- أبو قرفك
كمّلت نبض بثقة و هي بتنفخ دخان السيجارة :
- انا عن نفسي هبدأ اشتغل فيها من انهردة قبل بكرا ، لو انت مش عايز براحتك ممكن يكتفوا بيا او يجيبوا حد مكانك
بصتله بتحدي و هي بتحاول تستفزه :
- و ساعتها لما انجح في القضية ابقى اشوفك بقى و انت لسة مقدم و انا هبقى العقيد نبض الحسيني هبقى بنسر و نجمتين و انت نجمة واحدة يا درش
بصلها مصطفى بغيظ وقال بتحدي :
- ماشي يا نبض ، انا كمان هشتغل فيها ، بصراحة اقنعتيني مش هقدر افوّت الترقية

#حكاية_نبض
" الحلقة الثالثة " بقلميي/سماا معتز 🎭

حكاية نبضWhere stories live. Discover now