Moonlight's Devils

جُنون

- الآنسة أصبحت مصدر خطر عليكم جميعا؛ والحل الذي اقترحته هو أسهل الحلول...

- سيدي أنا لم أحجب ابنتي عن العالم لسبعة عشرة عاما لأجل أن أقتلها الآن!!

- فتاة تتمكن من رؤية الشياطين والحديث إليها والتواصل معها؛ يعني أنها ساحرة... لو تسرب خبرها لأعدمت حرقا أمام الملء بتهمة الكفر والهرطقة أما أنا فقد قدمت لكما نصيحة بريئة

- هل من حل آخر سيدي؟

- ربما يجب عليها البقاء في الكنيسة لفترة؛ يجب أن تظل في وسط مقدس حتى تتعافى

كانت هي ممددة على فراشها تائهة في الفراغ؛ تحدق بالسقف بابتسامة فارغة وتحرك شفتيها بكلمات غير واضحة والدموع عالقة بمحجريها الوضيئين، تبتسم تارة وتبكي تارة... كأنها فقدت عقلها أو ما تبقى منه؛ لم يعد بوسع أحد البقاء معها، حالتها كانت تُلين الحجر...

- إلهي فلتعيدوه فقط؛ لا أمانع أن أغادركم للأبد ... دعوني له أرجوكم؛ هو لم يكن ليوثق يدي في السرير بهذا الشكل، أنا أرغب بأن يعود وسأدفع أي ثمن لأجل هذا؛ أمي أعيديه أرجوكِ؛ ألست طفلتكِ المدللة؟ هل ترضين رؤيتي بهذا الشكل؟

رفعت آڤيلا عينيها لتقابلا خاصة والدتها محاولة استعطافها؛ لا تنكر أنها نجحت في ذلك بشدة لكنها لم تتمكن من اتخاذ حل عملي؛ كل ما فعلته هو التربيت على شعرها الذهبي برأفة لأنها عاجزة عن مساعدتها بأي شيء... استدارت لتواصل تجهيز حقيبة ابنتها استعدادا لإرسالها إلى الكنيسة الكبرى في الجزيرة على أمل أن تتعافى؛ هي فقدت ثقتها برجال الدين تماما؛ طبعا فهم يجبرونها على التخلي عن ابنتها بطريقة أو بأخرى! لكنها تود المحاولة لمرة أخيرة من أجل آڤي.

هي لم تكن تسمح لها بالخروج من القصر البتة؛ فكيف طاوعها قلبها على إخراجها بيديها؛ هي أرسلتها للخارج، وهي... مستعدة تماما لتقبل حقيقة أنها لن تراها مجددا... ودعتها بيد واحدة؛ الثانية كانت تمتد لتمسح دموعها، وهي تراقب فلذة كبدها تغادرها لتعيش ما تجهله كلتاهما...

كانت تصرخ باكية طيلة الطريق وتناديه بحرقة، حتى لم تعد تقوى حتى على فتح عينيها، مجرد صوت خافت يصدر من تمتمة خفية بين شفتيها، هي على الأرجح كانت تطلب منه أن يسامحها ويعود لأخذها، لا أحد يعلم أعزاءي وحتى أنا لا أعلم، حسنًا لندعه سرا بينهما 🦋💟

حتى عند وصولها؛ شعرت بالوحشة للدرجة التي جعلتها لا تكلم سوى نفسها لعدة أيام، هي فعليًا فقدت عقلها وقلبها وروحها، أصبحت فارغة من كل شيء عداه... تكاد تراه في كل الوجوه؛ لكنها مستسلمة لحقيقة أنها قد لا تراه مجددًا... الحب صعب..