كِـذبَة بَيـضَاء

34 6 2
                                    

لم تكن تبالي حتى بالجروح التي ملأت قدميها حتى سقطت أرضا من الإرهاق والألم، هي لم تعترض ولو للحظة رغم شعورها بالألم الشديد... تنهد تايهيونغ بضجر

- هل كان من الصعب عليك ارتداء حذاء يا عديمة الفائدة؟

هو يعلم أنها لن تعترض الآن أيضا؛ إنه منومة مغناطيسيا تماما ولا تعي لما يحدث؛ ولن تتذكر أي شيء من هذا حين تفيق؛ والمصيبة أنه لا يستطيع لمسها بتاتا وإلا ضاعت فرصته التي يعمل عليها منذ 16 سنة... زفر بضيق ليواصل سيره مبتعدا؛ حاولت آڤيلا مواصلة المشي لكنها كانت عاجزة تماما، راقبته وهو يبتعد؛ إلى أن غاصت في الظلام

أما هو فلم يفكر في تركها هناك للأبد مثلا؛ هو لم يأخذها ليدعها جثة في وسط الغابة... بإشارة من أصابعه كانا قد وصلا إلى المنزل... لا زال أمامه شهر كامل لاكتمال القمر التالي

- لقد ضيعتِ فرصة الأمس؛ فلتحل عليكِ اللعنة

- ليس عليك لعنها تاي أولا أنت تعلم أنني أغار؛ وكذلك المشكلة هي أنكَ... هل عليّ تذكيركَ بأنك من نسي أن القمر اكتمل بالأمس؟

رمقه بطرف عينه هو الآخر ليضحك قبل أن يلكم كتفه

- اللعنة عليكَ أيضا جيمين، اللعنة عليكَ كل يوم لمدة سبعة أيام في الأسبوع؛ ولأربعة أسابيع في الشهر و12 شهرا في السنة ولكل سنة من حياتك البائسة

- شكرا عزيزي هذا يعني لي الكثير

متى ستكبر؟ حدث نفسه بينما يبتسم بسعة؛ هو لا يريده أن يكبر في الواقع؛ لأنه الشخص الوحيد الذي يجعله يبتسم... صديقه الوحيد حتى لو كانت قصة صداقتهما غير سعيدة البتة

- أعتقد أن أميرتك أفاقت، ينبغي أن تلقي نظرة عليها

- هل فعلت أنتَ ذلك؟ لأني لا أذكر أنك فعلت

- لم أُضطر لهذا لأني لم أكن غبيا لأضيع ليلة اكتمال القمر عليّ؛ والآن عليك الاعتناء بها لشهر كامل حتى تقدم دماءها وهي بكامل صحتها

القانون السابع عشر من قوانين شياطين ضوء القمر: يجب أن تكون التضحية مثالية لتُقبَل

واصل جيمين سيره ليتوقف كما لو أنه تذكر شيئا هاما، استدار بسرعة ورفع سبابته مهددا

- وإياك أن تقع في حبها!

- لستُ مجنونًا لأفعل!

- صدقني قد يحدث هذا؛ ووقتها... مصيبة انهالت على رأسك –وضع يده فوق رأسه-ورأسي بما أني أتورط في كل مصائبك

- عموما لست بذلك الغباء، فلتذهب فقط سأتدبر أمري

- اعتنِ بنفسك فضائيي

- سأفعل؛ أنتَ أيضا

القانون الرابع من قوانين شياطين ضوء القمر: إياك أن تحب/ي أي بشري/ة

غادر المعني المكان عائدا إلى منزله هو الآخر؛ ليتنهد الأصغر بملل ويصعد لتفقد آڤيلا؛ وجدها جالسة على حافة السرير تنظر إلى قدميها المضمدتين محاولة الوقوف؛ غير أنها نقلت بصرها إليه بسرعة لتسأله

- معذرة سيدي! أين أنا وكيف وصلت إلى هنا؟

- لقد فقدتِ وعيكِ في الغابة؛ آنسة آڤيلا... لذلك أحضرت سموكِ إلى هنا

- هل يمكنك إعادتي إلى القصر؟ لا شك أن والداي قلقان الآن

- كلا آنستي؛ لن يحدث هذا حتى تتعافي تماما... ستكونين بخير أنا أعدك

ابتسمت الفتاة بصدق؛ هي لم تعاشر البشر البتة بل عاشت فقط بين طيات الكتب وصفحات الروايات، كانت طفولية عفوية رقيقة؛ تظن أن كل الوعود يوفى بها

- هل... هل أجد شيئا يؤكل لديك؟ أنا جائعة

- بالطبع هناك آنستي –نبس بينما يرتدي قفازين من الجلد ويقترب منها-هاتي يدكِ؛ سأساعدكِ على النزول

شكرته وأومأت بامتنان؛ تمسكت بكفه ونهضت بصعوبة تسير نحو الطابق السفلي بينما كان يساعدها على التوازن بكلتا ذراعيه: اليمنى ممسكة بكفها واليسرى تحيط خصرها

- سيدي؛ هل... أنا في أمان؟

- أجل عزيزتي، لمَ لا؟

Moonlight's DevilsNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ