لستَ نادما، اِستدرِجها!

39 8 0
                                    

في الليلة ذاتها، غادر ذو العيون السوداء منزله باتجاه قصر صاحب الجلالة كما يدعوه الجميع، هو لا يذهب إلى هناك إلا لسبب واحد: الحصول على آڤيلا، الفتاة القادرة على تحريره من سجنه.
إنه يعلم تماما أن خطواته ترسم لها حياة مظلمة كحياته؛ لكنه لم يعد يبالي... قلبه لا ينبض؛ لماذا قد يشعر بالحزن لأجل بشرية فانية؟

القانون الأول من قانون شياطين ضوء القمر: لا ترأف بأي بشري؛ هم مجرد أدوات لتحقيق مآربنا

هي في نهاية المطاف مجرد "أداة".

وقف أمام باب خشبي صغير في الحديقة الخلفية؛ لن يكلف نفسه سوى دقائق من الانتظار، هي ستأتي إليه بنفسها...

أما داخل القصر؛ كانت آڤيلا تسير على أطراف أصابعها بعد أن سحبت كفها برقة من كف والدتها، استمرت بالمشي بصمت نحو الحديقة حافية القدمين.. وكأنها انتبهت لتوها ولأول مرة في حياتها لوجود باب بوسعها فتحه؛ باب صغير يفصل بينها وبين النعيم الذي تتوقعه لقياه
ما إن دفعت الباب بكفها مصدرة صريرا خافتا ارتأت لها ذات العينين اللتان طاردتاها في كوابيسها؛ لكنه هذه المرة بابتسامة حانية مطمئِنة.

كانت ملامحه أكثر "بشريةً" من المرة السابقة...

لم تصرخ ولم تراودها الرهبة، كانت كلمات مجهولة المصدر ترن بقلبها: "غادري المكان، ستكونين بخير، فقط اخرجي واتبعيه..." ووجدت نفسها بلا وعي تخطو إلى الخارج؛ خطوة وخطوتين... حتى كادت المسافة بينهما تنعدم... رفعت آڤيلا بصرها إليه لتنبس

- أرجو المعذرة سيدي، من تكون؟

- أدعى... كيم تاي هيونغ، بوسعك مناداتي تاي؛ آنسة آڤيلا

- تعرف اسمي؟

- بل وأكثر من ذلك، أعتقد أنك... مسرورة بالخروج؟ ولو أن المكان أوحش بقليل مما توقعتِه؟

نظرت حولها للحظة، ظلام الليل جعل كل شيء يزداد رهبة لكن... المكان ليس كما رسمته في عقلها! لا وجود لأية حيوانات في الجوار فالغابة شائكة جدا؛ لا توجد أية علامة تدل على أن هناك حياة في مكان قريب من هنا. لم يمنح لها وقتا لتستوعب فهذا لم يكن من أولوياته قط؛ سار باتزان لا غير، تاركا إياها تتبعه من غير اعتراضات؛ وكأنها مسحورة أو ممسوسة... ربما هي فعلا كذلك! حتى الأصوات التي كانت تسمعها من الخارج؛ لم يسمعها شخص غيرها يوما.

هي لم تكن إلا محاولاته لإغوائها...

الشياطين تفعل أي شيء لأجل رغباتها الأنانية؛ وفي حالته؛ لقد سئم دور الضحية... ستمائة سنة ليس قدرا يسيرا البتة لذلك... الحلقة تتكرر، الطريدة تصبح مطارِدة، ويستمر الأمر؛ إنها دورة الحياة

Moonlight's DevilsWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu