زادت من معانقته لوهلة قصيرة قبل أن تصرخ متداركة الوضع و الحالة التي سقطت فيها:

"انت تعبااان"

دفعته من صدره العاري المتصل بعدة أسلاك و جعلته يستلقي من جديد ثم اعادت وضع القناع على وجهه، توقفت عن البكاء و مسحت دموعها ثم قمة انفها بعفوية بكم ملابسها تنظر له بأعينها الدامعة المحمرة ليبتسم بخفة و قال:

"رغم انه شكلك حلو بعد ما تبكي بس انا مش عايز اشوفك بتعيطي تاني"

"ما هو انت السبب، بس استنى على رزقك بعد ما تخف و ربنا ما هسيبك"

امسكت يده بقوة تأكيداً على كلماتها الصارمة ليضحك بخفة يهز رأسه موافقاً، رفعت كفه و قبلت ظهر يده بعمق شديد جعله يتوتر و يرتبك لم تكتفي بذلك بل قربتها إلى وجنتها و قالت بتمتمة:

"انا هقولك الكلام اللي انت مسمعتوش تاني عشان كنت نايم"

قطب حاجبيه في استغراب لتكمل كلماتها حتى لا تتركه يسرح في تفكيره بعيداً:

"لما انت كنت نايم جيت و اتكلمت معاك، أولا عشان تبقى عارف يعني الإحساس اللي حسيت بيه كان وحش اوووي و اتمنى اني محسوش تاني، امسكت ايدك كدة و طبعاً كنت بعيط"

ضحكت بخفة و قالت:

"طلبت منك تصحى بس طبعاً محصلش كدة، قولتلك بردو  متسبنيش لوحدي و يكون في علمك دي كانت بصيغة أمر عشان تاخد بالك هااه"

رفعت رأسه و حدقت به بصرامة ليومئ سريعاً مبتسماً لها فأشار حتى تكمل لتمتثل إلى إشارته:

"مش انت وعدتني انك هتفضل جنبي على طول؟؟ طيب ليه تعبت فجأة و بتخليني احس بالإحساس الغريب ده بعد ما خلاص حبيتك و حسيت معاك بالأمان؟! اتكلمت معاك كدة زي ما قولت الاحساس الوحش ده مش عايزة احسه"

فتح فمه يريد التحدث لترفع سبابتها في وجهه بحركة طفولية:

"لا انا مش هسمحلك تتكلم دلوقتي انا عايزاك تسمع و بس، بص بقى انا هسمحلك تمسك ايدي براحتك تمام لكن ايدي بس الحضن اللي حصل من شوية ده مش هيتكرر"

اومئ سريعاً مما جعلها تضحك عليه برؤية ابتسامته المعتادة على وجهه المرهق قليلا:

"متسبنيش لوحدي تاني، انا بحبك يا إلياس مش ممكن اتخيل حياتي من غيرك، في الكام ساعة اللي غبتهم عني دول و كنت تعبان حسيت انك ضعت مني و مش ممكن ترجع، حسيت اني مهملة فيك عشان دلعك الزيادة فيا و اهتمامك الكبير خلاني اتكل انك على طول هتكون موجود معايا حتى لو مبصيتش جنبي، بس ده مش صح، انك تكون انت لوحدك اللي بتهتم زيادة و تبادر بأول خطوة هيخليني اتكل عليك اكتر و من بعدها ممكن تحصل حاجات انت متتخيلهاش"

|| عهد إلياس ||™ 2023Where stories live. Discover now