Ω19Ω

560 30 4
                                    

شعر بروحه تعود إلى جسده، تمكن من الشعور بكامل أطرافه قبل أن يتمكن حتى من فتح جفنيه الثقيلين، شعر و كأنه كان في سبات طويل بسبب تصلب جسده و مع إستنشاق عميق لأنفاسه التي عبرت رئتيه و خرجت بهدوء دون ألم تمكن شعر براحة أكبر من أي وقت مضى.

فتح جفنيه بهدوء و ببطئ مع عدة رمشات متتالية حتى تتوضح رؤيته الضبابية و تصبح طبيعية بعد وهلة وجيزة رأى السقف الأبيض ليستذكر ما حدث معه و كيف تمكن من الوصول إلى المشفى بشق الأنفس.

تنفس بعمق مجدداً قبل أن يرفع رأسه و يجد عهد نائمة بقربه و تتمسك بيده التي خفت قوتها حوله بسبب نعاسها التي تمكن منها، لم يكن يعلم كم الوقت الآن فقط اكتفى برؤية ملامحه وجهها العابسة و حواف عيناها الحمراء بسبب البكاء الشديد ليشعر بالحزن عليها، ما أن حرك أنامله بين كفها جفل جيدها و فتحت عيناها تعتدل بسرعة تنظر إليه بمفاجأة.

رمشت عدة مرات قبل أن تستوعب إستيقاظه فسألت مباشرة ببحة خفيفة آثر النعاس و البكاء:

"إ  إلياس أنت كويس؟!"

امسكت كفه بقوة بين كفيها و ظهرت ملامح القلق و الخوف عليه اكثر عندما انحنت نحوه، داعبت وجنته و اعتدت خصلاته إلى الخلف اسفل تحديقه بها، بسبب حركاتها الصغيرة العفوية التي جعلت نبضات قلبه تتخطى العدد الطبيعي رد بصوت خافت يشد على اناملها:

"انا كويس متقلقيش عليا"

تهجمت ملامحها في إستياء من كلماته القليلة و نهرته بصوت ضعيف مما جعل الدموع تتلألئ داخل مقلتيها العسلية:

"ازاي مقلقش عليك و انت كنت هتروح فيها؟! انت جاتك جلطة و بتقول انك كويس؟!"

شهقت تغمض عيناها و صوت بكائها كانت تكتمه بصعوبة مما جعله مضطرباً و متوتراً أكثر لتكمل عتابها:

"أنت كنت بتتوجع و متكلمتش حتى؟! حتى لما كنت بتكلمني امبارح و في وسط وجعك و ألمك مرضيتش تقولي!!، لييه كدة يا إلياس مش عشان خاطر نفسك حتى عشان خاطري"

هبطت المزيد من عبراتها الدافئة على وجهها و شهقاتها تتعالى تشير الى نفسها لتنزل رأسها حزنا تكمل بخفة:

"حتى عشان خاطر اهلك!!"

لم يحتمل رؤيتها تبكي و قد هربت الكلمات منه استقام بسرعة و احتضنها بقوة بين ذراعيه لتتمسك به، ابعد قناع الأكسجين عن فمه و لثم جبينها عدة قبل متتالية يعتذر:

"أنا آسف حقك عليا، بطلي عياط بقى، اخر مرة والله بعد كدة هقولك ع كل حاجة، انا آسف ، آسف"

|| عهد إلياس ||™ 2023Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz