Ω9Ω

569 36 15
                                    

طرقت الباب مرتين بأناقة قبل أن تفتحه دالفة للداخل بخطوات سريعة، وصلت إلى مكتب مديرها و وضعت أمامه بضعة ملفات مُرتبة بدقة مردفة:

"الملفات دي كلها محتاجة دراسة حضرتك تاني عشان باقي الإجراءات تتم، الملف الاول بس هو اللي عايز توقيعك"

"تمام اووي، مش قولتلك انتي فينك من زمان؟!، شغل تلات اسابيع خلصناه في عشر أيام اهو و كله بمجهودك و شطارتك يا آنسة تغريد"

ابتسمت تغريد محرجة منه لتدور عيناها حول المكتب بعيداً عنه:

"ده شغلي حضرتك معملتش حاجة ازود من كدة"

"تمام، اتفضلي انتي دلوقتي"

"عن إذنك"

خرجت من مكتبه إلى مكتبها عبر الباب الخاص بهما، جلست على الكرسي لتتذمر من نفسها واضعة كلتا كفيها على وجنتيها و همست:

"ايه التخلف اللي انا فيه ده؟!، بيقولي ي آنسة و انا اصلا مدام و مطلقة كمان!! معرفتش اصحح الغلطة دي من الأول لااا ي ست تغريد سايقة في الهبل زيادة"

ركلت حافة المكتب بقدمها لتشهق من الألم و كتمت صوتها بصعوبة مما جعل وجهها يُحمر، تلى ذلك ضحكة سخرية على حالها:

"أحسن استاهل خدت ضربة اهي عشان كدبتي"

ليست قدمي فقط من تتألم بل قلبي أيضاً، ضميري يؤنبني، أشعر بالذنب تجاه مديري الذي أخدعه دون قصد و كل هذا بسبب حالتي الاجتماعية في بطاقة الهوية، عازبة و لست مطلقة، على كل حال لقد إقتربت مدة إنتهائها و سوف أجددها مباشرة لن اتفاجئ إن تم طردي لاحقاً بسبب خطأي الغير متعمد، كلما أريد تصحيح سوء الفهم هذا أجدني أصمت و لا أتحدث كأني لساني ملجوم بـ لجام الصمت، تباً لحظي العاثر.

امسكت بالقلم بين أناملها تعود إلى العمل من جديد حتى لا تفكر في فداحة فعلها مُعتقدة انها السبب منذ البداية، أليس سالم هو من تحدث معها منذ البداية و انشئ سوء الفهم هذا؟! لماذا لم تُلقي اللوم عليه يا تغريد؟.

.
.
.
.
.

خرج نحو الردهة الجانبية و تفقد رجال الأمن بسرعة و أخيرا ذهب إلى غرفة المراقبة، وضعت عدة شاشات صغيرة في صفوف مرتبة بدقة تراقب جميع المداخل و المخارج الخاصة بالفندق و قاعة المسرح، ربت بخفة على كتف رجل الأمن الذي يراقب بإهتمام شديد من خلال الشاشات الصغيرة ثم غادر مجدداً عائدا إلى القاعة.

هندم ثيابه بلفتة بسيطة ثم أحس بإحساس غريب، ليس خطر لكن بالنسبة له أشد من ذلك تردد إلى مسامعه صوت منخفض خافت جداً و كأنها هلوسة سمعية انشأها عقله الباطن، صوتاً ينادي أسمه!!، أقشعر بدنه و جعل شعره يقف نظرت عيناه نحو نقطة معينة لم يكن يتوقع أن ينظر لها أبدا و كل شيء حدث بتلقائية و عفوية.

|| عهد إلياس ||™ 2023Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ