صوت إغلاق الهاتف كان السائد ، حيث استقام ليرمي الهاتف بعشوائية على تلك الأريكة ذات الطراز القديم ، خرج للشرفة بعد ان اخذ باكت دخان ليقوم بطقوسه المعتادة ، هدوءه التام ، أفكاره المتناثرة ، وحدته المفروضة كلها اصبحت اشياء تجعله ذو قلب صلب و جاف .
كل مايرى حقولًا كبيرة تمتد عن يمين و شمال منزله ، خضراء مترتبة ، جميلة لتأمل لأوقاتً طويلة ، خرج من بين القش فتى ربما يكاد يبلغ العشرون عامًا ؟ او اصغر ؟ كل مايرى هيئته الصغيرة و خصله الشقراء التي تعكس أشعة الشمس الغائبة عليها
" أبيل مرةً اخرى "
تحدث بابتسامة جانبية وهو يزفر الدخان من فمه متأملًا المنظر الفاتن أمامه ، انه يرى الفتى هذا في الحقول خاصته كل يوم عندما يستيقظ منذ قدومه الى هنا ، أصبح عندما يخرج لتأمل الغروب يراه بين الحقول.
بقي يراقب الفتى الذي خرج من بين الحقول وهو يحمل سلةً ولابد انها تحتوي على محاصيل من الخضرة الكبيرة هذه ، خرجت عجوزا ً كبيرة لتأخذ السلة ، اما الفتى فـ إلتفت ينظر لمحاصيله ليعود داخلًا المنزل بهدوء .
" كيف يمكن ان تكون عن قرب إذًا ؟ "
قال وهو رافعًا قديمه فوق سور الشرفة ببرود ، بعد ان أنهى حصته اليوميه من التدخين .
ظلام دامس فقط مصباح واحد فوق راسه داخل سقف الشرفة ، المنزل القريب منه كذلك مصباح وحيد ، باب المنزل خشبي صغير مغلق ، اضاءة المنزل موقدة من الداخل تفوح رائحة الأكل الشهي منه ، مدفأة النار تخرج الدخان بشكل جميل و دافئ ، الدفء يحيط المنزل بالكامل .
أخرجه من خياله الواسع صوت الباب الذي يطرق بخفوت وكأن من يطرقه مطارد ، استقام وهو يعلم من يكون فتح الباب ليبتسم بهدوء كنوع من التحية للواقف أمام المنزل
" اعلم انك بحاجة لذلك "
قال وهو يرفع قنينة شراب بيده اليمنى ، و بيده اليسرى أطباق صحون مغلقة بها أطعمة مختلفة ، أبتسم الأخير ليأخذ الطعام من يد الأكبر و يتنحى مما يعني انه يسمح له بالدلوف داخلًا
صوت إحتراق الحطب داخل ذلك المنزل الذي يمتلك صالة صغيرة ولكنها شبه فارغة و مريحة لنظر ، صوت الرعد في الخارج حيث إنه أكتوبر و خريف إيطاليًا ماطرًا و باردًا في المساء ، قارب منتصف الليل على الدخول
أَبِيلَّ .
Start from the beginning