الفصل التاسع عشر

Comenzar desde el principio
                                    

ظللت أفكر لبرهة من الزمن و بعد ذلك قلت بكل صرامة

" لا. احنا صحاب مش هنكر بس أنا معنديش استعداد اعمل كده تاني أنا فيه احتمال ادخل السجن سبيها تعدي على خير. "

" ما أنا عشان اعديهالك على خير بقولك نفذي كلامي. "

" قلت لا "

" براحتك بس مترجعيش تعيطي. "

" يعني هتعملي ايه ما أنا عارفة كل حركاتك. "

ذهبت في الحال. يجب أن أعترف أنني لا أشعر بالارتياح من ناحية منتصر و أنني سوف أعاني من وحدة أكثر بذهابها و لكنني لم أشعر برغبة في تنفيذ كلامها و ليس من أجل المبادئ كما كنت أدعي.

ثاني يوم عندما ذهبت للمدرسة وجدت الكل يتعامل معي كأنني منبوذة حتى سلمى و لكنني حاولت أن أكون قوية و ألا أضعف و بينما و أنا جالسة وحدي وجدت كريم يمر بجانبي و يقول

" انتي لسة مشوفتيش حاجة بكرة تتمني الموت. "

" هنشوف مين اللي هيتنماه بس المحظوظ هو اللي يطوله. "

و مشي و تركني و لكن أثناء اشتعالي غضبا منه قررت أن أراقبه من بعد. أعرف الطريق الذي يمشي فيه بعد المدرسة لعلي أجد الفرصة المناسبة للانتقام.

و بالفعل ظللت منتظرة بعد المدرسة و سرت خلفه حتى وصلنا لمحطة المترو و من حظي السعيد أن المترو كان مزدحم فلم ينتبه لي و هو في العربة.

و بعد ذلك نزلنا في احدي المحطات التي لم أنزل بها من قبل و كنت اختبئ وسط الزحام حتى لا يراني.

وجدت أن المكان حول تلك المحطة شبه مهجور و به صخور محطمة إثر المباني المجاورة التي تم هدمها حتى يبنى مكانها عمارات جديدة بجانب الرمال التي تكسو المكان من نظافة الشارع و من آثار الهدم. لاحظت أن أغلب من يخرجون من تلك المحطة لا يمرون في تلك المنطقة المهجورة بل يخرجون من البوابة المطلة على الشارع الرئيسي كنوع من الأمان.

و لكن المراهقين السخفاء أمثال كريم لا يعطون أي اعتبار لتلك الأمور بل يزجون بأنفسهم في المخاطر دون عقل و تدبر. فكان يمر في ذلك الشارع المهجور و بعدها يلف حتى يدخل في الشارع الرئيسي.

لقد وقعت في يدي يا كريم و لن يجيرك من يدي أي أحد. و لكنني فكرت في ألا أتعجل في الأمر. فمثل تلك الحركة تحتاج للتدبير و التفكير و خصوصا أنني سأنفذها وحدي دون أوهام.

عندما عدت للبيت تناولت الغداء و صعدت لغرفتي و أغلقت الباب. ظللت جالسة داخل الغرفة أذاكر دروسي و بعدها فتحت الفيس بوك و لم أجد إية إخطارات جديدة.

و بعدها أخرجت ورقة من أحد الكشاكيل و بدأت أكتب فيها الخطة كما كنت أفعل أنا و أوهام. و كتبت الخطة التي سأنفذها بالمواعيد فالطريق لم يأخذ طويلا. و بعدها أخذت أكتب الأدوات التي سأحتاجها و قررت أن أحضر معي حبل و عصا سميكة و سأجلبهم معي في حقيبة اليد حتى لا يبدو على أنني أحضرت أشياء كثيرة.

و لكنني لم أحدد اليوم الذي سأخرج فيه. أخذت أفكر في يوم يكون مناسب و طريقة أخفي بها كل الآثار و أمحي كل الشكوك. في بعض الأحيان كنت أفكر في قتله لأنني متأكدة من اللذة التي سأشعر بها إذا قتل كريم و سأشعر بمتعة أكثر اذا قمت بتعذيبه في البداية لأنه حقا يضايقني.

تركت الأمر ليوم آخر بسبب مكالمة مفاجئة من سلمى شتت انتباهي. استغربت أنها ترن على الهاتف فنحن متخاصمان و لكنني أجبتها و قالت

" رينادا ازيك ؟ "

" تمام و انتي ؟ "

" تمام. بصي أنا مش عاجبني الوضع اللي احنا فيه و عايزة نرجع تاني صحاب زي الأول. "

" أنا معنديش مانع بس آدم بيقفش بسرعة و أي كلمة يتقمص فيها."

" خلاص مش مشكلة بكرة كلنا هنتجمع في المدرسة في الفسحة و نتفاهم و أنا كلمت آدم برضه. "

" طيب تمام. "

و أغلقنا الخط.

و في اليوم التالي كما اتفقنا تقابلنا في الفسحة. ففتحت سلمى الجلسة و هي تقول

" بصوا قبل أي حاجة دعونا نضع خلافاتنا على جانب و اللي مضايق من أي حد في أي حاجة يقول عشان نبدأ صفحة جديدة. "

" أنا مش مضايقة خالص. " و هذا ما قلته

و ردت سلمى " و أنا كمان. "

فقال آدم " و لا أنا. أنا بس عايز حاجة. أن أي حد فينا بيعمل حاجة هنا حصله موقف في المدرسة نبقى عارفين. موافقين ؟ "

سلمى " موافقة "

لم أعبر عن موافقتي في نفس الوقت فأنا لا أستطيع اخبارهم بكل شيء. و لكنني قلت في النهاية

" أيوة موافقة بس من غير تدخلات يعني أنا اللي أقول. "

فوافق الاثنان على ذلك.

و عندما عدت من المدرسة وجدت منتصر جالس مع أمي و الصمت سائد المكان فقلت

" سلام عليكم. ازيك يا عمو ؟ "

" الحمدلله يا رينادا. "

فاستأذنت أمي و قالت

" أنا هروح أعملكم نسكافيه. "

فجلست أمام منتصر و قلت

" في ايه ؟ "

" بيعجبني ذكاءك. مفيش هي بس الحكاية مظبتتش. "

" حكاية ايه مش فاهمة ؟ "

" عدلي مينفعش نرفع قدامه قضية فاتقفلت القضية عشان طبعا رجل أعمال كبير و له نفوذ. "

فأظهرت نوعا من عدم الرضا على وجهي و قلت

" يعني عمي حقه مش هيتجاب. "

" لا هيتجاب و قريب متخافيش بس قبل ما كنت ابدأ اخطط لعدلي. "

" قلت أعدي عالمكان ألقي فيه نظرة. "

" و بعدين ؟ "

" لقيت دي. " و وضع يده في جيبه و أخرج منها كيس شفاف رأيت بداخله

..................

أيهما أختار ؟Donde viven las historias. Descúbrelo ahora