ظللت أفكر لبرهة من الزمن و بعد ذلك قلت بكل صرامة
" لا. احنا صحاب مش هنكر بس أنا معنديش استعداد اعمل كده تاني أنا فيه احتمال ادخل السجن سبيها تعدي على خير. "
" ما أنا عشان اعديهالك على خير بقولك نفذي كلامي. "
" قلت لا "
" براحتك بس مترجعيش تعيطي. "
" يعني هتعملي ايه ما أنا عارفة كل حركاتك. "
ذهبت في الحال. يجب أن أعترف أنني لا أشعر بالارتياح من ناحية منتصر و أنني سوف أعاني من وحدة أكثر بذهابها و لكنني لم أشعر برغبة في تنفيذ كلامها و ليس من أجل المبادئ كما كنت أدعي.
ثاني يوم عندما ذهبت للمدرسة وجدت الكل يتعامل معي كأنني منبوذة حتى سلمى و لكنني حاولت أن أكون قوية و ألا أضعف و بينما و أنا جالسة وحدي وجدت كريم يمر بجانبي و يقول
" انتي لسة مشوفتيش حاجة بكرة تتمني الموت. "
" هنشوف مين اللي هيتنماه بس المحظوظ هو اللي يطوله. "
و مشي و تركني و لكن أثناء اشتعالي غضبا منه قررت أن أراقبه من بعد. أعرف الطريق الذي يمشي فيه بعد المدرسة لعلي أجد الفرصة المناسبة للانتقام.
و بالفعل ظللت منتظرة بعد المدرسة و سرت خلفه حتى وصلنا لمحطة المترو و من حظي السعيد أن المترو كان مزدحم فلم ينتبه لي و هو في العربة.
و بعد ذلك نزلنا في احدي المحطات التي لم أنزل بها من قبل و كنت اختبئ وسط الزحام حتى لا يراني.
وجدت أن المكان حول تلك المحطة شبه مهجور و به صخور محطمة إثر المباني المجاورة التي تم هدمها حتى يبنى مكانها عمارات جديدة بجانب الرمال التي تكسو المكان من نظافة الشارع و من آثار الهدم. لاحظت أن أغلب من يخرجون من تلك المحطة لا يمرون في تلك المنطقة المهجورة بل يخرجون من البوابة المطلة على الشارع الرئيسي كنوع من الأمان.
و لكن المراهقين السخفاء أمثال كريم لا يعطون أي اعتبار لتلك الأمور بل يزجون بأنفسهم في المخاطر دون عقل و تدبر. فكان يمر في ذلك الشارع المهجور و بعدها يلف حتى يدخل في الشارع الرئيسي.
لقد وقعت في يدي يا كريم و لن يجيرك من يدي أي أحد. و لكنني فكرت في ألا أتعجل في الأمر. فمثل تلك الحركة تحتاج للتدبير و التفكير و خصوصا أنني سأنفذها وحدي دون أوهام.
عندما عدت للبيت تناولت الغداء و صعدت لغرفتي و أغلقت الباب. ظللت جالسة داخل الغرفة أذاكر دروسي و بعدها فتحت الفيس بوك و لم أجد إية إخطارات جديدة.
و بعدها أخرجت ورقة من أحد الكشاكيل و بدأت أكتب فيها الخطة كما كنت أفعل أنا و أوهام. و كتبت الخطة التي سأنفذها بالمواعيد فالطريق لم يأخذ طويلا. و بعدها أخذت أكتب الأدوات التي سأحتاجها و قررت أن أحضر معي حبل و عصا سميكة و سأجلبهم معي في حقيبة اليد حتى لا يبدو على أنني أحضرت أشياء كثيرة.
و لكنني لم أحدد اليوم الذي سأخرج فيه. أخذت أفكر في يوم يكون مناسب و طريقة أخفي بها كل الآثار و أمحي كل الشكوك. في بعض الأحيان كنت أفكر في قتله لأنني متأكدة من اللذة التي سأشعر بها إذا قتل كريم و سأشعر بمتعة أكثر اذا قمت بتعذيبه في البداية لأنه حقا يضايقني.
تركت الأمر ليوم آخر بسبب مكالمة مفاجئة من سلمى شتت انتباهي. استغربت أنها ترن على الهاتف فنحن متخاصمان و لكنني أجبتها و قالت
" رينادا ازيك ؟ "
" تمام و انتي ؟ "
" تمام. بصي أنا مش عاجبني الوضع اللي احنا فيه و عايزة نرجع تاني صحاب زي الأول. "
" أنا معنديش مانع بس آدم بيقفش بسرعة و أي كلمة يتقمص فيها."
" خلاص مش مشكلة بكرة كلنا هنتجمع في المدرسة في الفسحة و نتفاهم و أنا كلمت آدم برضه. "
" طيب تمام. "
و أغلقنا الخط.
و في اليوم التالي كما اتفقنا تقابلنا في الفسحة. ففتحت سلمى الجلسة و هي تقول
" بصوا قبل أي حاجة دعونا نضع خلافاتنا على جانب و اللي مضايق من أي حد في أي حاجة يقول عشان نبدأ صفحة جديدة. "
" أنا مش مضايقة خالص. " و هذا ما قلته
و ردت سلمى " و أنا كمان. "
فقال آدم " و لا أنا. أنا بس عايز حاجة. أن أي حد فينا بيعمل حاجة هنا حصله موقف في المدرسة نبقى عارفين. موافقين ؟ "
سلمى " موافقة "
لم أعبر عن موافقتي في نفس الوقت فأنا لا أستطيع اخبارهم بكل شيء. و لكنني قلت في النهاية
" أيوة موافقة بس من غير تدخلات يعني أنا اللي أقول. "
فوافق الاثنان على ذلك.
و عندما عدت من المدرسة وجدت منتصر جالس مع أمي و الصمت سائد المكان فقلت
" سلام عليكم. ازيك يا عمو ؟ "
" الحمدلله يا رينادا. "
فاستأذنت أمي و قالت
" أنا هروح أعملكم نسكافيه. "
فجلست أمام منتصر و قلت
" في ايه ؟ "
" بيعجبني ذكاءك. مفيش هي بس الحكاية مظبتتش. "
" حكاية ايه مش فاهمة ؟ "
" عدلي مينفعش نرفع قدامه قضية فاتقفلت القضية عشان طبعا رجل أعمال كبير و له نفوذ. "
فأظهرت نوعا من عدم الرضا على وجهي و قلت
" يعني عمي حقه مش هيتجاب. "
" لا هيتجاب و قريب متخافيش بس قبل ما كنت ابدأ اخطط لعدلي. "
" قلت أعدي عالمكان ألقي فيه نظرة. "
" و بعدين ؟ "
" لقيت دي. " و وضع يده في جيبه و أخرج منها كيس شفاف رأيت بداخله
..................
ESTÁS LEYENDO
أيهما أختار ؟
Paranormalبسم الله الرحمن الرحيم تعد هذه القصة هي الأولى لي باللغة العربية و بعض الأحداث مقتبسة من قصص على أرض الواقع أرجو من كل قلبي أن تنال اعجابكم المقدمة لدى كل منا مخاوف و بداخل كل مننا وحش و لكن هل كل منا يستطيع التحكم في ذلك الوحش أو مواجهة م...
الفصل التاسع عشر
Comenzar desde el principio