🍓العشرون بين غياهب الأقدار 🍓

Start from the beginning
                                    

تشابهت رجفة جسدها مع شفتيها حين قالت
" عمو وفيق مات !"
تحدث بنبرة يشوبها التعاطف
" لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم. البقاء لله يا فرح .."

تسابقت عبراتها في الانهمار على وجنتيها و قامت
ب إخفاض رأسها ف شعر بقلبه ينشق إلى نصفين حين رأي الوجع يهزمها بهذا الشكل فتجاهل كل شئ و نحى خلافهم جانبًا جاذبًا إياها لتستقر بين أحضانه ملجأها الذي ما أن لامست دفئه حتى انخرطت في نوبة بكاء عنيفة استقبلها صدره بكل رحابه حتي أنه صار يهدهدها كطفل صغير الي أن هدأت عواصف الألم بقلبها وافرغت سحبها كل ما تحمله من أوجاع فقام برفع رأسها وهو ينظر إلي عينيها التي لونت خضرتها بدماء الحزن الذي كان اضعافه بقلبه فقام باحتواء وجهها بين يديه وهو يقول بنبرة رقيقة
" وحدي الله يا فرح.. محدش فينا له في نفسه حاجه.."

لم تكن كلمات عاشقه بقدر ما كانت حانيه لامست أوتار قلبها الذي استعاد ذكرياته المريرة من آلام الفقد و اللوعه التي تجلت ب نبرتها حين قالت
" ونعم بالله.."

احتوت يديه خصرها وهو يقول بحزم
" تعالي.."
تركت له نفسها فهو خير من يؤتمن عليها فدلف بها الى الحمام و قام بفتح الصنبور و مد يديه و أخذ يبلل وجهها بأنامل حانيه كانت تخشى عليها من نسمه الهواء.

فقد كان يصب الحنان علي قلبها صبًا بالرغم من أنه لم يتحدث ولكن أفعاله كان لها وقع البلسم علي وجعها الذي لا يسكنه سوى وجوده
" غيري هدومك . و جهزي شنطتك عشان نلحق نحضر الدفنة . "

برقت عينيها حين سمعت كلماته التي لا تقبل الجدال فخرج سؤالها مندفعًا من بين شفتيها
" انت هتروح تعزي؟"

انكمشت ملامحه تعبيرًا عن استنكار لم يتخطي حدود شفتيه بل إنه تخطاه حين قال بخشونة
" يلا اجهزي مقدمناش وقت كتير.  و أنا هخلي الجماعة يجهزوا على ما احجز تذاكر الطيران.."

كان هذا آخر ما تفوه به قبل أن ينخرط في دوامة انشغالاته لكي ينهي الأعمال المتراكمة عليه قبل أن يذهبوا إلى هناك .. فلم تره سوى بعد مرور ساعتين حين كانت تستقل الطائرة برفقة «أمينة »و «مروان» و «سليم» و «جنة» التي كانت حزينة من أجل ذلك الرجل الذي لا زالت تتذكر ملامحه منذ أن رأته وهي تغادر مع أسرتها و التي لا تشبه تلك الصورة المؤلمه التي رأته بها آخر مرة حين ذهبت إلى مزرعته للعيش بها …
شعرت بيد قوية تطوق كفها برفق فألتفتت لتجد 《سليم》 الذي خاطبها بلهجة خافته
" بتراهني عالحصان الخسران علي فكرة .."

كانت تعلم المغزى خلف كلماته ولكنها آثرت المراوغة
ف قالت مدعية عدم الفهم
" تقصد ايه؟"

كان يرى داخلها بوضوح و لكنه قرر مجاراتها حين قال بخشونة
" الحصان اللي كنتِ عايزة تخرجي بيه الصبح ضعيف . مش قد كدا .. لو كنتِ قولتيلي كنت جبتلك حصان احسن . علي الأقل ابقي ضامن أنه ميوقعكيش.."

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )Where stories live. Discover now