"الحمد لله كويسة"

صمتت لبرهة قبل أن تُجيبه مما جعله يسألها بإهتمام:

"مالك في حاجة ولا ايه؟!"

"معرفتش اتكلم مع بابا!! رجعت لقيته برى البيت و ماما بتقولي انه في ضيوف جايين بعد العشا"

"مليش فيه قولتي لأبوكي ولا مقولتيش انا جاي يعني جاي"

"يااا لهوووي ي سااالم عايز تفضحنا؟!"

"اااه ي قلبيي!"

تآووه سالم بحرفية تامة في الهاتف جعل قلبها ينبض بقوة خوفاً عليه فسألت بصوت عالي:

"ساالم مالك فيك حاجة؟؟"

"ايوة .... قلبي مش عارف ماله!"

"يخربييتك هتفلسع ولا ايه؟!"

صمت سالم ليقول بصوت مكبوت على آثر كلماتها الصادمة:

"ايوة ي تغريد هفلسع منك و من كلامك ي بنتي"

في الثانية التالية صرخ قليلا جعلها ترمش عدة مرات:

"في وحدة تقول لجوزها المستقبلي هتفلسع و هو بيقول يا قلبي؟!"

لا تعرف كيف تتصرف في هذا الموقف مما جعلها تضحك بإتساع شديد و هو تنهد مبتسماً عندما سمع ضحكاتها النقية يتردد صداها في أذنه:

"روحي ي تغريد و قولي للسيد الوالد اني هاجي الليلة و مليش دعوة بالضيوف دول"

"حاضر هقوله"

ثم انهت المكالمة و هبطت لأسفل إلى شقة والدها، بدأت تساعدهم في كل شيء تقريباً حتى أتت تالين الصغيرة و شدت ثوبها بخفة، نظرت إليها والدتها بإبتسامة لتقول:

"ماما، خالو عاوزك في البلكونة"

اومئت لها بخفة لتذهب الطفلة تكمل لعبها مع دميتها و هي انتهت من تحضير الطعام ثم ذهبت إلى الشرفة، كانت السماء الملبدة بالغيوم الداكنة قد خفت كثيراً و توقف المطر منذ زمن بالرغم من برودة الرياح إلا أن الجو محبب إليها و إلى إياد الذي كان ينظر إلى هاتفه مبتسماً، تقدمت اليه اكثر متحدثة:

"ايه ي اياد في حاجة؟؟"

" ايوة في حاجة بس مش عارف اقولك ازاي"

اعتلت ملامحه تعابير الأسف متنهداً بقوة بينما يضع يديه في جيوب بنطاله مخفضاً رأسه لأسفل، توترت تغريد و ازدادت نبضات قلبها دون سيطرة منها قرنت حاجبيها بتعجب متحكمة في تفكيرها المنفلت :

|| عهد إلياس ||™ 2023حيث تعيش القصص. اكتشف الآن