البارت الثامن

1.5K 29 8
                                    



ابتسمت شروق بغرور؛ معليش محد يمشي كلامه علي!
نور؛ كان حيمديني اعاند بس يخي طلبته لي ما قدرت!
هزت شهد راسها تأيدها؛ كأنو راح يفقدها!
نطقت سجى و هي تلعب بالعشب؛ ما كنت ابغا هذا التخصص! بس كنت عارفه مصيري بيصير بالشركه فدخلته
عضت فرح شفايفها كيف تقولهم انها تعرف السبب؟ تعرف السبب اللي حرمهم من احلامهم و قمعها ، حل السكوت للحظات و قطعه ضربه نغم لفخذها؛ خلاص قفلوا الموضوع! ما نبي نحزن
هزت ريم تأيدها؛ صح! و عندي لكم سالفه
التفتوا عليها و نطقت وعد؛ اسلمي!
عضت ريم شفايفها و ناظرت عهد؛ معليش مقدر اخليها لي لحالي! تخيلوا و احنا طالعين اختنا الحبيبة عهد شافت وحده تكلم محمد و راحت تهاوشه يوم راحت!
شهقت عهد و احمرت وجنتيها؛ يالكذابة! ما صار كذا
عضت نغم شفتها بقهر؛ قهر! ليتني كنت موجودة اغني لك "ويلو لو أشوفه لغيري يضحك!"
ضحكت ريما و نطقت بدلع؛ يناسو! عاد مو لايق عليك الغيرة
زمت عهد ثغرها؛ قلت لكم ما صار كذا! هي تتخيل
رفعت ريم حاجبها؛ اتخيل؟
هزت عهد رأسها؛ ايوا تتخيلين!
كشرت ألين؛ موضوعكم سامج غيروه!
التفتت عليها وعد؛ وش ودك ست ألين؟
رفعت اكتافها بعدم معرفه و نطقت علا بسرعه؛ انا ودي بشيء!
التفتوا لها ينتظرونها تكمل؛ ودي بعرس!
رفعت انظارها من طاري العرس و فركت ايديها بتوتر تتذكر اللي صار بالشركه
~
ذهبت تدور زبالة -يكرم القارئ- ترمي كوب القهوه اللي انهته بالغصب ، رمت و التفتت تلحقهم لكن وقفت خطاها من شافته قدامها؛ عجبتك؟
كان يسألها عن القهوه و ما كان عندها خيار الا انها تهز رأسها بالإيجاب ، هز رأسه بالايجاب؛ الحمدلله
حلت لحظات صمت وجيزة و رفع رأسه من سمع حسها ينطق؛ سمّي؟
شدت على يدها بتوتر من نطقه و عادت كلامها؛ ليش انا؟
ميل رأسه بأستغراب؛ ليش انتِ ايش؟
بللت شفايفها و صدت ما تحب كثره الاسأله و الحكي؛ ليش انا ، ليش حبيتني انا
سكنت ملامحه و ارتخت اكتافه ما توقع ابدا سوالها ، رفع كفه يحك مؤخره رأسه بتوتر يدور اجابه و نطق بكلمه وحيده؛ عيونك
ميلت رأسها بأستغراب و كمل؛ عيونك حلوة ، انتِ حلوة ، شخصيتك حلوة
وسعت انظارها من كلامه و هزت رأسها بالنفي؛ لا! انا مو كذا!
عقد حواجبه بصدمه؛ الا من قال!
فركت كفوفها ببعض بتوتر؛ فيه ، فيه احلى مني زي وعد و نور و ريـ...
قاطعها ينطق بهدوء؛ ما اشوفهم ، ما اشوف الا انتِ
نزلت انظارها للأرض و فركت كفوفها بتوتر و هذي عادتها كل ما توترت ، رفعت انظارها بصدمة من نطق بكلمه وحيدة؛ لو أخطبك ، بتوافقين؟
رمشت بعدم استيعاب من جملته تحاول تستوعبها ، شهقت من استوعبت الجمله تترك ماجد ينطق بسرعه؛ بسم الله عليك!
كانت شهقتها قويه جعلته يخاف ، رجف فكها بذهول و فركت كفوفها بتوتر اكثر تحس بتخبط المشاعر داخلها و -يعورها- هذا الشيء لانها ما اعتادته ابداً و تكره لما يأتيها اندفاع المشاعر هذا ، نطقت بتلعثم؛ مـ ما اد ادري
نطق يطمنها من شاف حالها؛ عادي خذي وقتك ، و ردي لي
مشت بسرعه تتركه واقف يعض على شفته؛ تكفين!
~
ما تدري كيف طولت في هواجيسها و ما صحت الا على نطق شروق؛ شهد يلا بنمشي
استقامت تمشي مع اختها و التفتت من سألتها؛ فيك شي؟
هزت رأسها بالنفي و عضت شفايفها من كانت باينه جداً لهذا الحد ، مشوا لسيارة فرح لجل توصلهم لبيت سعود
نزلوا من السيارة و رفعت شروق تلوح لفرح؛ مع السلامة فروحة!
دخلوا اسوار البيت و التفتت شروق لشهد؛ كنت مسرحه ، وش بخاطرك
رفعت شهد نظرها و رجفت محاجرها بتوتر؛ ها ، مافي شيء
ضيقت مدى نظرها بشك؛ تعرفين انك ما تقدريـ...
قاطعها صراخ سطام اللي نطق؛ وين كنتوا!
التفتت عليه تشوفه يتقدم لهم ، رفعت حاجبها و نطقت بسخريه؛ و من حضرتك؟
ابتسم يستفزها؛ اخوك ، بما ان مافيه احد يربيكم قلت اتكفل بالمهمه
وسعت انظارها بصدمه و نطقت بحده؛ تخسيّ يا ولـد الـحـرام!
شدت على جمله ولد الحرام لجل تستفزه و تقهره و بالفعل من شافت احمرار ملامحه تدل على غضبه الشديد و صراخه عليها؛ اقطعي! احترمي نفسك لا اربيك الحين
ابتسمت تحاول تستفزه اكثر؛ قلت شي غلط؟
شهقت من رفع كفه يحاول يطبعه على ملامحه و غمضت اعينها تنكمش على نفسها ، فتحت انظارها و شهقت بصدمه من شافت شهد واقفه امامها و الواضح انها تلقت الصفعه ، عقدت حواجبها بخوف و اخذت بيد اختها تلفها لها؛ شهد! يعورك؟
هزت شهد رأسها بالنفي؛ لا لا
التفت شروق لسطام و صرخت باعلى صوتها؛ يابن الحرام تمد ايدك على اختي جعلها الكسر!
رفع صوته مثلها ينطق بحده؛ اقول بس صوتك لا يعلى!
ذهب يتعداهم و مشت شروق تبي تلحقه؛ تعال يالـ...
وقفت من مسكت شهد طرف كمها؛ شروق خليه!
التفتت عليها و رفعت صوتها تنطق بغضب؛ تستهبلين! رفع ايده عليك و تبيني اسكت ابن الحرام!
هزت راسها بالايجاب؛ اي تسكتين ، و ما تقولين لبابا
وسعت انظارها بصدمه؛ لا! مستحيل بقوله!
عقدت حواجبها و نطقت بحده؛ شروق! تبين يرتفع عليه الضغط؟! خلاص ما صار شيء
سكتت لثواني تنفض يدها و مشت تدخل البيت تنطق بقهر؛ اساسا انتِ كذا دايم...
تنهدت من اختفى صوتها و مشت تدخل البيت ، فصخت عبايتها و اعطتها للخادمه و سألتها؛ بابا و ماما موجودين؟
هزت الخادمه راسها بالنفي؛ لا مافي موجود
عقدت حواجبها باستغراب؛ و سطام؟ كيف دخل و ليش جا
الخادمة؛ هو دقِ جرس و انا افتح يقول يبغا انتِ و مدام شروق
تنهدت و نطقت بقل حيله؛ تمام
مشت ترمي نفسها على الكنبه و رفعت ذراعها تغطي به اعينها ، تفكر بكلامه و كيف بترد عليه
~
« بـيـت فـهـد »
دخلت سيارتها داخل اسوار المنزل و ابتسمت تسمع لسواليف ألين؛ يعني تقولي الدكتورة حاقده عليكي؟
هزت رأسها بالايجاب؛ ايوا! ما تتخيلي قد ايش هي حاقده علي!
ضحكت نور و رفعت حاجبها؛ يا كزابة! انتِ كدا تحُبي تتضلمي!
مشوا يتجهون لداخل البيت ، كشرت ألين؛ لا ما اتضلـ...
سكتت من سمعت صوت -هواش- امها و أبوها ، عضت ألين شفتها بتوتر تشوف نور تغمض اعينها بتعب
التفتوا من شافوا إياد يتقدم لهم و نطق بإبتسامة مكلفة؛ تبونا نخرج نفر؟
هو سمع صوت سيارة اخته و ركض يقترح عليهم يطلعون لجل لا يسمعون صراخ امهم و ابوهم ، عض شفته بتوتر من ما شاف رد؛ حكلم انـ...
قاطعه دخول أنس اللي عقد حواجبه من سمع صراخهم ، اتسعت ابتسامه إياد؛ هذا هوا جا! خل نخرج خرجه اخـ...
شدت ألين على كفها بغضب و مشت تضرب بكتف إياد و تهرب لغرفتها ، هي تعرف انهم يسوون كذا لجل ما تسمع صراخهم و مشاكلهم لكنها ما عادها صغيره
ارتخت اكتاف إياد و تنهد يرفع كفه يتحسس جبينه ، بلعت نور ريقها و التفتت لأنس تستنجده بنظراتها ، تنهد أنس و رفع نظره لإياد؛ روح الحقها
هز رأسه بالإيجاب و راح يطلع للدرج اخذ نظره اخيره يشوف نور و أنس يدخلون لعند امه و ابوه ، تنهد و جلس على الدرج يستجمع نفسه قبل يطلع هم على هذا الحال من سنين طويله و مع الايام تزيد مشاكلهم أكثر و اكثر ، يحاولون يساعدون ألين بحكم انها بفتره مراهقه و لا يبونها تعيش نفس مراهقتهم هم كبروا صح لكنهم لا زالوا يتأثرون من هذي المشاكل متأثرين من التفكك الاسري اللي حاصل في بيتهم و تطور المر لدرجة انهم ما يخافون يتهاوشون امام ابناءهم ، ما يدرون انهم كسروا الشيء اللي يسمى عائلة بداخلهم الشيء اللي المفترض يكون للشخص امن و امان يكون الشيء اللي يحميهم من غدر الزمان و خيباته الكنز العظيم اللي يملكه كل انسان اختفى بالنسبه لهم يعيشون مر الايام و يصبحون و يمسون على انواع الصراخ ، يحاولون التمسك بهم فالانسان بلا عائلة كالجسد بلا روح و القلب بلا دقاته و المشاعر بلا احساس ، حرموا من حنيه الام و الاب المجتمعه و ما شافوا الا الصد و الجفا بينهم و اللي المفترض تكون أُلفه و محبه و حنيه ، اخذ نفس و استقام يتجهه لغرفه ألين
دخل عليها يشوفها جالسة على سريرها تناظر الفرغ تقدم يجلس بجانبها؛ ما حسامحك ترفضين خرجتي!
نزلت انظارها لكفوفها تلعب بها و ما ردت عليه ، ميل شفايفه من ما ردت عليه؛ ترفضين عذرناك! ما تكلميني ايش فيك؟ شدعوه لا يكون زعلانه عشان اخـ...
قاطعته تنطق بهدوء؛ ليش ما يتطلقوا؟
سكت و كأنه ابتلع لسانه ما عنده رد لنطقها اللي ما توقعه ابدا ، ميلت شفايفها و كملت؛ احُب ماما و بابا بس ، أحُب كل واحد لحاله أحُب ماما لحالها و أحُب بابا لحاله سوا ما حيجتمعون
بلل شفايفه و نطق بهدوء؛ يمكن تتعـ...
قاطعته تنطق بحده؛ اي تتعدل إياد! هم سنين و منين و هم على هذا الحال و يتهاوشون على اي شي ، حتى اسم نور تهاوشوا عليه لين جدو سعد سماها ضلت شهر بدون اسم!
تنهد إياد و ربت على كتف اخته؛ الله يكتب اللي فيه الخيـ...
سكت من سمعوا صوت تكسير من تحت و فزوا يركضون لتحت ، دخلوا الصاله و نطق إياد بعجل؛ ايش صاير!؟
وقفوا من شافوا مريم واقفه و امامها فهد المصوب نظره لأنس و نور و ليني اللي حولها الزجاج المكسور ، تنهدوا براحه و تقدمت ألين تأخذ ليني بين احضانها
تنهد فهد و رفع كفه يتحسس جبينه؛ قلت لكم خذوا اخوانكم و اطلعوا!
رفعت مريم حاجبها و صرخت؛ و ليش يخرجوا؟ خلهم يشوفو تعاملك معايا!
صرخ فيها فهد؛ اقصري الصوت لا يعلى ، تبينا نتهاوش قدامهم و تقولين شوفوا ابوكم ما تشوفين نفسك اول و تربيتك!
وسعت انظارها و نطقت بغضب؛ تربيتي احسن مِنك فاهم! ما حاسمحلك تِتكلم في تربيتي!
كان بيتكلم لكن قاطعه إياد؛ يكفي!
التفتت له فهد يشوفه يتقدم له؛ يكفي خلاص من يوم اصبحنا على الدنيا و انتوا تتهاوشون!
رفع صوته يصرخ؛ ما تقدر تمسك نفسك شوي و تقول عندي اربع عيال لا اعيشهم في تشتت!
رفع فهد حاجبه؛ ترفع صوتك على ابوك!
هز راسه بالايجاب؛ ايوا ارفع على الاب اللي يصبح و يمسي على عياله بصراخ و هواش ارفـ...
قاطعه فهد من رفع كفه يطبعه على ملامحه؛ انا ابوك! تحترمني!
شهقوا مريم و نور و ألين و تقدمت مريم له؛ تمد إيدك على ولدي! كيف تتجرأ
التفت لها ينطق بحده؛ ولدي زي ماهو ولدك! و انت يالكبير خذ اخوانك و على بيت جدتك!
شدت نور على ايدها بغضب و تقدمت؛ حتضل دايم كذا؟ سوو و افعلوا و لا ترفضون لي حاجه!؟
كان إياد باقي تحت تأثير الصدمة لأول مره من سنوات يذوق طعم الكف هذا ، و التفت عليه ينطق بغضب؛ قلت حاجه غلط؟
عضت شفتها و شدت على ليني المتوسطة حضنها تشوفهم كل واحد يصرخ على الثاني ، حست بحراره دموعها تناسب على وجنتيها و رفعت كفها تغطي فمها من خرجت شهقه منها
سكتوا و التفتوا بصدمه لها من سمعوا شهقتها
حنت ملامح مريم و تقدمت لها تأخذها بحنضنا؛ ماما ألين!
انزلت ايني من حضنها و دفنت وجهها بحضن امها تبكي ، عض فهد طرف شفته و هو عارف تماما قدر الكسور اللي سببها لعياله بسبب مشاكلهم و هو خاطره عاف من سنين متقبل انه يطلقها لكنه يخاف لانه يعرف اذا طلقها نور مارح تتحمل تضل ثانيه في البيت معه و ألين بتلحق امها و اختها ، التفت لهم و نطق يحاول يستجمع هدوءه؛ خذوا اختكم و روحوا لبيت جدتكم
زفرت نور بغضب؛ ياهوه! ايش قاعـ...
قاطعها أنس من رفع كفه لكتفها؛ نور ، هيا امشي
ناظرت أنس لثواني و زفرت بغضب تمشي تخرج من البيت ، القى إياد اخر نظراته لابوه نظرات خيبه امل و حده يمشي بعدها يلحق نور للخارج
تنهد أنس يمرر انظاره بين ابوه و امه المحتنضنه لألين؛ هيا ألين
~
« بـيـت فـيـصـل »
زمت شفايفها تقاوم الدموع المتجمعة بمحاجرها؛ بابا تكفى ما ابغا اروح!
زفر فيصل بتعب؛ يا بابا انتِ ليش ما تبي تروحين؟ هي كلها ساعه و تخرجين من عندها
انهمرت دموعها على وجنتيها و تمسكت بطرف كم ثوب ابوها؛ يا بابا ساعة ادخل ابكي و اخرج! ما اسفيد والله
عض شفته يشوف دموع بنته و اخذ بكفها يجلسون على الكنبه؛ طيب ليه؟ ليه تتحول الساعة لبكي؟
زمت شفايفها تحاول تجنع نفسها؛ اخاف! اخـ اخاف منـ منها تـ ضل تسأل و انا ما اعرف اجاوب!
تلعثمت وسط كلامه و رجعت تبكي بعد جملتها الاخيرة ، تنهد فيصل و حاوط كتفها يدخلها لحضنه؛ خلاص يا بابا خلاص! ودك نغير الدكتورة؟ ما ارتحتي معها؟
ضلت تبكي و لا ترد عليه تتركه يقبل رأسها؛ ها وش قلتي
رفعت اكتافها بعدم معرفه و نطقت بين دموعها؛ ماعرف
ميل شفايفه بتفكير و نطق؛ طيب نروح اليوم بس تستخيرين و تفكرين بعدها نشوف؟
هدأت من البكاء لكنها ما ردت عليه و كمل؛ ماودك تتعلاجين؟ ماودك ترجعين تكلمين الناس طبيعي بدون ما تخافين؟ ماودك تختلطين مع المجتمع اكثر؟
عضت شفايفها بتوتر ، هي فعلاً طفشت من حالتها هذي و خوفها من الناس و المجتمع؛ ودّي
قبل رأسها و استقام؛ بوديك انا يلا روحي البسي عبايتك
~
عضت شفتها تشوف الباب المكتوب فوقه "العلاج السلوكي" بس كما تسميها هي -غرفة البكاء- لانها تدخل تتوتر من الاسأله و تضل تبكي و ما تعرف تجاوب على اساله الدكتوره ، رفعت نظرها ليد ابوها اللي انمدت لكفها؛ يلا يا بابا ادخلي و انا بنتظرك
هزت رأسها بالايجاب و اخذت نفس تدخل الغرفه
ابتسمت الدكتوره من شافتها؛ أهلا سجى! كيف حالك؟
هزت راسها بالتمام و نطقت بهمس؛ الحمدلله
اشرت لها بالجلوس؛ ارتاحي ارتاحي ، ما توقعت تجين مره ثانيه من اخر مره
ابتسمت بسخريه تتذكر ايش سوت اخر مره من كانت ساكته طوال الجلسه و لما نطقت انهمرت بالبكاء مباشره ، ميلت الدكتوره شفايفها من مالقت رد و نزلت انظارها للورق؛ تمام ببدأ ، من عدد الجلسات القليلة حاولت اعرف سبب اصابتك به ، حابه اسأل فيه احد من عائلتك عنده او واجه هذا المرض؟
هزت راسها بالنفي و كملت الدكتوره؛ اذا غالباً الموضوع تجارب سلبيه ، هل قد مريتي بموقف مشابه؟
سكتت لثواني تفكر و نطقت بخفوت؛ مـ ما اذكـ ر
سكتت الدكتورة تفكر لثواني و نزلت لمكتبها تخرج دفتر صغيره قد الكف و معه قلم و حطته قدامها ، رفعت سجى حواجبها باستغراب و رفعت انظارها للدكتورة المبتسمه؛ ايـ ايش هذا؟
اخذت الدكتوة الدفتر و فتحت اول صفحاته؛ هذا دفتر! بيكون طريقه تواصلنا لاننا اذا ضلينا على هذا المنوال ما بنلخص! اسمي هذي الطريقة "سؤال و جواب"
اخذت تكتب اسمها في اول صحفه و اسم سجى؛ كتبت اسمي أمـجـاد! بدون دكتوة ، من قدك تخليت عن حرف الـ"د" عشانك!
ضحكت سجى بخفوت و كملت أمجاد؛ و كتبت اسمك عشان يكون خاص فينا بس ، اتفقنا؟
هزت سجى راسها بالايجاب و ابتسمت امجاد من لمحت الجديه و الاهتمام منها ، قلبت ثاني صفحات الدفتر و كتبت؛ اول شي ابيك تسوينه ، تكتبين لي مواقف ما تنسينها ابدا مع الناس او المجتمع الخارجي و ثاني شيء ، ابيك تكتبين ايش تشعرين لما تكونين حول الناس و ثالث شيء ، اكثر موقف ما تحبين تقعين فيه او تخافين منه
خلصت الدكتورة الكتابة و رفعت انظارها لسجى؛ توعديني الجلسة الجايه يكون الدفتر مكتوب بأجابات هذي الاسأله؟
هزت سجى رأسها بالإيجاب و نطقت بجدية؛ اوعدك!
سكرت الدفتر و مدته لها؛ و بكذا تنتهي جلستنا لهذا اليوم ، تقدرين تتفضلين
وسعت انظارها بذهول؛ بس! خلصنا؟
ضحكت الدكتورة و هزت رأسها بالإيجاب؛ ايوا خلصنا
اتسعت ابتسامة سجى و استقامت؛ يعطيك العافية دكتورة أمجاد!
هزت رأسها بالنفي و ابتسمت بهدوء؛ واجبي!
خرجت لأبوها بأبتسامة تشوفه قاعد على احدى الكراسي ينتظرها؛ بابا!
التفت لها و ابتسم بذهول؛ خلصتي؟
هزت رأسها بالإيجاب؛ ايوا خلصنا
رفع حاجبه و ضحك؛ ما اشوف الدموع؟ متأكده ما ألغيتي علاجك و خرجتي؟
ضحكت و هزت رأسها بالنفي؛ شدعوه بابا!
دخلها تحت جناحه و مشوا للسياره و هي تحكي له وش صار
~
« بـيـت سـارة »
نزلت من السيارة تلتفت لهتّان اللي نطق؛ اسمعي بروح مشوار و ارجع لك!
تأففت بضجر؛ هتّان قلت لك بس باخذ شي و اجـ...
سكتت من ما صارت تشوف الا الغبار اللي تركته سيارة هتّان و زفرت بغضب؛ انا اوريك!
دخلت البيت و نزلت طرحتها على اكتافها ضناً منها انه مافيه احد و فتحت جوالها ترد على رسالة وعد اللي مصوره اوراق و كاتبة و كاتبة "وحدوا الدعاء على ريما و ليث" ضحكت و اخذت تكتب لها ، شهقت من حست باصتطدامها بشخص و كانت راح تطيح لولا انه امسكها ، رفعت نظرها و شهقت مره اخرى من كان بدر اللي ميل راسه بأبتسامة؛ ضحكيني معاك
رفعت الطرحه على شعرها و زمت ثغرها؛ خوفتني!
ترك يدها و ضحك؛ اعذرينا! ما دريت ان فيه دلوعه جايه هنا
ضيقت مدى نظرها و ضحكت بسخريه؛ ظريف!
ابتسم لها و مرر انظاره عليها ، يحب و كثيراً يتأملها و يدقق في تفاصيلها عرف انها تحب اللون البنفسجي من اغلب اغراضها اللي بهذا اللون و اللي كان لون الفستان اللي شافها به لأول مره و لاحظ شامتها اللي بباطن كفها و لاحظ طولها البسيط و عرض اكتافها المرتزه و لاحظ وسع محاجرها و كبرها ، ابتسم مره اخرى لها؛ ليش جايه؟
اعتدلت في وقفتها؛ نسيت حاجه هنا ، و انت ليـ...
مررت انظارها عليه اثناء كلامها و شهقت من شافت "العُـود" و نطقت بحماس؛ عود؟ لك؟
هز رأسه بالإيجاب و استبشر وجهها؛ تعرف له؟
وسع انظاره بذهول يرفع العود و نطق بغرور؛ ما تعرفين يسموني "ولـد القَـمـرآ و صـاحب العُـود"
اتسعت ابتسامتها تتأمل العود و رفعت انظارها له تنطق بعفويه؛ تعزف لي طيب؟
رمش بعدم استيعاب لجملتها و اتسعت ابتسامته تغمره الفرحة و السعادة ينطق بكل حماس؛ تم!
فاحت جوالها تشوف الساعه؛ بدخل اخذ الشيء و اجي ، تروح فوق المستودع؟
هز رأسه بالإيجاب و ابتسمت تسرع بخطواتها للداخل و هو مشى للمستودع
دخلت البيت و لفت بأنظارها تدور سارة و آني ، اتسعت ابتسامتها من شافتها و بدت تدندن
"يا سارتي و دنيا الهناء
ماعرف بدونك من أنا
صرتي لنظر عيني سنا
صرتي لهجير العمر في"
ضحكت سارة من سمعتها و ركضت نغم تقبل رأسها و كفه تجلس بجنبها؛ حيّ الله عزيزة آل سلطان!
ضحكت بخفه تعض ثغرها تحب هذا اللقب و جداً تغتر فيه كثير؛ حيّ عينها سارتي!
التفتت لآني اللي نطقت بعربيتها الركيكة؛ هذا اغنيه بدير قول هو قبل شويا
عقدت حواجبها بعدم فهم و التفتت لسارة اللي ضحكت؛ بدر بدر بدير ويش! تقولك ولد القمرآ و صاحب العود كان عندي من شوي يعزف لي و يغني لي
سكنت لثواني تعض ثغرها و تنطق بهدوء؛ كان حلو؟
وسعت آني انظارها تنطق بحماس؛ أيش هوا الحلو!
وسعت انظارها بذهول و نطقت بتوتر؛ آني! ايش التفكير هذا قصدي العزف عزفه حلو؟
ابتسمت سارة تهز رأسها بالإيجاب؛ أكيد! صاحب العود كيف ما يكون حلو؟ يعزف اعذب ألحان و يضيف عليها بنبرة صوته الهادئة ، جميل يميّ جميل عزفه
سكنت لثواني يحمسونها تروح و تسمع عزفه ، التفتت لجدتها من نادتها؛ شبغيتي؟
فزت من تذكرت الشيء اللي جت لجله؛ صح! نسيت عندكم حاجه جيت اخذها
قبلت رأس جدتها و ركضت لخارج المجلس و رفعت سارة صوتها؛ بشويش يا بنتي! بشويش
ركضت تطلع الدرج تتوجه لغرفه امها و ابوها تدخلها ، اخذت نفس من الرجفه اللي سرت بداخلها و جلست على الارض تنحني تدور شيء تحت السرير ، اتسعت ابتسامتها من شافت الصندوق و مدت يدها تسحبه اخذته تفتحه ، ابتسمت بهدوء من شافت صور لها في طفولتها برفقه امها و ابوها و بعض مقتنياتهم مثل قلم علي و سبحته و كبكه و عقد منى و سوارتها و غيرها من الاغراض ، تنهدت تسكر الصندوق؛ اشتقت طيب!
دخلت الصندوق في شنطتها و نزلت تلحق بدر
~
العود بحضنه و يلعب باوتاره ينتظرها تجي رفع نظره للشمس اللي تغرب و ابتسم؛ يجي وقت القَمرآ الحين و يجي وقتي!
رفع جواله يصور الغروب و ينزل الصوره تغريده يكتب "للغروب بوسط صدري ذكريات" ، فز من سمع الصوت اللي نطق وراه؛ للغروب بوسط صدري ذكريات؟ وشهي ذكرياتك؟
التفت بصدمه لها و حط يده على صدره؛ روعتيني!
ضحكت بعبط و تقدمت تجلس بجانبه؛ ما كنت ادري انك دلوع!
ناظرها بطرف عين و ضحك؛ ظريفة
ضحكت و رفعت جوالها تفتحه ، ناظرها لثواني و عض شفته يدور موضوع يفتحه معها
نطقت بدون لا ترفع نظرها من الجوال؛ ايوا ما قلت لي وش هي ذكرياتك؟ و لا بس اقتباس؟
ميل شفايفه و نطق بتردد؛ ما تذكرين؟
عقدت حواجبها و رفعت نظرها له؛ اذكر ايش؟
عض شفته و هز رأسه بالنفي؛ اقتباس بس
وقت قابلها في المعرض و خرج معها منه يودعها كان وقت الغروب و ثبت في راسه هذا المنظر و لا نساه مر عليه تقريبا اربعه شهور و لا زال يذكره
عدلت جلستها و عدل جلسته يرجع العود بحضنه و التفتت لها من نطقت؛ يلا يا صاحب العود ابهرني!
ارتكزت انامله على الاوتار و رفع رأسه لها؛ وش تبين صاحب العود يبهرك فيه؟
رفعت رأسها بتفكير و ابتسمت بهدوء من طرت ببالها؛ مُـذهـلـه!
ابتسم من ابتسامتها؛ مذهله؟
هزت رأسها بالإيجاب؛ ايوا ، كلمات شبية الريح و ألحان صادق الشاعر و بغناء فنان العرب أبو نورة ، فيه احلى من كذا!
ارتخت اكتافه و ضل يتأملها؛ تحبينها يعني؟
اتسعت ابتسامتها و نطقت بحماس؛ مره! تحس وصف عبدالرحمن المساعد غريب ، ودك تشوف هذي الـمُذهـله اللي بعثرته و جعلته يكتب مثل هذي التحفه! و كمية التناقضات فيها وقت كتب "طيبها قسوه جفاها ضحكها هيبه بُكاها" بعدها يكرر مُذهله من شده ذهوله! يعني تفكر كيف بتكون هذي المذهله اللي اذهلته لدرجه يقول "ماهي قصة حسن رغم ان الحسن بحد ذاته فيها مشكلة" و وصفه الدافي لوقوعه لها و خضوعه لها يقول بكل حنيه "ليه عمري مالقى لبرده دفى الا دفاك" و بعدها في النهاية ينسبها له "كي تكوني في عيوني و من حنيني و بس فيني و مو بدوني مُـذهـلـه" و بألحان صادق الشاعر اللي توديك لعالم اخر من حلاوتها و تحتار وش هو الجزء الافضل فيها و بصوت محمد عبده اللي يغنيها بكل احساس و تقمص لدرجه تفكر هل هو اللي عاش هذي المشاعر؟ و على مر السنين و مهما تقدم فيه العمر يضل يأديها بكل روعه و احساس جميل
ما كان معها بحديثها لوصفها لمُذهله لان المُذهله الوحيدة بنظره جالسة يمينة و جالس يتأمل كل تفصيل صغير فيها و ما كذب شبيه الريح وقت قال "يا أجمل من الأخيلة" جميلة جداً بنظرة و كل شي فيها طبيعي و مو طبيعي هي الأنسانة اللي خذته من نفسه و خذت تفكيرة و اخذت الخافق اللي يتوسط صدره تركته يهوجس فيها طوال الوقت من آراضي لندن لآراضي نجد ما رحمته كل ما تناسها تظهر له و يطغى عليه شعوره و ما سمحت له يكمل مشواره في الرسم لأن أنامله ما صارت ترسم الا هي ، اخذ نفس من قوي شعوره و نزل انظاره للعود يستعد لبدء العزف؛ والله لو شافوا ثلاثتهم اللي على يميني ما يخرج من منطوقهم الا "مالمُـذهـلـه إلا انتِ و لا هم يحزنون"
تلاشت ابتسامتها تدريجياً و التفتت عليه بصدمة من جملته اللي ما توقعتها و لو واحد بالمية ، رجفت محاجرها كما رجف خافقها الضعيف تشعر به بيخرج من مكانه من قوي دقاته و سرعة ضخه للدم مو يكفيها ان شعورها نحوه مبعثر من عرفت انه ولد خالها نفس الشخص اللي سرق اهتمامها في لندن ، كل مره تسمع طاري اسمه او تلمحه او تتلاقى نظراتهم يتضخم فيها شعور و مشاعر و احاسيس تعجز تفسرها تحس -بالأُلفة- تجاهه و كأنها تعرفه من سنين و كأنه بجوارها دائماً ، هو الشخص الوحيد اللي تحس بأنها غير ملزمه بأنها تتصنع بأن حالها بخير هو من اول لقاء بينهم لمح ضعفها و حزنها و فرحها و قوتها بنفس الوقت ، جمعت كفوفها الراجفه ببعضها من بدأ يعزف و لا تشعر انه عزف عادي و طبيعي وقع أنغامة عليها مو طبيعي ابداً بدأ يعزف بكل شعوره المقدمة و كأنها أخر مرة يعزف فيها ، ما رفع عينه من على العود نهائياً ما يبغى يرفع نظره لها و ينسى عوده و عزفه تسرقه منهم
ابتدأ يغني مع عزفه من وصل للحن جزء؛
"مُذهلة
ماهي بس قصة حسن
رغم إن الحسن فيها بحد ذاته مشكلة
مُذهلة
كل شي فيها طبيعي ومو طبيعي أجمل من الأخيلة"
شدت على يدها من سمعت صوته يغني لأول مرة ، كثيرة هذي الاشياء عليها ما تتحملها دفعة واحده
كمل يعزف و ماهو حولها و لا حول تبعثرها انظاره على منظر السماء اللي بدأت تتلون بالسواد و أنامله بين اوتار العود و تفكيرة و عقلة فارغ تماما تكمن فيه هي لوحدها ، رجع يغني بكل شعور؛
"مُذهلة تملأك بالأسئلة
هي حقيقة أو خيال
هي ممكنة ولا محال
هو سهلها صعب المنال
أو صعبها تستسهله"
كانت تساؤلات حقيقة ، يتسائل هل هي بكل هذا الحُسن و الجمال حقيقة؟ أم مجرد خيال؟ هو ممكن يطولها و ممكنة له؟ و لا مُحال؟ هي سهله المنال و بيقدر يوصل لقلبها؟ و لا صعبة المنال؟ أو انها صعبه لكنه سيستسهلها لجل يوصلها؟ تملأه بالأسئلة و لا ترحمة
ما يسمع في المكان غير صوت العود ، بدون كلمات شبيه الريح أو ألحان صادق الشاعر أو صوت فنان العرب مافيه غير -ولـد القَـمرآ و صـاحب العُـود- يغني لـ -مُـذهـلتـه-
رفع رأسه يغني و يرفع صوته يعلنها للكل؛
"يا بدايات المحبة
يا نهايات الوله
هالحسن سبحان ربه
ظالم وما أعدله"
يعلن انه بدأ "بدايات المحبة" و بيمشي في دربها في درب الحسن الظالم العادل ، في درب "نَغمة عُوده"
"أعذب من الأمنيات
عالم من الأغنيات
يا أجمل الشعر البديع
من آخره لين أوله"
هو يقصدها بأنها أعذب من كل المُنى و هي عالم ، عالم يغوص فيها و يستكفه عالم مليئ بالنغمات ، تحفظ الشعراء و الملحنين و المغنين من جميع بقاع العالم و ما تدري انها هي الشعر البديع
التفتت لها و تلاقت انظاره بأنظارها ينغم بكل هدوء و عذوبة؛
"ليه عمري ما لقى لبرده دفى إلا دفاك
ليه أنا عيني تشوف وماتشوف إلا بهاك
يا أجمل من الأخيلة ، هذا جواب الأسئلة"
طوال سنين عيشه ما اثرت فيه انسانه مثلها ما لقى لبرده حياته الا دفاها و عينه ما تشوف الا بهاها ، هي أجمل الأخيلة و لقى كل الأجوبه فيها ، تأكد انها دفاه و بهاها اثر فيه و أجمل الأخلية بالنسبه له وقت رجع للعزف على العود من بعد ما تركه لسنوات عشانها ، لجل انه التمس فيها حب هذا العالم و حب لمعنى اسمها رجع يعزف لجل يعجبها و يبهرها و يلفت اهتمامها
لا زالت انظاره عليها ينطق اخر الابيات؛
"كي تكوني في عيوني ومن حنيني وبس فيني
ومن حنيني وبس فيني ومو بدوني مُذهلة"
رفع انظاره للسماء اللي تلونت بالكال بالسواد و ظهر بَدر منتصف الشهر يشهد عليهم و اتسعت ابتسامته يكرره الكلمة اللي توصفها بكل معاني الكلمة و ينهي عزفه بها "مُـذهلـه!"
انتهى عزفه و انتهى من سطر مشاعره بهذه الأغنية ، سند رأسه على العود و التفت لها؛ كيف؟

لا جت نَغمة العود في ليلة القَمرآحيث تعيش القصص. اكتشف الآن