السابع عشر

14 3 0
                                    

زهراء سعد
~~~~

يوليو عام 1971
ان افقد مساري في الحياة ولا استطيع القدرة على التمييز بين الحلم والحقيقة بين الخيال والواقع ، اشعر احياناً بالنفور من الجميع حتى جدي الذي كان الأستثناء الوحيد من بينهم ولا اعلم كيف ومتى حدث ذلك

انظر اليه على فراش المرض كامناً في غيبوبته الكبدية المتقطعة التي اصابته منذ وفاة عبد الناصر واتمنى بيني وبين نفسي ليته يعود الى وعيه ليتنا نجد الشفاء

لكني اعود لأتذكر ماحدث فأتراجع خشية ان يستفيق ويخبرني بما لا ارغب بسماعه وكأن اللحظة التي رأيته فيها امام الوليمة قد غيرت شيئاً في نفسي

فلا اصدق انها مجرد طيفً خادع من الخيال ولا استطيع التغلب على شعور الخوف الذي اصابني بسبب جدي ، خاصتاً ان روحي صارت راغبه في معرفه ما يخفيه جدي بحق فهل يدور الأمر حول هذا الشيء ؟
وحتى ان كان فكيف لا يتطوع ليخلصني من معاناتي ؟
ولكن هل يكون اعتقاد جلال بأن كل ما اراه هلاوس صحيحاً ؟
ياليته صدقني ..

اصبحت روح البيت كئيبة كروح البلد ، لا ارى النور والأمل من حولي فقط مراد يبثهما في من آن الى اخر
مراد أصبح امل امي لزواج يعيد للعائلة بعض البهجة ، بعد أن اختفى جلال بشكل دائم من حياتنا اثناء تطوعه بالجيش تماماً كأختفاء صابر الذي نتلقى مكالماته كل حين

بعد الغداء جلس ابي مع مراد بينما تعد امي مستلزمات جدي لأوصلها للمشفى ، طرق الباب وسمعت ابي يقول
الأب : سيد شذلي اشتقنا لك يا رجل ، قهوة يا حياة
شذلي : اشتقت لك أيضاً ياسيد احمد

رأيته يدخل ببدلته العسكرية مع زوجته ويبدوا عليها اثار البكاء اخذتها امي وجلستا في طرف غرفة الأستقبال تتهامسان ، وجلس ابي ومراد معهُ في صالة الأستقبال وبدأ والد جلال حديثه

شذلي : جئت اسلم عليك ، الله وحدة يعلم ما تخفيه الأيام ، ارى مراد الحبيب هنا
مراد : قل لي أننا سنحارب ؟!!
لاحت علامات حزنً على وجهة وقال : كان بودي أن اقولها لكن حالة الجيش يرثى لها والعدو في احسن حالاته

دمعت عين مراد وهو يقف غاضباً: الى متى ستعيش العروبة في هذا الذل المهين
الأب : الى أن يشاء الله يابني
خرج مراد غاضباً دامعاً تتبعه نظرات السيد شذلي

قال ابي : مسكين مراد يحلم بالقوميه العربية بعد ان مات زعيمها
شذلي: الرئيس محمد انور السادات يبذل الكثير من الجهد من أجل السلام ، ستظل الشعوب تحلم وهي جالسة تحتسي الشاي في العصاري ثم تصب غضبها على من يضحون بأرواحهم على الجبهة

الأب : لم اقصد هذا يا شذلي لكني اتمنى ان لا اموت قبل ان ارى البلد حرا
شذلي : كلنا انت ياسيد احمد ، سوف اغيب هذه المرة كثيراً واوصيك على ..
الأب : لا تقلق على الست انيسة ابداً وانا موجود

السر القديم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن