الثالث عشر

14 3 0
                                    

زهراء سعد
~~~~

اواخر عام 1967
نحت الحزن الوجوه ووصمها بعار النكسه وفقد الاحبه وتم طلاء زجاج الشبابيك باللون الازرق كما بنيت سواتر الطوب امام مداخل العمائر وملات الخنادق شوارع بورسعيد للاحتماء بداخلها اثناء غارات العدو الاسرائيلي وتراكمت التعاسه فصار الصمت لغتنا المشتركه في البيت فلا احد يريد ان يتحدث او يستمع يكفينا ما قلنا وما سمعنا من قبل وتعلمت كيف اصطاد الاحلام من بين حطام المدينه فكانت بعضها خيبات لم اتوقعها وتوارت عن عيني اجمل الاحلام وانقاها حتى جلال الذي يعود في زيارته من الجيش لم يعد لم يتفقد احوالي يوما بعد استشهاد يسري  لكني سمعت روايات صابر وعصام عن مأسي الحرب كنت على يقين من هزيمه ارواح المقاتلين في هذه الظروف  فمن قابل الهزيمه والموت لم يعد سويا كما كان حاولت ان اطمئن عليه رغم حزني على فراق اخي لكنه قابل كل تقرب منه بالرفض والبعد احيانا بالتجريح لعلاقة مراد بالعائلة كل ما فعله هو رمقي شزرا كلما راني اتحدث الى مراد صدفة بينما مراد يفعل كل ما يستطيع ليساندنا بمحنتنا شعر جلال ان مراد قد احتل مكانه فرفضت كرامته كل مشاعرنا التي كانت واصبح انسان لا اعرفه

لكنني رغم قسوه قلبه وابتعابه ظلمت نفسي وبقيت على حبه وتعلقي به وحدهما جدي وابي كانا يتشبثان بالأمل  فعمليات الجيش والفدائيين التي لا تنقطع يرد عليها الصهاينه بكثير من الغارات احيانا احسدهما على استمرار حلمهما  وايمانهما الطاغي رغم كل الظروف 

تعددت لقاءات عائلتنا مع عائلة جلال وازدادت محاولات مواساتنا لبعضنا البعض حتى يوماً كنا نجلس فيه في نفس الأسى وبوادر الأمل الطفيفة تحيط بنا في خوف وتردد حتى انطلقت ابواق الغارة ثلاث مرات تنبيها لخطر الغاره القادمة تلاها صوت احد افراد المقاومه الشعبيه او الدفاع المدني طفو النور طفو النور

اطفانا جميع الانوار وتوجه الجميع لغرفه بمدخل العماره حتى يكونوا بمأمن من القصف اشعلت الشمع مع هناء  وتوجهنا للأسفل هناك وقد كانت عائلة موردخاي تيتعد في حزن بالغ للرحيل من مصر يجلسون في زاويه بعيده واحدهم بينما جلست عائلتنا وعائلة جلال سوياً لكن ابي كان يتسلل من حين الى اخر الى عائله موردخاي

اتى مراد اخر فرد فالقى التحيه وجلس على مقربه منا
قائلاً :  لعنهم الله الغارات لا تتوقف ابدا كل خمس دقائق غاره كيف نعيش وسط كل هذا
قال ابي : يستهدفون المدنيين املا في اخضاع القياده
قال السيد شذلي في فخر : لا تنسوا يا جماعه ان كل هذا بدا منذ الاول من يوليو عام 1967 في معركه راس العش عندما تصدت قوات الصاعقه للصهاينه ومنعوهم من دخول بورفؤاد هذا ردهم

قال ابي : وعمليات القوات الجويه مدفعيه واغراق المدمره ايلات التي قسمت ظهورهم ثم الفدائيون وعمليات الجيش المتواليه على الحدود جعلتهم كالكلاب مسعوره

السر القديم Onde histórias criam vida. Descubra agora