زهراء سعد
~~~~
اوائل عام 1970
طنين صوت الحاخام اللعين
_ اخبريه ان يترك ما يخفيه
لم يتوقف في اذني طوال الليل حتى استيقظت في ارهاق افكر ما الذي يخفيه جدي ويريده الحاخام ؟
وهل حقاً لهذا الحاخام وجود ؟
هل حقاً هو سحر اسود كما قال مراد ؟
استقبلني صوت امي الغاضب وهي تفتح ستائر الغرفة
الام : صح النوم ياهانم اقتربت الساعة من العاشرة صباحاً
حياة : صباح الخير
الام : لا اظنه خيراً يا بنت احمد الدنون
حياة : لماذا يا امي ؟
الام : لأنني اظنك تستعدين لمرحلة لن اسمح بها في العائلة ؛ شهور قلائل ويصبح عمركِ عشرين عاماً بالتمام والكمال وستصبحين بوراً
حياة : علمت يا امي سأصبح بوراً وانا سعيدة بذلك
الأم : اذاً فلتعلمي انني اعلم تعلقكِ بجلال الذي لا فائدة منه انه حتى لا يهتم بكِ في زياراته المتقطعة كل ما يفعله نظرات هنا وهناك ، هل ستتزوجين النظرات ، لا انكر أنني احبه كأبن لي وكنت اتمناه لمعرفتنا الوثيقة بأهله كما ان امه تحبكِ وتتمناكي لكنها لا تملك كلمة على ابنها اذاً هي مسئلة منتهية سيضيع شبابكِ بأنتظار من لا امل فيه
حياة : وما المطلوب مني ؟
جلست امي بجانبي وتغيرت نبرة صوتها
الأم : اريدكِ ان تنتبهي لنفسكِ يا حياة فلن يعمر احد منا لكِ انظري حولكِ ببساطة الجميع تزوج او انه في طريقه الى ذلك ، يا حبيبتي من يشتريكِ اشتريه هكذا هي الدنيا يا ابنتي ، صدقيني لا شيء يحول بين الرجل وما يريده ، الرجل اذا اراد شيئاً مد يده ليأخذه مهما كانت الصعوبات ، لكنه اذا ما تثاقل وتحجج فأجل وامتنع فأعلمي انه حتماً لا يريده سوف تثبت لكِ الأيام صحة قولي ، فقط اتمنى ان تثبتها قبل ان يفوت الأوان
اخافتني كلمات امي اكثر من كلمات الحاخام وآلمت نفسي كثيراً هذا معناه أن شعوري بجلال شعور خاطئ افاقني صوت امي مرة ثانية
الأم :ماله مراد اراه يتودد اليكِ والينا يشتري خاطركِ ويعاملكِ بأحترام المرأة تستطيع أن تتزوج بلا حب لكنها لا تستطيع ان تتزوج بدون اهتمام واحترام لأن بهما يأتي الحب
حياة : هل تريدين مني ان اتقدم لمراد الذي يتودد الينا ؟
الأم : اريدكِ ان تعامليه مثلما تعاملين جلال وهو سيفعل هل فهمتي ام انني اتكلم مع صنم
قاطعنا صوت عصا جدي صائحاً : يا حياة اين قهوتنا ؟
نظرت امي بأتجاه صوته قائلة : لقد افسدكِ دلال جدكِ لكِ ولم ننتبه ، هيا اذهبي الى السوق لتحظري السمك من العم مصري ثم الى الطرابيشي لتأتي بطربوش ابيكِ
حياة : لم يعد احد يرتدي الطربوش الى الان
الأم : لا شأن لكِ بهذا ابوكِ يرتديه افعلي ما امليه عليكِ دون نقاش
حياة : اصنع لجدي القهوة واذهب
الأم : بسرعة ، اريد تجهيز كل شيء قبل عودة ابيكِ واخوتكِ ستساعدني امال لحين عودتك كما ان عصام على وصول من الجامعة في القاهرة وصابر في زيارة اريد غدائاً مميزاً من اجله
YOU ARE READING
السر القديم
Horrorتصنيف ~ تاريخ ~ غموض قصة ( حياة ) الفتاة ذات الثمانية سنوات التي سيحكي لها جدها قصة بني اسرائيل بداية من قصة سيدنا يوسف مروراً بقصة سيدنا موسى الى تفرقهم في التيه ، ثم بداية ونشأة الصهيونية تعاني بطلة الرواية حياة من رؤية اشخاص يتتبعونها في اماكن...
