الجزء الثالث

25 4 0
                                    

زهراء سعد

~~~~~

يوكابد بنت لاوي مصر عام 1200 قبل الميلاد
وقفت يكابد وابنتها الكبرى مريم بجوار نهر النيل تتامل سريانه الذي لطالم ماتمنته على اسرارها تمر باحداث لثام هي وزوجها عمران ابن قائد ابن لاوي ابن يعقوب يسترجع عقلها ذكريات رواها الاجداد ليست اقل الما مما تعاصره الان لكن معاصرتها للاحداث جعلتها كائنات مجسمه لا تنام ولا تهدا امامها وكيف لها ان تهدا وقد عايشت اجيال بني اسرائيل الذله والمهانه من بعد عزه وكرامه وجاهاً في عهدي يوسف النبي

فبعد ان حاد بنو اسرائيل عن نهج النبي يوسف جيلا بعد جيل ونسوا وصيته استغلوا المصريين واستكبروا عليهم وتحالفوا مع الهكسوس ضدهم تفاقمت الامور وعاش المصريون في ذل تحت امره الهكسوس ولم يلقوا من بني اسرائيل ما توقعوه من اعزاز لرد الجميل

حينها اقسم احمس ان يعيش المصريون في عزه او يموتوا بكرامه حارب الهكسوس وانتصر عليهم وطردهم حتى هربوا جميعا خارج البلاد ثم اراد الانتقام من بني اسرائيل لخيانتهم فصادر اموالهم ومنازلهم وحرم اولادهم من التعليم ولم يكتفي بهذا فاستعبدهم ومنعهم من السفر خارج مصر وتوالت الاجيال بعده كما تتوارث اسر الاقدمين الحكم توارثوا استعباد بني اسرائيل

يوكابد ترى كل ذلك كلما نظرت الى الهرر تحتقر فرعون الذي ابت الرحمه دخول قلبه عندما فسر كبير الكهنه حلمه محذرا "سيولد طفل من بني اسرائيل يزول ملكك على يديه" مشاهد الرضع المذبوحين وابائهم الملتاعين لا تفارق عينيها سالت دموعها وهي تتذكر وجه عمران البائس وهو يقف عاجزا يشهد ذبح والدها البكر وباقي المواليد فقط لانهم ذكور تتذكر يأس عمران حين قال "يكفينا ما حدث لا اريد ان ننجب مره اخرى"

لكن روحها المقاتله ابد فردت عليه ياسه باصرار بل سننجب مره اخرى وتذكرت الله في نفسها فجففت دموعها وشكرته ان رزقها بهارون في سنة العفو من قبل ثلاث سنوات

‏حدقت في مياه النهر الجارية  فرأت دموع عمران وهو يودع رضيعهما ذا الثلاثه اشهر وتساءل عقلها في صمت اما كان لفرعون ان يفيق قبل ان ياتيه غضب الله ام ان موت جميع ابنائهم من نفرتاري واسيا لا يوقظ عظه في نفسه اخيرا تسحب يوكابد عينيها التي توغلت في اعماق النهر الجاري ثم نظرت الى رضيعها الاسمر البهي الذي احتضنته بين يديها والذي لا تعرف له اسما بعد ويراودوها وحي الله لها بان ولدها سيكون شانه عظيما يوما ما

‏اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
﴿ ان اقذفيه في التابوت فقذفيه في اليم فليلقه اليم في الساحل ياخذه عدو لي وعدو له ﴾
‏سوره طه الايه التاسعه والثلاثون

‏رفعت يوكابد نظرها الى السماء ودعت باكيه
‏"يا رب اني سافعل ما اوحيت الي به وايماني بك هو ما يجعلني افعل ما يعتبره الناس جنونً يا رب لقد امنت بك انت رب ابراهيم ورب يعقوب واسحاق واسماعيل اسالك ان تعيد الي ابني سالما وان تثبت قلبي ثبت قلبي يا من جعلت النار بردا وسلاما على ابراهيم اجعل الماء امنا وامانا على ابني

ثم القت الصندوق في النهر الذي  ‏صنعه لها حزقيال المؤمن بالله سرا من ملا فرعون والقت وراءه قلبها المنفطر يراقبه مهرولا حتى اصيبت انزلاقها على احدى الصخور فامرت مريم بمتابعته حتى لا تفقده فتعلم مصيره ففعلت ظلت الاخت الحنونه تهرول وراء اخيها الرضيع فلم يغرق ولم تاكله تماسيح النهر ولم يصبه مكروه بل ظل يسبح في سرعه وكانه يعلم وجهته حتى صاحت اخيرا هلعه بعد ان توقف
مريم : يا للهول لقد ذهب الى قصر فرعون

السر القديم Where stories live. Discover now