البارت الرابع عشر

36.8K 1.6K 368
                                    

'
ابتسمت تجلس على الكنب وسحبت جوالها ، رفعته تلقط أشياء للذكرى سواء دامت الأوضاع على هالحال ولا بتشوفها وهي تبكي بعدين أن حصل خير ماهو بشر ، لفّت له من قام مستعجل وما سألت ابدًا ، طلع من عندها يركض وسكنت بمكانها ماتنكر توترها لكنها ماتبي تقلق نفسها وهي توو طلعت من الخطر ، بقت لوحدها بهالبيت الضخم تنصت لسكونه وهدوء جيرانه ، تتأمل تحُفه وزينته ولوحاته وألوانه رغم إنها ماهي أول زيارة لها ومن المحتمل تكون الأخيرة ، رفعت عيونها بهدوء لحليمة اللي نزلت ونظراتها ماتطمن ابدًا ، أخذت نفس وقالت : أكيد إنك حليمة ؟
حليمة رفعت حاجبها وقالت : ايوه حليمة بس مين أنتي ؟
ابتسمت اسرار ونطقت بلطف احترامًا لسّن حليمة : غريب ماعرفتيني ؟ م قالك الرسام عني ؟
ضحكت بسخرية وقالت : المفترض أعرفك يعني ؟ يمكن مالي نية ولا لي شرف أعرفك
وقفت بصدمة وقالت : وش تقولين أنتي !
حليمة مشت لها ونطقت : فهمتي مقصدي أتوقع وأتمنى ماتكلميني مره ثانية أو حتى يجي بيننا نقاش
كانت مصدومة وجدًا من أول حديث لها مع حليمة ، وللأسف أخذت الانطباع الأول عنها ، شافت شلون ناظرتها من فوق لتحت ومشت تتخطاها ، شّدت قبضتها وزفرت بقرف ترجع تجلس ، ابتسمت بسخرية وقالت : الواضح بتبدأ حرب بيني وبين هالحليمة !
سحبت جوالها تنزل الصورة على السناب وتكتب عليها ' ترحيب دافء جدًا ، مرحبًا بعودتي ' وتلاحقتها الرسايل والكل يتحمد لها بالسلامة والأغلب يسأل عن سبب غيابها ، رجعت تنزل صورة ثانية وتكتب عليها ' الله يسلمكم جميعًا ، مجرد حادثة أفضل أترك تفاصيلها لنفسي ' بدأت تتسلى على جوالها متناسيه من سطّام وخروجه المريب ..
~ على حدود الرياض ~
واقفين عن مفرق طريق وينتظرون سطّام ، هم وبالصدفة لقوا لوحة طايحة بعيدة كل البعد عن الرياض ، ولا زالت مغلفة بشكل محكم لكنها تحوي فجوة كبيرة بمنُتصفها ، لفّ عقيل لهاني ونطق : والله صدفة !
هاني نطق وهو واقف واللوحة فوق راسه يستظل فيها ، كان متمسك بأطرافها لأجل البصمات : صادق والله بس وش فرق اللوحة متدمرة
عقيل : سطّام يبيها لو مايبقى منها الا جزء بسيط
هاني : عساه يحصل منها شيء
حسن نزل من السيارة ونطق : جاء جاء
وقف جنب الخط ونزل من سيارته وقال : عيال العم
تقدموا له يسلمون عليه ، لفّ لهاني ونطق : الحمدلله الا والله هي !
ضحك هاني وسلم عليه وقال : ذيب أقولك لمحتها وحسن طاير يمشي ميتين
ضحك سطّام وقال : انشهد بالله ذيب
حسن : والحين وش بتسوي ؟
سطّام : لقينا الدليل وعلى خط الديرة حقتهم
ضحك عقيل وقال : حمار ذا حاطها على طريق بيوتهم ؟؟
سطّام ابتسم وقال : كويس إنه حمار
حسن : وش رايك تغدينا قبل نسافر ؟
سطّام : مرحبا ومسهلا والله لو إني داري بوجودكم كان من أول عزمت وطلعت معكم بس توو عرفت من اتصال عقيل
عقيل : خيرك سابقك والله
هاني ابتسم وقال : مشينا يعيال شمس القوايل سلختني
سطّام : الحقوني
عقيل ابتسم يمشي مع سطّام ونطق : بخاويك
سطّام : عز الخوي والله
ركب عقيل وركب سطّام بجانبه ، رفع جواله يتصل بأسرار ووصله صوتها وهي تقول : أهلين ؟
سطّام : أنا جاي ومعي عيال عمي
اسرار ببرود : طيب ؟
سطّام : جهزوا غداء وخلي حليمة تساعدك
اسرار رفعت حاجبها وقالت : الله يكثر خير المطاعم وابلكيشنز التوصيل !
سطّام نطق بحدة : قلت جهزوا
اسرار : لا ترفع صوتك !!
سطّام : لا تحديني طيب
اسرار ضحكت بسخرية وقالت بحدة : وبعدين كيف تبيها بس ؟ يدي اليمين مكسورة وظهري مُصاب تستهبل !
سطّام مسح وجهه ونطق : عشان كذا قلت حليمة تساعدك
اسرار : خلاص أجل دق على حليمة وخلها تسوي لك غداك يالشيخ سلام !
قفلت الجوال بوجهه وزفر بغضّب ، أرسل لها رسالة يقول فيها : خليني أجي وأشوفك ماسويتي شيء
دعس على البنزين ينطلق بأعلى حدود السرعة بسيارته راجع للبيت ..
~ بيت سطّام ، جناح اسرار ~
مشت تطلع من المصعد وتمشي بهدوء وبحذر ، فتحت الباب وشافت غرفة كبيرة جدًا بحمامها ، مشت تدخل ورفعت جوالها من وصلت لها رسالة ، فتحته وتكت على الجدار وشافت رسالة من الرسام وقرأت مضمونها وسرعان م ارتسمت ضحكة سخرية على شفاها ، مررت أصابعها وكتبت له : ماحولت المهر وبكل طولة وجه تبيني أسوي اللي تبيه بعيدة على شواربك ي بِكر نهيّان تمشيني على هواك !
قفلت جوالها وقفلت الباب وراها بالمفتاح ، مشت تدخل الحمام بكل هدوء وحذر وفتحت الدش ، تاركه كل شيء وراها من أشخاص وأوامر وسواليف ، حسّت بحرارة دموعها تجري مع المويه اللي غمرتها ، تتذكر الأنثى اللي زارتها بحلم طويل وقت غيبوبتها بأول ليلة ، تتذكر تفاصيل وجهها اللي عجزت تميزها ولأول مره تشوفها وتتذكر كلامها وصوتها الغير معروف لمسامعها ، كانت فالحلم تركض وراها وتضحك وتناديها بـ ' أمي ' عضّت شفايفها من تمردت شهقاتها عليها وبكت بكل حزن على حالها ، كانت أنثى جميلة بقد جمال اسرار وبجمال الحلم وشكلها وصوتها ، رفعت وجهها تسمح للمويه تضرب وجنتيها وملامح وجهها ، انمزجت دموعها واختفت بشكل تدريجي ، عضّت شفايفها من ألم ظهرها والغرز اللي فيه ، وكانت مايلة على رجلها اليسار لأجل تخفف الثقل على اليمنى المصابة ، بعد شور مريح طلعت بهدوء وفتحت الدولاب تشوف ملابس بجميع الأنواع والأشكال وبمختلف الألوان ، ابتسمت تشوف رسالة على أحد الملابس مكتوب فيها : زيتونتي ! لبس الغالية وترا أعطيتو المقاسات وهوا اللي شراها حتعجبك لأن يقولو محد يشكك بذوق سطّام .
ابتسمت تطلع لها ملابس ونطقت : حلو الذوق لكن الألوان متكررة !
فتحت دولاب الملابس الداخلية وشافت رسالة ثانية ، فتحتها وكان مكتوب فيها : كل اللي هنا من عندي أنا ماتخافي لسى مايعرف مقاسك لكن عصب وقالي قريب حيتحرش ويعرف !
ضحكت بصوت عالي من طرافة عِقد ، واخذت لها كل اللي تحتاجه وقفلت الدولاب ومشت تلبس وترطب جسدها وتتعطر من عطرها المميز ، ابتسمت من جمال ريحة العطر وجمال شكلها فالمراية ، مشت بهدوء وانسدحت على السرير تفتح رسايل الإيميل الخاص فيها وشافته متفجر من كثر الرسايل ، أخذت نفس وشافت أكثر من محاكمة طالبين حضورها واختارت أبعد وحده من حيث التاريخ ، لأجل تنشغل بالقضية وهي فالبيت ولما يجي موعدها تكون تعافت شوي ، قفلت جوالها ولفّت تاخذ دواء من الأدوية لأن وقته حان وسرعان م جاءها خمول ونامت ..
~ بنهاية حيّ الصحافه ~
فيلا ضخمة جدًا وتفاصيلها خيالية ، ابتسم يصافح البايع ونطق : عالبركة ان شاءالله
حافظ ابتسم ونطق : الله يبارك لك ي مطلق
مطلق ابتسم وقال : ماقصرت والله يبو حامد
حافظ : والله ولا تعتبره شيء وتعال للعشاء أنت والشيبه لنا سنين ي مطلق ماشفناك والله ماشوف اللي صار صدفة
ابتسم مطلق يمسك كتفه ونطق : أبشر عطني رقمك
حافظ ابتسم يملي الرقم على مطلق ونطق : أشوفك الليلة ؟
مطلق : اعتبرني عندك
حافظ : ودعناك الله
مشى حافظ يطلع ويكون خوي من أخوياء مطلق القديمين ، أيام الدراسة وبالصدفة تذكر مطلق رقمه واتصل فيه وطلع بالفعل عنده فيلا وكان مطلق جاهز ، وشراها ومشت أموره كلها بعد ما أنتهى من فكرة البيت ، بيت كبير جدًا يقدر يضُم حمد وضاحي ومطلق وبنت سِت المُدن ، دخل يمشي فيه ويتفحصه كان واضح الشغل السليم فيه ، والسباكه والكهرباء كلها مية بالمية ، ماناقص الا يروح ويخطبها من أبوها ويجيبها للرياض ببيته ، رفع جواله يشوف اتصال فائت منها وابتسم ينطق : داري إنك تمزحين بس بربكك غصب
كان بيتصل فيها لولا خروج حمد وهو يدفع نفسه ونطق : متى بتشتري الأثاث ؟
مطلق : الليلة بنطلع ونجيب أثاث لغرفتك أنت وضاحي وباقي البيت بخليها تأثثه على ذوقها
حمد ابتسم وقال : منهي ؟
مطلق : بو مطحس
ميّل حمد راسه بعدم فهم ونطق : منهو !!
ضحك مطلق وهو يلعب بسبحته ونطق : غنوج المدينة يبو محمد
حمد : حدد غنوجه ولا بو مطحس ؟
مطلق : أغار على أسمها قولوا لها بو مطحس وتفهمكم
حمد : لا بالله ؟
ضحك مطلق وقال : علامك !
حمد : ترا بتضرب الزبيرية بجبهتك تكلم زين منهي !
مطلق : والله ماقول أسمها صاحي يبو محمد !
حمد : لا أنت تبيها من الله وأبشر بها
رفع زبيريته وركض مطلق من صقعت بظهره ، وتكى على الباب الرئيسي يضحك وقال : وشفيك ترضى أقول أسم سلوى ؟
حمد رفع حاجبة وقال : ماهمتني الجنية ذيك ومطلقها منزمان وأنت تدري بس ناشبه ناشبه تقول عيالي كيف أخليهم وهي تعقب عشان بيتها اللي بنيته لها حسافة فلوسي والله
ضحك بصوت عالي وقال : مايصلح يبو محمد ! وأبشر أسمها عِقد
حمد ابتسم وقال : ماشاءالله هي صديقة بنيتي اسرار صح ؟
مطلق : الله عليك يالذاكره ماشاءالله
حمد : والله إنها كثيرة عليك بس وش نسوي وأنا جدك
توسعت عيون مطلق وضحك حمد وابتسم مطلق له ، طلع ضاحي يركض وقال وهو يلهث : ماخليت ولا زاوية كل البيت يجنن تكفى ي مطلق بنصير من الطبقة المخملية !!
مطلق : وشفيك أنت !
ضاحي رفع طرف ثوبه وربطه عن خاصرته وبدأ يهز وهو يغني ونطق : بجيب الشقراء من امريكا
طارت عيون مطلق وسحب سبحته بيده ونطق : أخوك يالهَاجس صدق !
صرخ ضاحي يركض وأنطلق مطلق وراه ، كان يلعنه ويسبه وهو ميت ضحك ويركض ، ابتسم حمد وقال : الله يصلحكم
رجع بكرسيه يمشي في حوش البيت ، حوش مليان نخل وأشجار وواسع وشرح ، ابتسم بوسع ثغره مبسوط بالأجواء وأن البيت ذا بيصير له ولضاحي ومطلق وحَرمه أن قالها الله ، وهو يدري أنه لولا الله ثم مطلق ما أخذ حمد كامل راحته وقضى آخر أيامه تحت سلطة بتال ..
~ المدينة المنورة ، قصر أيمن ~
كانت تسمع صراخه وهو غاضب ولأول مره توصل لرفعة الصوت بينهم ، رجعت شعرها بكامله خلّف ظهرها ، بللت شفايفها ونطقت : بابا ممكن تفهمني
أيمن بحدة : تردين ولد عمي لأجل بدوي حتى نفسه م أسسها ؟ قولتي لي حعيش على كلامو الحلو بس للمعلومية كلنا نقدر نقول كلام حلو ! ماعندك سبب وأسبابك تدل على جهلك وأنا وصلت لحدي بس لهنا وخلاص سوري م أرمي بنتي على شخص ما أدري مين هوا ! وناسية وصال وسواتو ؟؟ سكت له عشانك أنتي بس وأذاكي وجيتي لأخوانك تبكي ومنهارة وين إيمانك يبنتي ! المؤمن لا يلدغ من نفس الجحر أكتر من مره !
عِقد : بس هوا إختياري ! أشبك بابا لاتزعلني
أيمن : العصر عقد القرآن أخرجي
توسعت عيونها بصدمة وقالت : م حرضى وما حتزوجني إجبار فين عايشين !!
أيمن ضرب المكتب وصرخ : عِقد أبوكي يتكلم أخرجي !!!
مشت تطلع لغرفتها بغضّب ، زفرت خنساء بتوتر وقالت : أشبك على البنت ! وفهمني ليش مستعجل ؟
أيمن نزل كاسه الموية ونطق : ماتعرف مصلحتها ! اش معنى أتزوج شخص م أسس حياته ولا هو جاهز يكون شريك لها بس عشانو يقولها كلام حلو !! متى صار هالشيء عادي ؟؟
خنساء : ايوه صح هيا غلطانه بس برضو بأسلوب حلو تقدر تفهمها
أيمن لفّ بغضّب ونطق : لا تبرري لها أنا ماشي والعصر كلكم موجودين لعقد قرآنها
مشى يطلع من البيت ، وقفت خنساء تشوف أروى نازله وتقدمت لها تنطق : ماما أشبها عِقد ؟
خنساء مسكت كتف أروى ونطقت : تخاصمت مع أيمن
أروى : دلوعة صراحة
خنساء : ماندري قد إيش يعني لها مطلق ؟
أروى ضحكت بصدمة وقالت : ماما حتى أسمو بدوي مره !
خنساء : غريب جدًا بس حلو يدُل على حرية الشخص وأندفاعه بالحياة
أروى : معلمة العربي مو وقتو لو تشوفي ؟
ضحكت خنساء وقالت : بس عجبني أسمو وقلت معناه
أروى ضحكت تبوس راس أمها ونطقت : اش حيصير ؟
خنساء : بنعقد لها على يعقوب ونخلص
أروى : أصدمك ؟
خنساء : أبهريني
أروى جلست وقالت : كذبت على مطلق وقالت أنو يعقوب أخوها من الرضاعة !
خنساء توسعت عيونها بصدمة وقالت : مستحيل !!
أروى : وربي يزعل مره !
خنساء : اش حيصير لو يوصلو خبر ؟؟
أروى : صراحة م فكرت بس الله يستر
خنساء جلست بتوتر ونطقت : مو صاحية عِقد مره مجنونه
أروى زفرت بملل وقالت : اصلاً برضو يعقوب حيوان وحركتو مره وسخه ! اش معنى أكلم بابا وأخطب بنتو عشان أثبت بس أنو أنا مو أخوها من الرضاعة ؟؟
خنساء : أكيد كان يحُبها ولما سمعها تقول كدا فهم أنو بينها وبين مطلق حاجه وقرر يسبقو !
أروى : اخ ماما والله حرام ازا هيا ما تبى يعقوب ليش نجبرها فيه واضح مو كويس اساسًا !
خنساء : صاحية ؟ محامي والكل يعرفو ولما سألت عنو الكل مدح وماسمعت كلمة وحدة مو كويسه عنو !
أروى مالت على الكنب بتعب وقالت : بكيفكم سوو اللي تبغوه
قامت خنساء ترقى الدرج لأجل تتفقد حال عِقد اللي أكيد إنها مو بخير ابدًا ..
~ فالديرة ~
وقف يمشي لولده ونطق : بكره أول الجلسات
بجاد : هي خربانه خربانه والله م أدخل السجن الا وأنا منهي حياتها !
أبو بجاد ضحك وقال : أتحداك
بجاد بغضّب قال : بتشوفون كلكم بتشوفون
مشى يطلع من عندهم ، لفّ أبو بجاد على نايف ولده وقال : وأنت سويت اللي قلت لك عليه ؟
نايف هز راسه بالايجاب وقال : وخذوها معهم
أبو بجاد : حلو بنتأكد من جهاز التعقب اللي على القنبلة متى بيوصلون للبيت
نايف فتح اللابتوب حقه ونطق : باقي دقيقة ونص
أبو بجاد ضحك بسخرية وقال : التيس يحسب بنعطيه اللوحة على طبق من ذهب بدون مانجهز شيء ؟؟
نايف وقف وقال بعجلة : وقفت السيارة
أبو بجاد سحب الجهاز ونطق نايف بحدة : أصبر !!
جلس مكان نايف لثواني معدودة ورجع يوقف من عطاه نايف الضوء الأخضر وضغط الزر بدون رحمة ..
~ بيت سطّام ~
كانت صاحية من ألم داهمها وقامت من سمعت صوت سيارته ، مشت تشوف من شباك غرفتها الواسع وشافته ينزل وأحد عيال أعمامه معه ، توجه للشنطة وسحب اللوحة منها وقفل السيارة ، مشى عقيل يساعده بحكم حجم اللوحة الضخم والفجوة كانت تمويه لأجل مايفتشون اللوحة ويفحصونها ، ومن خطو خطوة للأمام أنفجرت القنبلة وطاروا أثنينهم معاكسين لبعضهم ، شهقت بقوة وركضت وصرخت بحدة من تفجرت غرز قدمها اليمنى وسالت الدماء بغزارة ، عضّت شفايفها وبكت وهي تركض لأجله ، تمسكت بالدرابزين وهي تشاهق من الألم الفظيع اللي تحسّ فيه ، وصلت وأخيرًا للطابق السفلي وركضت للحوش ومشت تركض حتى وصلت له ، كان واقف على رجوله وبصعوبة كبيرة ، مسكته ونطق بصدمة : اسرار رجلك !
اسرار نطقت بحدة : أنت بخير ؟؟
سطّام هز راسه بالايجاب ولفّها وراه لأجل مايلمحها عقيل ، بكت برعب وألم وقالت : وش صار وش !!
سطّام مسك راسها ونطق : كيف م استوعبت إنه فخ كيف ؟
اسرار نطقت ببكي : لو أنفجرت فالسيارة اخ يارب الحمدلله !
سطّام ابتسم وقال : حصل خير أدخلي بشوف عقيل وأجيك
اسرار هزت راسها بنعم ومشى فيها لحّد م وصلت للكنبة بمنتصف الصالة ، رجع يركض لعقيل اللي تضرر بشكل أكبر ، ومسكه وقام ونطق : أخو هاني وش حصل ؟؟
سطّام : تفجرنا وأنا أخوك
عقيل مال وفقد توازنه وفزّ سطّام يمسكه وقال : عقيل فيك شيء ؟؟
عقيل نطق بحدة : لا تصااارخ ! م أسمعك !
توسعت عيونه بصدمة وقال : سطّام م أسمعك ي سطّام !!
سطّام ضمّ راس عقيل لصدره وقال : اهدأ عشان الإنفجار اهدأ
عقيل بدأ يتنفس بصعوبة وصدره يطلع وينزل بتوتر ، الدماء تنزل من أذانه ويرجف برعب ، عضّ شفايفه ونطق : يبو نهيّان م أسمعك والله !
تركه سطّام من سمع الباب يدق ، زفر بغضّب ونطق : والله لا تتحاسب يالكلب !
فتح الباب وتقدم شرطة الحي ونطق الضابط : سمعنا صوت عالي من هنا انتوا بخير ؟
سطّام نطق بجدية : أطلبوا الإسعاف ولد عمي مصاب
الضابط : الان
لفّ سطّام يشوف الدمار اللي حصل بالحوش ، مرر أنظاره يشوف جزء كبير من اللوحة صامد وما تأثر ابدًا ، مشى له ونطق بصوت عالي : حضرة الضابط فيه أثار من الكمين يمكن يحمل بصمات
دخل الضابط يمشي ونطق : لوحة ؟
سطّام نطق بصدمة : وكأنك ماتدري وش شغلتي ؟
الضابط ابتسم وقال : أول شيء خطاكم الشر وألف لا بأس وأدري يولد نهيّان أدري لكن شلون كمين في لوحة
سطّام : مادري بس الأكيد إنه فيها بصمات
الضابط : خلاص الإسعاف برا وبعدها بتتفضلون معي لأجل نستجوبكم
سطّام : أنا بخير بس بشوف زوجتي داخل
الضابط ابتسم وقال : ع البركة الزواج يبو نهيّان
سطّام ابتسم بهدوء وقال : الله يبارك فيك
مشى الضابط يطلع ومعه المسعفين وعقيل معهم ، دخل للبيت وتوسعت عيونه بصدمة يشوفها قدامه مغمى عليها ومايله على الكنبة ، مشى يركض لها وشاف كمية الدم اللي نزلت منها ونطق بحدة : أمي حليمة !
مشت تطلع من المطبخ وهو كان متأكد من عدم وجودها فيه وقت دخل اسرار للبيت ، نطق بحدة : وينك منها !!
حليمة ابتسمت ابتسامة عريضة مريبة وقالت : ماشفت والله
سطّام نطق بصدمة : لا تجننيني ! اسرار بكبرها ماشفتيها ؟
حليمة نطقت بغضّب : تصارخ علي عشانها ؟؟
عضّ شفايفه وشالها يطلع فيها للمسعفين برا ، سحب شماغه يغطيها فيه ونطق : هنا هنا
مشت أحد المسعفات له ونطقت : بسم الله وشفيها ؟
سطّام : إصابة سابقة ولسى ما ألتئم الجرح
المسعفة : اوكيه بسيطة ان شاءالله
نظفت الجرح وعادت خياطته بشكل دقيق ، لفّت الشاش وسحبت أحد الشناط تخرج منها معكاز ونطقت : رجاءًا تحاول ماتمشي عليها ابدًا فالفترة الجاية
سطّام : مستحيل تتكرر
المسعفة : بالسلامة
سطّام : الله يسلمك شلون بتصحى ؟
المسعفة : لونها سليم والواضح انها مافقدت دم كثير ومجرد خافت وتوترت
سطّام ابتسم وقال : يعطيك العافية
المسعفة : بالسلامة ان شاءالله
لفّ يرفعها من جديد بين يدينه ويمشي فيها للداخل ، نزلها على الكنبة ونطق : أمي حليمة ؟
طلعت من المطبخ ونطقت : ايوه ؟
سطّام : مامسحتي الدم
حليمة : مستحيل امسّه صاحي أنت !
سطّام : ماني فاهم حركاتك هذي ؟ زوجتي ترا وشفيك فجأة !
حليمة : وإذا زوجتك ؟ بتكذب وأنت تطالع بعيوني وتقول أني أحبها وتحبني ؟؟
سطّام اخذ نفس ونطق : بيننا أظن ليه شاغله بالك ؟
حليمة نطقت بغضّب : لأني سمعتها تكلم واحد ثاني أول ماطلعت لغرفتها ! بإختصار هي ماتشوفك شيء !
سطّام وقفت الدنيا فيه للحظة ، يعرف حليمة ويعرفها زين مرضعته وأمه الثانية بهالدنيا ، ويعرف إنها لو بتكذب مابتستفيد شيء ، مسك شماغه يشيله من على اسرار ونطق بصدمة : أنا ماشي لاتحسبوني للعشاء
حليمة ابتسمت وقالت : بحفظه ي أمي أنت
طلع من عندهم مصدوم ، لو كلامها صدق بيندم وبينتهي من شّدة ندمه لأنه تعب لأجل يوصل لهالمرحلة وآخر شيء تكلم واحد غيره ، لكنه مايحسّ بشيء ابدًا مايشم ريحة خيانه ابدًا ولا يتوقعها من اسرار ولا هي حركاتها ، هو مشغول بسالفة بجاد واللوحة والقنبلة ويتوقع انشغاله بيدوم أشهر لأن السالفة ماهي سهلة وبجاد ماهو عدو هيّن ، بينشغل عندها وبيرجع وعقله صافي وبيصفى له الجو ، وقتها بتكون تعافت بشكل كبير وبيبدأ يجهز لزواجه فيها ، ركب سيارته يشغلها ونطق بهدوء : كويس ماصار للسيارة شيء !
فتح جواله علطول واتصل بالبنك وبلغهم عن حاجته للمبلغ وعطاهم رقم حساب اسرار وتحول لها المبلغ كامل ، ارسل لها بالواتس وكتب : وصلك المهر تعافي مايجوز تباطين علي وأنتي عارفه مايحصل عرس بدون عروس بنشغل هالأيام وداعتك نفسك .
قفل جواله ومشى يلحق الإسعاف للمستشفى ..
~ المدينة المنورة ، قصر أيمن ~
دخلوا للبيت ومعه عمه وولده يعقوب ، ابتسم وقال : زارتنا البركة يبو يعقوب
ابتسم أبو يعقوب ونطق : الله يرفع قدرك يولدي
مشوا يدخلون للمجلس ونطق يعقوب : زي م أنتَ عارف يولد عمي جايكم لأجل عِقد
ابتسم أيمن وقال : والله تبشرون بكل خير بس ثواني أشوف لكم البنت
مشى يدخل للداخل وأرتطمت فيه أروى وهي تنطق : بابا عِقد ماهي موجودة !!
توسعت عيونه بصدمة ومشى يطلع لغرفتها ، دخلوا وشافوا باب الشرفة مفتوح والسلم نازل للحوش الخلفي ولا في لها أي أثر ، ضرب درابزين الشرفة ونطق بحدة : هيّن ي عِقد !!
أروى ضحكت بخفه وقالت بهمس : أختي أختي !
ابتسمت خنساء ونطقت : تعجبني تدري ليش ؟
لفّ أيمن وجنون الأرض والسماء فوق راسه ونطق : إيش ؟؟
خنساء : هي بحركتها هادي وضحت لك أنو مستحيل أحد يحدد مصيرها ومن هالمنبر حقولك والله م تتزوج أحد هيا ماتبغاه !
ارتخى أيمن يسمع لكلام زوجته ونطق بصدمة : والرجال ؟
أروى ابتسمت وقالت : أتركوهم عليا
ضحكت خنساء وابتسم أيمن يجلس ، هو لوهلة نسى أنهم يتكلمون عن عِقد وهي الوحيدة اللي طلعت من بيت أيمن بعُمر الثامنة عشر وسكنت بالرياض لوحدها ، وضحت له من بداية حياتها كبالغة راشدة إنها ماتحتاج أحد ، ولما كلمها عن زواجها ما أبدت أي ردة فعل وطلعت لغرفتها وهربت علطول ، ضحك بخفه وقال : اخ نسيت أنها عِقد !
خنساء مسكت يده ونطقت : آخر عنقود بيتنا المهبولة !
ابتسم وقال : جدًا !
وبالأسفل مشت بهدوء وعدلت القناع المرعب على وجهها ولبست عبايتها السوداء ونطقت : هوا عصر والشمس لسى بدري تغيب بس ان شاءالله يرتعبوا ويبعدوا
صرخت بأعلى صوتها وفزّوا يعقوب وعم أبوها يركضون وطلعوا من المجلس ، ضحكت ومشت تدخل مع الشباك وقفلت أبواب البيت تشوف أبو يعقوب يسأله عن الصراخ ويعقوب طاير من الرعب ويكلمه وش شاف من منظر مرعب وخلف المنظر كانت أروى ، ركبوا وطار يبعد عن البيت ، ضحكت تطلع لغرفة عِقد ونطقت : وصلتك رسالة أعتذار ؟
رفع جواله على رسالة يعقوب وهو كاتب : حصل لي ظرف سامحني بس جاي مرة ثانية
خنساء : اكرشه م نرضى بالثانية !
ضحك وقال : انتوا سببها ؟
أروى : أيمن ! بتزعل خنساء ؟
أيمن اشر بأصبعه ع خشمه وقال : ع ذا الخشم
أروى ضحكت وقالت : عِقد تقولها من صاحباتها اللي بالرياض شلون لقطتها ؟
أيمن : عِقد مو أي شخص ثاني
أروى : ايوه ايوه عِقد اللي كنت حتضيع مستقبلها مع شبيه الرجال يعقوب ؟
أيمن ابتسم وقال : أراضيها أنا
خنساء ابتسمت وابعدت تقول : حنشوف
طلعوا من غرفة عِقد يسكرونها لزيارتها الثانية للبيت ..
~ النمسا ، زيلامسي ~
قامت من نومها على ركود النهر وهدوء الأشجار وصمت الشوارع صحت على أناء الليل وظلمته ، عضّت شفايفها تنزل من السرير الأبيض وتمشي تلبس السليبرز الخاصة فيها ، مشت تفتح باب الغرفة وشافته نايم على الكنبة ، عبّست بملامحها لثواني ومشت له ، هي ماتقدر تقوله تعال نام فالغرفة لأن مافيه الا سرير واحد ، لكنها وبلحظة دعست على شعورها من شافته يرجف من برودة الجو والهواء اللي يوصله من باب الشرفة المفتوح ، مسكت ذراعه تهزه ونطقت : سلطان
فتح عيونه بصدمة يوقف وشهقت برعب وقالت : بسم الله عليك !!
سلطان كان واضح عليه الخوف لكنه ارتخى وقال : أخت مطلق ؟
ظبيه : تعال الغرفة
مشت ووقف يتبعها وهو يترنح ، وقف يتكي على الباب وينطق : وين ؟
ظبيه رفعت شعرها وراء أذنها ونطقت : تعال
ابتسم سلطان يقفل الباب وراه ويمشي للسرير ، انسدح وابتسم من استنشق ريحة عطرها ، ابتسم قلبه وابتهج فؤاده وسرعان م مد ذراعه يمسكها ويسحبها ، شهقت بقوة وطاحت على صدره ورفعت راسها بصدمة ، ابتسم وقال : المعذرة ي أخت مطلق بس اسمحيلي ؟
رفسته ظبيه ونطقت برعب : لا تخليني أندم إني ناديتك !
سلطان : يعني بعاني مثل سطّام ؟
ألتفتت عليه ونطقت : كيف ؟
سلطان ابتسم يدري بقسوة وبرود وعناد اسرار والواضح له إن الأمر وراثي عندهم ، ابتسم وقال : وين بتنامين ؟
ظبيه : وين بنام ؟
سلطان : بحضني تعالي
ظبيه مسحت وجهها ورجعت شعرها كامل خلف ظهرها ونطقت : سلطان نام ي سلطان
سلطان : مايهنى لي والله وأنتي جنبي ومو بحضني أقربي ماهنا أحدٍ غريب ي أخت مطلق
انسدحت بعيد عنه بالجهة الثانية ونطقت : يويلك تقرب
سلطان زفر بملل وقال : أبشري
أنقطع الصوت وأنقطع آمل سلطان بهالليل ونام علطول ، صحت بهدوء وحطت بينهم أحد الوسادات الطويلة والمفرش ونامت بدون لحاف يغطيها لأجل مايقرب سلطان منها ..
~ أحد أماكن الأثاث ، الرياض ~
مبتسم يُخيل له شكلها وهي تختار الأثاث معه ، تتقدم له بصوتها العذَب وتسأله إذا يناسبه هاللون ، وهو سواء خيال وإن حصل واقع والله مايرد لها طلب ولو اللون فوشي ، صحصح من ضربه ضاحي ونطق : خلصنا !
مطلق : وش اخترتوا ؟
ضاحي آشر بذراعه لآخر السيب ونطق : الغرفة السوداء ذيك لي
مطلق هز راسه بالايجاب ومشى يحاسب لضاحي ، ألتفت من انتهى من ضاحي يشوف حمد يآشر له من بعيد وأحد الموظفين يدفعه ، ابتسم يتقدم له وقال : لبيك يبو محمد خلصت ؟
حمد هز راسه بالايجاب وابتسم مطلق ينطق للموظف : وين ؟
الموظف ابتسم وقال : تفضل معي
مشى مطلق ودفع غرفة الشايب ومشى يطلع ، ركبوا الاغراض على الشاحنات ومشت تتجه لبيت مطلق ، هو على طريقه شرى لهم سجادة كبيرة فالصالة ومنقل غاز وكهرب لأجل الطبخ في حال اشتهى شاهي ولا قهوة ، والباقي كثر خير المطاعم ، ابتسم من وصلوا وركبوا الغرف واستقر حمد بغرفته في آخر الطابق السفلي ، بينما ضاحي كان بالدور الثالث وبغرفة واسعة وبقى الدور الثاني كامل لمطلق ، ابتسم يحاسب الموصلين والشغل وسحب جواله يتصل على سطّام ووصله صوته وهو يقول : لبيه ؟
مطلق : مرحبا سطّام شلونك ؟
سطّام : بخير بس مشغول امرني ؟
مطلق ابتسم وقال : عطني رقم أبوك
سطّام ابتسم وقال : عسى خير ؟
مطلق : عندي فلوس وجاني علم أن شركته أسهم وما أسهم
سطّام : اللي وصلك الخبر خبيث عمل
مطلق رفع حاجبة وقال : ليه ؟
سطّام : مافيه شيء إسمه أسهم شركة نهيّان كلها يخوت ورحلات بحرية وسلسلة مطاعم يترأسها هذام
مطلق : تقوله ؟
سطّام ابتسم وقال : بس خويك سطّام يبيك عنده فالشركة
مطلق ابتسم وقال : والله إنه أغلى من يبيني
سطّام : بكلمك اذا خلصت وأبشر تساهم عندي ولا يجيك خسارة
مطلق : والله مايمسّني شيء منك ولا يمسّك شيء مني
سطّام ابتسم وقال : أطلق حجاجك
مطلق : رد لي خبر
سطّام : عيوني لك
قفل جواله ومشى يدخل بالممر اللي يتواجد ببيته ، ممر يستظل بالنخل والأشجار ، سحب بوكيت الدخان وجلس ، له فترة م استكن لحاله بعيد عن البشر ، شغل سيجارته وشفط لهيبها لصدره ، زفره ونطق : من بلاه الهوى ربي يعييّنه
ابتسم يثبت السيجارة بين شفايفه ، سحب جواله يتصل فيها لكن ماوصله رد منها ونطق وهو ينفث دخان سيجارته : لا يكون انخطبتي صدق ؟
زفر بضيق ورفع عيونه للسماء ونطق : أفرجها من عندك يالله
قام يتجول بحوش بيته ، وصل للخلف يشوف المسبح ووسعه وفخامة التفاصيل فالبيت ، بلل شفايفه ونطق : هل بشوفها تسبح هنا ؟ ولا ماتعرف تسبح هي ؟
سكن شوي وقلبه يضرب بصدره من الخيالات اللي جاته والهواجيس بوقت الغروب ، ابتسم وقال : هي قالت بلسانها أنها بنت البحر شلون ماتعرف للماء ؟
فزّ بمكانه من طبّ ضاحي فالمسبح ونطق : يالبيه أشهد بالله إنك مطيليق !
ضحك وقال : لحد يغرق ترا مافيه منقذ
ضاحي نطق : أف شفت الشقراء تسبح..
صرخ من زلقت رجله وهوى فالمنطقة العميقة ، عضّ مطلق شفته السفلية ونطق : ودي أخليك تغرق عشان تتأدب بس مالي بعد الله أحد غيرك يالسلوقي
كان قريب من السور فما أحتاج مطلق ينزل فالماء ، سحبه مع ذراعه وطلع يصارخ ويكح ، ضحك وقال : وجع وجع تنفس
ضاحي بتقطيع وصراخ نطق : بغي..بغيت أم..أموت !!!
ضحك بصوت عالي وقال : تستاهل ربك سبحانه عاقبك على الأشياء اللي تشوفها
ضاحي مسح خشمه وقال : والله ماسويت شيء ياربي جعلها في مطلق ولا فيني يمه بغيت أموت
لفّ يشوف نظرة الصدمة تعتري ملامح مطلق ، ابتسم وقال : استهد بالله ي مطلق مالي بعد الله أحد غيرك
مطلق نزل شماغه وانحنى ينطق : حبني على راسي بسرعة
ضحك بصوت عالي وقال : مطلق !!
مطلق : عجل ولا والله أني لا أدفك
ضحك ضاحي يبوس جبينه ويرفع راسه يبوس خشمه وينطق : جعلني فداك وقبلك يبو مشبب
ابتسم مطلق يغطي ضاحي بشماغه وينطق : مجار يعيون أخوك وأمش داخل البرد لا يذبحك
ضاحي ابتسم يوقف ويمشي يدخل داخل البيت ، طفى سيجارته ومشى يبتعد عن المسبح وهو رافع طرف ثوبه وطاقيته وعقاله على راسه بدون شماغ ..
~ مطار الملك خالد الدولي ، الرياض ~
بسبب تأخير في مطار الملك عبدالعزيز بجدة ، نزلت الليل فالرياض من الطيارة ورفعت حجابها على راسها ، دخلت الصالات ومشت تركض ووصلت للسيارة الخاصة فيها ، ركبت وشغلتها ومشت علطول تطلع لبيتها ، فتحت جوالها تشوف اتصالين فائتة منه وزفرت بهدوء تنطق : مو وقتو والله
تحتاج تهدأ النفوس والأمور بعد اللي حصل اليوم ، تحتاج هي تهدأ وتروق بعدها يصير خير وتقدر تكلم أبوها عن مطلق وأما عند الفترة الجاية مستحيل ترجع تفاتح أبوها بالموضوع وهي لسى ما تأكدت من أمور مطلق وإستقرار وظيفته ومجرى حياته ، وصلت للبيت بعد مدة وفتحت جوالها تطلب لها عشاء وقاطع طلبها اتصال من اسرار ، ابتسمت وردت علطول وقالت : أهلين بحبيبة روحي
ابتسمت اسرار بهدوء وقالت : هلا عِقد وحشتيني
عِقد : دوبي وصلت للرياض وموجودة بالبيت تجي عندي ؟
اسرار : مافيه أي مشاكل بجيك
عِقد اخذت نفس وقالت : أجمل من يجي وربي أطلب لك سوشي معايا ؟
اسرار : ايه بالله م أكلت
عِقد ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : قيرلز نايت ؟
اسرار ابتسمت وقالت : افتخري بعروبتك ليلة بنات !
ضحكت وقالت : دلوعه ماقلت حاجه !
اسرار : قفلي أنا جايه
قفلت الجوال وأتممت الطلب ومشت تدخل ، شغلت أنوار بيتها وفتحت قفل الأمان بالرمز السري ، دخلت للبيت ورمت شنطتها على الدرج ، شالت عبايتها وعلقتها ومشت تجلس بالصالة ، رتبت قعدة سريعة ببطانيتين ووسادتين لأجل النومة اللي بتصير بعد السواليف والأكل والفلم ، جهزت مشروبات وطلبت بيتزا وفشار وجلست تنتظر اسرار ..
~ على حدود الرياض ~
بنفس المكان لكن إختلاف الوقت ، الشرطة متجمعين والتحقيق شغال ، وقف أحد المحققين ونطق : فيه شخص قضى حاجته هنا !
توسعت عيون الضابط لؤي ونطق : نمبر تو ؟؟
ضحكوا كل طاقم التحقيق والشرطة ونطق المحقق مانع : لؤي ! هذا سؤال ينسأل ؟
لؤي ابتسم ونطق : والله روعتني !
مانع : نمبر ون لا تخاف والأرض باقي ما أمتصت السائل
لؤي سد أذنه ونطق : محد مهتم خذوا عينه وانتهينا
ضحك مانع ونطق : خلصنا نمشي ؟
لؤي : ايه
ركبوا السيارات ومشوا للقسم ، وبالقسم كانوا يستجوبون سطّام ونطق أحد الضباط : شاك بأحد ؟
سطّام : أهل زوجتي
الضابط ريان : يعني بينك وبينهم عداوة ؟
هز راسه بنعم مع الأسف ونطق : هذا اللي حاصل
الضابط ريان : أنت رافع قضية على شخص يدعى بجاد هو نفسه نفس اللي أنت شاك فيه ؟
سطّام هز راسه بالايجاب وقال : أتوقع حب ينتقم
الضابط ريان : أنتبه تقول شيء وينقلب ضدك
سطّام : أنا قاعد أقول الحقيقة !
الضابط ريان : ولو ي سطّام
سطّام نزل عيونه على الطاولة ونطق : متى أقدر أمشي
الضابط ريان : الان تفضل ومتى ماطلعت نتايج التحقيق إتصلت فيك
سطّام : ماتقصر وعساكم على القوة
طلع سطّام من القسم ، زفر بتعب ومشى للمستشفى علطول ، وصل بعد مدة ونزل يسأل الاستقبال عن عقيل ، دخل بعد ما أخذ إجابته وعرف مكانه ونطق : عيال سياف !
ابتسم عقيل يوقف ووقفوا هاني وحسن معه ونطق : أبو نهيّان !
سطّام ضحك يضمّه وينطق : الحمدلله على السلامة بشرني كيف سمعك ؟
عقيل رفع حواجبه ونطق : لا يرجال بخير بخير !!
سطّام : علمتك عشان الصدمة
هاني تقدم يسلم عليه ونطق : خطاك الشر يبو نهيّان
سطّام ابتسم وقال : مايجيكم
ألتفت لحسن ونطق : هلا حسون
حسن ابتسم وقال : سلامات سلامات
سطّام ضحك يحاوطه وينطق : الله يسلمك بعد كبدي
حسن ابتعد وقال سطّام : متى الخروج ؟
عقيل ابتسم وقال : الساعة ١٢ ننتظر تحاليل
سطّام : والله يخواني هلكان وجيت مستحي منكم واعزمكم على غداء بسلامة أبو سياف نفدا خشمه والله ماتردوني
هاني ابتسم وقال : ليتك ماحلفت خيرك سابقك ووش له الكلافة !
سطّام : يرجال مابيننا كلافة ! وبعدين تأجلت رحلتكم خلاص فرصة نعيد العزمي ولا ؟
عقيل ابتسم وقال : تم والله
سطّام ابتسم وقال : أشوفكم بكره الظهر ؟
هزوا رؤوسهم بالايجاب وابتسم سطّام يمشي ويقول : ودعناكم الله
طلع من عندهم ، مسك صدره من حسّ بألم فيه ، مشى للصيدلية يأخذ مسكن ألم معه ، ورجع يركب سيارته ويفتح علبة مويه ونزل فيها الفوار ومن فار شربه دفعة وحدة ، عضّ شفايفه من حسّ بغثيان ومشى يبتعد عن المستشفى متجه لبيته ، من وصل وقف سيارته وطفاها وأرسل لمطلق عن الموضوع حقهم وإنه مسوي غداء وعزمه مع عيال عمه سياف ..
~ حيّ الصحافه ، بيت حافظ ~
نزل عيونه لجواله يشوف رسالة سطّام ورفع راسه ينطق بحدة من تقدم أبو حافظ له بمبلغ ومعونه : لا حرام مايجيني ريال واحد ! يرجال ماجيت الا من معزة لحافظ ماله داعلي التكاليف
حافظ نطق بإصرار : بترد الشايب ي مطلق
مطلق وقف يبوس راس أبو حافظ ونطق : جعلني فداك ي أبوي والله مالها داعي وحلفت والله مايجيني شيء لحد يكدر خاطري !
أبو حافظ ابتسم وقال : والله إنك تستاهل كل خير..
قاطعه مطلق يبوس خشمه وينطق : جعلني قبلك ي أبوي وخيرك سابقك قسم بالله
حافظ ابتسم وقال : عشان خاطر أبوي
مطلق صرخ بجدية وقال : جعل من جابك الجنة قفلوا على الموضوع حلفت يرجال بتصوموني ثلاث ليالي ؟؟
ضحك أبو حافظ وقال : لا وألف لا
مطلق ابتسم وقال : أجل انهوا الموضوع خلاص
ضحكوا كلهم ونطق حافظ : أجل اقلطوا للعشاء
قاموا حمد وضاحي ومطلق معهم وغيرهم من معارف حافظ وأقربائه ، وبعد العشاء طلعوا وحلف مطلق على حافظ إذا جهز بيته بالكامل يحضر ويكون من الحاضرين وقتها ، وكان رد حافظ بالموافقة والانتظار وغادروا بيت حافظ ..
~ حيّ الياسمين ، بيت عِقد ~
دخلت للحوش ووقفت سيارتها ، صرخت تفتح الباب وتركض لها ، ضحكت اسرار ونطقت بحدة : بشويش !!!
شافتها بالمعكاز و عبّست بملامحها ونطقت : زيتونه كيف جيتي بالسيارة !
ضحكت اسرار تفتح ذراعينها لها ومشت تركض لحضّنها ، ابتسمت وقالت : ورب الإيمان محروم اللي ماجرب حضّنك !
اسرار ضحكت وقالت : وشو له ترا حضن
عِقد : ريحتك يابنت واحشتني والله واحشتني
اسرار ابتسمت وقالت : ندخل ؟
عِقد : تعالي ي أمي أساعدك
مشت اسرار ودخلت مع عِقد ، ابتسمت تشوف البيت اللي لطالمها عهدته دافء ويحمل كل المشاعر لها ، البيت ذا مستحيل يخذلها ابدًا ، نزلت عكازها وجلست على الكنب ونطقت : وش الأخبار وش الجديد ليه رحتي المدينة ؟
عِقد اخذت نفس وجلست تنطق : والله ي سّتي رحت لأن أيمن كان يبى يزوجني
اسرار ضحكت وقالت : خليني أخمن هجيتي ؟
ضحكت وقالت : بالزبط !
اسرار : تعجبيني ياخي
عِقد : أعجبت نفسي قبل صدقيني
اسرار ابتسمت وقالت : والله واحشتني هالقعدة والسوالف
عِقد كانت بتتكلم بس قاطعها صوت الجرس ونطقت : أكيد الأكل ثواني بس
مشت تطلع وتجيب الأكل وقفلت الباب وراها ، دخلت للصالة وقالت : جوعانه ؟
اسرار : بالحييل
عِقد رفعت حاجبها وقالت : عمى ! م يأكلك زوجك ولا أيش !
اسرار ضحكت وقالت : ماله دخل أنا شهيتي هالأيام بالموت تطلع
عِقد : وين سطّام ؟ قولي له اش نفسك فيه ويجيبوه !
اسرار : صاحية أنتي ؟ بيقول متوحمه ذي
عِقد ضحكت وقالت : صادقه والله المهم سمي بالله
قربت اسرار وسمت وسرعان م تلذذت بالأكل ، ضحكت بحنّية تشوف اسرار تنتقل من طبق للثاني وهذا دليل كبير للجوع اللي تحسّ فيه ، بعدها بدقايق وقفوا أكل وبدأت السوالف وقت نطقت : تخيلي مربيته مدري مرضعته متخلفه قسم بالله !
عِقد وهي تمسح شفايفها : ليش اش صار ؟
اسرار : مدري وش شايفه علي ماحبتني وتقول أتمنى مايجي بيني وبينك حوار مره ثانية ! خفي علينا يالأميرة !
عِقد رفعت حاجبها وقالت بحدة : نهايتها خادمة اش شوفة النفس هادي ماني فاهمة !
اسرار رفعت كتوفها بعدم معرفة وقالت : لو أعرف والله بقولك بس ماني عارفه وش صاير
عِقد : اللي على راسو بطحى يحسسّ عليها صراحة
اسرار : صدقتي وأنتي وش صار لك بآخر الأيام
عِقد اخذت نفس وابتسمت تنطق : مطلق أعترف لي
اسرار ضحكت بصدمة وقالت : يخي عجزت أستوعبكم سوا !
عِقد : وأنا كمان بس لسى م تحرك شعوري بالكامل له
اسرار : صراحة مطلق لُقطة يعني وبأختصار أنتي محظوظه
عِقد فلّت شعرها ونطقت : أدري ي سّتي أدري
اسرار ضحكت وقالت : عاشت ! وبعدين زواج عن حُب مو مثلي عزاي لنفسي
ضحكت عِقد وقالت : بس يقلع شكلو قد أيش وسييم يخرب بيت أهلو !!
ضحكت اسرار وقالت : وين الوسامة ؟
عِقد : لا تستعبطي دخلت العصيان بعيونك !
اسرار رجعت ظهرها للخلف ونطقت : وأنا صادقه وين الزين فالرسام ؟
عِقد غمزت لها وقالت : اتركينا منو بتنامين عندي ؟
اسرار هزت راسها بنفي وقالت : ودي بس ماجبت أدويتي
عِقد كشرت ونطقت بحدة : شاطره ! وبعدين اش حيصير لو نروح نجيبها ونرجع
اسرار توسعت عيونها وقالت : مايصير بنحصله صاحي وماشاءالله يحب يتفصخ فالليل
انفجرت عِقد تضحك وقالت : مستحيييييل ؟
اسرار ضحكت وقالت : والله دايم يكون بالشورت بالوقت ذا تعبني صرت أعرفه خلاص
عِقد : يحظك يحظك !! الحين مطلق معضل ؟
ضحكت اسرار بصدمة وقالت : وش يعرفني يغبيه !!
عِقد : الحين الوقت ليل بالنمسا ولا اتصلت ببيبو وسألتها
اسرار ابتسمت وقالت : صح لازم أسوي لها حفل ببيتي وأكيد مابيرفض لأن أخوه فالسالفة
عِقد ابتسمت وقالت : بنشوف إبداع الرسام والمُدعية ؟
اسرار ميّلت شفايفها لثواني ونطقت : ماعجبي الإشراك ذا
عِقد : والله إنكم كوبل حق وحقيق ! كوبل خطيير والتناسق بينكم فظيييع يحيوانه أشبك ماتشوفي ولا تستغبي !!
اسرار ابتسمت وقالت : بشويش أعصابك !
عِقد ابتسمت وقالت : يمديها فلم ؟
اسرار : والله وقت أدويتي وجاني نعاس من الأكل
عِقد : م حضغط عليكي الفترة هدي بس يويلك بعد م تتعافي مني !
اسرار قامت تبوس خدها وتنطق : أنا ماشيه
عِقد ابتسمت تضّمها وتنطق : طمنيني ازا وصلتي ؟
اسرار : عيوني والله
مشت تلبس عبايتها وتضبط نقابها ، ضبطت مسكة المعكاز ومشات تطلع لسيارتها ، مشت ترجع وابتسمت تأشر بيدها تودع عِقد وترسل قُبلة بالهواء ، ابتسمت بوسع ثغرها من استقبلتها عِقد ومشت تطلع من بيتها وتتجه لبيتهم ..
~ حيّ الصحافه ، بيت سطّام ~
نزل بتعب وهو يحسّ بلواهيب تحرق صدره ، أكيد انه من الحادثة اللي م أكترث لها سطّام ولا فحص على نفسه ، طلع يمشي وشاف حليمة تقفل أنوار المطبخ ، ابتسم وقال : سلام
طلعت وهي تنشف يدينها ونطقت : عليكم السلام هلا أمي
سطّام ابتسم وقال : وين بِكر محمد ؟
حليمة كشرت تصدّ ونطقت : مدري عنها ماهي موجودة من طلعت أنت
سطّام زفر بضيق وقال : ماجات طيب ؟
حليمة : لا
مشى يطلع الدرج ويدخل غرفته ، نزل ثوبه ومشى للحمام يدخله وينزع ملابسه ، دخل تحت الدش وسرعان م غمره المويه وفتح عيونه يشوف الدم يسيل من صدره ويشوف الجروح والخدوش والكدمات اللي ترتسم على صدره ، عضّ شفايفه بألم ورفع راسه يتجاهل وأخذ شامبو شعره وبدأ يتروش ومن أنتهى من جسده قفل مجرى المويه وطلع من تحت الدش ، مشى يشوف نفسه فالمراية وهو يلفّ المنشفه على خصره ، زفر بقرف ومشى يطلع ، لبس شورته وترك صدره عاري وجفف شعره ونزل للمرسم ، فتح الباب وابتسم من وصلت رائحة الألوان والأقلام واللوحات لتنفسه ، دخل يترك الباب مفتوح ومشى يجلس ، هو يحسّ بضعف شديد بجسده وقوته ماهي موجودة ابدًا لكنه بيعاند وبيبدأ يرسم رغم حرارة جسده المرتفعة ، سحب الفرشة وبدأ يرسم بهدوء وهو مايشوف بشكل واضح ، زفر بغضّب من رجعت له الذاكرة لليوم اللي فقد فيه سطّام شبابه وعزّ قوته وجماله ، اليوم اللي انطفئت روحه وفقد فيه أمه وهي بأحضانه ، يتذكر بشكل مرعب جميع التفاصيل اللي تفرق واللي ماتهم اصلاً ، عضّ شفايفه من تمردت عليه دموعه وغرقت وجنتيه في بحر من الدموع ، مال جسده وبدأ يرتخي لهواجيس وكوابيس تطارده من عُمر التاسعة عشر ..
~ في آواخر صيف عام ٢٠١١ ~
كانت عنده بغرفته قبل فراقها بساعات ، كان آخر حُضن جمع سطّام بأنثى ، حُضن يموت ويندفن مانساه ، كمية الشعور فيه غير وكمية الحنيّة فيه مطمئنة للنفس ، يتذكر كيف كان تعبان وحرارته مرتفعة وقت كان بحضّنها وهي شاده عليه بذراعينها وتاركته يتوسد حُضنها على هواه ، يتذكر كيف كانت تلاعب خصلات شعره وتبوس كل إنش فيه ، يتذكر كل كلمة ذكرتها له وكانت تنطقها بوجه مشرق غير عن العادة ، ابتسمت وفاء بابتسامة مليئة بالحيوية والبهجة ونطقت : تدري إني مبسوطة فيك وإنك أول أولادي ؟ تدري إني فرحت بتخرجك من أعماقي ولا ماتدري ؟
سطّام نطق بهدوء : بس بتخرجي أنتي كنتي تعبانه فالمستشفى
وفاء عبّست بملامحها وقالت : وإذا ؟ التعب بيخليني م أفكر فيك وأفرح لك ؟ تحسب ماهو بودي إني أكون معك بتخرجك مثل ماكنت معك بكل مراحل دراستك ؟ والله ودي ي طومي إني أحضر زواجك بس خايفه يكون بعيد وأنا مايسعفني وقتي !
وقف سطّام يجلس ونطق : مابي أتزوج اصلاً ! مابي تجي وحده بدالك خوفي ماتحبك !
ضحكت وفاء تضرب كتفه وقالت : عن الدلع يالطايش ! وإن ماحبتني أكيد بتحبك وأكيد بتكون معك بالصعبة قبل السهلة وبتساندك طول حياتها وأأكد لك ي طومي إنها بتكون حلوه خُلق وأخلاق وبتحبها من قلبك وبتكون أجمل م رآت عينك الله يقر عينك فيها وفي شوفتها
ابتسم بخجل وقال : وفاء القلب خلاص أهدي !
ضحكت تقبّل خده وتقبّل خشمه وتتجول بقُبلاتها إرجاء وجهه ، ضحك بصوت عالي يضمّها له وقال : أحسك صرتي بحالة جيدة جدًا عن قبل !
وفاء صدّت تمنع دموعها تنزل وهمست : لأنه آخر ليلة تجمعني فيك
قامت تمشي ونطقت : أحبك أشوفك بعدين ؟
ابتسم سطّام وقال : أهواك ولا بيجي بمقام هواك أحد الا زوجتي ! وبشوفك بعد شوي اصبري لي
ضحكت بحزن وطلعت وكان هذا آخر حديث دار بينهم وبعدها صارت الصدمة ورحلت روحها للسماء وتركت سطّام وراها وهو ماكان مستعد ابدًا ..
~ عند المدخل ، بيت سطّام ~
مشت تقفل الباب وراها وتدخل للبيت ، حررت نفسها من عبايتها تعلقها ومشت وسرعان م ألتفتت تشوف باب المرسم مفتوح وأشتغل فضولها ومشت له ، خطت أول خطوة ووقفت من تذكرت كلامه وأنه مايحب أحد يدخل مرسمه ، رفعت عيونها بصدمة من طاحت الفراشي على الأرض وشافته يتمايل ، ثبتت معكازها ومشت تهرول له ، كان السقوط محتمل له من شدة تعبه ، شهقت ترمي معكازها وترمي نفسها له ، طاح عليها وتمسكت بظهره ونطقت : بسم الله عليك بِكر نهيّان ؟؟
كان على حافة فقدان الوعي لكن أحياه ندى عطرها ، ريحتها الطاغية المهُلكة لكل خلية فيه ، حاوط خصرها ووقف على رجوله يرفعها لحضّنه ، توسعت عيونها على مصرعيها من حركته ، جاء ببالها ألف سؤال ومليار فكرة ، أردفت تحت انفاسها بغضّب : يمث..لحظة ! اللعنة حرارته مرتفعة !!!
دفن وجهه بنحرها يستنشق نسيم عطرها ، كان يتحرك ويربكها بتحركاته ، أنفاسه تضرب ضرب السيوف بالمعارك وعنقها كان المعركة ، هو المنتصر ضدها والمهزوم عندها ، عضّت شفايفها وبكت بتوتر وأنلجمت من نطق : ضميني
شّد ع خاصرتها يقربها منه ، حاوطت رقبته ودفنت وجهها بخجل ، تحسّ بأنامله ترسم ملامح خصرها ، رفع البدي خاصتها ومرر يدينه بهدوء على ظهرها ، عضّت شفايفها ودخلت أصابعها بين خصلات شعره ، ترجعه للذكريات العظيمة مع أمه بس بحُب مختلف ، هنا سطّام يعطي كل شعوره لها بأول أحضانهم ، وماقصرت وأثبتت له أنه الوحيد اللي دخل حياتها بالشكل ذا ، أثبتت له أنها المنشودة بكلام والدته ، هي اللي بتحبه وبتكون معه بالصعب قبل السهل ومستحيل تخذله ، هي أعظم انتصاراته هي أوراقه الرابحة ، ثبت يده على فكها يتأمل ملامحها الربانية ، لمحة بريئة بين ألف خبيثة ، ملامح حياة مالها نهاية ، فردوس وجحيم ارتسمت على ثغرها ، عيونها الخُضر اللي تلمع بفضل القمر اللي ينتصف السماء ويعكس نوره على وجهها وكأنها خُلقت من زجاج ومرايا ، عضّ شفايفه ونطق : بِكر محمد طريقنا لو نرسمه مابيكون فيه مخرج طوارئ ولا رجعة !
مررت أناملها على وجهه تشوف نظراته على شفايفها ، غمضت عيونها بمعنى الإيجاب وتقدم سطّام لها ، قبّل ثغرها بشغف بحُب بلهفة بجنون بعشق بهيام ، أختلطت الأنفس وتقاربت الأجساد وبان كل شعور بينهم ، كانت ثابته بكل توتر وعجز إنها تبادله لكنه وبحركاته الصبيانية جعلها تبادله وبهدوء ، مايبي يدخل بالعميق ويخسر هاللحظة اللي استحالة تخرج من ذاكرتهم ، نزلت راسها بخجل طاغي ودفن وجهه بنحرها يقّبله ، عضّت شفايفها ماهي قادرة تستوعب اللي صار فيها منه ، تحسّ بالفراشات تخرج من أسفل معدتها لأعلى حنجرتها ، رفعت وجهه وضمّته ، أبتسم يحاوطها وينطق : أنا مهزوم عند عيونك وأوراقي كلها مكشوفة أنا ما أقدر أخفي أكثر !
اسرار ضحكت بخفه وقالت : حرارتك مرتفعة جالس تهذري ي بِكر نهيّان !
سطّام سحبها أكثر له وقال وهو يحاول يبين صوته : أحتريت منك ي بنت !
توسعت عيونها بصدمة وضحكت ، ابتسم لها وقال : أحب..
أنقطع صوته وثقل بين يدينها ، ابتسمت تثبته وتتركه محتضّنها وهي بحضّنه جالسة ، نام من شدة تعبه بحضّنها ومالت بجسدها على الجدار ، جالسين بالكرسي الصغير هي بحضّنه وهو متمسك فيها ، بدأت تلعب بشعره وهي مبتسمة من الجنون والأحداث اللي صارت ، عضّت شفايفها تتذكر أول قُبلة وكيف سرقها منها ونطقت : ان شاءالله تكون بوعيك فاللي حصل !
حرك كامل شعورها تجاهه ولعب دور كبير فاللي صار ، خايفة يكون أنهبل من التعب وبينسى كل شيء بغضون صحوته فالصباح ، تخاف يكذبها ويقول ماسويت شيء مثل كذا ، قامت بهدوء على رجل وحده ونطقت بهمس : بِكر نهيّان !
سحبته لها وفتح عيونه بتعب ، ابتسمت وقالت : تمسك فيني
حاوط خصرها وتمسكت بكتفه وهي تمشي فيه ، كان يساعدها وتساعده بمنظر عاطفي جدًا ، زفرت بغضّب تلعن المصعد تحت انفاسها من شافته طافي ، مشت للدرج ومسكت وجنتيه وابتسم لها وقال : المُدعية على قلبي ! والقاضية على تفكيري والمحكوم علي بحُبها ! سجينة هواجيسي ؟
ابتسمت وقالت بصدمة : بديت تهذري واجد ي بِكر نهيّان تمسك فيني !!
سحبها من خصرها وشّدها عليه ونطق بثقل صوته : متى تركتك أصلاً يالمخادعة ؟؟
اسرار عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : حلو من الحين صرت مخادعة الله يستر من بكره المهم تمسك فيني كويس ماهو وقتك يالرسام توقع وأبتلش معك !
سطّام ابتسم على جنب ونطق وهو يثبت جبينه على جبينها : أثق فيك وأنتي بحجم النملة عندي ؟؟
اسرار توسعت عيونها من قربه ونطقت : حرارتك صارت نار تحرقك !
سطّام : م أحرق قلبي الا أنتي !
زفرت بملل وقالت : بِكر نهيّان والله ماهو وقتك تعال أكمد جبينك وأضمد جروح صدرك !
تكى عليها بشكل كبير وصعّب عليها مهمة السلالم ، وصلت لأعلى درجة وزفرت بتعب ونطقت : حمدلله وصلنا !!
ابتسم يشوف صُغر حجمها قربها ، ومشى يساعدها وسرعان م ارتخى على فراشه ، كانت واقفة تشوفه تحتها وهي نايمه على صدره ، فزّت تبتعد وسرعان م مسك يدها يسحبها لحضّنه
'
انتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم 🩵
" م بطلب شيء عطوني شعوركم بأول حُضن ومشاعر لأبطالنا ، النجمة أحبكم 🌟"

الهَوى اسّرار وهَواجِيس واحّلام ... والىَ متّى واحّلام وصِلك بعّيدهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن