البارت الثامن

40.3K 1.4K 145
                                    

'
توسعت عيونه بعجّب هو يهوى هالأماكن اللي الكل مشغول بنفسه ابتسم يشوف الكل متجمعين عند لوحة عيونها والتصوير وبرامج التلفزيون المتنوعة والصحافة تأشر على المالك أندريه خوسيه وهو قاعد يشرحها بكل حُب ، ابتسم ونطق : تحتفل باريس كلها على دق رمشك وتفرح أوروبا بكبرها لأجل عينك !
شرب من عصير الكوكتيل قدامه ، لفّ لجواله وشاف اسم سلطان ورفعه يرد ونطق : Bonjour !
*اهلاً*
سلطان رفع حاجبة وقال : شف شف مسرعك تخليت عن وطنيتك ولغتك !؟
سطّام ضحك بخفه ومشى يطلع على الشرفة ، ابتسم يشوف برج إيفل قدامه بليلة باريسيه صاخبة ، ارتخى ونطق : ارحب تبي كذا ؟
سلطان ابتسم وقال : البقى ي مرحب اييه هذا سطّام
سطّام : لبيه كيف أخدمك ؟
سلطان : م بيننا خدمة بس ودنا نجيك
سطّام ابتسم وقال : والله ؟ أنت ومين ؟
سلطان ضحك وقال : والله مغير أنا وهذام
سطّام ابتسم على جنب وقال : باريس كلها ترحب تدري ولا ؟
سلطان : البقى ي أوروبا ايه سطّام أسبوعين تسمع ؟
سطّام : تمام
سلطان : بنسافر بكره أشوفك على خير
سطّام ابتسم وقال : ودعناكم الله
قفل الجوال ولفّ وشافها ، لوحته لعيونها وتفاصيلها ، بصّف رمشها لكنه حَرم عليهم يشوفون خضّار عيونها ، قدامهم اللوحة بالألوان السوداء والبيضاء ، ابتسم وهمس : م يدرون عن الخافي ؟ لكن الله عليم به وأنا ماني عديم إحساس ولا عديم شعور م كذبت يوم أقول بغيتك لكن ماشفت منك يبنت محمد شيءٍ أرجيه ولا شفت الليالي وقفت بصفي !
دخل داخل يشوف الأحتفال قدامه والناس ترقص على أنغام المعازف الفرنسيه ويتمايلون أثر الكحول قدامهم ..
~ مطار مدينة كالفورنيا ، غرب امريكا ~
نزلوا ثنتينهم من الطائرة وتوجهوا يدخلون للصالات ، رفعت الباند عن عيونها وفرّكتها بلطف ونطقت : سفر ستطعش ساعة ؟ أنا رسميًا أنهلكت
اسرار ابتسمت وقالت : بس الجو حلو مره
عِقد : تبغي نرتاح ولا نبدأ بالجدول ؟
اسرار : تبين الصدق نمت بما فيه الكفاية والله
عِقد ابتسمت وقالت : تمام زيتونه تمام
مشوا يطلعون للسائق المُرسل من أيمن ' والد عِقد ' ، ابتسمت له وقالت : اهلاً بانجمين !
بانجمين ابتسم يرفع قبعته لها وينحني وينطق : مرحبًا
توسعت عيونها بصدمة وقالت : يتكلم عربي !
عِقد ضحكت بسخرية وقالت : اش رأيك متربي على يد أيمن م حيخليه بدون لُغتُه عيب عليكي !
ابتسمت اسرار برعب وركبت السيارة ، لفّت لأسرار ونطقت : اسمعيني كويس حنروح للفندق ونِجهز ونطلع علطول للتزلج
اسرار صفقت بحماس وقالت : اييوه تعيش بنت أيمن !
عِقد ضحكت وقالت : وتعيش زيتونتي الحلوه
شابكت يدها بيدين صاحبة عُمرها ، من عُمر المُراهقة حتى سن النُضج ، مُمتنة للحظة والصدفة اللي جات تحمل عِقد بين يدينها ، نزلوا قدام الفندق ومشوا يدخلون للإستقبال ، وقفت تنتظر عِقد اللي م اخذت دقيقة الا ورجعت والبطاقة معها ، طلعوا للمصعد ومنه لغرفتهم ، دخلوا للغرفة وتوسعت عيونها من المنظر والإطلالة وأردفت بحُب : هذا اللي كنت فاقدته وكان ناقصني
حسّت فيها تضُم كتوفها بحنّية وتنطق : حتعيشي أفضل مِنُه مع شريك حياتك بإذن الباري !
ابتسمت اسرار بخبث وقالت : عشته معك راحت لذاذته
ضحكت عِقد بصدمة تدفعها وتنطق : اش تُقصُدي !! حقيقي حيوانه
فطست اسرار تضحك وقالت : امزح معك وشفيك صعدتي الله يهديك ؟
عِقد ابتسمت وقالت : يارب م تتزوجي وتعنسي معايا
اسرار : الحياة معك تغنيني عن الزواج وانا اختك !
عِقد ابتسمت وقالت : تزكريني بمطل..
اختفت بسمتها من تذكرته ، نزلت عيونها وقالت : حأخد شور
دخلت الحمام بأغراضها اللي ممكن تحتاجها فيه ، ابتسمت اسرار وقالت : وش صاير بينك وبين أخو الظبي ؟
هي بيوم سمعته ينادي ظبيه كذا وصارت تناديه بهالأسم ، مشت تدخل تنكر فكرة حصول حاجه بينهم ..
~ فالديرة ~
فزّ من نومته يكحّ بشكل مرعب ، بشرته ساخنه وعرقَه يصُب ، مسح جبينه وشنبه وقال : لا اله الا الله وشذا التعب والحلم ؟
كان بيرفع نفسه لكنه شهق بألم وقال بصراخ : تكفى ي ضاحي !
مايدري وشفيه وليه انتكست حالته ، رفع عيونه والواضح ان الظلام حّل والليل ليّل ، صرخ وقال : ي ضاااحي !!
م وصله صوت وغمض عيونه يسمع صوت أغاني ، بس وش صار مايدري ، رفع عيونه من شاف زّول ونطق : ولد !
لفّت تسنيم وابتسمت تقول : مين بسم الله !!؟
توسعت عيونه من أنكر الصوت وقال : من أنت ؟
هو ماقدر يسمعه زين لكن لوهلة ذكره بأول لقى مع بنت سِت المُدن ، وصدمته من أسلوبها ورقتها ولهجتها ، دخلت تسنيم تشغل النور وزفرت : اف مافيه كهرب بالبيت !
هي خطتها كاملة لكنها تنكر ، هو بآخر لحظة أستوعب ان ضاحي مع ظبيه فالخرج لأجل صافية ، نطق بحدة : أنت من طيب ؟
تسنيم ابتسمت وقالت : تسنيم بنت عمك نايف
مطلق زفر بقرف ونطق : وش جابك هنيا ؟
تسنيم : كنت امشي مع جدتي وسمعت صوت داخل وجيت اشوف حسبتك مع ضاحي وظبيه
مطلق كان يكلمها وهو معطيها ظهره لأجل م يشوف شيء ، نطق وقال : ووش مناسبة الاصوات عندكم ؟
تسنيم ابتسمت وقالت : يقولون وداد حامل والعقبى عندكم ان شاءالله
مطلق : ايه ماشاءالله ماشاءالله
تسنيم : وشفيك ي مطلق ؟
مطلق مسح وجهه وشنبه وقال : وجعان ادعي لي بتال اخوك
تسنيم ابتسمت بسخرية وقالت : العيال ماهم هنيا راحوا مع عمي بتال
مطلق : اجل عفيفة تجيني
زفرت بملل وقالت : وش بغيت اجيبه لك
مطلق نطق بحدة : ابغي من يسندني بسري للمستشفى
مشت له وجلست ونطقت : عفيفة ماهي موجودة بعد
مطلق توسعت عيونه بصدمة على حسب معرفته مال عفيفة احد الا ربها ثم منّير وبيته ، ولها سنين م تروح ولا تجي ، ضحك بسخرية وقال : عفيفة ؟ وينها
تسنيم ابتسمت وقالت : بعزيمة وداد عن خوالها
شّد ع قبضته وقال : هاتي جوالي
فتحت جوالها تشغل الفلاش وتثبته ، بان كل شيء بالمجلس ولفّ يشوفها قدامه ، مدت يدها من فوقه وتوسعت عيونه على مصرعيها ، كان تحت مفرشه وسحبته تحطه على صدره وقالت : يدك توجعك ؟
كان دم جسمه واقف من الصدمة ، هو ولأول مره تقرب منه أنثى غير ظبيه ، ولأول مره يتلخبط وينقلب حاله من أنثى ، كانت لابسه مخور أصفر ماسك على جسمها يعطي كُل تفصيل بجسمها وكل انحناءه حقها ، ابتسمت وقالت : وشفيك ؟
بلع ريقه وهمس : يالله جارك من الفتن !
ضحكت تعذّبه زيادة وأردفت : تبي شيء ثاني ؟ لأننا بنلحق العزمي والداعي
صّد مطلق بسرعة ونطق : سلامتك يبنت نايف
وقفت تلفّ وتطلع من عنده ، هو لا فيه عزيمة ولا وداد حامل ولا شيء من قصتها صار ، هي اللي ألفت وهي اللي سردت كل شيء ، مشت تشغل الطبلون وترجع من الباب الخلفي لبيتهم ، زفرت بتوتر وقالت : حمدلله بتال اخوي م جاء ولا احد شافني
مشت تركض ونزعت المخور ولبست قميصها بكل سرعتها وانسدحت ع سريرها تتصل عليه وثواني ووصلها صوته الثقييل وهو يقول : مرحبا ؟
تسنيم ابتسمت تنعّم صوتها ونطقت : مطلق هذا رقمي ترا طلعنا اذا بغيت شيء دق علي لا تتردد
هو مستنكر أشياء كثيرة ، هو ماعمره أحد اتصل فيه لأجله ولأجل يتطمن عليه ويخدمه كيف وهي جات من أنثى رقيقه بجمال تسنيم ونعومتها ، هو مايبي يفكر لكنه يحسّ انه العوض من ربي بعد رفض بنت الحجاز ولا ودّه يطير الأمل من يدينه ، صحصح أول م سمعها تقول : تسمعني ؟ الو ؟؟
بلل شفايفه ونطق : م تقصرين
ضحكت تسكر وصرخت بوسط مخدتها بفرط حُب ، رفعت راسها وقالت : طيب ؟ وإذا كنت أصغره بعشر سنين ؟؟ هذولا أعمامي اكبر من حريمهم بسنين وعُمر والحب م يعرف رقم !
ضحكت بكل قناعه في حُب مطلق وناويه تكمله ولو أنه شبه مستحيل ، تدري لو يعرفون أهلها وبنات أعمامها بيذبحونها ، مطلق محد يقربه الا أخوانه والعيال ، وقرابة العيال له مجرد مصالح ولأجل يساعدهم بالأشغال فالمزرعة ، كيف لو قالت لهم وأفصحت عن حُبها له ، هي تعيش بنفس الوضع مع بجاد لكنها أسوء بنظر أهلها لأنها بنت والبنت عندهم ضعيفة قدام عواطفها ، وحيدة نايف ووش شعور نايف لو يجيه طرف علم ..
~ بيت مطلق ~
عضّ شفايفه بألم يقوم بنفسه ، شهق وطاح وسمع صوت طقّ بظهره وصرخ بأعلى صوته ، عيونه تحجرت بدموعه لكنه أبى ينزلها وعضّ طرف ثوبه وقام ، هو عارف انه طلع من المستشفى وهو ماهو بكامل عافيته والحين بدأت المضاعفات ، وقف على حيله ويتعكز بمعكازه مشى يدخل للمطبخ وفتح الدرج وهو يحسّ بالثقل والدوخة ، طلع كيسة المُر وسحب الدلة يحط البُن الأشقر والزنجبيل وملئ ربع فنجال حليب وشغل عليها ، وبعد دقايق غشت القهوة الشقرا وسحبها يهيّلها وحط كسرة مُر بأسفل فنجاله وصب القهوة عليها ومشى يطلع يجلس ورا بيته بالدلة وبفنجاله ، جلس وهو يقاوم كل الألم اللي فيه بصعوبة بالغة بس هو رجال وبنظره الرجال م يتألم والرجال عمود بيت أهله صعب ينهّد من حادث ، شربه وهو يقلب يدور رقم ضاحي وحصله واتصل عليه وقال : افتح جوالك يبن مشبب افتح
م وصله رد وزفر بغضّب يرمي جواله ، لوهلة رجعت عِقد تستوطن تفكيره ، هي ماغادرته ابد ورغم رفضها هو بغاها زود لكنه بدوي والبدوي عزيز نفس م يلتفت لطريق المقفين ، اخذ نفس طويل وزفره ورفع عيونه للنجوم اللي توسدت سمائهم ونطق :
أسامر النجم وأبني الحلم وان جاء النهار ؟
يطير حلمي تقول انه صفقه الهوا !
بأسباب خشف يميزها الحلى والوقار
لعيونها المستحييل أقول مالك لوا
-
نزل عيونه للدلة قدامه وكمل أبياته يقول :
صبرت ليّن الصبر كمل وانا في انتظار
يا دلة الشوق راسي للمواصل خوا
خافي من الله تعالي وأجبري الأنكسار
الكبر لله وجرح البعد والله ماله دوا
-
ابتسم من استوعب انه قال أبيات طرت عليه علطول ، ورتبها لعيونها وهو له سنين قاطع الشعر ولا يماشي دربه ، حكّ جبينه وقال : م قلب حالي من عرفت نفسي بذي الحياة القشراء الا هي أشهد بالله ان مالها فالعذارى شبيه !
لفّ لصنبور الماء القديم اللي ورا بيته ، فتحه يتوضى بحذر من الألم وفرش شماغه على جهة القبلة وكبر يصلي ، وبدون م يحسّ كان يلفظ أسمها بدعواته في أواخر الليل ..
~ وادي سكوا ، كاليفورنيا ~
شهقت من جمال المنظر وأنعكاس اللون الأبيض بعيونها ، هي ولأول مره بحياتها تشوف ثلج بهالشكل ، البياض ينتشر حولها من كل جهة والبرودة قارسة داخل الوادي ، شّدت على يد عِقد ونطقت بحماس : نتزلج ؟
ضحكت عِقد وقالت : يلا !!
سحبوا الزلاجات ونزلت عِقد تسبق اسرار ، ابتسمت تشوف حبيبة روحها تتزلج باحترافية والهواء يداعب شعرها ويطيره بين نسايمه الباردة ، اخذت نفس ونزلت بهدوء وسرعان م طاحت وعبسّت بملامحها من شافت عِقد تضحك ، رفست الارض وقامت بصعوبة ونفضت ملابسها من الجليد والثلج اللي هي تعشقه ، تحسّه يشابه انطفاء روحها والبرودة اللي تلامس قلبها من سنين طويلة ، ولو انها عاشت تحت حنان ودفء عفيفة هي باقي باردة ، قامت توقف وبدأت تتزلج ببطء وهدوء ابتسمت ابتسامة عريضة من صارت تتزلج بشكل ممتاز ، ضحكت عِقد تتمسك بيدها ويتزلجون سوا وصلوا لنهاية الوادي وجلست بجانبها ، انحنت على كتف عِقد وقالت : مادري ايش كنت بعيش ووش كنت بسوي بدونك
ميّلت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : اخ زيتونه أحُبِك !
رفعت عيونها وقالت بصوت هامس : وانا أحبك مره
ضمّتها يتأملون الغروب قدامهم بعد مدة من جلوسهم ، فرّكت خشمها من برد وقالت : نرجع للفندق ؟
ابتسمت اسرار وقالت : بردتي ؟
عِقد : يقرفني البرد م احُبو !
ضحكت اسرار وقالت : تدرين اني اعيش قمة السعادة الان ولا ماتدرين ؟
عِقد رفعت حاجبها وقالت : بكرا حنروح للشاطيء وانتي م تشوفي قُدامِك سامعة ؟
اشرت باصبعها ع خشمها وقالت : على خشمي ذا
عِقد : حكتفي بالصمت أمشي
ضحكت بسخرية تقوم معها وطلعوا الجبل بمساعدة التلفريك ، نزلوا منه ومشوا لسيارة عِقد وركبوا وانطلقوا راجعين للفندق ..
~ فالجبيّل ، قصر نهيّان ~
جلست على الكنبه تترشف من قهوتها بروقان ، فتحت جوالها وفتح على الواتس كانت تمرر نظرها على الرسايل سواء من أهلها ولا من نهيّان وسلمان ، طاحت عينها على رقم غريب مرسل صوره لها دخلت علطول وشافت صورتها هي ومازن وقت كان عندها قبل ليلتين فالبيت ، غصّت بالقهوة وكحت بصدمة ، عيونها متوسعة على مصرعيها ودمها نشف ، كانت تحته رسالة وتقول فيها : أتركي سوالف الاستشراف عنك ووقفي تتلزقين بسطّام وتخربين بينه وبين أبوه وأنتي داخلة طالعة مع رجال غريب وبقصر نهيّان ! والأكيد ان ماعنده علم امسكي لسانك وقصي يدك عنه وعن سطّام ولا والله ان ياصله العلم وقد أعذر من أنذر .
كانت الصور ملتقطة من زوايا مختلفة ، عجزت تحدد مين صورها شّدت على كوبها برعب ورجفة ، وقامت تتركه على الطاولة وتطلع للدور الثاني ، لفّت لخروج انفال من الغرفة ونطقت : اسمعي انفال
انفال ابتسمت ابتسامة عريضة من عرفت الموضوع اللي بينطرح وقالت : أهلين
مضاوي شابكت يدينها ببعض ونطقت بتوتر : قبل ليلتين فالليل وين كنتي ؟
انفال : مع سلمان عند أهلي ليه ؟
مضاوي ضحكت بتوتر وقالت : لا بس اسأل لأني م سمعت صوت واتذكر اني كنت خايفه مره
ضحكت انفال ومسكت كتفها وقالت : شدعوة مافيه شيء
مشت تنزل تتجاهلها وأردفت : كفو عليك شوشو والله كفو !
نزلت وشافت قهوتها متروكة وضحكت تنطق : دُرة تعالي سوي تنظيف هنا
دُرة مشت تدخل وبدأت تنظف ، جلست انفال فالصالة وقالت : وسوي لي قهوة معاك تمام ؟
هزت دُرة راسها بنعم وقالت : تمام مدام انفال
ابتسمت وقالت تحت انفاسها : اذا على كذا معاد يحتاج اقول لهذام اللي صار لأنها بتوقف تسوي اشياء تخلي عمي يحرق سطّام وعقبال مايصير يجي عندنا طبيعي نفس قبل وفاة عمتي الله يرحمها
ميّلت راسها بحزن كبير على حال سطّام المعروف للكل هو لساته عايش بسنة ٢٠١١ ومستحيل يتخطاها ، قد يتبين لناس انه بخير لكن روحه مخدوشة وجوفه يحترق وعقله مشوش بهواجيس تشّيب طرف رمشه ..
~ باريس ، شقة سطّام ~
دخل الغرفة ورمى جاكيته على الكنبة ، مشى يدخل للحمام وفتح الدش ونزع م عليه ودخل تحته يغسل جسمه ، زفر ضيق صدره ونطق تحت انفاسه : اخ ليتني رحت بدالك ولا حسيت بفقدك لي ثلاثطعش عام م نسيتك ولا قويت كسرك لي ، أمي الناس معاد هي نفس زمانك الناس تغيروا ، يا أمي أبو سلطان تغير علينا تغير علي وأنا اللي كنت ملازمه طول عمري رحتي وراحت الحياة الطيبة معك معاد أبوي نفسه ولعاد أقدر أناديه أبوي ، يا أمي معاد أقوى للحياة ودي لو ربي ينتزع روحي مني وابتعد عن كل شيء يأذيني يا أمي معاد أحد يحب سطّام عشانه سطّام كلهم حُب شفقه على حالي المتدهور وكبدي المحترقة والله محد حب سطّام لشخصيته ومواهبه وسواليفه اه يمه !
تنهد من تخالطت دموعه بمويه الدش وأردف يكمل : رحتي وخليتني وحيد بكل شيء ، وحيد بدون أهل ووحيد بدون سند ووحيد بدون حبيب يداوي لي جروحي ووحيد بدون أم تحتضني بآخر الليل وتواسيني ، صرت بأوائل الثلاثين وأنا مانسيت وفاتك ومستحيل على سطّام ينسى ! اه يمه ليت ان به احد يسمع لي ويواسيني يمه أنا مقدر على سلطان وعلى حزن سلطان والله م بقوى ولا ودي افضفض له وينتهي معي وأقتل فرحته بأخباري وبالأشياء اللي أعيشها من لحظة وفاتك لليوم ! يالله جعل وجهك فالجنة الباردة
مسح وجهه وشنبه وقفل محبس المويه وطلع ، سحب منشفته يلفّها على خصره وطلع بمنشفه صغيرة يجفف بها شعره ، جلس بهدوء على طرف كنبه يتأمل باريس قدامه ، رفع جواله يتصل بسلطان ووصله صوته وهو يقول : لبيه ؟
سطّام ابتسم بهدوء وقال : وينكم ي أخوي ؟
سلطان ابتسم وقال : والله في دبي تبي شيء
سطّام : سلامتكم متى الرحلة ؟
سلطان : الساعة تسعة بكره
سطّام : توصلون بالسلامة ان شاءالله
سلطان : الله يسلم قلبك يبو نهيّان
قفل الجوال وانحنى ينسدح على ذراعه اليُمنى ، بدأ يهوجس من اول وجديد بأشياء كثيرة ليّن م غمضت عيونه يستسلم للنوم ..
~ الخرج ، بيوت آل عمر ~
جالسة فالصالة وتشوف بنات أختها قدامها ، ابتسمت لجودي وقالت : جودي تعالي
ابتسمت جودي تمشي لها وقالت : خالة بتطولين عندنا ؟
جوري زفرت بغضّب وقالت : وشفيك انتي مشفوحة !
ضحكت ظبيه وقالت : اذا تبيني أطول طولت
جوري : لا طبعًا خالي مطلق لحاله
ظبيه زفرت بضيق ونزلت تبوس راس جودي وقالت : مطلق بخير معليك
جودي ابتسمت وقالت : اصلاً خالو مطلق كبير وكذا عضلات ومره قوي صح !
ضحكت ظبيه بحُب وقالت : صح ي بنت مشعل صح
جوري ابتسمت من تذكرت خالها مطلق ، بوجوده م كان علي يقرب من البيت لأشهر من الرعب والخوف منه ، مسكت شعرها ترجعه ورا اذنها ونطقت : مابيجي واحشني
ظبيه : كان وده والله بس تعبان
نطقت بغضّب تحت انفاسها : جعله بضلوع علي يارب
رفعت راسها من دخلت صافية للغرفة ونطقت : ظبيه حمود وين ؟
ظبيه : توي نيمته هو وكادي
جلست وزفرت بألم ، لفّت لها ظبيه تمسك كتفها وتنطق : لو كان خيرًا لبقى ! وغير كذا عندك ثلاث بنات وولد مثل القمر استهدي بالله واذكري الله وانا أختك
ابتسمت صافية وقالت : جعله بعمري مطلق جلس لحاله ؟
ظبيه كانت بتتكلم بس دخل ضاحي وفزّوا البنات يضحكون ويركضون له ، هو تأخر عشان مشوار صغير يبي يقابل احد اخوياه ، ضحك يحتضّنهم له ونطق : يهلا بحبايب خالهم
جودي وجوري كأنوا محتضّنينه بشدة ، ضحك وقال : معاد اقدر أتنفس الفزعة يا أخت مطلق
ضحكوا ظبيه وصافية ونطقوا : اي ؟
ضحك يشيل جودي وماسك بيده الثانية جوري ، جلس وجلسوا حوله وبدأوا بالسوالف والسؤال عن الحال ..
~ دبي ، الإمارات العربية المتحدة ~
دخلوا احد المقاهي يجلسون بأحد مقاعدها وطاولاتها ، بليلة جدًا جميلة في دبي ، طلبوا قهوتهم ونطق هذام : ايه علمني
سلطان عدل جلسته ونطق : تذكر اللوحة ؟
هز هذام راسه بنعم وكمل سلطان : شفت الكاميرات وكأني لمحت إثنين بس من خلف معطين الكاميرات مقفاهم
هذام رجع بتفكيره لأحداث ذيك الليلة وهمس : إثنين ؟
سلطان : ايوه بس يكثرهم وكلهم نفس اللبس
هذام ابتسم بثقة وقال : ايوه بس هم إثنين بس اللي شفتهم قامطين وكأنهم مسويين شيء
سلطان توسعت عيونه بصدمة يشوف هذام اللي نطق : بجاد ونايف أخوه
سلطان ابتسم وقال : عيال بتال ؟
هذام : ايه نعم
سلطان ابتسم وقال : ثواني اتصل على خوينا
سحب جواله يتصل على سطّام ويشوف هذام قاعد قدامه ويشوف تسجيل الكاميرات على الايباد حق سلطان ، ووصله صوته الثقييل وهو يقول : همم..
سلطان ابتسم وقال : نايم ؟ حصلنا لك الحرامية
فزّ سطّام يفرّك عيونه ونطق : أحلف !
سلطان : ورب الكعبة
سطّام : طيب ؟ من من
سلطان : بترجع ؟
سطّام : ايه ماعندي شيء
سلطان : بس حسافة السفرة حقتنا والحجز
سطّام ابتسم وقال : اعوضكم ولا يهمكم
سلطان : بجاد ونايف عيال بتال
سطّام شّد على جواله ونطق : يويلهم مني
سلطان : ابد يبو نهيّان اضرب بهم القاع ولا تسمي
سطّام قام وقال : جايكم دبي وبعدها بننزل للسعودية سوا
سلطان : توكل على الله
قفل الجوال ولفّ لهذام وقال : هاه هم ؟
هذام : ايه يخوي نايف كان لابس دشداشة كحلية
ضحك سلطان وقال : يالحبيب ماحن فالكويت ترا
هذام ضحك بصوت عالي وقال : يرجاااال خليجنا واحد
سلطان ابتسم ورفع كوب قهوته الباردة وبدأ يمتصها من المصاصة بلذاذة ، ابتسم لهذام وقال : تتوقع يتحسس مطلق ؟
هذام : امم صح والله م فكرنا فيه
سلطان : الله يستر
هذام مسك راسه وقال : يوه والعرس !؟
سلطان ابتسم وقال : لا ذا عندك تكنسل
هذام رفع حاجبة وقال : افا ليه ؟
سلطان : طلع ملخبط أخوك التيس
هذام ضحك وقال : يرجل لا تقولها !؟
سلطان : مع الأسف
هذام : اشوى م حصل شيء رسمي بس مع الخطوبة اللي بتتكنسل ورفع سطّام قضية على عيال عمه بيحترق مطلق !
سلطان : يرجال يرش نفسه بماء بارد الله أكبر الكلاب غلطانين بحقنا تبي نسكت لهم مثلاً ؟
هذام زفر بتوتر ونطق : الله يستر
لفّ يشوف برج خليفة قدامهم ، يشعشع بأنواره ويضيء بها سماء دبي بصخبها وزحمة شوارعها ..
~ كاليفورنيا ، غرب امريكا ~
جالسة على شرفة شقتهم بأحد ناطحات السحاب ، قدامهم البحر وعِقد بجانبها تدق على أبوها يضبط لهم يخت ، قفلت وقالت : بكرا الجدول حرايق !
ابتسمت وقالت : على خير
عِقد تثاوبت ونطقت بنعاس : حروح انام مره دايخه تبغي حاجه ؟
اسرار قامت تضّمها ونطقت : تصبحين على خير يعيون زيتونه
ابتسمت تحاوطها وقالت : انتي الخير بدُنيتي كلها ي بنت !
مشت ودخلت ورجعت اسرار تجلس ، فتحت اللابتوب حقها وبدأت تشوف القضايا وآخر جلسات المحاكم ، سرحت وجاء ببالها سطّام وقت هددها ونطقت : للحين ماله حسّ ؟ معقولة بيرجع يتدخل بحياتي وبرجع اشوفه
مسحت وجهها بيدينها وقفلت اللابتوب ونطقت : ان شاءالله انه مجرد تفكير وم يكون ذا كله هدوء ماقبل العاصفة
هي من تهديده لها خافت ، بس م اكترثت له ولا عطته وجه صح تهديده كان مرعب وصوته ثابت بس مافكرت فيه الا الان وهي بين السماء والارض ، بأحد الشقق المرتفعة عن الطريق الرئيسي بأسفل هالناطحات ، غمضت عيونها وفتحتها بصدمة من حسّت ببحور عيونها تلامس شاطيء وجنتيها ، زفرت ضيق صدرها ونطقت : وينك يامحمد ؟
من نطقت بأسمه بكت علطول ، هي م تدري مين هو محمد ووينه فيه ، هو حي يرزق بس بعيد عنها ولا ميت وقبضته الأرض داخل جوفها ليوم الحشر ، شهقت تبكي ونطقت : أبوي وينك !
عضّت شفايفها لثواني تمنع شهقاتها ونطقت : أمي ؟ مستحيل تكون عفيفة مستحيل هي أمي !
شهقت تبكي بحرقة تدري ان وصال أكبر منها وعفيفة ومنّير هم أهله ، وتدري ان عفيفة استحالة تكون أمها ، نطقت بصوت باكي وقالت : أنا مين ؟ ليش أحس اني مليانه أسرار !
مسحت دموعها بعنّف وقالت : بنبش بالموضوع ولو اطلع كل السواهي والدواهي بتاريخ آل يزيد ! ولو محد يمد لي يد العون والله لا احفر وراهم لوحدي واطلع كل خفاياهم وعلى رأسهم بتال !
قامت تترنح ورمت نفسها على سريرها ، بعد موجة بكاء طبيعية بالنسبة لها ، هي كل م جلست مدة لوحدها وبمكان معزول تفكر بكل شيء حصل لها وتحلله بالتفصيل ، هي عايشة بحزن وماتدري اذا بيكتب لها أفراج ولا بتضل سجينة تحت سر قديم يسمى ' أهلها ' ماحست بجفونها اللي تسكرت واستسلمت للنوم ..
~ باريس ، فالمطار الدولي ~
واقف يناظر ساعته وبالوقت وبدل نظراته للوحة الرحلات قدامه ، شّد ع شنطته ونطق بحدة صوته : انتقامي بيكون في أهلك !
هو أكد لها انه بيصير اسوء كوابيسها ، بيصير يطاردها وبيكون وحش ينتقم ويأخذ منها كل اللي عزيزين عليها ، هو بيلعب من بعيد بس بيضرب وبدم بليد ، مستحيل يرحمها على خسارته سواء كانت سمعة او مبالغ هو حطها براسه من أول ليلة بالمرسم لكن اختلفت النوايا ، كان يبيها حلاله والحين يبي يحرمها كل ملذات الحياة ، كان يتمناها صار يتمنى ينتقم منها ، كان هايم فيها صارت ألد اعداءه ، وكيف كانوا وشلون صاروا مستحيل يتخيل ابدًا هاللي صار لهم ، نطق بصرامة وبثبات : ياكيف كنت أحبك وكأني م لمحت بالنسوة أنثى غيرك وصحيتيني من غيبوبة ووعيت أشوفك ماتشوفين من الأعداء غيري ! لكن بيننا البين يبنت محمد
لفّ يسمع نداء الطيارة ومشى يطلع وصعد على متنها متوجه لدبي - الإمارات العربية المتحدة ..
~ فالجبيّل ، شركة نهيّان لليخوت ~
طلعوا من الشركة ولفّ لمازن بجانبه ونطق : يالله يولدي تقدر تمشي
مازن ابتسم وقال : نتقابل بكره حضرة المدير
ابتسم له نهيّان وركب مع عبدالصبور ، اخذ نفس عميق وزفره ونطق : خذني لمقبرة وفاء
ابتسم عبدالصبور بحزن وقال : أمرك
مشى يتوجه للمقبرة بهالوقت المتأخر ، كان شيء اساسي بالنسبة لعبدالصبور اللي يوصيه نهيّان كل شهرين مره وكيف كان ملازم قبرها له فوق العشر سنوات ، اخذ نفس يفتح شباكه هو أخر مره شاف سطّام يروح للمقبرة كانت ثلاث أيام العزاء وبعدها جاء بمضاوي للبيت وكان متزوجها من سنين طويلة وكانت جايبه ورد من فترة ، هو تزوج بموافقة وفاء أيام كان سطّام يدرس في نجَد ، هو وقت قالها كان متوقعها تجزع وتصارخ وتطلب بالطلاق لكنها وبسهولة قالت : موافقه والله يوفقكم ويجمع مابينكم على العز والطاعة يبو سطّام
هي وافقت لأنها تدري بمرضها اللي منعها من الحمل ، وأنجبت له أربع رجال يساندونه عند المشّيب ، وخوفها من التقصير بحق نهيّان وافقت يتزوج رُغم حُبها له ، ممكن بهذاك الزمان بردت مشاعره لوفاء بسبب بعدها عنه ، وشاف بمضاوي حُب طفولي رجعه لشبابه لكنه م أنكر او حتى نسى العشرة بينهم وكان متكلف بكل مصاريف علاجها ولا قصر ، شّد ع قبضته ونطق بقّل حيلة : ليته يفهمني لكنه صعبٍ عليه وصعبٍ علي أفهمه !
الأكيد ان سطّام له أسبابه وحكايته الخاصة ، مثل م نهيّان عنده حكاية أخرى ومختلفة كليًا عن م يجول بهواجيس الهَاجس بأخر السنوات ، تأخر الوقت وقسى نهيّان من رحيل سطّام عنه ، هو بالنسبة له كان سطّام الشيء الوحيد اللي يسعده ويغير موده ولا هو حاد الطباع من عرفوه ، بس وجود سطّام بجانبه كان له تاثير واضح عليه ، وبسبب بعد سطّام عنه صار جاف قاسي هادم محطم وكل صفات القسوة فيه ، وردة عُمره ذبلت بسبب فقدانه لساقيها ، دخل للمقبرة وتوجه لقبرها اللي حافظه عن ظهر قلب ، جلس على ركبه بتعب وقال : جعلك فالجنة يروح سطّام
جلس وقت طويل يدعي لها ويفضفض لها ، هي الوحيدة اللي تسمعه وبدون م تقاطع كلامه مثل الثلاثينه مضاوي ، بدأ الندم من سنين بس بينهم عيال وكان نهيّان مجبور يسكت عنها لأجل ورد وإلياس ، بس منع الكل مع إسكاته لنفسه وألجم اي شخص يحاول يتكلم معها بشيء يأذيها عيشها سلطانة وبيكمل على هالمنهج لحّد م يرحل ..
~ دبي , الإمارات العربية المتحدة ~
بعد م يقارب الثمانية ساعات وصلت الطايرة للمطار ، نزل يمشي بهدوء وأغراضه معه ، ابتسم يشوف سلطان واقف ينتظره بس بدون هذام اللي خمن سطّام انه نايم او بالأحرى م جلس سهران ينتظره ، تقدم يضمّ سلطان اللي ضحك وقال : وحشتني والله
سطّام ابتسم وقال : م يوحشك غالي
سلطان : ظني معاد يمديك تريح بنمشي للرياض
سطّام : طيران ؟
سلطان : لا والله سيارة
سطّام : اجل نريح
سلطان ابتسم وقال : على هواك
سطّام ابتسم ومشى مع سلطان يطلعون من المطار ، ركبوا السيارة وتوجهوا للفندق يريحون وراهم خط عشر ساعات ، نزلوا للفندق ونطق : وش بتسوي ؟
سطّام : أنتهى رفعت قضية
توسعت عيونه بصدمة وقال : تستهبل متى امداك !؟
سطّام : ووكلت محامي انا جاهز للمعركة ذي ولو تكلفني كل م املك !
سلطان : ومطلق ؟
سطّام : م يمسّه شيء مني ولا يمسّني شيء منه
سلطان ابتسم وقال : خلاص كذا أمورنا فالسمبتيك ان شاءالله
سطّام ابتسم وقال : توقع من المحامي حقي ؟
سلطان رفع عيونه وقال : وقسم بالله لا احصله وصا..
قاطعته ضحكته وقال : بنت أيمن
سلطان ميّل راسه ونطق : من ذي ؟
سطّام : بتعرفها زين
مسك كتفه وقال : زين جدا
دخل لغرفته وتكى سلطان على الباب وقال : ان شاءالله انها قدّها
ضحك سطّام بإنتصار وقال : وقدود
هو كلمها انه يبي ينتقم من وصال وببساطة وافقت ، ورسميًا بيدخل سطّام لصالات المحكمة ومعه أقوى محامية بالمنطقة صاحبة أقل خسارات بمسيرتها بما يعادل خسارة واحدة لمدة سنتين ونصف عمل وحققت فيها نسبة كبيرة من الانتصارات والربح ، انسدح بثقة هو واثق بفوزه وهالمرة بيلوي ذراعها وبتشوف صاحبتها تحامي ضد أهلها ، غفى يدخل بأحلامه بعيد عن الواقع ويريح مخه من التفكير وكثرة الهواجيس ..
~ كاليفورنيا ، شقة عِقد ~
مشت تطلع من غرفتها لغرفة اسرار بجانبها ، دقت الباب وماهي ثواني الا وفتحت الباب وهي تفرش أسنانها ، تقدمت تبوس خدها وقالت : بنزل اسوي تشيك اوت
ميّلت راسها بأستغراب وقالت : بدري ؟ فيه شيء
عِقد : الصراحة وصلتني قضية خطيرة اليوم الفجر وم قدرت أرفضها
اسرار لفّت لجوالها اللي يدق ورفعته ، انتفضت كل خلية فيها من قرأت الاسم ' عمي بتال ' من سنين طويلة م وصلها اتصال منه ليه بالوقت ذا قرر يتصل وباليوم هذا ، ابتسمت لعِقد ونطقت : شوي
دخلت تتمضمض وسحبت المناديل وطلعت للشرفة ، ردت علطول وقالت : الو ؟
أبو بجاد ابتسم وقال : زين م غيرتي رقمك
اسرار : وش بغيت ؟
أبو بجاد نطق برعب زائف : جدك بين الحياة والموت
توسعت عيونها بصدمة وقالت : ايش !!
قفل الجوال وركضت داخل ، هو ظنت انه مستحيل يكذب لأنه اتصل عليها شخصيًا ومن ذعرها وخوفها نست تتصل بوصال أو عفيفة وتتأكد ، م تدري شلون لملمت أغراضها وطلعت تركض ونزلت مع المصعد ، نفسها متلخبط ونبضاتها متقلبة بشكل مرعب ، اخذت نفس وقالت : الا انت م تروح وتخليني تكفى ي أبوي لا تروح !
انفتح باب المصعد وصرخت : عِقد سوي لي معك
عِقد لفّت بصدمة وقالت : سوي..
توسعت عيونها من شافت دموع اسرار وركضت لها تمسكها وقالت : بنت ! اشبك فيه حاجه صارت !؟
اسرار بكت علطول وقالت : أبوي يقولون تعبان
عِقد بتوتر ضمّتها وقالت : خلاص نطلع وبنلحق لا تخافي تمام ؟
هزت راسها بنعم وقالت ببكي : مشينا
مشوا يطلعون وركبوا سيارة عِقد ، ابتسمت وقالت : حسافة اليخت وازعاجي لبابا امس صراحة لو يعرف حيقتلني !
ابتسمت وسط دموعها ومسحتها ، ابتسمت عِقد وقالت : ادعي ي زيتونه ادعي ربي
هزت اسرار راسها بنعم وكملت عِقد تقول : يارب يارب م يمسُه حاجه دامُه مره عزيز عليكي يارب كل م صابُه برد وسلام عليه يارب
شّدت على يد عِقد وأردفت ببحة صوتها أثر البكي : امين
لفّت عِقد لها وضحكت تقول : أمي انا يالصوت أمي
ضحكت اسرار تضّم ذراعها لثواني وابتعدت ، شافت المطار من بعيد وفتحت شنطتها تتأكد من جوازها وأغراضها ، نطقت عِقد : حنكررها بوقت ثاني وبمكان أحسن تمام ؟ م تجلُس بخاطرك
اسرار : ان شاءالله
عِقد : نطلب قهوة نروق ؟
هزت راسها بنعم وقالت عِقد بأبتسامة عريضة وبثقة : مملكتنا ووطنا احنا فالطريق و بقضية وقصة ثانية حسميها انتقام عاشق من خائن لوطنه وشعبه !
كانت تقصد وصال اللي خان حُبها ووصفته بالخائن للوطن واللي يُعتبر أسوء مراحل الخيانة ، وعلى حسب م حكى لها سطّام انه متأكد مليون بالمية انه اللي بيحامي عن بجاد ، وهي متأكدة مثله بالضبط قبلت بهالقضية ، وعلى عكس اسرار كانت تحسب قضيتها قضية وطنية بالفعل وأن فيه خائن بالموضوع ذا كله ، لكنها سرعان م قلبت الموضوع وصارت تفكر بجدها وبصوت عمها المرتعب ، مسكت قلبها وصارت تدعي له تحت انفاسها ..
~ فالديرة ~
جالسين فالمجالس وحمد يتوسطهم ، جلس وقال بصراخ : وش مهبب انت ؟
بجاد نطق برعب وتوتر : والله ماسويت شيء
أبو بجاد مسح وجهه ولحيته الطويلة بغضّب وقال : بتدافع عنك غصبًا عنها وبعدها بتأخذها حرمة لك تسمع ؟
ابتسم بجاد لكن قاطع فرحته مطلق اللي نطق : معصي انا طالبها قبله
أبو بجاد ضحك بسخرية وقال : ايه بس ماشفنا منك شيء ؟
مطلق ضحك وقال : شكلك ناسي اني طايح وراجع من الموت
أبو بجاد وقف وقال بحدة وعيونه تطلع شرار : أجل تخطبها بعد القضية يبن مشبب سامع ؟
مطلق ابتسم بتحدي وقال : ولا يهمك بتحضر زواجين هالسنة
قام يطلع من مجلسهم ولفّ أبو بجاد للعيال وقال : وش يقول ذا ؟
بتال قام وقال : يقصد أخته يعمي
أبو بجاد رفع حاجبة وقال : بالله من بتأخذ ؟
بتال : سطّام بِكر نهيّان
توسعت عيونه بصدمة يشوفها كل من فالمجلس ، شّد ع سبحته ومشى يطلع بغضّب ، لفّ نايف برعب وقال : رفعوا قضية ؟؟ وحنا لليوم م بعناها واستفدنا من الفلوس
بجاد وقف وقال : اعجل اليوم بنبيعها وبأي سعر
مشى نايف وطلعوا اثنينهم يركضون ، سحب مفتاح بيتهم القديم ووقف بنص الطريق وألتفت لنايف وقال : م بنبيع الأصلية !
نايف ضربه وقال : فاضي انت للنسخ !!
بجاد ضحك وقال : اذا بخاطر بحياتي بلعبها صح بكسب والأصلية عندي
مشى يدخل وصورها بشكل مناسب ومشى يطلع ، قفل الباب وشهق من نطق ضاحي : وش تسوون ؟
بجاد مسك قلبه وقال : وشدخلك هاه ؟ وش تبي جاي اذلف عن وجهي
ضحك ضاحي وقال : اجل بتنسجن يالهطف ؟
بجاد تقدم وقال : ومعي اسرار ؟ يعقبون يلبسوني الكلبشات
مشى يتخطاه ولفّ لنايف وقال : هو صادق ؟
نايف : ايه أبوي بيجبرها تدافع عنه
ضاحي ابتسم وقال : وش الفلم ذا !
لفّ بيمشي لكنه رجع وقال : نايف شفت مطلق ؟
نايف : طلع معصب من المجلس ومدري وين راح
ضاحي حكّ راسه وقال : وينه غدى ؟
مشى يتجول فالحوش وتوجه للمزرعة ، دخلها وشاف مطلق جالس قدام البركة ونطق : بو مشبب وراك ساج انت تحاكي بو مطحس ؟
ضحك بخفه وقال : اذا لقيت لأبو مطحس درب سألتك باللي خلقك تدلني عليه
جلس وسلموا ع خشوم بعض وقال : وش حال أهل الخرج ؟
ضاحي مرر اصابعه على سطح الماء ونطق : ماعليهم يسلمون عليك وأخصهم جوري وتعتذر على الفجعه اللي بغت تودع بك
ابتسم وقال : جعلني قبلها ي ضويّحي
ضاحي ابتسم وقال : امين
ضحك يركض من رمى مطلق معكازه عليه ، مسك كتفه بألم وقال : بغيت تكسر كتفي !
مطلق : هات المعكاز والله م تسلم
ضاحي : وتبيني اجيبها صاحي انت ؟
ركض يطلع من المزرعة وزفر مطلق بتعب ، ومشى بهدوء يسحب معكازه ورجع يجلس ، يقلبها بمخه وشلون يطلع نفسه منها ، هو لو يتزوج اسرار بتطير عِقد من يدينه ومن عقله بعد ، لأنه يدري قد ايش عِقد تحب اسرار ، مسك شماغه وقال : خلها يأخو الهَاجس وربك يحلها
سحب جواله يتصل عليه ووصله صوته وهو يقول : ارحب
مطلق زفر بغضّب وقال : مابغيت
ضحك سطّام وقال : شكلك شايل بخاطرك علي ؟
مطلق : في ذمتك يالهَاجس في غيابك م فقدتني ؟
ابتسم سطّام وقال : مادام فالموضوع ذمتي الا والله فقدتك
مطلق : نصاب وكذاب ملئ وجهك !
ضحك بصوت عالي وقال : وش يرضيك
مطلق : تجي وتعلمني ليه تتهرب من الزواج عندنا ؟ يخوي تشوف نفسك تسرعت عادي بس مايحتاج الهجه اللي صارت
ابتسم وقال : هو تسرع فعلاً لكن والله م هجيت كان عندي شغل
مطلق شّد ع قبضته بحسرة ، شلون م برر وقال له انه باقي صامل لكنه مايقدر يجبره وهو للحين م سأل ظبيه ، زفر بضيق وقال : نشوفك اليوم ؟
سطّام : رفعت قضية وصلك العلم ؟
مطلق : ايه
سطّام : بتطفش مني أجل
مطلق ابتسم وقال : بس تورطت انا بعد
سطّام ابتسم وقال : ليه وشدخلك ؟
مطلق : بخطب بنت محمد بعد القضية حقتكم
توسعت عيونه بصدمة وقال : هاه ؟!
مطلق ابتسم وقال : ماهو بودي يعلم الله لكن انجبرت ولا ودي اخليها لبجاد
مسك سطّام راسه بصدمة ، هو ليه أنفعل بعد م تأكد انه إنتهى منها ومن حُبها ، هو ليه حسّ بالدنيا تتوقف مع سماعه لخبر زي كذا ، يعني بتتزوج مطلق وخلاص بتنتهي حكاية م أنكتب لها مقُدمة وبداية ، حكاية كان وكان وبصفحات نهاية ، نطق مطلق يصحيه من هواجيسه وقال : ولد أنت معي ؟
سطّام : هلا هلا
مطلق : مارديت علي نشوفك اليوم ولا م يسمح ؟
سطّام ابتسم بكلافة ونطق : والله مايمديني اليوم مابعد وصلت الرياض وبوصلها فالليل
مطلق فزّ ونطق بحدة : ليه وأنت وينك !!
سطّام : باقي في مطار فالإمارات
مطلق : الله يستر عليك ودعناك الله
سطّام : وياك
قفل الجوال ولفّ وشاف سلطان قدام يسولف مع هذام ، صدّ للشباك يتأمل الطريق للمطار ، يحسّ بإنقباض بقلبه وصدره وضيق بتنفسه ، بلل شفايفه ونطق تحت انفاسه : أنت معها معها عليها عليها ؟ خلاص البنت لولد عمها ليه هالدوشة كلها بالتفكير أنتهى سطّام أنتهى ولا يمكن انه يبدأ !
ألتفت لهم من نزلوا ونزل يصعدون على الطيارة المتوجهة من الإمارات العربية المتحدة للرياض ..
~ مطار الملك خالد الدولي ، الرياض ~
نزلوا وكانت مثل الريشة تطيرها الرياح من وين م هبت ، تركض بكل سرعتها وتكرر أسمه داخل صدرها ، هي ممكن تنتهي لو تفقد جدها ركضت وطلعت للمخرج بدون غطى يسترها وشعرها يلفحّه الهواء ، لفّت بصدمة من تغطت بشماغ ورفعت عيونها تشوفه ، هو نفسه اللي ركبته سيارتها ومن هذيك الحادثة رفض يغادر حياتها ، سطّام ألتفت للعيال يركبون مع صادق وجذبه خروج شخص يركض من البوابات وأول م ألتفت لها شاف دموعها أنهار تجري بوجنتيها وشعرها ينثره الهواء ويطيّب ريحته ، مايدري شلون سحب شماغه من على كتفه وسحبها لحضّنه يغطيها بالشماغ ، طلعت عِقد وشهقت وقالت : واو ! اش الجمال دا اوميقاد !!
ضحكت ومشت له تنطق : موكلي ؟
لفّ لها وهو مرتاع من اللي تسكن حضّنه ، بعد م أكد لنفسه انها لولد عمها وأنهى كل شيء ، توسعت عيونه بصدمة من حاوطته وهي تبكي وتشاهق ، ابتسمت عِقد ومشت لسواقها ومدت له أغراضها ، وبالنسبة لها هي وصلها اتصال ثاني وقت هبطت الطايرة وجّل م سمعته ' إنا لله وإنا اليه راجعون ' وبعدها م صارت تحسّ بنفسها ، هي فقدته ولا وش اللي صاير ، م وعت الا من شافت مسكرتها على ثوبه ورفعت راسها من حسّت فيه يمشي بها ، رجعت تغمض عيونها ماتدري ليه هالراحة والاطمئنان اللي سكنها من حُضنه ، جلس على ركبيته وجلسها بسيارة عِقد ، كانت متمسكة بيدينه وم تركها بالعكس جلس قدامها ونطق : عظيم قدره دام رفّ له رمشك بالدمع ، وعظم الله أجر قطعة وهينة تسكن بضلوعي
سحب يدينه منها وسكر الباب يمشي تاركها ، كان سلطان واقف بصدمة ينتظره ونطق من قرب له : اشرح ؟؟ من هي البنت !
ابتسم وقال : بنت محمد
ضحك سلطان بصدمة يشوفها قدامه ونطق : مستحيل !
ركب سطّام ونطق : مشينا سلطان
لفّ يركب وقال : شلون ؟
م وصله جاوب ولفّ يشوفه عاضّ شفايفه ويتأمل سيارتها وهي تمشي مبتعدة ، ابتسم بحزن على حال سطّام اللي يتبدل تارة معها وتارة ضدها ، صدّ عنه لقدام يتوجهون لبيت سطّام ..
~ فالديرة ~
وقفت عِقد سواقها برا وقال : زيتونه سامحيني مقدر أدخل زيادة
هزت راسها بمعنى ' فهمت ' ومشت تركض من السيارة ودخلت داخل وهي لافه شماغه على راسها ، مشت عِقد تاركتها ماتدري وش بتواجه داخل من دفن أحلام وتهديم أفكار وحرق نفس وهي حية وإجبار على الظلم وتوسيخ يدين بريئه بدماء الظلم ، شافته قدامها جالس على كرسيه المتحرك وركضت تصارخ وتبكي ، قبل تقرب منها سحبها مع ذراعها يوقفها ، تعثرت وطاحت عند رجوله وهي تبكي ورفعت راسها ونطق : ي جعلك م تفزعين لي ! اجل يوم كامل عشان تجين ؟؟
كانت بتنطق لكنه ألجمها وقال : عضي على شحمة مابه بنات يتكلمون بمجالسنا
لفّت تشوف عيال عمها بس بدون مطلق وضاحي ، قامت على رجولها وقالت بدقن راجف : أبوي عايش
انصعق جسده من كلماتها وهو لوهلة حسبها تقصد ' محمد ' ولفّ بصدمة ينطق : وشهو !
أشرت بأصبعها على حمد وقال بضحك : ايه حي مابعد جاء يومه
لفّت له بإستحقار هو شلون يتكلم كذا عن أبوه ، شّدت ع قبضتها ونطقت : وش صاير ؟؟
أبو بجاد : ابد والله بتحامين عن بجاد
ضحكت بسخرية وقالت : وش مهبب بعد ؟
أبو بجاد ضحك بصدمة ونطق : حتى هي تشمتت فيك !!
لفّت تشوفه منزل راسه ورجعت بأنظارها على أبو بجاد من نطق قريب منها : وان رفضتي بحرم عيونك من شوفت الشيبه
اسرار ابتسمت وقالت : وش مسوي طيب ؟
أبو بجاد بدل ملامحه ونطق بذعر : واحد الله لا يوفقه رافع عليه قضية سرقة لوحة
توسعت عيونها بصدمة من الدوامة اللي رجعت تتكرر ، هو شلون م تاب ورجع يمسّ لها طرف بس من بعيد ، م تدري شلون نطقتها بحرقة صدر وبحرارة دم ، ماتدري شلون وقفت بصف ولد عمها وعمها اللي هددها تووّ ولطالما كان الشخص الوحيد اللي يعذبها ببشاعة أسلوب وقلة انسانية ، هي شلون أردفت وعيونها بعيون عمها : موافقة بمسك القضية بس ماقدر أحامي لأني مُدعية عامة
رمى عليها أوراق بجاد بغضّب وقال : وش فايدتك فالدنيا ذي اصلاً وش أرجي وأنتي بنت محمد !
قرب منها وصار يضرب بأصبعه السبابة على صدرها وينطق بحدة : بتدافعين تسمعين ؟؟
اسرار نطقت بصدمة : مُدعية مُدعية ! بمسك القضية وبحاول اقلبها على الطرف الثاني وبطلع أوراق وسواليف عنه عشان يتوه المحامي اللي ضدي وبفوز بس لا تحرمني أبوي
ضحك بسخرية وقال : ايه ايه فقدتيه م يحتاج
مشى يتخطاها ونزلت دموعها بحرقة ، مشت تشوفهم يقومون من المجلس وطاحت على رجولها ، وميّلت براسها على فخوذ حمد تبكي بدون اي صوت ، فتحت عيونها بصدمة من حسّت بكفه القاسي أثر التجاعيد يلامس نعومة وجنتيها ، رفعت راسها بصدمة ونطقت : أبوي أبوي !
ميّل راسه بخفه وغمض عيونه لها ، فزّت تمسك يده واستوعبت انه يحرك يده اليمنى بين فترة وفترة ، لكنها انصعقت بصدمة من شافتها اليسرى ، طاح ثغرها بصدمة ونطقت : تحركت يدك !؟
مسك يدها يسحبها لحضّنه وينطق بأذنها بصوته الضخم : بالهون يابنتي بالهون
توسعت عيونها على مصرعيها وطاحت بحضّنه ، ميّل براسه يطيحه وفلت ذراعه منها من شاف سلوى جاية ونجوى معهم ، هي تحلف ان دمها جمد ولا هي قادرة تتحرك ، ليه توو تدري ان جدها يتحرك ويسولف وكل سالفة الشلل كذب ، قامت بسرعة من همس لها : قومي قومي وديني
قامت تدفعه وتمشي ، وقفت سلوى وقالت : بتغسلينه ؟
اسرار ابتسمت وقالت : ايوه
زفرت بغضّب ترجع ولحقتها نجوى ، مشت للمزرعة تدخلها بهدوء وتقفل بابها وراها ، وقفت من شافته نايم ونظاراته الطبية الجديدة فوق صدره ، ابتسم وقال : مطلق !
فزّ مطلق وشهق من طاح فالبركة ، ضحكت بصوت عالي وخالط ضحكاتها دموع مالحة من سمعت ضحكة جدها ، طلع من الماء يرفع شعره وقال : أبو محمد وبنت محمد ؟
مشى لهم ونزع ثوبه عنه ، صدّت لكنه ضحك وقال : سلامات تصدين تراي لابس
لفّت بهدوء وقالت : خلك من ذا جدي يحكي ويتحرك
مطلق رفع حاجبة وقال : من شفتك بالشماغ وانا داري إنك مانتي بصاحية
حمد ضحك وقال : الا أحكي !
فزّ برعب وقال : أخوك يالهَاجس هذا ويش !!
حمد : بتفضحوني ؟
مطلق سجد بصدمة وهو ينطق : الله أكبر
حمد ضربه ع ظهره وقال : حق قم !
قام يبوس راسه وينطق : وراك ساكت طول ذي السنين ؟؟
حمد : المجلس فيه الراديو وكل ليلة يجي بتال يسمع التسجيلات ويعرف من اللي جاني
استوعبوا اثنينهم أنهم ولأول مره ينفردون بجدهم دايم كان فيه احد معهم ويراقبهم ، شهقت بصدمة وقالت : حسبي الله عليه
حمد : هانت يبنتي والله إنها هانت
مطلق قبض بيده على راس جده ونطق : أهم شيء أنت بخير
حمد ابتسم بهدوء وقال : لي فوق العشرين عام أسولف وأهدر على عمري م تيسر لي من الكلام وذلحين تقول اني بخير ؟
نزل راسه مطلق بمعنى الأعتذار وفهمه حمد ولفّ من دمعت عيونها تضّم كتفه وتنطق : اسفه ي أبوي اسفه
حمد ابتسم وقال : فيه أحد م يعذر بنت محمد وولد مشبب ؟ لا بالله م يخاف ربه اللي م يعذركم
ابتسم مطلق ونزل على فخوذ جده ، فهم انه يبكي ولأول مره ، مطلق دايم الحزن يرافقه ومن عرفه حمد والدمع بعينه محبوس لكنه مالقى الشخص والمكان اللي ينهار فيه ويصارخ ويوضح للكل انه ماهو بقوي ، حط يدينه ع راسه ولفّ يشوفها تعضّ شفايفها تكتم شهقاتها من عرفت أن مطلق يبكي ، رفعت عيونها لجدها ونطق : اقبلي بالقضية وفوزي بالحق يبنتي ومعذورة لو خذيتي صف بتال وولده ، واسمعيني زين القضية ذي بتسجل اسم بتال وولده فالقضايا والملفات الجنائية وهذا شيء لصالحنا اذا بغينا نرفع عليهم شيء يكون وراهم قضية سرقة وتأخذينها بمحاكمة بعييدة وأنتي ضدهم
هزت راسها بنعم وكمل حمد : روحي وخليني معه شوي
مشت تطلع من عنده وهي واثقة بالفوز ، هي فعلاً بتأخذ حقها من عيون بتال بس كل شيء بيجي ببطء ومع الأيام بيظهر الحق ، شّدت ع قبضتها تمشي راجعة للبيت ، هي وأخيرًا بتنتصر على شخصين واجهتهم ، الرسام على قولتها وعلى بتال وولده ، هي ذكية وبتخطي خطوات حذرة لأنها ماتدري وش الحمولة بكفة الرسام ولا بكف عمها ، رجعت تدخل البيت وابتسمت بوسع ثغرها من شافت عفيفة تصلي وركضت لها تضّمها ..
~ بيت سطّام ، الصالة ~
نزلت القهوة وصبت له فنجال ونطقت : حيّ شوفك
ابتسم سطّام لها وقال : وين العيال ؟
حليمة : يعمري عليهم تعبانين وناموا
سطّام : حلو أنا وأنتي نتقهوى ؟
هزت راسها بنفي وقالت : اسبقني وراي شغل
ابتسم لها ومشت تمد فنجاله له وتمشي ، مرر نظراته حوله وكان هو الوحيد اللي يتنفس بالصالة ، بمعنى أنه وحيد وهذا الشيء اللي يبيه لأنه سرعان م مدّ يدينه يرسم بكل انسيابية يرسم ملامحها بشماغه وقت كانت تطالع فيه وهي جالسة بالسيارة ، هي طاحت برسام يعشق التفاصيل ودقيق فيها ويهتم لكل شيء يصير ويحب يجسده بلوحة بدون ألوان ، أنتهى من الرسمة بغضون ساعة ونصف وهو تاكي لوحده ، رفع عيونه من تقدمت له وقالت : حصلت هذام مسخن له شاهي أخضر شكله كثر بالأكل ؟
ابتسم يضحك بخفه وقال : ايه أكل طعمية الصباح يمكن منها
حليمة ضحكت وقالت : المصيبة انه رجع ينام
ميّلت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : تشربه ؟ حرام ينكب
ضحك بصوت عالي وقال : هاتيه هاتيه
تقدمت تنزله له وتطلع من الصالة ، نزل عيونه لعيونها بكراسته ومسك حبة نعناع تتوسط كوب الشاهي الأخضر ، وعصرها بين أصابعه يلون بها عيونها ، زادت نبضات قلبه من توضحت عيونها وملامحها وشماغه قدامها وابتسم يبعد الشاهي وينزل الكراس جنبه ويشرب قهوته العربية بروقان وينتظر الجلسة الأولى بفارغ الصبر ..
~ شركة 𝐻𝒶𝒿𝑒𝓈𝒮𝓊𝓁𝓉𝒶𝓃 ~
هو م نام مثل م قالت حليمة طلع يداوم ويشغل يومه ، وصل ونزل من سيارته يطلع مع المصعد للطابق الثلاثين ، نزل يمشي ونطق : مشهور ولا عليك أمر تجهز اوراقي وتنزل ليها للطابق العاشر شوي وبلحقك
مشهور : يالله حييّه ! أبشر
ابتسم له ونطق : الله يبقييك
نزل مشهور ووصل ونطق بكل جدية : المدير بينضم لنا رتبوا المكاتب سريع !
فزّوا كل الموظفين يرتبون الأوراق المهمة والباقي يرمونه ، مشى ينزل وينطق : سلام عليكم ي أقوى فريق بالتاريخ
الكل رد السلام وجلس سلطان وقال : طبعًا المدير التنفيذي سطّام بن نهيّان وأخيرًا قرر يرسم رسمة جديدة بتطلع لرئيس بأحد الدول الخارجية
فزّوا بصدمة يصفقون وقام سلطان وقال بأبتسامة عريضة : والجزء المهم بالنسبة لي هو المبلغ
ضحكوا ونطق عماد بصوت عالي : كم كم ؟!
ابتسم سلطان له ونطق : ١٢ مليون دولار
صفقوا كلهم وفزّت من سرحانها وشافته واقف ، رفعت حاجبها وقالت بهمس لـرند : وش صاير ؟
رند ابتسمت وهي تصفق وقالت : بتطلع لوحة جديدة
زفرت بغضّب وقالت بهمس : كويس مو أفكار لأن كثروا اللي يسرقون والهطف مايدري
حلّ الصمت وكان صوتها شبه عالي على آخر كلامها ، توسعت عيونها العسلية بصدمة وشافت سلطان يناظر فيها رغم حديثه مع مشهور ، صدّت بعيونها ورجعت تناظره وشافته يناظر الايباد ، اخذت نفس وزفرته ورجعت تجلس لكن سرعان م وقفت من نطق سلطان : ظبيه لجين عماد وحامد تعالوا مكتبي
مشى مع مشهور وزفرت بغضّب تشوف لجين تركض وتدخل معه هو ومشهور ، شّدت ع قبضتها لكن سرعان م ارتخت ملامحها واعتلت البسمة وجهها ونطقت : بحشرها بالأسئلة وبوضح له ان الفكرة فكرتي !!
ضحكت بحماس تدري انه بيفاتحهم بمواضيع كثيرة لأنها هي ليدر البنات وعماد ليدر الرجال ، مشت تطلع مع السلالم لأنها تفضل المنظر بحكم ان السلالم كلها زجاج والمدينة تحتها ، تمشي بهدوء ينتظرها عشرين سلم بالضبط ، ابتسمت تلحن بصوتها وتغني أحد الأغاني وهي تقول :
غيابك لعنبو هذا الغياب ! اللي مامنه فود كسر حجر الضلوع وضيق الخاطر ولا سّره ، طلبتك لاتخلي للعواذل تكثر المنقود انا مضطر وطباع العواذل حيل مضطرة
كانت تقصده بشكل غير مباشر ، ابتسمت ترتب حجابها ونقابها وترتب أوراقها
'
انتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم 🩵
" وحشتوووووووووووووووووووووووني 🥹🥹🥹🥹🥹 ، أبطيت عليكم ادري والله وأعتذر والغايب حجته معه لاتحرموني من دعمكم ولاتنسون النجمة ✨"

الهَوى اسّرار وهَواجِيس واحّلام ... والىَ متّى واحّلام وصِلك بعّيدهWhere stories live. Discover now