البارت الأول

74.6K 2.3K 187
                                    

~ البِدايّــــة ~
انحنى بظهره يميّل ع كُرسيه وفرشاته بيده ، زفر بضيق وهو يتأمل الرسمة قدامه ، خالية من الملامح مليئة بالسّواد مثل م هو يشوف حياته بالضبط ، كان يميل للألوان السوداء بدرجاتها والبيضاء بدرجاتها والرمادية كمتوسط بين اللونين ودمّج لهم ، يسأل نفسه ويقول : طيب وباقي الألوان ؟ ألوان الصيف والربيع المُنعشة ؟
ابتسم بخفه ونطق بصوته الشجّي : ماتت مع امي ، واندفنت معها !
يقصّد الألوان المعروفة وكيف انه نساها بعد وفاة امه ، ايه هي الألوان اللي هو بنفسه يشوفها حوله كثير ، زُرقة البحر قدام عيونه ، ولُون السماء وقت الغروب قدامه ، كيف تعكس اللون الأحمر والبرتقالي وتدمج معهم لُون اصفر من اشعتها المُنطفئة وهي تختفي تدريجيًا ورا البحر وتعكس عليه الوانها بطريقة جميلة جدًا وتسُر العين ، احد لوحات الرحمن عز وجل اللي يعجز عن رسمّها اي رسام ..
~ في آواخر صيف ٢٠١١ ~
بليلة وفاتها قدام عيون عيالها كلهم ، يذكُر ان سلمان قاله بهذيك الليلة : امي تعبانة مره وتقول تبي البحر وهو هايج !
وكل م تذكر ردّه يموت بحسرته ، وقت قال : مالك شغل فيها طلعها البحر !!
استحالة ينسى طول عمره تَرجي سلمان له ويدري م تبّدل حال سلمان الا بهذيك الليلة ، تغييروا الاخوان ع بعضهم لا سلمان ظَل سند لسطّام ولا سطّام بيكون أخ لسلمان مره ثانية ، عاش دقايق من الهدوء لكن سرعان م سمع صراخ اهل البيت من الطابق السُفلي وجّل م خطف مسامعه كلمة سلطان اللي دّوت بالقصر " أُمي ماتت ! " ..
~ بجناح سطّام ، الجبيّل ٢٠٢٣ ~
شهق وجمّد وجهه من تذكر كل شيء ، مشى يتجول بغرفته ببيت اهله واخذ نفس عميق ، زفره يتقدم يشوف البحر والموج يشُق الصخور ويضرّب بها ، زفر بقرف من شاف اخر مكان وقفت رجول أُمه عليه ، ايه نفسه المكان اللي توفت فيه وفاء ، الساحل اللي قدام باب بيتهم ، سحب الستارة يحجُب من عيونه رؤية مكانها والبحر بالوقت نفسه ، مشى ورمى نفسه ع فراشه واخذ نفس عميق وسرعان م دخل بهواجيسه ..
~ فالطابق السُفلي ~
دخل سلطان بعد م رجع من دوامه وابتسم للخادمة اللي تقدمت تاخذ معطفه اللي لابسه اثر الشتاء ، دخل للصالة ونطق : سلام عليكم يأهل البيت !
ابتسمت انفال ونطقت : هلا عليكم السلام سليّط
ضحك بخفه لها وجلس وقال : هاتيه حبيّب عمه
ابتسمت تشّيل رواف بين يدينها وتمّده بهدوء لسلطان ، خذاه بين يدينه وابتسم يبوس راسه وقال : وين ابوه التيس ؟
كان يقصد اخوه اللي يكبُره بسبّع سنين ' سلمان ' ، سرعان م نطق وهو طالع من غرفته بشعره الشّبه مبلول واللي يوضح انه ماخذ شور ونطق بحدة : انت التيس يالورع !
جلس وضحك من ضحكهم ونطق : وين ابوي وهذام ؟
انفال : باقي م رجعوا
لفّ لها سلمان ونطق : للحين ؟
هزت راسها بنعم وقال سلطان : ووين ام الحلوين ؟
لفّ سلمان لأخوه وقال : رايحة لبيت اهلها مع عيالها ليه تسأل ؟
زفر سلطان بقرف ورجعت به الذاكرة لصدمتهم بذاك اليوم ..
~ اخر ايام العزاء ~
كيف كانوا ملتمّين بالصالة يواسون بعضهم ع فقدان أُمهم ، رفعوا عيونهم لدخول ابوهم للبيت ومعه حرمة تصغُره بالسّن ، يتذكر كيف فزّوا كلهم وكانوا خايفين من الفكرة اللي راودتهم ويدعّون ربهم م تكون صدق ، يذكر كيف نطق سطّام بقلّة حيلة وقال بهمس : لا يارب انا في وجهك !
وتبعه علطول صوت نهيان اللي انتشر فالبيت وقت نطق وقال : هذي زوجتي الثانية وام عيالي مضاوي !! واحترامها مفروض ماهو بمرغوب والكل يسمع وينصّت وم ينرد عليها الا بأبشر ولبيه واذا سمع..
قاطعه صوت سطّام وقت نطق بغضّب : اجل اعتبر انك فقدت بكّرك ي ابو سلطان !
مشى يجُر خلفه هذام وسلطان ولفّ من انفلتت يد سلمان عن يده ، وقال سلمان له ببرود : شفيك انفعلت ؟ ابسط حقوقه يعرس ..
~ فالصالة ~
زفر بتوتر من انعاد عليه المشهد اللي يتمنى انه مات ولا حضّره ، لفّوا جميع من دخل هذام للبيت وقال بهمس : سيارة سطّام برا ! معقولة جاء وم قلتوا لي ؟
سلطان ابتسم وقال : ايه وصل من المطار الساعة ٩ اليوم وانت بدوامك
هذام تقدم وقال : نسيت اسلم سلام عليكم
ردّوا كلهم السلام ونطق سلمان : اسمعوني اظن جاء لأن عنده علم ان ام الحلوين عند اهلها
هذام زفر بقرف من طاريها وقال : م الومه يوم يهّج لا شافها هذي عيني عينها تتلّصق بسطّام ولا كأنها زوجة ابوه !
سلطان قام وقال : الله يكفيه شّرها
سحب مفاتيحه ومحفظته من على الطاولة وكمل وهو يقول : بطلع اشوفه هذام تجي ؟
ابتسم هذام يبتعد عن رواف ونطق : ايه جاي
قام ومشى مع سلطان يرقّون للطابق الثاني متجهين لغرفة سطّام ..
~ بعيد جدًا فالرياض ، حيّ الياسمين ~
بمُنتصف الزحمة والبيوت ، فِيلا ضخمة بمسبحها الخاص وحديقتها الخاصة ، النخل يحّف جدران البيت حّف ، تصميم الفِيلا اللي يدُل ع فخامتها
فالحوش طلعت من المسبح ورفعت شعرها ترجعه لوراء ، ابتسم ونطقت بغنج صوتها : يعني م حتِجي ؟
ابتسمت لها وقالت : قلت لك م ودي والله
عِقد بعبُوس نطقت : اسرار حموتك لو فاتِك المنظَر ! والمويه قد ايش مُنعشة
ضحكت اسرار وقالت : منعشة ايش والناس نايمين ؟ درجة الحرارة ١٦ وبعدين يشين الحجازية اذا هددت ترا م بخاف كذا
شهقت عِقد وقالت بغضّب : لااا ! وتسُبي الحجاز وبنت الحجاز كمان !! انا رسميًا حقتُلك
طلعت من المسبح تركض خلف اسرار ، نطقت وهي ميته ضحك : عِقد بس بلا مبزره !! وراي فاينل ترا
عِقد تقدمت تمسكها ونطقت : عادي ترا م يضُره الفاينل لو انتظَر شويا بس ! تعالي يزيتونه ننبسِط سوا
ضحكت وقالت : لا امانه خليني اذاكر
نطقت تعاندها : اخليكي ؟ مستحيل انسي الموضوع دا مرره
جلست بتعب وجلست عِقد بجانبها ونطقت : انتي جيتي عندي عشان تنبسطي مو تجلسي تزاكري ! وبعدين شويا ويجي وصال يوديكي للديرة المعفِنة حقتكُ
ضحكت بصوت عالي وقالت : بس ماني بالمود ! خلاص بترك الكتاب بس انا نفسيًا م ابي اسبح بترغميني ؟
قامت بكل قوتها ونطقت : لا حسحبِك معايا
صرخت من صارت عِقد تسحبها ، وشهقت اول م طاحوا فالمسبح البارد رُغم انه تحت شمس الرياض ، بوقت الشتاء والبرد ذابح سُكان نجد ، الصيف اجمل وقت بالنسبة لبنت الحجاز ' عِقد ' تعشقه وتحبه مثل حُبها لأهل المدينة المنورة وأهلها ، عكس اسرار اللي تكره الصيف وتعشق الشتاء والبرودة اللي تلامس يدينها وتصافح وجنتيها ، طلعت تصارخ وقالت : الله يقرفك يشيخه !! برد !
ضحكت عِقد وقالت : بس سويت اللي براسي دحين ارجعي لكتابك يالكئيبه !
طلعت اسرار ورفعت عيونها للشمس اللي قّلب لونها للأبيض ، طاقتها مُنخفضة نفس بطلتنا بالضبط ، زفرت دفئ انفاسها براحة كفيّها ، ودخلت تركض ونطقت : ع بالك الرياض جِدة ولا المدينة ولا ينبع ؟ صحصحي ي ماما
ضحكت عِقد وقالت : مو مشكلة تصيّر نجُدكم حِجاز لعيون بنت سِت المُدن !
طلعت تمشي ورا اسرار ودخلت داخل الفِيلا ..
~ فالجبيّل ، غرفة سطّام ~
مشى سلطان وفتح الباب دخلوا بهدوء ، اثنينهم يمشون ورا بعضهم ، توسّطوا الغرفة وصرخوا : اررحب !
فزّ سطّام من هوجاسه ونطق بأبتسامة عريضة : البقى ي اخواني
سلموا على بعضهم ونطق سلطان : نورت الجبيل قسم بالله
ابتسم ع جنب وبخفه وقال : بنورك ي سليّط بنورك
هذام ابتسم يرجع يضّمه وضحك سطّام وقال : عيال شفيكم ؟
هذام ضحك بصوت عالي وقال : واحشنا يخي كم لنا من اخر مره شفناك ؟
ابتسم بهدوء يشّد ع اخوه ونطق : من حقك انت ولا مدير اعمالي اللي وراك لا ينطق بحرف
انفجر سلطان يضحك عالي وقال : اصلاً م قلت شيء !!
هذام ابتسم وقال : عشان خاطري تنزل ونشوفك فالصالة وترا ام الحلوين ماهي بفيه وش رايك ؟
سطّام لفّ لهذام ونطق : ام الصبيان وانت الصادق
ضحكوا اثنينهم وقال سلطان بضحك : حرام عليك والله ان ورد و إلياس يهبلون !
صّد عن سلطان يناظر ساعته بيده ورفع راسه من نطق هذام : معلينا بتجي تحت ؟
هز راسه بنعم ومشوا معه وطلعوا من الغرفة ونزلوا للطابق السفلي ، مشى معهم ونطق : سلام عليكم
ابتسمت انفال ابتسامة عريضة وقالت : عليكم السلام يالله حييّه !
ابتسم بهدوء بدون م يلفّ لها ونطق : الله يبقيك ي أم رواف
قام سلمان وقبل ينطق قاطعه سطّام ونطق : استريح
زفر بغضّب وقال : عليكم السلام
جلس سطّام ولفّ لسلطان اللي تكلم وقال : مطول هنا ؟
ابتسم وقال : امدا ازعجتكم ؟
فزّوا كلهم من دون سلمان ونطق سلطان بحدة : حشا وكلا !
ابتسم بهدوء وقال : يومين وراجع تخاويني ي مدير اعمالي ؟
فزّ هذام ونطق : بجي خذوني معكم !
سلطان : وش تبي خوي ؟
ضربه هذام ونطق : دز يحيوان اكبر منك ترا !!
سلمان نطق : بس انت وياه ! اعقلوا
قامت انفال ومشت تعدّل حجابها تفتح الباب ، دخل نهيّان وابتسم لها من باست راسه ونطقت : ارحب ي عمي
نطق بأبتسامة : البقى ي بنتي
لفّ للخادمة من تقدمت تاخذ جاكيته ، ورجع يناظر بالصالة من بعيد م يشوف من فيها بس يسمع اصواتهم ، نطق وهو يمشي بعصاته اللي يعتليّها رأس أسد ، لفّ لها وقال : سطّام موجود ؟
ابتسمت وهزت راسها بنعم وقالت : ايه ي عمي ابشرك جاء
ضحك نهيّان بسخرية وقال : تبشريني ؟
مشى يدخل وقال : سلام عليكم ماشاءالله اشوفكم كلكم متواجدين ؟
فزّوا العيال له عكس سطّام اللي قام بهدوء عكسهم كلهم ، تقدموا يسلمون ع رأس ابوهم واكتفى سطّام بأنه ينطق : انا استأذنكم
ومشى يتخطى ابوه بدون م يسلم عليه ، سحب جاكيته من عند الباب وطلع علطول ، ضحك بسخرية من شاف القهوة والحلى وقال : اشوفكم ضيفتوه وهو عاصّي وعاق بأبوكم !
سلطان زفر بقرف من المّوال اللي ينعاد ونطق : ليته شرب فنجال ! م خليته يتهنى
لفّ بقوة من ضربه سلمان ونطق بحدة وهمس : اقطع واخس ي كلب !!
ضحك بأستهزاء ومشى يطلع من البيت يلحق سطّام ، عكس هذام اللي جلس بهدوء ويراقب سلمان قدامه يصُب لنهيّان قهوة ..
~ فالديرة ~
ع صوت مسجل الددسن ، دق العّود وابتساماته العريضة من ورا لطمته ودندنته وهو يقول : من بلاه الهوى ربي يعييّنه ! اما صابه الهم ولا مات مغبوون
نزل ورفع عيونه الخُضر للشمس وهي تتوسط السماء ، تقع فوق راسه بالضبط جاعله من ظلاله تحته ، زفر بقرف من الحرّ وسحب العلف من الصندوق ومشى وفتح شبك الغنم ، نزل العلف ورجع يشيل اكياس الشعير ، انتهى بعد ربع ساعة ومشى يرجع للددسن دخل يده بجيبه يسحب جواله الكشاف وضبط نظارته وبدأ يشوف الاسماء واتصل على ضاحي ، ووصله صوته الثقييل وهو يقول : هلا مطلق ؟
مطلق ناظر الساعة بالددسن ونطق : ولد ! رحت تجيب ظبيه ؟
ضاحي فزّ من فراشه اللي فالمقلط ونطق بحدة : ايه فالطريق
مطلق هز راسه بتكرار وقال : اعجل عليها ولا تأخرون بالرجعة
نطق ضاحي وهو يراكض فالمقلط ويلبس ثوبه وقال : ابشر
سكر مطلق وصرخ ضاحي ونطق : يويلك ي ضويّحي !
مشى يركض ولبس الزبيرية حقته ، اللي اكل الزمان معها وشرب ، مقطوعة وحالتها حاله لكن تمشي اموره وهذا المهم ، ركب الشاص وشغله ولا اشتغل ، شهق وقال : لا يالأكحل ماهو بوقتك !
نزل ولفّ عيونه لحوش جدانه ، حوش كبير جدًا يجمع فوق تسع بيوت ومسجد ع قد الحال ، صرخ وقال : نااايف
لفّ نايف عليه وقال : هلا ؟
ضاحي : بتروح تجيب منيرة ؟
هز راسه نايف بنعم ونطق ضاحي : اجل اخذ ظبيه معكم
نطق نايف بكل سخرية وقال : وانا ملزومٍ فيها ؟
صغّر عيونه ضاحي ولعنه تحت انفاسه ونطق : الله لا يشكر فضلك دامها كذا
رجع للشاص وضرب المكينه ونطق بحدة : يالأكحل ادعس نفدا خشمك لا يجي مطلق ويدعس خشمي !
رجع وسمى بالله وشغله واشتغل وصرخ وقال : الله اكبر !!!
دعس علطول متجهة للجامعة في مُنتصف الرياض لأجل يأخذ اخته ظبيه ..
~ فالجامعة ~
طلعت ورفعت شعرها عن عيونها وابتسمت من شافتها ونطقت : ظبيه خلصتي ؟
ابتسمت ظبيه وقالت : ايه بتعشون عندنا الليلة ؟
جلست اسرار ونطقت : اف مدري عندي فاينل بكره برضو انتي كيف امتحانك ؟
ظبيه لفّت لها وقالت : زي وجه ضاحي يبنت العم
ضحكت اسرار بصوت عالي وقالت : عزتي له !
ظبيه ابتسمت وقالت : عزتي لي والله طّول ولا جاني انتي من بتطلعين معه ؟
اسرار دخلت اغراضها وقالت : وصال اكيد ! اذا خلص دوامه بيجي وبعدين مدري متى بيقتنعون اخوانك تجين معي وتروحين معي !
ظبيه ابتسمت بحزن وقالت : ضاحي وده يفتك مني اصلاً بس العّلة مطلق اللي م يبينا نحتاج لأحد من بعد وفاة امي وابوي الله يرحمهم ..
اردفت اسرار وهي تسمعها : الله يرحمهم
كملت ظبيه وقالت : اشترى الشاص من عمي نايف ومسك ضاحي وغصبه يكمل دراسته وانا سجلني بالجامعة وهو وانا مدري اني م بفلح فيها بس م يبينا نحتاج للعباد وفوقنا معبود وعلى راسنا مطلق !
ميّلت راسها اسرار ونطقت : الله يعينك يارب وشّدي حيلك ذكريني وش تخصصك ؟
ظبيه ابتسمت وقالت : كم مره بقوله ؟
ضحكت اسرار بفشلة ونطقت ظبيه : ادارة اعمال
ابتسمت اسرار وقالت : ماشاءالله حلو وله مستقبل ! شّدي شوي وان شاءالله خيير
ابتسمت ظبيه وقالت : خير خير
لفّت تسحب جوالها من وصلها اتصال ورفعته تشوف اسم وصال ' خلّف ابوي ' ابتسمت وردت : وصااالي
ضحك وقال : عيونه يبنتي تأخرت عليك ؟
هزت راسها بنفي تدعّي انه يشوفها ونطقت : لا لا بطلع الحين
ابتسم وصال وقال : يالله انتبهي
سكرت ولفّت لظبيه ونطقت : بتجين معنا ؟
هزت راسها بنفي وقالت : اشوفك فالليل ؟
ابتسمت اسرار وقالت : اذا قدرت
مشت تركض وهي تلبس عبايتها ، تبي تبشره انها ادت اختبار للتاريخ ، وضامنه الفُل مارك فيه ، اخر ترم لها وتتوظف عند وصال ومكتبها جاهز بضمانة اخوها ، ضحكت تشوفه واقف وبجانب سيارته سيارة عقّد ، ابتسمت وقالت : عِقدي !
لفّت عِقد ونطقت بحُب : زيتووونه
ضحكت تضّمها ونطقت : كيف ؟ بشري
ابتسمت تلّف تسلم ع وصال ونطقت : ابشركم قفلت ع المادة بفُل مارك ومضمون !!
صرخت عِقد تضّمها من جديد وربّت وصال ع راسها ونطق : بطلة بنتي ! هذي ثمار تعبك وحصدتيها والباقي اسهل ان شاءالله نمشي ؟
ابتسمت وقالت : توكلنا على ربنا
لفّت عِقد لهم وقالت : اشوفكم بعدين تمام ؟
اشرت لها اسرار وقالت : ليش م تجين عندنا فالبيت الليلة ؟
عِقد كشرت بوجهها ونطقت : نو سوري م احُب ديرتكم
ابتسم وصال ونطق : تعالي بتنبسطين
ضحكت وقالت : دام انتَ وعزمتني ؟ م حَرُدك !
شهقت اسرار وضحك وصال يركب ونطقت : يخفيييييفه
ضحكت وقالت : اُسكتي تعرفي اني م اتحملُه
ركبت سيارتها ونزلت نظارتها الشمسية ، حجابها ع كتوفها وكيرلياتها وسَمّار جسدها ، فاتنة بِنت المدينة المنورة ، انطلقت بعد سيارة وصال رايحة لبيتها تتجهز للعشاء اللي بيصير الليلة فالديرة على الرغم من انها تدري وش مناسبته ..
~ فالديرة ~
وصلوا بعد ساعة ونص من المسافة وابتسم وصال وقال : كم باقي وتتخرجين ؟
لفّت له ونطقت بأبتسامة عريضة وقالت : مجهز لي شيء ؟
هز راسه بنفي وسرعان م ضحك وقال : مفضوح ؟
ضحكت معه وقالت : مرره وصال مفضوووح !
ابتسم وقال : هي هديتين الاولى ماش مقدر افصّح عنها والثانية بتشوفينها الحين
ابطئ من سرعته ودخلوا سور عائلة حمد آل يزيد ، وقف عند بيتهم ونزلت تشوف عقود اللمبات تحتضن سماء اسوار بيوت اهلها ، قطّبت بعدم معرفة وهمست : الله يستر !
ابتسم ونطق : وش رايك ؟
لفّت وسرعان م انفكت عُقدة حواجبها وشهقت وقالت : لا ي وصال م تسويها !!
ضحك بصوت عالي وقال : الله يعطيك خيرها ويكفيك شرها
نزلت دموعها وركضت تضّمه وقالت : هذي لي ؟؟
ابتسم وقال : طبعًا ! ومو عشان حُب عشان افتك من مشاويرك
ضحكت وسط دموعها وضربت صدره بخفه ، ضحك وضّمها له وقال : دموعك غالية ي أم المحاجر الخُضر
ابتسمت تمسح دموعها والمسكره اللي ذابت ع وجنتيها واسفل عيونها ، اخذت المفتاح ونطق : ناخذ فيها فرة ؟
هزت راسها بنفي وقالت : الليل وش رايك ؟ ماني فاضية لوجع الراس وكلام اعمامنا وانت اخّبر بهم
ابتسم وقال : انتي ابخّص
لفّت من شافت عفيفة طلعت وقالت : يالله يعيالي بتتغدون ؟
ابتسم وصال وقال : وش مسويه لنا الغالية ؟
دفعته اسرار تركض داخل ونطقت بفرحة : كل شيء تسويه امي حلو !
ضحكت عفيفة تضّم اسرار لها وقالت : لا حرمني ربي عيونك الخُضر الحلوة ي بنيتي
ابتسمت تشّد ع امها وتنطق : ولا حرمني الله دفى حضنك
مشى وصال من عندهم وقال : يويلي ماشاءالله تعالي يبنتي شوفي !
ركضت وشهقت وقالت : وش الرضى اليوم ! سيارة ومنسف ؟
ابتسمت عفيفة ونطقت : اول م عرفت ان بكره اخر فاينل لك وبعدها بتبدأين تطبقين عند وصال قلت اسوي لك شيء يفرحك لبكره
ضحكت بفرحة ونطقت : احبببكم انتوا احسن اهل فالدنيا
جلسوا حول السفرة وبدأوا يأكلون ونطقت : وش هديتك الثانية ؟
ابتسم وصال وقال : بعد ثلاث ليالي بتعرفينها
ابتسمت وقالت : متأكدة ان كل شيء تسويه حلو !
ابتسمت عفيفة تشوف دفئ حديثهم ، وحنيّة وصال على اسرار ، ورُوح اسرار فالبيت وقد ايش تضيف البهجة له ونطقت بين انفاسها : عساني م اخلا منهم ولا اعدم
صحت من شرودها من نطقت اسرار : أمي ؟
ابتسمت وقالت : لبيه ي أمي ؟
ابتسمت لها اسرار ونطقت : وش سالفة العقود اللي معلقينها فالبيوت ؟ فيه عرس وانا مدري ؟ ولا تسوون لي حفل تخرج من وراي
ابتسمت عفيفة وقالت : ماعندي علم
ابتسم وصال بهدوء يغُمز لأمه وزفرت اسرار بملل تكمل اكلها وتشرب اللبن حقها ، انتهت ومسحت شفايفها بالمنديل وتقدمت تبوس راس عفيفة وتنطق : سلم يمييّنها يالله
مشت تركض لغرفتها فالطابق الثاني ، وفتحت شباك غرفتها الحديدي تشوف ساحة البيوت قدامها ، عقُود اللمبات والفرشات الحُمر اللي بدأوا العيال يشتغلون فيها ويفرشونها قدام ساحة البيوت كاملة ، صدّت بسرعة من لمحَها بجاد وسكرت الشباك علطول ، تنفست بسرعة ونطقت : م امداه يشوف حتى
شغلت المكيف الصحراوي ، جدّلت شعرها ولبست قميص الروز وفرشت سجادتها وصّلت الظهر ومن انتهت من صلاتها رفعت سجادتها وفرشت فراشها ع الارض وانسدحت وغفت علطول بعد يوم متعب وسهر ليالي سابقة ..
~ فالجبيّل ، بأحد المطاعم ~
دخل سلطان للمطعم وسرعان م تلقى ردة فعل من الجنس اللطيف وبدأوا يتهامسون فيما بينهم ويمدحون بجماله ، عشريني لكن بملامح اكبر وبهيئة اكبر بشوي عن عمره ، ابتسم يرفع عيونه لأخر زاوية فالمطعم وشافه يرسم ، انطلق له وم زاد هيّمانهم فيه الا الشخص اللي هو متجهة له ، سطّام اللي صار له ساعة قاعد والكل عينه عليه ، المطعم قريب من جامعة البنات واغلب الزباين اذا مو اكثرهم كانوا بنات ، نطق بحدة : مالك داعي تطلع ! يخي واجهه ليش كل مره تهرب ؟
رفع حاجبة سطّام ونطق بغضّب : تعقب ماهي هروب ! ويويلك ارجع اسمعك تقولها ثاني !
سلطان سحب الكرسي وجلس وقال : حقك علي يخوي بس م ينفع كل م جاء اخذت اغراضك ورجعت نجد
نطق سطّام بهدوء : وهذا اللي بيصير
فزّ سلطان وقال : تعقب !! بتروح ؟؟
قام سطّام واخذ شنطة رسمه ومعداته ولفّ لسلطان وقال بعُمق صوته : اترك مشاكلي مع ابو سلطان وركز بالشغل ترا بتطلع رسمة لأوروبا خلك حذر ترا قيمتها ماهي بسهلة
زفر سلطان بتعب وقال : بتطلع من فرعكم بنجد ؟ ليش تبيني انتبه لها وانا فالبحر
صدّ سطّام عنه وقال : سهلة م يبي لها تفكير لأنك مدير اعمالي
طلع من عنده بدون يحاسب حتى ، زفر سلطان بغضّب ونطق بحدة صوته : الله يهديك ي سطّام متى بتنتهي هالسالفة !
دفع حساب قهوة اخوه ومشى يطلع وابتسم وقال : لها ١١ عام شلون ابيها تنتهي بيوم وليلة
'
انتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم 🩵
" البارت قصير لكن كبداية وللحين م انتهينا من اختباراتنا ، موفقين يحباااني وعطوه حقه ولا تنسون النجمة 💋 "

الهَوى اسّرار وهَواجِيس واحّلام ... والىَ متّى واحّلام وصِلك بعّيدهWhere stories live. Discover now