🍓الفصل الثاني بين غياهب الأقدار 🍓

ابدأ من البداية
                                    

لم تنتبه لذلك المكر الذي يقطر من حديثه فقد ارتاحت حين رأت ابتسامته فهي تشعر بالشفقة علي شاب مثله أن يقع فريسه لذلك المرض اللعين و لا تعلم أنها هي من وقعت فريسة بين براثن ذئاب لا تعرف الرحمة سبيلا إلى قلوبهم فبعد عدة رشفات من العصير تراقصت الدنيا من حولها و آخر ما سمعته هو صوت تحطم الزجاجه التي سقطت من بين يديها.
لا تعلم كم من الوقت مر وهي نائمه ولكنها بدأت تستعيد وعيها شيئًا فشيئًا وكان أول شئ وقعت عينيها عليه هو سقف الغرفة الأبيض الذي كانت تراه بتشوش في البداية وبعد ذلك بدأت الرؤية تتوضح ليُهاجمها بعدها ألم قاتل أسفل جسدها فرفعت يدها تضعها فوق رأسها فتفاجئت بذراعها العاري! و بلحظة ضرب عقلها هاجس رفضته بقوة فأخذت تتلفت حولها بلهفه والعبرات تتساقط من مقلتيها بغزارة دون أن تشعر. فقد أدركت الآن حقارة ما حدث معها فتشنج جسدها و خرجت الصرخات المستمرة من فمها الذي أخذ يردد دون وعي
" لا .. لا .. لا.. انا بحلم .. دي مش حقيقية.. لا ... لا... لاااااا"

توقفت صرخاتها علي أعتاب شفتيها حين رأت حازم الذي دخل الغرفه عاري الصدر وهو يُطالعها بنظرات غامضه و نبرة مختلفة عن سابقتها حين قال
" أخيرًا صحيتي .."

كان هدوءه يوحي بمدى حقارته فقد كان هادئ وكأن شيئا لم يحدث بينما هي كانت تحترق بلهيب الغدر و الألم و الغضب معًا فصرخت به
" انت معملتش فيا كدا صح ؟؟ "
لم يجبها حازم انما توجه الى اقرب مقعد وألقى بثقله عليه وهو يقول بهدوء
" لا عملت يا جنة. و اللي عملته دا مش غلط ولا عيب و لا حرام أنتِ مراتي.."

لم تستطيع تصديق إقرارا بذنبه العظيم و فجيعتها الكبرى و الأسوء من ذلك ان يتحدث بتلك الطريقه و يبرر جريمته النكراء فصرخت حتى جرحت احبالها الصوتيه
" انت حيواااان .. "

لم تشعر بنفسها وهي تمسك بقنينة مياة كانت على الطاوله بجانب السرير و تقوم بإلقائها في وجهه فتفاداها بصعوبة وتوجه ناحيتها بغضب انطبع علي مرفقيها حين امسك بهما يهزها بعنف
" اهدي و بطلي جنان. قولتلك الي حصل دا لا عيب و لا حرام أنتِ مراتي يعني كدا كدا كان هيحصل ."

بكل ما يعتمل بداخلها من قهر صرخت بوجهه
" اخرس.. انت حيوان وحقير.."
لم يتركها انما اقترب منها أكثر وهو يقول بلهجة بدت صادقة
" انا مش حقير ولا حيوان . انا بحبك وعمرى ما هتخلى عنك. ودي الطريقة الوحيدة الي هتخليكِ أنتِ كمان متبعديش عني.."

صعقتها صراحته الفجة و عدم إحساسه بأي ذنب جراء جريمته معها فعن أي حب يتحدث بعدما قضي عليها سالبًا منها أغلى ما كانت تملك في هذه الحياة.
فجأة هدأت ثورتها وجلست بمكانها وهي تقول بنبرة تقطع لها نياط القلب
" انت ضيعتني. حرام عليك.. حب ايه اللي يخليك تعمل فيا كدا.."

كان شعورًا عارمًا بالخزي جعلها تنكمش علي نفسها تحتضن كتفها الذي يظهر من ذلك الشرشف الذي يلفها و أخذت ترتجف كورقة أطاحت بها رياح الغدر حتي اسقطتها في بئر من الوحل فأخذت تضرب خديها بعنف الي أن امتدت يديه تحاول إيقافها وهو يقول بغضب
" خلاص بقي أنتِ مزوداها كدا ليه ؟؟ ما قولتلك دا لا عيب و لا حرام أنتِ مراتي افهمي "

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن