أفـرُودِيــت || لِيـسكُــوک

·﴿ الفَصلُ: الثَّانِي و العِشرُون ﴾·

« قـــــــــــــــــراءة ســـــــــــــــــــعـيـدة »

***

مَرَّ مَا يُقَارِبُ الْإِسْبُوعَيْنِ عَلِي مَوْلِدِ رُوبِيجَايِنْ الَّذِي حَمَلَ بِبَيْنِ ثَنَايَا سَاعَاتِهِ ذِكْرِي جَدِيدَةٍ جَدِيرَةٍ بِالذِّكْرِ بِقِصَّةِ لَالِيسَا.

كَانَتْ تَجْلِسُ لَالِيسَا بِحَدِيقَتِهَا بَيْنَمَا تَقُومُ بِرَسْمِ لَوْحَةٍ جَمِيلَةٍ عَلَي قُمَاشٍ أَبْيَضَ ، لَمْ تَكُنْ لَالِيسَا تَمْلِكُ مَا تَرْغَبُ بِرَسْمِهِ هُنَا عَلَيَّ اللَّوْحَةُ الْخَشَبِيَّةِ أَمَامَهَا كَانَ عَقْلُهَا مُشَوْشِرٌ مُعْتَجٌّ بِالْأَفْكَارِ الْمُخْتَلِفَةِ.

رَأَتْ ذَلِكَ الرَّجُلَ جُيُونْ قَدْ دَاهَمَ حَدِيقَتَهَا بِلِبَاسِهِ الرَّسْمِيِّ الْبَسِيطِ وَ حَلَّتْهِ الْأَنِيقَةِ ، شِعْرُهُ الْجَمِيلُ الْمُرْجِعُ لِلْخَلْفِ الْمُصَفَّفِ بِعِنَايَةٍ كَمَا لَوْ كَانَ قَدْ تَمَّ الِاعْتِنَاءُ بِهِ لِسَاعَاتِ عَلِيَّ عَكْسُ الْوَاقِعِ أَنَّهُ مَشَطَهُ بِأَصَابِعِهِ فَحَسْبُ.

كَانَ شَكْلُهُ كَافِيًا لِخَطْفِ أَنْفَاسِ لَالِيسَا الَّتِي ابْتَسَمَتْ بِتَوَسُّعِ فَوْرَ مَا جَاءَ كَمَا أَعْلَمَهَا الْبَارِحَةَ مَسَاءً بِبَرِيدٍ وَصَلَهَا مِنْهُ.

مَشْي جُيُونٍ بِبُطْئٍ وَ يَدَاهُ مَرْجِعَةٌ مَعًا لِلْوَرَاءِ يَتَفَحَّصُ الْحَدِيقَةَ ذَاتَهَا الَّتِي دَخَلَهَا بِأَوَّلِ مَرَّةٍ قَابَلَ بِهَا هَذِهِ أَفُرُودِيتْ أَمَامَهُ..لَمْ يَكُنْ حِينَهَا يَتَوَقَّعُ كَمْ مَا قَدْ يَحْدُثُ رُفْقَتُهُ مَعَهَا ، لَمْ يَكُنْ لِيُتَوَقَّعَ أَنَّهَا سَتَكُونُ مِحْوَرَ وَ مَوْضُوعَ الْمُقْبِلِ مِنْ أَيَّامِهِ بِحَمْلِهَا كُلَّ فَتْرَةٍ ذِكْرِيٍّ جَدِيدَةٍ تَرْبُطُهَا بِهِ دُونَ تَخْطِيطٍ.

لَقَدِ انْحَنِيَ عَلَيَّ الْأَرْضَ جَالِسًا عَلَيَّ الْعُشْبُ بِخِفَّةٍ يُحْدَقُ بِهَا بَيْنَمَا تَنْظُرُ لَهُ بِعَيْنَاهَا اللَّتَانِ تَضْحَكَانِ ، كَانَتْ عَيْنَاهَا سَعِيدَتَانِ كَمَا هُوَ الْحَالُ مَعَ شَفَتَيْهَا الْحَمْرَاوَتَانِ اللَّتَانِ تَضْحَكَانِ
"سَعِيدَةٌ لِمَجِيئِكَ كَمَا وَصَلَنِي حَضْرَةُ اللُّورْدِ."

"أَرَاكِ مُنْشَغِلَةً بِتُحْفَةٍ مَا ، مَا الَّذِي قَدْ تَرْغَبُ أَفْرُودِيتْ بِرَسْمِهِ؟"

لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ بِالْوَاقِعِ مَا تَرْغَبُ مِنْ الْمَظْهَرِ أَنْ يَظْهَرَ بِنِهَايَةِ عَمَلِهَا بَعْدَ سَاعَاتٍ لَمْ تَعْلَمْ مَا الَّذِي تُرِيدُ أَنْ تُسَجِّلَهُ هَذِهِ اللَّوْحَةُ الْبَيْضَاءُ ذَاتُ الْأَلْوَانِ الْبَاهِتَةِ عَلَيْهَا بِالنِّهَايَةِ.
"هُمِّمَ بِالْوَاقِعِ لَا أَعْلَمُ بَعْدُ.."