·﴿ الفَصلُ: الثَّانِي عَشْر ﴾·

506 71 38
                                    


« قـــــــــــــــــراءة ســـــــــــــــــــعـيـدة »

***

نُسِجَتْ أَلْحَانُ النَّهَارِ بِحَنَاجِرِ الْبَلَابِلِ الشَّادِيَّةِ تَرْنَمُ بِزَقْزَقَاتِهَا لِتَجْمِلَ مِنْ أَحْلَامِ السَّاهِرِينَ.

صَبَاحٌ جَدِيدٌ قَدْ حَلَّ عَلِي يَوْمَهَا مَعَ اسْتِفَاقَةٍ هَادِئَةٍ كَالْعَادَةِ قَدْ قَامَتْ بِهَا.

أَخَذَتْ حَمَامًاً دَافِئًاً وَ هَا هِيَ رُوزِيٌّ تَقُومُ بِتَضْفِيرِ شَعْرِهَا الْبَنِيِّ بَيْنَمَا تُغَنِّي وَ تَتَحَرَّكُ بِاسْتِمْرَارٍ وَ تَأَبِّي السُّكُونَ بِجَسَدِهَا بِالْوَرَاءِ وَ التَّرْكِيزِ عَلَيَّ مَا تَقُومُ بِهِ.

لِلْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ هَذَا الْيَوْمَ تَفَوَّهَتْ بِشُئٍّ مَا وَ لَمْ تُلْقِي رَدًّا مِنْ صَاحِبَةِ الْغُرَّةِ لِذَلِكَ فَقَدْ لَجَأَتُ لِلتَّذَمُّرِ وَ التَّأَفْأُفِ لِتُعَبِّرَ عَنْ مَا تُشْعُرُ بِهِ ، هَمْتْ بِضَجَرٍ نَابِسَةٍ بِانْزِعَاجٍ
"يَااهُ لَيَسَاااهُ أَنَا أُحَدِّثُكِ."

ظَهَرَتْ مَلَامِحُ الِانْدِهَاشِ عَلَيَّ وَجْهَ لَالِيسَا الْجَالِسَةِ أَمَامَهَا الَّتِي كَانَتْ تُحْدِقُ بِحِذَائِهَا الْأَبْيَضِ ذُو الْكَعْبِ بِشُرُودٍ ، اسْتَفَاقَتْ بِابْتِسَامَةِ عَلِي كَوْنَهَا قَدْ تَغَيَّبَتْ عَنْ الْوَاقِعِ لِلْمَرَّةِ..لَا تَتَذَكَّرُ ؛ نَبَسَتْ ضَاحِكَةً
"آهْ..نَعَمْ رُوزِي."

لَمْ تُرْضِي رُوزِي بِإِجَابَةِ لَالِيسَا عَلَيْهَا ،
رَأَتُهَا غَرِيبَةٌ وَ شُرُودُهَا غَرِيبٌ كَذَلِكَ ، لِمَ لَا أَحَدَ يُعِيرُ لَهَا اهْتِمَامًاً خَالِصًاً ، هِيَ الْآنَ تُسَاعِدُ لَيْسًا الْجَالِسَةَ
وَ هِيَ حَتِّي لَا تَنْتَبِهَ لَهَا وَ لِأَحَادِيثِهَا مَعَهَا.
تَرَكَتْ شَعْرَهَا الطَّوِيلَ الَّذِي كَانَتْ تُمْسِكُ بِأَطْرَافِهِ تَرْفَعُهُ نَحْوَ مُسْتَوِي كُوعَيْهَا لِتَسْتَطِيعَ تَضْفِيرَهُ وَ بِسُرْعَةٍ فَوْرَ مَا أَنْهَتْ الضَّفِيرَةَ الْفَرَنْسِيَّةَ الَّتِي كَانَتْ تَقُومُ بِهَا حَلَّتْ أَنَامِلُهَا عَنْهُ بَعْدَ رَبْطِهَا ايَاهُ بِشَرِيطِ سِتَانْ أَبْيَضُ نَاعِمٌ رَفِيعٌ فَانْهَمَرَ لِأَسْفَلَ ضَارِبًاً ظَهَرَ لَيْسَا حَتِّي أَسْفَلَ الْكُرْسِيِّ بِإِنْشٍ.

لَفَتَ حَوْلَ الْجَالِسَةِ ، حَتِي انْتَهِيَ بِهَا الْأَمْرُ بِالْقَفْزِ أَمَامَهَا وَ هِيَ تَضَعُ أَحْمَرَ الشِّفَاهِ الْوَرْدِيِّ فَانْزَلَقَ قَلِيلًاً عَنْ مَسَارِهِ.

أَمْسَكَتْ بِكَتِفَيْهَا تَحْدِقُ بِعَيْنَا الْأُخْرِي بِشَكٍّ ، وَ هِيَ الْجَالِسَةُ غَيْرُ فَاهِمَةٍ لِمَدْيِ الْأَفْكَارِ السَّخِيفَةِ الَّتِي تَدُورُ بِعَقْلِ وَرْدِيَّةِ الرَّأْسِ.

أفـرُودِيــت || لِيـسكُــوک Where stories live. Discover now