٣٦-إلى ما لا نهاية.

Start from the beginning
                                    

كفّه بترت صياحي بتغليفها لثغري يمنعني من إكمال حديثي المستاء، تفاقم غيظي للحد الذي سيحرقُ ثيابي من فوقي، كدتُ أن أعض يده إنتقاما منه لكنهُ أنقذ ذاته عندما تحدثَ فورا يدفعني للهدوء و الإستماع له، في حين كفه لا زالت تغلقُ فمي،

-لا تقفزي لتلك التكهنات الحمقاء و تنسين من أكون، هل فعلا تظنين أن سببي هو شعوري بالإختناق من توصيلك أو مرافقتك!هل قمتُ بشيءٍ جعلكِ تشعرين بأنكِ عبئٌ علي أم ماذا!

نبرته الساخطة أخذت في الإندثار حتى إختفت و حلّ مكانها الإهتمام، أبعد كفه عن فمي ثم رمى ذراعه خلف عنقي يجرني نحوه حتى إرتطم رأسي بكتفه، بقي يقودُ بيدٍ واحدة لا غير،

سؤاله الآخير خنقني بحبال الذنب الملتفة حول عنقي، أعني لقد إنفعلتُ و ظننتُ به السوء متناسيةً أن من أكلمه يكونُ جونغكوك،
زوجي الذي لم يتركني لثانية واحدة عندما قمتُ بالعملية و تكفل بي من كل شيء ، حتى أنه أخذ إجازة طويلة من عمله رغم أنهُ متعاقدٌ بالفعل مع عدة علامات تجارية فقط ليكونَ بجانبي كل الوقت بدون أن يغفلَ عني،

تنهدتُ بضيق أريحُ يدي فوق صدره، إبتلعتُ ريقي عدة مرات قبل أن أتلفظَ بإعتذاري النابع من أعماق قلبي،

-إعذرني يا حبيبي، تضايقك و كلامك جعلا من أفكاري تُسيطرُ على إنفعلاتي

إن كنتُ مخطئة و شعرتُ بأنني مخطئة فعلا فلا أترددُ في الإعتذار منهُ على الفور رغمَ أنه دائما ما يمنعني من ذلك كما الآن حين مسحَ على جانب رأسي يقولُ ما يهدئُ أي موقفٍ بيننا كاد يُشعلُ شرارة الخصام،

-لستُ مستاءا منكِ لتعتذري، فقط أريدُ معرفة ما جعلكِ تشعرين بأنني مختنقُ من توصيلك و مرافقتكِ، لو صدرَ مني تصرفٌ جعلكِ تظنين ذلك فأخبريني فورا و لا تكبتي الأمر داخلك

لم أظن أنه سيأخذُ كلامي وقت إنفعالي بهذه الجدية، فهو سأل مجددا مصرا على أن أعطيهِ جوابا ليسَ عندي أصلا، هو حرفيا كان أكثر من مساندٍ لي خلال هذه الأشهر، يقتطعُ من ساعات عمله من أجلي، لساني يحتاجُ القص لطوله و الحرق لمدى لذاعته،

Winter MoonWhere stories live. Discover now