-49- زهرة النوكس المشؤومة

ابدأ من البداية
                                    

حقيقة أنها كانت بشرية لم تنتشر سوى في العاصمة وتم تناسيها مع الوقت قليلاً. لن يهتم مصاصو الدماء بماهية ملكتهم بل بما هي عليه وما تملكه من قوة أو معرفة أو قدرات على أن تقود بلادهم العظيمة برأس مرفوع دون أن تتقهقر.
علمت أنهم يتوقون للمعرفة عنها كما تاق هيروزيوس لتقديمها لهم، تقديم الشخص الجديد الذي غدت عليه. تغيرت في القلب والقالب وتعلمت، بل غدت قادرة على التعليم بدورها.

"سيقدمون الطاعة التي تجبرهم على الركوع بلا مقابل، أما احترامكِ فستكتسبينه مع الوقت. سيقعون في حبكِ شارلي."
عقد أصابعه أسفل فكه عندما أسند مرفقيه للمكتب وهي وجدت نفسها تنطق باسمه متذمرة:
"هيرو، بحقك."

"أنتِ كنتِ من طرح فكرة إقامة مجلس شورى لعامة الشعب وأنتِ من سيبدأ بتطبيقها."
لوّح بيمناه وتحدث بنبرة جادة جعلت عيناه تبدوان أدكن لوناً:
"لن أقوم بنسب فضل أفكاركِ لنفسي بعد الآن فلستِ بظلي بل رفيقة دربي."

ضغطت المفكرة بين أناملها في حجرها وخطفت بصرها من على وجهه نحو السماء التي راحت غيومها تنقشع وتعلن عن بداية الليل.
"كنت أساعدك في تفاصيل الأمور الرتيبة، حتى إن إقامة مجلس ليس بالأمر الجليل لأنه لأجل الشعب، سيساعد أصواتهم على الوصول للقصر ويؤلف بين قلوب مصاصي الدماء والبشر."
هزت برأسها على مهل.

"وهذا تفصيل أساسي، إقامة مجلس لم يتواجد من قبل أمر مهم وعظيم، صوتهم يجب أن تسمعيه أنتِ... من تتوق لسلامهم."
وضع شالاً سميكاً على كتفيها فأمسكت بكفه التي ارتاحت على كتفها لتضغطها بغبطة مريرة.
"النبلاء لن يعجبهم هذا."
همست فابتسم وكأنه يسخر. مخاوفها كانت حقيقية ولكن التفكير المستمر بها جعلتها تبدو أعظم مما هي عليه في الواقع.

"دعي أمر النبلاء لي واحصلي على كل رضى الشعب لنفسكِ، سأساندك كما فعلتي معي. فالنأخذ الأمور بالتدريج، ستجدين نفسكِ قادرة على مواجهة تعجرفهم بل والانتصار."
ضغط على كتفها وإنخفض بقرب إذنها ليحرك شعرها ويبعده عن وجهها هامساً:
"لا تنسي أنكِ تملكين القدرة على إنهاء حيواتهم برفع إصبع واحد."

"يجب ألا أقوم بتصرف كهذا، سيتم نهري واختلاق القصص عني 'الملكة تقوم باللجوء لسلطاتها لإخراس صوت الحق' لا أنا ولا أنت نريد أن ينتشر عنوان كهذا في مجلات النبلاء والعامة الشهرية على حد سواء."
الموشح المعتاد والممتلئ بالشك خرج من فاهها، حقيقة أنها تحتسب لشعبها ألف حساب أزعجت بال هيروزيوس الذي لم يُرد منها أن تحمل أثقال إضافية.

"أنتِ على علم بنوع الهراء الذي يقومون بتداوله بينهم بالفعل..."
رفع حاجباً أحمراً وهي عبثت بأناملها بتوتر حيث أفصحت عن أمر لا يعلمه سوى ماشميا وإيدغار دون قصد.

"قليلاً، أقرأ المقالات المختلفة من فترة لأخرى، تبقيني على إطلاع."
قهقهت وهي تجمع خصلاتها للجهة اليمنى من رأسها وكأنها تخفي وجهها عنه فما كان منه سوى أن يقترب أكثر ليلتصق صدره بظهرها ويستفسر:
"بالشائعات؟"
خدشت جلد أصابعها بأظفارها وحين فعلت أحاط كف هيروزيوس أناملها وضغط عليها معاتباً:
"أنتِ لم تقرأي عن أخبار الخارج صحيح؟"

نيـوتروبيـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن