-46- سم وعسل

Mulai dari awal
                                    

"إهدأ هيرو، إنها الكيانات التي تقطنها."
نظر في وجهها بتمعن، عيناها كانتا تتأرجحان بين الحمار والسواد لغضبه الخاص، مشاعره تؤثر عليها بشدة عند القرب ولكنها رغم ذلك استمرت بالابتسام لتطمئنه أنها بخير.
"لم تكن محاولة غدر أو أي شيء من هذا القبيل."

"تباً لتلك الغابة المشؤومة وكائناتها."
إنسحب عنها وراح يشتم بخفوت. شارلوت تعلم أنه لم يردها أن تتمعن بهيئته الغاضبة، فترك بعض المشاعر السلبية لتهزه كان نوعاً من أنواع الضعف في نظره وكم أحبت مثل هذه التفاصيل في تصرفاته.

"يتوجب بي حرقها لرماد."
إتخذ زاوية مظلمة في جناحهما لنفسه.

"الغابة طالما كانت أكبر من إدراكنا، تشعرك أنها امتداد لعالم آخر. كائناتها بدت وعلى عكس العادة مستعدة للقتال و...فعلنا."
نهضت لينسدل حرير فستانها الأبيض الناعم خلفها وعلى عكسه هو اختارت هي موقعاً أسفل نور القمر لتدلك صدغها على مهل عل التداخل الذي حصل بينهما ينقشع سريعاً. الغضب يتسبب بألم مختلف عندما يتداخل خاصتها بخاصته، لم تشعر به منذ سنين ولا تود أن تفعل. لا تتمنى أن تشاركه سوى المشاعر المحببة.

مالت برأسها نحو هيروزيوس لترى حدقتاه تستعيدان لونهما الساحر. كان يحدق بها من الأعلى وحتى الأسفل وكأنه يتفحصها من الأذى، رأت القلق في عينيه فلهثت هازئة:
"بحقك، أتظن أن بعض الجان يستطيعون لمس شعرة مني؟"

"أنتِ..."
قلقه لم يتبدد، هذا جعلها تدور في مكانها وتكشف عن ساقيها حتى الفخذين مشاكسة إياه:
"أتود أن تتأكد بنفسك؟"

"هذا جاد شارلوت..."
تنهد هيروزيوس وهو يمسح وجهه.
"شعرت باستيائكِ لكنني لم أكن لأستطيع تخمين مثل هذا السبب أبداً."
تحدث معاتباً.
"أنتِ تتأذين من الداخل مراراً وهذا لا يروقني."
لم يعد يقبل منذ زمن أن تهتز لصغائر الأمور فما بالها بأكبرها، هذا جعلها تشعر بزهو يدفئ جسدها، هيروزيوس بعد كل فترة تغيب فيها عنه يعود ليجعلها تقع في حبه من جديد وكأنها المرة الأولى.

لا تود إرهاقه بالتفكير بها لذا يتوجب عليها التركيز على مصارحته الآن.
"بدا وكأنهم يسعون بغرابة خلف الفتاة التي أحضرتها معي."
شارلوت همهمت وهي تسير أناملها على كتفها محركة الأساور الذهبية التي عقدت الأقمشة الفاخرة ببعضها البعض على جسدها.

"تخلصي منها."
توقفت عن خدش بشرتها ونظرت نحو زوجها بشيء من الدهشة. علمت أن سخطه يتحكم بردود أفعاله وشعرت أنها اختارت وقتاً سيئاً للحديث عن كناريا.
اعتذرت قلبياً للفتاة فهيروزيوس لن ينظر لها سوى بعيون حارة الآن وهي لم تفعل شيئاً حتى.

"هي فرد من العرق الثالث، غالباً قاموا باستهدافها لأنها الطرف الأضعف."
بررت أما هيروزيوس فزفر.
"هم يدعون غريزتهم لتقودهم، وغريزتهم لن تدفعهم لمجابهة الموت بطواعية لأجل فتات الطعام."
كلماته جعلتها تتعمق بأفكارها أكثر فتقضم إبهامها ما أن وضعته بفاهها للحظات.
"محق، مهما فكرت بالأمر لا أجده منطقياً. مهما بلغهم الأمر من الجوع لن يهاجموا نبيلاً فضلاً عن أفراد ملكيين ببساطة."
شعرت به يسحب ذراعها لتلاحظ أخيراً الجرح الذي تسببت به لنفسها فتعتذر بحرج:
"آسفة، فقدت انتباهي."

نيـوتروبيـاTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang