" وكنتُ أزعمُ مثل الناس إذ زعموا
بأن من غابَ عني غابَ عن بالي
واليوم كذّبني قلبي وكذّبهُم
فارقتُهم ، وأقاموا بين أوصالي ".
د. محمد المقرن* *
.
،
،
.
...منذ تلك الحادثه وهي تشعر بمغص شديد.. لكن ماجعلها ترتاح أنها ذهبت قبل يومين للمستوصف بصحبة جارة جدتها ام عساف تلك السيده الاربعينيه وابنها الصغير "سند" الذي يقود السياره.. واطمأنت انه لازال يوجد نبض وان ماتعرضت له لن يؤثر في استقرار الحمل رغم النزيف الخفيف الذي حدث..
انتهت من كاسة مشروبها الساخن لتسكين الوجع قد أوصتها جدتها به.. وهاهي تجلس على شرفة من الطراز القديم للبيت العربي الذي تسكنه جدتها منذ سنين،
تلك الشرفه المطله على مزرعتها الصغيره ...تراقب جدتها وهي تتفقد نباتات النعناع والكادي و نخلاتها التي زرعتها منذ ان نزلت في هذا البيت وهنالك حقل صغير لا تعرف مازرعت به ثبالقرب منه غرفه صغيره أشبه بالعشّه المهجوره! ..
اليوم تشعر بتحسن رغم المغص فإنها لا تشعر بغثيان او ما شابه..!
سمعت دربكه وصوت ابنت جارتهم الطيبه "ام عساف" تنادي/يا عررب.. ياهل البيت
التفتت اليها بابتسامه فهذه الانسانه لها الفضل في مساعدتها بعد الله/اقلطي جاي يام عساف
ابتسمت ام عساف واتجهت اليها/ما شااء الله قد سبقتيني انتي وجدتتس وشربتن الشاهي قبلي انا وأمي!!
ابتسمت وهي ما زالت تضع يدها على بطنها/لا يا خاله.. هذا قشر قهوه.. جدتي تقول اشربيه كلما حسيتي بمغص بيسكن الوجع.. واحس هالمغص كل ماله يزيد!!
شهقت ام عساف وهي تاخذ الكاسه من يدها وتضعها أرضاً/كم مره شربتيه.. كم ؟
خافت وبان على ملامحها الاستغراب/والله من يومين اشربه، ليه؟
ام عساف بخوف/النزيف الخفيف وقف والا للحين معتس
ابتلعت ريق الخوف وهي ترى التوتر على ملامح ام عساف/للحين
وضعت يدها على رأسها وهي مستنكره فعل الجازي بحفيدتها/اليوم حسيتي بغثيان والا لا. ؟
تذكرت انها منذ يوم امس لم تشعر بغثيان ولا استفراغ/ام عسااف قووليلي ووش بلاك قمتي تحققين معي؟ وش فيه قشر القهوه هذا؟
لم تود اخبارها ولكن هذه خطيئه،مابال "الجازي" لم تنسى حقدها حتى يصل لحفيد حاكم وحفيدتها/هالقشر يستخدمونه لتنظيف الرحم يا توق
بردت اطرافها وابتسمت بخيبة أمل، كيف يصل حقد جدتها الى هذه الدرجه، ان تكمل ما بدأه حفيدها سطام!
