اخبرني والدي دوماً ان لساني يحتاج لقص قطعه منه ليتوقف عن الثرثرة قبل التفكير اولاً  

فلمَ لم احسب انه بالفعل يكون احد الوزراء في البلد او ماشابه؟ 

اقترب مني بهدوء مخيف حتي توقف امامي،  اخرج السيجارة من فمه بهدوء ونفث هوائها في وجهي. 

" قلتِ انكِ سائحة .."

" ماذا؟ "

تفاجأت من صوته العميق،  دققت في ملامحه يبدو ان هناك جرح غائر علي طول عينيه اليمني.

تسارعت دقات قلبي بداخلي بقوه وانا انظر له،  واثقه ان وجهي شاحب الآن.

" سبق واعتذر لكِ سائقي لكن يبدو انكِ لا تعرفين الايطالية ،  لابأس "

اقترب مني خطوة اخوي حتي اصبح شبه ملاصقاً لي وهو يضع يديه بجيوب بذلته الانيقه،  ثم انحني ليصل امام اذني وقال:

" لكن هذا لا يعني ان تخطأي بمن لا تعرفينهم ياصغيرة "

قلبت عيني بضيق اريد مجادلته لكني مقيده ، اكمل بما دب الرعب داخلي:

" إن اردت العودة لبلادكِ، لا تفتعلي المشاكل "

شهقت بفزع حينما لف ذراعه ليقبض علي شعري من الخلف يقيد رأسي وهو يدقق بكل حرف ينطق به في جملته:

" لاننا نقطع رؤوس كل ممن يخطئون بالاكبر منهم هنا "

ما بال الجميع همجيون بذلك الشكل المرعب؟ 

يبدو انه شعر بإرتعابي فطبطب علي كتفي بخفه وهو يهمس:

" حسناً؟ "

انقطعت انفاسي للحظات حينما تابعته يبتعد عن جسدي ويقابلني من جديد،  ابتسم بسخرية لي قبل ان يسير مبتعداً عني عائداً لسيارته.

ابتعدت عني كل السيارات وانا اتابعها تختفي من امامي. 

شخصان فقط من تعاملت معهما وكانا احقر من بعضهما. 

بدأت اخشي ان اكون قد هربت من جحيم لجحيم آخر لا اعرفه.

لا انكر اني شعرت بالرهبه من هيئتما لكني مازلت متوقفه اتسائل من يكون هذان المرعبان الذين قابلتهما في يومي الاول؟ 

~~

" لقد اخبرتكِ بكل وضوح ألا تتحدثي مع الغرباء تحسباً لوضع كهذا! "

في اعماق روما | حين ألتقينا JKWhere stories live. Discover now