٢ : الصَـومَـعه .

Start from the beginning
                                    

-في الواقع ... كان جَدي غنياً لِلغايه ، كان فاحش الثراء لذا طلبَ الإذنَ من السلطان أَن يَملُكَ الغابه .. ورِثتُها انا لاحقاً
أنبر مُتحكماً بلغةِ جسده لكيلا يظهرَ كاذباً

-إذا ... انتَ تعرف ، مدينتنا صغيره وانا اعرف الجميع بِها .. لطالما عملت منظفه في بعض المنازل ، اعرف نسائهم .. واطفالهم واولادهم ، باعة السوق كذلك ، لَم اركَ من قَبل رغم ذلك
حَكت تُحدق بالارض مُستغربةً تُراجعُ الذاكره

-لا اخرجُ إلا قَليلاً .. لابُد أننا لَم نَلتَقي
اجاب
ثم اكمل قائلاً

-اينَ ستذهبين عندَ خروجكِ من هنا؟

تنهدت مَهمومةً تحمل شَجناً على عاتقها ، إستدمعتْ وحجبت ملمَحها

-أنسه .. أتبكين؟؟
سألها

كشفت عن اديمها مجدداً بَعدما مسحت دموعها

-أسفه ، لا املكُ ادنى فِكره ... وايضاً لا استطيع البقاء هنا ، انت ذكرٌ بِالنهايه .
حَكت بحيره

-أنستي .. لستُ ذلكَ النوع من الناس ... كما انكِ لستِ جميلة لِتِلكَ الدرجه
اجاب مُستهزءاً بعدما نغزهُ حديثها

-ومن يهتَم لِلجمال؟ لَو أنكَ تخرج لَعرفت لِما اخاف .. انت محق ، ما كان يجب ان اخافَ منك ، انتَ تجهلُ الكَثير
اجابت بإنفعالٍ خجول تَعملُ جاهدةً لِكبتِه

اعوجَ شمراخهُ قليلاً عاقداً حاجبيه

-ما الذي فاتني؟ لا يفوتني الا ما لا اكترثُ بِشأنِه

-يغتصبون الفتيات ذوات العرق الروسي ليُسمحَ لهم بالدخول لروسيا يا سيدي ! هذا ما فاتَك !!
صاحت مدمعه

-كحلا .. انسه كحلاء ... انا اسف ، لَم أعرِف هذا حقاً .
حكى بِتأنيب

هَزت رأسها قليلاً
-لا عليك .. انا اسفه ، أويتني في دارِك واجلستني على مائدتك واطعمتني من طعامك ... اشكرك حقاً
حكت بصوتٍ باكٍ

-بِما أنكِ روسيه ... لما لستِ في روسيا؟

-والدي عربيّ
اجابت

-اوه ... انا كذلك نصفٌ بنصف

-حقاً؟

-اجل ..قيل أن والدتي من الاندلس ، لا اعرف ان كان هذا صحيحاً

-الم تسألها؟

-لَم التقيها قَط ...

طُرق البابَ فَفزعَ كلاهُما
طلبَ منها ان تلتزم الصمت ليرى من الطارق ، فالضيوف لديه امر معدوم .. ليس حتى نادر

' أَهـيَـفُ ١٥٣٤ ' Where stories live. Discover now