🍓الحادي والعشرون في قبضة الأقدار 🍓

Start from the beginning
                                    

كانت عينا همت تطالع جنة بكره كبير لم يخفي عليها و لكنها تجاهلته فقالت همت ساخرة
" وسليم من امتى بيجيله ستات البيت تسأل عنه! والله ولاد أخويا دول حالهم بقى يحزن. بقوا يمدوا أيديهم في الزبالة و يطلعوا ستات."

شعرت جنة بمقدار الإهانة الموجهة لها فانتفضت كل ذرة في عروقها غضبًا من حديث تلك السيدة التي لا تعرف أي حدود للأدب و الذوق فأغمضت عينيها تعد للعشرة حتي تهدي من روعها قليلا و لكن ما أن وصلت لرقم تسعة حتى وجدت نفسها تلتفت إليها قائله بإحتقار
" معلش بقي يا عمتو. هي مواجهة الواقع صعبة كده .. الواحد بيبقي مفكر نفسه حاجة كبيرة أوي و أن الناس كلها تتمناه و فجأة يلاقي الناس داست عليه و عدت و لا كأنه موجود اصلّا .. عارفه ليه عشان هو أقل بكتير من أنه يلفت انتباههم حتى !"

برقت عينا همت التي لم تكن تتخيل أن تقف أمامها تلك الفأرة و ترد لها الصاع صاعين بتلك الوقاحة فهي ظنت أنها لقمة سائغة سوف تلوكها كيفما تريد و لكنها تفاجئت بنبرة غاضبة يتطاير الشر من عينيها و لكن ما جعلها تجن غضبًا حين شاهدت سما التي كانت تقف بأول الدرج تشاهد و تسمع ما يحدث بعين منكسرة و ملامح ممتقعضه فتدفقت الدماء بأوردتها و قامت برفع كفها وهوت بصفعة قوية كان هدفها خد جنة التي أغمضت عينيها بقوة لتتفاجئ بها تسحب للخلف ففتحت عيناها علي مصرعيها فوجدت ذلك الظل الضخم و صوت يشبهه ضخامة
" انتي زودتيها أوى يا عمتي. .. حصلت تمدي إيدك عليها .. إيه فكرتي أن البيت دا خلاص ملهوش كبير.."

صدمت همت حين وجدت سليم يظهر من العدم ويقف أمامها ممسكًا بكفها بقوة يمنعه من الوصول لتلك الفتاة فتراجعت خطوتان للخلف إثر سماعها جملته و شعرت في تلك اللحظة أنها تمادت كثيرًا لذا قالت بارتباك
" أنت مسمعتش هي قالت إيه .. دي قلت أدبها عليا و شتمتني .."

التف سليم بناظر لجنة التي تراجعت للخلف و أخذت تهز برأسها يمينًا و يسارًا و لكن شفتاها أبت الحديث فهي تعلم مقدار كرهه لها و أنه حتمًا سيلقي باللوم عليها و لكنها تفاجأت به يقول بسخط
" كفاية كذب يا عمتي و أعرفي أن اللي حصل دلوقتي وقبل كدا مش هيعدي بالساهل .."

كانت مفاجأة قوية حين وجدته يدافع عنها بهذا الشكل حتى ظنت أنها تهزي أو ربما تحلم و لكن جاء صوت خلفهم جعلها تدرك أنها بواقع لا يمكن نكرانه
" في ايه بيحصل هنا ؟"

التفت الجميع على صوت سالم الذي كان يحمل حلا و يدخل بها من باب القصر فتفاجئ بهذا التجمهر و سليم الذي يقف بين عمته و جنة..
هرولت سما بقلب متلهف إلى حلا التي كانت محمولة بين يدي سالم مجبرة الساق و اليد فتألمت سما بقوة وأخذ ضميرها يلدغها بقوة فتناثرت عبراتها و خرج صوتها مبحوحًا وهي تقول
"حمد لله على سلامتك يا حلا.."
حلا بإبتسامة كبيرة
" الله يسلمك يا سمسمة. متعيطيش أنا كويسه والله ."
كانت عينا همت تناظر سليم بتوسل صامت شعر هو به فتجاهلها و توجه إلى حلا التي وضعها سالم برفق على إحدى الأرائك و تجمهر الجميع حولها و كان آخرهم جنة التي أقتربت من سالم قائلة بنبرة خفيضة
" هي فرح مجتش مع حضرتك ؟"

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )Where stories live. Discover now