فهد وهو يرحل بحزن لحال تلك المسكينة: ه..هروح أجيب حد وآجى..

سمعت(فاطمة) صوت إغلاق باب الغرفة ثم محرك سيارة بالأسفل..مَن الذى سيأتى به فى هذا الوقت المتأخر؟؟ كان تبكى بشهقات..بالتأكيد سيأتى بمَن يهتم بها لأنه ملّ منها..كان الجو حارًا حيث ما زالت ترتدى حجابها وذلك الفستان السميك بعض الشئ..لكنها لم تريد خلع حجابها فهى لن تراه عند قدومه ورؤيته لها بشعرها..فهى ببساطة تعتبره غريب عنها..كانت جائعة جدًا لكن خائفة من التحرك..ربما تسقط على شئ حاد يؤدى على إصابة فى جسدها..وهى لن تتحمل أى شئ يكفى ما أصاب عينيها..كانت تبكى وتبكى ولا شئ غير البكاء..بينما هو إنطلق مسرعًا إلى مكان عمل(جميلة) وهو يتمنى من كل قلبه أن يجدها..وصل بعد 45 دقيقة وذهب ولكنه وجد الباب مغلقًا..فظل يطرقه ما يقارب الخمس دقائق ولكن لا أحد يجيب..فأصابه اليأس والحزن..فما الذى سيفعله الآن..هو لن يستطيع التعامل مع(فاطمة)..تسائل فى نفسه ولما لا..سيساعدها فهو زوجها وهى ملكه..سيساعدها وليذهب الجميع إلى الجحيم فهو لم يعد يحتمل رؤيتها تبكى..أسرع يقود السيارة مرة آخرى عائدًا لمنزله..وصل إليه الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل..

تعجب من خوفه عليها إلى هذا الحد..لكنه برر أنها ليست سوى شفقة..صعد إلى غرفته وطرق الباب ثم دخل..فتفاجأ بها تجلس على السرير وهى تضم ركبتيها إلى صدرها وكانت مازالت تبكى وكانت بكامل ثيابها أى مثلما تركها وعاد مازالت كما هى..تبكى وفقط..وبالطبع لم تأكل..غضب من نفسه كثيرًا..فلم يتوقع أن يظلمها هكذا..بينما هى لم تحس بوجوده..فقط كانت تكتفى بالبكاء..على الرغم أنها شمت رائحة عطره المميزة لكنها ظنت أنها تتوهم..ولكنها تأكدت أنه هو عندما أمسك ذراعها..

فهد وهو غاضب من نفسه ويحاول أن يجعلها تقف: قومى معايا..

سبّ نفسه كثيرًا عندما إرتعش جسدها فور مسكه إياها..كانت ترتجف وأطاعته بهدوء وهذا ما أحزنه فهى لم تتذمر ولم تتكلم فقط تطيعه بدموع..جعلها تقف وأمسك كتفيها بهدوء..وللمرة التى لا عدد لها تصيبه تلك الرعشة وأصبحت دقات قلبه سريعة بينما هى تنظر لأسفل ومستمرة فى البكاء فهى لا تعلم ماذا يريد..

فهد بعد أن تنهد ومازال ممسك بكتفيها: مينفعش تفضلى كدة كتير..لازم تغيرى وتاكلى خلينى أساعدك وأنا عارف إنك مش طيقانى وحياتك ولا أنا طايق نفسى..بس معلش إستحملى انهردة بس وبكرة الصبح هروح أجبلك أستاذة(جميلة)..

حسنًا فسرت هى كلماته(ولا أنا طايق نفسى) خطأ...حيث فهمت أنه لا يتحمل مساعدتها ويفعل ذلك وهو مجبر بينما ما كان يقصده هو أنه غاضب من نفسه لما فعله بها..فبدأت بالبكاء أكثر ونفضت يده من على كتفيها..

فاطمة بصراخ وبكاء: وطالما أنا السبب فى إنك مش طايق نفسك جيت ليه..أنا مش عاوزة شفقة منك..إتفضل إطلع برة..

صُعق(فهد) عندما أدرك ما تقصده..يُقسم أنه لم يقصد ذلك..وللمرة الألف يشتم نفسه لأن هذه الفتاة قد تحملت منه الكثير..وبدون وعى قام بإحتضانها رغم مقاومتها الضعيفة فى البداية لكنه إستسلمت له..وتعجبت من نفسها عندما وجدت يدها تلتف حول ظهره لإحتضانه أيضًا وهكذا إنفجرت بالبكاء..

أُحبك مُنذ الصِغر...بقلم : فاطمة محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن