البارت الأخير

138K 4.5K 1.1K
                                    

بسم الله صّلوا ع النبي يحباااني قبل نبدأ ، لاتنسون النجمة ❤️
ثامر هز راسه بمعنى " فهمت " ومشى يركض يلحق يصلي اللي فاته ، كملوا فوق الاربع وعشرين ساعة نايمين ، شهقت وقالت : ثوييمر وين الكعب حقي !؟!
انتظرته ومن سلّم نطق : بشنطتي
مشت تركض وسحبت شنطته تطلع كعبها ، ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : وش جابه معك ؟
ثامر لفّ لها وهو يرفع سجادته وقال : سامي ذكرني فيه
ابتسمت بخجل ترفع شعرها ورا اذنها ، ومشت تجيب المبخرة الالكترونية ونطقت : تعال ابخرك
ابتسم ومشى لها وبخرته وقالت : عقبالك واشوفك عريس
ابتسم ثامر وضحك وقال : بعدك ان شاءالله
ضحكت وقالت : تم !
سحب عقالة وضحكت تصرخ وقال : خلاص يخوافه امشي
مشوا ولبست عبايتها وطلعوا ركض يلحقون التكاسي واوبر يوصلون للقاعة ..
" بنُص فَرح آل مقّبل "
وصلوا كُل الحضور واكتمل العدد ، القاعات تعُج بالناس والاطفال والرجال والحريم والعجز والشيبان ، ازعاج واحتفالات ورقص ولعّب ، ابتسم وبيده اليسار السيف حقه وبيمينه ناصر اللي يتمايل ع العرضة النجدية بكُل احترافية وفن ، صرخوا الرجال من وصل العريس ودخل مع ابوه وذعار وطالب يمشون مع بعضهم ، ابتسموا وانطلقت الصافرات من دخل طالب يلعّب ويناقز بسيفه وذعار معه ، ضحك سهم ورفع بشته ومشى وراهم مع ابوه ، وصلوا قدام آل مقّبل وبدأ اللعّب والعرض ، سلموا ع بعضهم وقدموا معونتهم ودخلوا للقاعة علطول ، لفّ عقاب من شاف آل قاضّي كلهم بالعدد والحضور والهيبة ، صرخ بصوته الجهورّي ونطق بترحيبته لهم وقال : ارحبببوا ي رجاااال !!
رعد ابتسم من بينهم وبرزّ نفسه من نطق : البقى ي رجال !
تقدموا الافرقة الاولى وسلّموا ع بعضهم وباسوا خشوم بعض " سلام الرجال " تحت منظر مهيّب ، ابتسم ابو فهد وقال : حيّ الله اهل قاضي اللي يكرمون الضيف ويتعنّون للداعي ! حيّ الله ربعنا
ابتسم ابو رعد وقال : كيف تبينا نهجد ولا نتعنّى وفرحكم ي بني مساعد من فرحنا ي اهل قاضي !
عقاب ابتسم وقال : اقلطوا يرجال الله يحيكم
دخلوا الرجال كلهم للقاعة ، ابتسم ينفضّ يده اليسار من التوتر ورفع جواله يشوف الساعة ، زفر توتره وقال : خمسين دقيقة وتنزفّين ي اجمل عروس !
ابتسم يتخيل شكل ضحى بنته واخته واول امراة بعد امه تدخل قلبه ، مشى يركض يلحق الباقيين فالقاعة ويساعد اهله بذراع وحده ..
" عند الحريم "
كان ترحيب ام فهد شيء معتاد وماهو بمستغرب ، البندري جنبها ولا تركتها ووراهم غالية ، ابتسمت قوس ونطقت : وين عروستنا ؟
البندري ابتسمت لها وقالت : تعالي معي
مشوا ثنتينهم متجهين لغرفة ضحى ، دخلوا للقسم ونطقت البندري : ضحى قوس جات
ضحى ضحكت وقالت : يخي لا مو ناقصة اشوف سهم بس انثى
انفجرت قوس تضحك وقالت : خيير يالتحطيييم ! والله اني اجمل منه حرام عليك !
ابتسمت البندري وفتحت الباب ، وقفت بصدمة وشهقت بكل قوتها من جمال واناقة ضحى ، ابتسمت وقالت : وش الحلاوة ذي يبنت !! يووه ي ضحى والله مو انتي ابدًا ولا هي الفايبز حقتك !
ضحى قطّبت حواجبها وقالت : ويش هو ؟ فايز ؟ من هو
انفجرت تضحك بصوت عالي وقالت : لا تأكدت انك ضحى يبنتي وش الاناثة والجمال والله انك قمر قمررر اربعطعش !
ابتسمت ضحى وقالت : اووف الله يجبر بخاطرتس !
ابتسمت البندري وقالت : جاهزة ؟ باقي اللي يجي ربع ساعة
ضحى اخذت نفس وزفرته بتوتر وهي ترجف وقالت : ان شاءالله جاهزة
مشوا يطلعون وسكرت البندري الباب وراها ، توجهوا للمنصة والكوشة يبون يتأكدون من كل شيء ، ابتسمت الجود ورفعت جوالها ودخلت خلف المنصة واتصلت ع عقاب وشويات ووصلها صوته وهو يقول : ارحبي
الجود : عقيّب تعالوا عشان الزفة
عقاب ابتسم وقال : ابشري ينظر عين عقيّب ابشري اصلاً خير شر نويصر ابثر امنا هنا وابوي شوي ويفجر فيه
ضحكت وقالت : يووه عاد عمي !
ابتسم من ضحكتها وقال : بتغزل شوي بس م فيه وقت
ضحكت بخجل وقالت : اعجلوا يالله
سكرت ولفّوا الحضور والجود من بينهم اللي طلعت من ورا المنصة من بدأت اغنية الزفة ، اشتغلت الانوار الخافته والشموع بشكل جميل جدًا ، تسّلط الضوء ع ضحى اللي انفتحت الابواب وطلعت بكل فتنه وكل جمال تمشي ع مهلها ، واعتلّى الصراخ والتصفيق من انفتح الباب المقابل لها وطلع سهم بكل هيبته وعرضّه ورجولته ، لابس بشته الاسود يقابل جمال واشعّاع فستانها الابيض ، بعد دقايق معدودة انحنى لها ومسك يدها وصرخوا الحضور من المنظر الرهيب والمليء بالمشاعر ، ضحكت بتوتر وقطّرت دمعتها ، ابتسم يبوس خدها ويهمس : روقي روقي يشمسي واشعاعي وضحّاي اهدا يبنتي
ابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : ابشر خلاص امش
مشوا بكل هدوء تحت التصوير والانارة والصراخ ، والمعازف اللي تضّرب والايقاعات ، وصلوا للكوشة بعد عشر دقايق زفة ومشي ، ابتسم يجلس وجلست ضحى وصرخوا الحضور والتصفيق اعتلّى المكان ، ابتسمت لين تشّد ع يد البندري اللي تبكي ، وعد نطقت بدموع : ليش تبكييين !
البندري ضمّت وعد ولين وهي منهارة ، ضحكوا يحتضّنونها بشكل لطيف جدًا ، ابتسمت هيام والجود اللي جالسين بطاولة وحدة ، وبالجهة الثانية كانت الميلا تحاول تمسك دموعها ومعها غزيل وسلمى وحنين ، صرخوا من انطلق اول صوت في مفاجأة ناصر وكان ابو فهد اللي نطق بكلمات لامست كل قلب وادمعت كل عيّن وذابت كل مسمع لها وكان يقول فيها : مبروك ي بنتي وتاج راسي وراس مالي ، مبروك عرستس ي نظر عين ابوتس ادري اني قاسي يبنيتي ويمكن انتس م شفتي مني حنيّة لكنكم كبار بعيون ابوكم ولا يمكن اني اسمح لأحد يمسّكم بسوء وانا ي ابوتس معتس بكل الظروف وعسى حياتتس هنّية ببيت رجلتس ، سهم رجال شّهم شرواي وشروى اخوانتس ، الله يوفقتس وينور دربتس ويتمم لتس ع خير .
شهقت تبكي وم زادها الا من انفتح الستار وطلع ابو فهد يمشي بمعكازه ، فزّت واقفة ومشت له وضمتّه ، كان اول حضُن يجمع ابو فهد بضحى وهي بهالكبر والحجم والسّن ، ضحكت وسط دموعها وقالت : جعلني م افقد حسّك لا تبكي ينظر عيني وتاج راسي !
ابتسم ابو فهد يمسح دموعه بشماغه وينطق : م ابكي الا فرح يبنيتي
ابتسمت من اعتلّى صوت فهد ومباركاته لها ، وسرعان م انفتح الستار ودخل منه فهد ومشى لها وهو يضحك وبيده سديم وسلمّوا عليها ونطق : ثويمر وحصة غدروا فيني
ضحكت وقالت : وجودك يكفي ي اخوي !
ابتسم يصّف بيمين ابوه واعتلّى صوت ناصر القاعة ، بكّت غزيل بمشاعر وفرطّ احاسيس ، ضحكت وقالت : التسلب يعرف يعبر ااف ي ابوي انت !
ضحكت الميلا والكل متأثر وغرقان بشعوره ، ضحكت الجود وقالت : اف جيتكم عشان ابكي !!
لفّوا من دخل ناصر ومعه طبلة بيده ويطبل ويغني ، ضحكت ضحى وتمايلّت معه وضحك يضّمها له ويصّف جنبها ، ضحكوا كلهم من طلعت البندري وامها وغالية وسحاب ، وصفّوا جنب ال عايض كلهم ، اعتلّى صوت الفريق اول عقاب وهو يبارك لها ويقول كلام مليان شعور وكان يقول فيه : اولاً امسي عليكم جميعًا وابارك لأوخيتي وسندي وتاج راسي زفافها بهالليلة اللي وافقت العيد بفرحتها واجوائها واختلافهم كان فالتاريخ بس ، مبروك يوضيحي جعلني م اعدم راستس م حييّت ، اطلقي حجاجتس يبنت عايض دام اخوانتس وراتس وافرحي لا يضّيق لتس خلقّ ويميّل لتس مبسم ، كلنا زعلانين اننا فقدنا فرحة بيتنا وبهجتها لكن فرحانين بفرحتس وندري م تخليننا يعين عقاب !
ضحكت من دخل عقاب بشكل مرعب ، مهيّب بعرضه وطوله ومشيته ، يدّه مجبرة والثانية سحب ضحى فيها واحتضّنها وحاوطت رقبته وهي تضحك وتبكي ، ابتسم وباس كتفها وقال : م تبكين وعضيدتس وراتس !
ابتسمت وقالت : ابكي ع وداعكم
عقاب ابتسم وقال : من غير شر يبنتي امشي
مشى معها ووصلوا للصّف ووقفوا كلهم ، اشتغل صوت اسر وتباريكه الفريدة من نوعها وهو يقول : افرحي يالرياض وافرحي ي نجد بزواج سيدة يونيو وفرحته وضّيه ونوره وضحّاه وشروق شمسه ، ليلة فريدة من نوعها فيها انزفيتي ولبستي لون قلبتس وطلعتي فيه للكل ، اليوم ليلة بيضاء يشّع نورها الليلة زواج حبيبة اخوها وراس ماله وسنده وفرحته ونبضه ووتيّنه ، ولو اني م شاركت معتس وضميّتتس تعرفين ظروفي لبى عيونتس افرحي يبعد هالروح احبتس ي وضيحي !
شهقت ونزلت دموعها بحرقة وقالت : يبعد روحي ونفسي ي اسيّر !!
لفّوا البنات من ركضت الميلا للحمام ، بكت وتقطّعت روحها عليه ، انفتح الستار ولفّوا كلهم وهي من ضمّنهم ومرت عشر ثواني وتسكر تلقائيًا وم كان لآسر ظهور ، اشتغل صوت ثامر وضحكه وبكائه الدرامي التمثيلي ، وتباريكه وفرحته العظيمة لزواج عمته ، انفتح الستار ودخل هو وحصة وهو يرقصون من اشتغلت اغنية تطرب ، ضحكت بعلّو صوتها هي وفهد وتقدموا وسلموا ع بعضهم بشكل لطيف جدًا ، لفّ ثامر ونطق ببكاء هستيري : يعنني معاد احد بيسوي لي شكشوكة فالصبح وحليب شاهي !! يعني خلاص سقط جسر المطبخ وسقطت اللي مسببة لي رعب انا وعمي اسر ؟ يعني خلاص بتروحييين م فيه ارفضي وخلاص خليتس بنتنا !!
ضحكت وضربته بخفه وقالت : بس اهجد !
مسح دموعه الزائفه اللي لوهلة تحولت جد ، وضحك يبوس راسها وينطق : مبروك يعيون ولد اخوتس مبروك
حصة ابتسمت وقالت : مبروك ي اجمل عمة واجمل عروس بدنيانا !
ابتسمت ضحى تضمّهم وتنطق : الله يبارك فيكم يعيالي
ضحكوا ومشوا كلهم للكوشة ، كل رجال عايض وعايض برأسه معهم ، ام فهد اللي ماسكه تميّم بيدها وسديم ماسكه طرف جلابية جدتها ، صفّوا ومشت المصورة ونطقت : جاهزين ؟
صرخ اسر من دخل ببشته وشكله ، فوضويته ولعّبه وشكله وهو يطمّر بالجو ويتمايل برشاشه ، صرخوا كلهم وركضوا له ، وم سابقهم الا ضحى اللي استقبلها بحضّنه وهو يضحك بصوت عالي ، الكل انفجعوا وكانت جيّته لهم اكبر فرح وهدية لليلة ضحى ، بكت وبكوا كلهم وبكى اسر وطاح ع رجوله وهو يضمّها ، م تركها وكان يبوس كتفها ويقول : مبروك ي دنياي مبروك !!
ضحى شهقت بقوة وهي تبكي وانربط لسانها ، بكّت بشكل مرعب وبالقوة هدّوها ، كانت تحتاج تشوفه مرّت اربع اشهر من اخر مره لمحت زّوله ، ابتسم يرفع نفسه ويلّف بشته ويضمّ ابوه ويسلم عليهم جميع ، ضحك من وصل لعقاب اللي مسك اذنه وهو يحتضّنه ، ضحك وقال : وين تميّم يبو تميّم ؟ ووين الدنيا والناس ؟ وش الكشخة ذي عريس والله
ابتسم عقاب وشّد ع عضيده وقال : شوفتك عيد وحسّك فرح وضحكتك عرس ولقياك جنة ! ارحب ي عضييد عقاب ارحب يسنده وظهره ويُمناه ارحب يبو كنوز ليّن م يبقى من الترحيب والمرحبا مرحبا !
ضحك اسر وشّد عليه وقال : البقى يعصابة راسي ! البقى يروح عضيدك البقى يبو تميّم جعلني م افقد زولك وحسّك
ناصر ضحك وضمّهم وقال : م تخلوننا !
فهد مشى وضمّهم مع ناصر وقال : عيب اصلاً !!
اسر ضحك بصوت عالي وقال : استووود البدنيييية يواحشني
فهد ضحك وقال : اسيّر خذ راحتك ي اخر عنقود العيال جيتك مقدرة والله انها لأخوانك واهلك اطلق من شوفة العيد والافراح محد بيستجري يضايقك الليلة
ضحك اسر وباس راس اخوه الكبير وقال : لا عدمتكم يخواني
مشوا يطلعون مع بعضهم وبقى اسر يودع ضحى ، مشى ومسك ذراع سهم يسلم عليه ، ابتسم من نطق سهم وقال : الله يبقيك يبو سلطان وبنتنا بعيونك من جّور الايام وصواديف الليالي لا يرّف لك رمش ولا يرتاح لك جفن ان ضاقت ! تراها تاج رؤوسنا واهم ذخاير بيت عايض بن مساعد ! لا تستهين بأحد اعمدة بيتنا مثل م خذيتها دلعها وارفع مقامها فوق راسك !
ابتسم سهم وقال : ابشر ي اسر ابشر يحبيب اخوك والله انها بعيوني من قبل توصّي وم زادت توصايتك لي الا الحرص ! ارتاح ولا تكرر كلامك لحريص حاطها بنص ضلوعه من قبل كلامك
ابتسم اسر ومشى يضمّها وينطق : اذعفيه يبنت عايض اذا زعلتس كل الدروس والمهابد اللي سويناها انا وانتي وعقيّب طلعيها ع ظهره
ضرّبت تحية وقالت بحدة : تبشر !!
ابتسم وقال : استريييحي يعيون اخوتس !
ضحكت ومشت مع سهم للفندق ومن بعدها شهر العسل ، ابتسم ورفع ساعته ، زفر بقرف وقال : ثمان ساعات ونص ع الرجعة م فيه وقت بمشي !
مشى يطلع وفسخ البشت وسلّمه لتركي ونطق : تسلم يبو راشد م تقصر
ابتسم تركي وقال : ولو اخو العروس وجاينا بعد فقدة
فلاح ابتسم ورجع يضّم اسر ونطق : واحشنا مره يبعد راسي
ابتسم يحاوطه وينطق : هانت يعيال باقي سنة وشهرين
ضحك فلاح وقال : الصدز م تغيير ولا شيء
ضحكوا العيال كلهم ونطق عقاب وقال : الا هانت قلت لك خلص الشهرين وبجيك واشوف
ابتسم اسر وقال : ارتاح يبو تميّم
ناصر مشى لهم وقال : وهذا تميّم ووصل !
شهق اسر ونطق بلطافة وقال : وشوو ذا ؟!! يويل حالي وانا عمه هاتوه لعنبوه !!
ضحك عقاب بفرحة شابهت العيد من تمسكت يدين تميّم الصغيرة بوجه عمه اسر وعضيد ابوه ، ضحك اسر بعلّو صوته وقال : يالبى روحه بسم الله عليه يعقاب صغغييير ! لكن رجال ويشبهني يولد !
ضحكوا كلهم وقال ناصر : اييه قد قلناه اصلاً
عقاب نطق بحدة صوته وقال : من شابه عمه فما ظلم !
ناصر خزّه وقال : اقول هات الصبي لا يبرد وتذبحنا بنت راشد
ضحك عقاب واخذ تميّم ومشى فيه يرجع للقسم الخاص بالحريم ، لفّ اسر وقال : يالله ودعناكم الله
ناصر توسعت عيونه بصدمة وقال : بدري !!
اسر بعجلة نطق وقال : والله م معي وقت وودي اشوف ميالتي واجيكم !
تركي نطق بجدية وقال : عجل عجل
مشى يركض ونطق بحدة صوته : يوولدد طررييقق !
البندري مشت له وقالت : لبيه ي اسر ؟
اسر : به حد ؟
هزت راسها بنفي وقالت : سرّوا العرب ليه ؟
اسر ابتسم وقال : وين الميلا ؟
ابتسمت البندري وقالت : مدري للاسف بس بشوفها لك
اسر : اعجلي تكفين يروح اخوتس اعجلي
مشت تركض تدور للميلا ، طلع عقاب وقال : ماشي ؟
هز اسر راسه بنعم وقال : وابي شاحن
عقاب ابتسم وقال : والله م معي
زفر بقرف وقال : وشاحني م يشتغل !
عقاب : هيثم معه سلك اخذه منه واشحن بسيارتك وانتبه تشغل عمرك بالجوال وانت تسوق !
اسر ابتسم وقال : لا معليك
عقاب لفّ يناظر حوله ورجع يناظر بآسر ونطق : وش منتظر يبو كنوز ؟
اسر ابتسم وقال :
جيّت لها صادقٍ في شعوري
‏هي بهجة عمري وكل كنوزي
‏الشور والله شورها ماهو شوري
‏الميلا تروّي قلب اسر الضامي !
-
ابتسم عقاب وخبط كتف اخوه وقال : هالله هالله يبو كنوز
ابتسم اسر وقال : ابطت البندري ؟
عقاب لفّ ونطق بصوته الجهورّي : يالبندري !!
مشت تركض ووصلت وهي تحاول تلتقط انفاسها وقالت : م حصلتها !!
اسر عبّس بملامحه ونطق بحدة : شلون م حصلتيها ؟ من صغرها يعني !
البندري : ادخل وشوف م فيه احد !!
مشى يدخل ونطق بعلّو صوته : يميالة قلب بن عايض ! يالميلا !!
م كان منها جواب ابدًا ، مشى يركض للحمامات وفتش بكل انش فيها ، طلع يدور بكل لهفة وشوق وحزن ، هو ميت ضمى وم يروّي ضماه الا حُضنها ومنطوقها العذب ، زفر بغضّب من مرّت عشر دقايق وهم يدورون ، مشى بكل سرعته وغضّبه ونطق بحدة : وصلوا لها سلامي الواجد وقولوا لها ان ربي م كتّب لنا لقاء !
مشت البندري بحزن ودموعها اخذت مجراها وقالت : لا تروح يمكن تجي
عقاب ببرود نطق : م معه وقت !
مشت البندري وراه وبكت من نزل الورد والهدايا ، ابتسم وقال : ذي لوضيحي وذي لميالتي ودعناكم الله
عقاب مشى يساعد البندري ويسّلمون ع اسر ، ركب سيارته بضيقة الصدر وانقبّاض القلب يحسّ انه محبوس ولا كأنه حُر بهالمكان والسعة اللي فيه ، يحسّ بكتمة رغم الهواء والرياح اللي تضرّب بنسيمها وجهه ، يحسّ بحرقة ونيران تشتبّ وتولع داخل صدره لهيبها ، ويحسّ انه غريق وصل للقاع وانقطع عنه اكسجينه ، سكر باب سيارته وشغلها وهو يدعي تجي بالوقت الاخير وبالثانية الاخيرة ، شّد ع الدركسون يغادر اسوار القاعة تارك اهله وراه ، وتارك ميالته وراه بدون لقاء وبدون حُضن ، بدون قُبل عشّاق ومشتاقين ، بدون اي قطرة من بحر خيالاته فيها وفاللقاء ذا ، اختفت سيارة اسر وصرخت بكل قوتها ونطقت : اااسسسرر !!!
صدّ عقاب علطول وسكر اذانيه ، ركضت بكل سرعتها وهي تشاهق والبنات يحاولون يمسكونها ، فزّ عقاب ورفع جواله يتصل ع اسر ووصله صوت " ان الرقم المطلوب خارج التغطية حاول .. " سكر الجوال ومشوا كل الرجال يأشرون بسياراتهم ، من سوء حظهم ومن القدر اللي حلّف م يتقابل الآسر بميالته ، كان مشغول يربط الحزام ولا انتبه للنور ابدًا واختفت انوار قاعة الاحتفالات وانوار اهله وسياراتهم ، تركي مسكها بصعوبة وقال : يبنتي !!! ميلو شفيييه خلاص ! ربي م كتب بالهوّن ع نفستس !
طاحت تبكي محروقة ، جاها ووصل ليّن عندها ، لكن من سوء الحظ م قدرت تلامس قسوة كفوفه ، ولا سمح لها القدر وسمح لمسامعها تليّن عند عذوبة مبسمه ، ولا قدرت تذوبهّ بنعومتها وتغرقه فيها اكثر ، م قدرت توريه بطنها وبروزه الواضح اللي يكون اكبر دليل ان كنوزهم جايه ، اللقاء م تمّ ولا انكتب من نصيب الميلا وآسرها ، اغمى عليها من قوّ الحسرة وطاحت بضعفها بين يدين تركي اللي ركض فازع بأخته لأقرب مستشفى لأن سرعان م فقدت وعيها ارتفعت حرارتها واهلكت عمرها بدموعها وحزنها ع اسر ..
" فالفندق عند عرساننا "
دخلت وزفرت بقرف وهي تنزع الفستان عنها ، فصخت الكعب وغطت جسمها بمنشفتها الموجودة بالشنطة ، مشت بتدخل للحمام بس لفّت لمقبض الباب اللي انفتح وضحكت بسخرية وقالت : ماشاءالله عليه ذا الفندق فيه غرفتين نوم دز وادخل لك بوحده
شهق سهم بصدمة ونطق بحدة : تستهبلين ضحى ؟
ابتسمت تدخل للحمام وتسكر ع نفسها ، ضرب الباب ليّن عجز ومَل ومشى للغرفة اللي فيها سريرين ودخلها وضرب الباب وراه بكل قوته ، وبالنسبة لضحى استحالة تقبل احد يشوفها وهي م سمحت له ، وتدري بسهم واندفاعه وقت بَاسها بزواج تركي وفلاح وم تبي تكرر الغلطة رغم انها م كانت غلطة ، هذي ضحى وهذي شخصيتها الجلفة والذنب كله ع اسر وعقاب ، بنفس الوقت سهم عصب لمهلة وبعدها استوعب ان ضحى كذا ولمّا فصلت عليه يوم العيد رجعت وتأسفت بزواج تركي وفلاح والاكيد انها بتليّن بس يبي لها فترة طويلة تاخذ وتعطي معه ..
" فالمستشفى "
طلع الدكتور وفزّوا اهل راشد ، مشت الجود مع امها واخوها وابوها اللي قاموا له ، ابتسم وقال : فيه خبرين حلو ومش حلو عايزين اقولكم اي واحد ؟
ابو تركي برعب : الله يستر الزين يدكتور
الدكتور كمال : الحلو ان حالتها استقرت وقدرنا نلحق ع الجنين
زفّروا كلهم براحة ونطق تركي : والشين ؟!
الدكتور كمال : انها بتضّل فالمستشفى طول فترة حملها حتى يوم الولادة واي استهتار بتضيع الجنين لأننا بنحافظ ع الادوية والابر يوميًا ولازم تكون تحت ملاحظتنا
ابو تركي بتوتر : يمدي نعطيها فالبيت ؟ معليش يدكتور بس من بيتحمل المستشفى خمس اشهر !
الدكتور كمال نطق بجدية : والله ي اخوي مش هقدر استهتر بحياتها وحياة بنتها والست موافقة تجلس !
ام تركي هزت كتف زوجها ونطقت : خلاص ي راشد بنتداور انا وجودي وتركي عليها خلاص اهم شيء كنوز هي السبب اللي يبقي ميلو عايشة ! وانا ادري ببنتي لها فترة طويلة متكدر خاطرها
ابتسم يضّم راس زوجته ويبوسه بهدوء وينطق : اجل تمام وانا معكم
تركي ابتسم وقال : اكيد م بنخليها !
الجود اشرت باصبعها ع صدرها ونطقت : انا بجلس الحين معها
ام تركي توسعت عيونها وقالت : اقووول ع بيتتس ولدتس ورجلتس ينتظرونتس
الجود زفرت بملل وقالت : طيب
ضحك تركي وقال : مشينا امي بتجلس معها اول اسبوع وبعدها يبدأ جدول
ابو تركي : صدز والله مشينا
ام تركي ابتسمت وقالت : جودي جهزي اغراض لي ولأختتس وعطيها تروك يجيبها
الجود ابتسمت وقالت : ابشري يمه
مشوا يطلعون من المستشفى ومشت ام تركي تعبي بياناتها لأجل ترافق مع الميلا لمدة خمس اشهر ، هي بتتحمل للحظة اللي تشيل فيها حفيدتها الاولى ومستحيل توافق احد يمسك بدالها ..
" بغرفة الميلا "
اخذت كرتون المنديل وصارت تهفّ وجهها تاخذ نفس وتهوي عمرها ، شهقت من كثر الدموع وصارت تحسّ بدوخة ، عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت بحسرة : اربع اشهر وانا انتظر شوفتك وتجي وم يفصل عننا الا جدار ولا تتكلف تدور علي وتحرق القاعة وتنادي بأسمي !! الله حسيبك حرقت روحي وقلبي الله حسيبك قطعت قلبي عليك ! سلمت عليهم كلهم وضميّتهم وانا م كان لي نصيب من هالحضن والسلام !؟ مستكثره علي ؟؟ ااه وش يشفي غليلي..
لفّت من دخلت امها وسرعان م سحبت المنديل ومسحت عيونها بعنّف ، ابتسمت ام تركي وقالت : عادي يبنتي تبكين كنتي بتخسرين بنتتس عادي !
الميلا انفجرت تبكي بحرقة وقالت وسط شهقاتها : يممه جاء وراح وانا م شفته م صابني من مصيبة الا من وراه وورا مسّراه بدون م يتكلف يشوفني !!
ميّلت ام تركي راسها ومشت لبنتها تضمّها ونطقت : شوفي ي ميلو صدقي ولا لا تصدقين ذا راجع لتس اسر م خلا زاوية ولا غرفة ولا حتى حمام الا ودور عليتس فيها بس يبنتي ربي م كتب لقاء ! وان كتب تحسبين بتنطفي شعلة الشوق اللي بكبودكم ؟ بيعرف ان وراه روحين تنتظره وبيجلس يهوجس فيكم ! وانتي ؟ بتصير الشعلة لهيب وحرايق تحرقتس يوميًا لأنه كان مستعجل ويقولون م معه الا ثمان ساعات ونص بس وهذا كله طريق لنجران ! يعني بتقنعيني انتس بترضين بلقاء وسط هالعالم وبحوسة فستانتس واللقاء ذا م يجي دقيقتين !؟
هزت الميلا راسها بنفي مرارًا وتكرارًا وهي غرقانه بدموعها ، تدري وتيّقن ان كلام امها صحيح مليون بالمية ، لكن هي مشتاقه وشافت طيفه بس واحترقت لأجل هالطيف اللي شافته لمدة جزء من الثانية ، ابتسمت ام تركي وقالت : اجل اهدي وهونيها وتهّون وخليه يرجع بسلامة ويشوف كنوزكم بحضنتس ويصير يضم لصدره اجمل اناث العالم
ضحكت وهي تشّد ع يد امها وتنطق : بأذن الله
ابتسمت ام تركي ومشت تجلس ع الكرسي ينتظرون ملابسهم عشان يبدلون وفعلاً اخذ تركي ساعة ووصل لعندهم مع باقة ورد لعاشقة الورد ، بدّلوا وودع الميلا وشرحت له امه انها بتجلس عند بنتها ليوم الولادة المنتظر ، فهم تركي وم حّب يضغط ع امه ومشى راجع للقصور ..
" في شقة جديد ، شقة صقر "
دخلوا اثنينهم ومشى صقر ينزل مفاتيحه ويعّلق شماغه ، لفّ وشافها تتأمل الشقة الصغيرة اللذييييذة ، من اثاث وترتيب وصور للبندري خذاها من دالين اخته بعد الملّكة وعلقها بالبيت ، صرخت تستلطف حركته ونطقت : احببببك !
مثّل الدوخة وطاح ع الكنب ونطق : يويل حالي محلاّها من منطوقتس !
ابتسمت تمشي له ، جلست وقالت : تدري انك رجال ؟ وتدري اني اسفه عشاني شكيت بها ؟! وتدري اني مسامحتك ع كل شيء صار والماضي ندفنه سوا ونعيش حياة هنية !
ابتسم صقر يسحبها مع خصرها ويشّدها عليه وينطق : وتدرين ان اكبر ذنوبي حبتس والله اني عنه م اتوب ! وتدرين بعد ان اكبر دلايل رجولتي هي اني خذيتتس زوجة لي ؟ من عبدالهادي ومن مهُاب ! خذيتتس وصرتي حلّيلتي ويكبر حظوظي بأكبر احلامي واعظم مكاسبي ! انا سفينة رسّت ع شط هواتس يبنت عايض !
ضحكت لأنه وصّف معاني اسمها وضمّته وقالت : اف محظوظ فيني !
ضحك يشّدها وينطق : انشهد بالله مين يقدر ينكر ؟
قام ومشى معها للغرفة ، ومن دخلوا تحت سقف واحد وبسرير يجمعهم كزوجين انكتبت البندري زوجة لصقر حقّ وحقيق ، وو..
" فالقصور ، جناح عقاب "
بعد م سلمت تركي الاغراض ، كانت تدور معه وماهي عارفة وش يسوي ، زفرت بتعب ونطقت : ممكن تقولي وش تسوي ؟
عقاب اخذ تميّم وشال الشناط ، هو فكّ الجبيرة وم يحتاجها اصلاً ، مشت وراه وركبوا الجيب حق عقاب ، مشى يطلع من اسوار القصور ولفّ يشوف نظرات السائل اللي يبي اجوبته حالاً بعيونها ، ضحك وقال : رايحين لبيتنا
توسعت عيونها بصدمة وقالت : مستحيييييل !
عقاب : فيه شيء مستحيل ع الفريق ؟
الجود صرخت بحماس ونطقت : اسألك بالله بيتنا انا وانت وتميّم بس !؟
ابتسم يمسك يدها ويشابكها بيدينه وقال : ايه ي الجودي ايه
ابتسمت بوسع ثغرها تبوس تميّم ، ومن فرط حماسها شّدت يده اللي بيدها تبي تبوسها لكن سرعان م سحب يدها لمنطوقه يبوسها وقال : اعقب م تبوسين يدي !
ضحكت من لطافته وكمل يقول : لكن شفايفي حلال عليتس تبينها ؟
سحبت يدها وسرعان م انفجر عقاب جنبها يضحك ، زفرت بتوتر وخجلت كثيير وحمّرت ملامحها ، ابتسم وقال : عطيتس يمين يسار
الجود ابتسمت وضحكت وضحك عقاب معها ، لفّت تشوف الفيلا الضخمة الفاخرة ونطقت بصدمة : OH MY GOSH !
*يا ألهي !*
لفّ بعد م وقف بنص البيت ونطق : ويش هو ؟ جوش ؟
انفجرت تضحك وقالت : يخي عيال وبنات عمي عايض مالكم حل وربي
عقاب : انزلي لا اهبدتس ي جوش
ضحكت تنزل ودخلت داخل وتميّم بيدها ، ميتة جمال وغرقانه بتفاصيل البيت اللي كساه اللون الابيض من كل جهة والاثاث يكسّر اللون ، ابتسمت وقالت : صح مو ذاك الزود ليش ابيض واسود ؟ لازم اوريك الواني واضيف بصمتي للبيت
دخل عقاب وقال : ابشري بس نريحّ وبكره خير وشسمه ابي كبسة مشتهيها !
الجود لفّت بصدمة وقالت : ومفطح العرس ؟
عقاب : حرام م طّب فمي
ابتسمت بحنّية وقالت : ابدل لتميّم واجيك
عقاب ابتسم وقال : لا تطولين برتب الشنط وادخل الهدايا
هزت راسها بنعم وقالت : تمام
مشوا بأطرقة معاكسه ، انتهت الجود من تميّم وانتهى عقاب من الاغراض وسكر الباب وراه بالمفتاح ، مشى للصالة وفكّ ازرار ثوبه وسحب شماغه يحطه ع ذراع الكنب ، شمّر اكمامه وطلع جواله وشاف اتصال فائت من اسر ، صرّ ع اسنانه ونطق بغضّب : الله يهديك يخوي !
رجع يتصل فيه وم وصله رد ، زفر بقرف وسكر جواله يرميه بطرف الكنب ، لفّ من نزلت ببجامتها ونطق : عجلي الجوع ذبحني واذا جعت تتلف اعصابي
ابتسمت وقالت : قم ساعدني تراني باقي م خلصت الاربعين
مشى يقوم للمطبخ معها ، بدؤوا يطبخون بهدوء ولمساتهم مرتبة للأكل ، قررت الجود يسوون بشاميل ووافق عقاب ع اي شيء ، لفّت له وقالت : الملعقة امسك جرب
قرب منها وانحنى وفتح فمه ، ابتسمت ودخلت الملعقة واكل عقاب قضمة وتلذذ فيها ونطق : ااممم يجنن !
ابتسمت ولفّت تسحب مناديل وتمسح الملعقة ، رجعت اخذت شوي لها وذاقته وقالت : لا كويس باقي المواهب موجودة !
لفّت له وانفجعت من نظراته لها ، لفّت حولها ورجعت تناظر فيه ونطقت : بسم الله عقاب ؟ علامك !
عقاب تكتف ونطق بحدة : وش سويتي قبل شوي ؟
الجود ابتسمت بلطف وقالت : تقصد اني عطيتك تاكل من يديني ؟ يخي شسوي اشوفك طفلي الاول قبل تميّمي !
نطق بعّلو صوته وحدته وقال : يتبن تمسحين الملعقة بعدي !!
ضحكت بصوت عالي ، سحبها يطبق منطوقه ع مبسمها وابتعد وقال : يحيوانه جايبين تميّم مني ترا ! وابوس منطوقتس كل م اشتهيت اتركي الحركات لا اشوتتس !!
توسعت عيونها بصدمة وقالت : الله ياخذك والتفاصيل اللي مالها داعي ! ترند ترند
عقاب تكى ع الرخام ونطق : واذا تفاصيل ؟ وامين الله ياخذني لحضنتس
لفّت وحلفت ان وجنتيها هي اللي تحترق مو البشاميل داخل الفرن ، ابتسم يشوف احمّرار وجهها وعنقها ، مُغرية لمّا تخجل وبقوة ، تقدم يسحب الباقة ويمدّها لها ، ضحكت بخجل تقرأ الكرت ونطقت بهمس : يحظنا بآسر وميالته !
ابتسم عقاب وقال : ويحظنا بالميلا وآسرها !
تقدم يحاوطها من خلفها ويبوس نحرها بهدوء وينطق :
الوردُ نبّت فجأة عندما خَجلتِ
ي أول أنثى غرسّت حُبها بداخلِ
-
ضحكت بخجل وبدأت تهفّ ع نفسها ونطقت : اوووف عقاب ابعد انكتمت منجد !
ابتسم يبعدها عن الفرن وحاصرها ع الرخام وقال بخبث : م الومتس يبنتي مقابلة الفرن والفريق وراتس شغال احضان وتبويس وغزل وقصيد !!
توسعت عيونها بصدمة وقالت : ابعد روح مني يخي
ابعد وهو يضحك ومشت تركض تطلع البشاميل من استوى علطول ، جهزت صحنين ومشى عقاب يجيب الكولا من الثلاجة ، هو تقضى كل نواقص وحاجات البيت قبل تجي الجود ، جلسوا مقابلين بعض وبدؤوا ياكلون بهدوء ، ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت :
شوفتك غيُم وحبك لي مطرّ
‏الله يدِيم الغيم ويزيد المَطر !
-
رفع عيونه لها وشافها تتأمله وضحك بخفه ونطق : صح لسانتس ي بطلتي ! ونعم والله
ضحكت وقالت : تضحك علي ؟
عقاب : مستانس كملي
ابتسمت تكمل اكلها ورفعت راسها من نطق : تبين تعرفين وش قالوا بحرفتس ؟
ابتسمت بفضول وقالت : اسلم ي بطلي
ابتسم عقاب وقال : انتي جودي وجنتي وجناني وجهنمي وجحيمي وجمالي وجزائي وجلالي وجُبني وجوادي و جزعي وجشعي وجبري وجُبِ وجنوني وجُسوري وجناحي وجوفي وجوهري وجمهوري وجبالي وجداولي وجروحي وجذوعي وجسدي وجلائي ، انتي حياة عقاب يالجود !
ميّلت راسها بلطف من داهمتها الدموع ، ابتسمت تمّد يدها تشابكها بيده ونطقت : وانت عقابي وعيني وعضُدي وعافيتي وعُمري عِطري وعبيري وعِشقي وعطائي وعطفي وعزِّي وعندليبي وعِمادي !
ضحك وقام علطول يضمّها ، نزلت دموعه ودفن وجهه بنحرها وضحكت وسط دموعها وقالت : لا خلا ولا عدم !
عقاب ابتسم وقال : اشهد بالله لا عدمت حسّتس بعُمري يعمري كله
تركوا الصحون بغسالة الصحون وطلعوا لغرفتهم ، ابتسمت تدور فيها بفرحة ولفّت من ضمّها وشالها بيدينه وقال بصوته الثقييل يشّل شيلة لها وقال فيها :
ي زيين ريح ضمييرك ،، م فيه بالقلب غييرك
بموووت وانا عشييرك ،، م خنت فالعهد ي زيين
-
ضحكت من استهباله وصوته ولعبّه بالغرفة وهي بين يدينه ، صرخت وقالت : مقدرر بدووخ وقف !!
ابتسم وطاح ع السرير وطاحت معه ولفّت بعيونها الوساع تتأمله ، نطقت برعب وقالت : فجعتني ترا !
ابتسم يسحبها لحضّنه ويكمل شيلته يقول :
تذبح بسلهامة العين ،، ومعنقٍ حول شبرين
والموت بين الشفاتين ،، يذبح بحُمر الشفاتين
والردف مافيه حيله ،، کاسيه ضافيي الجديله
کنه سبيب الكحيله ،، يضفي على عوده الزين
مضمره کنه منحوت ،، وانسار ممشاه بلفوت
اموت في شكله اموت ،، ذالحين ماهو ابعدين
-
ضمتّه لها وهي تضحك ، وهو يغني وطربان ، صاروا بحال افضل وببيت واحد بأسمهم ، عايشين بسعادة كبيرة الفريق اول وحَرمه ..
~ بعد مرور خمسة اشهر ~
وبعد معاناة الميلا الطويلة مع الادوية والابر ومختلف المواد اللي كانت تتعاطاها لأجل كنوز ، اخذت نفس عميق وزفرته ونطقت بتعب من ثّقل بطنها : وش صار ع غزول ؟
ام تركي بربكة : مدري بس قرروا لها ولادة ومن امس وهي عندهم
الميلا مسكت ظهرها وقالت : الله يعينها ويسهل عليها انا وحدة وصغيرة وذبحتني اجل هي !
ام تركي جلست بتوتر وقالت : الله يستر
جلست جنب امها وقالت : اقلّها قولي لهم اطلع اشوفها واطمن عليها
ام تركي بتعب : كلمتهم رفضوا يقولون الاسبوع ذا ولادتس خلاص اهجدي كلميها وهي تعرف حالتتس ووضعتس
ضحكت بسخرية وقالت : بجيب كنوز وبتصير ام التسع اشهر وابوها م جاء ولا شفنا له حسّ
قامت بقرف من وضعهم ونطقت : استغفرك ي ربي
جلست ع السرير واستغفرت ام تركي وعينها ع الجوال تتطمن ع غزيل ..
" في بيت ضيدان "
صرخت ورمتّ جهاز التحليل برعب وقالت : الله ي..
قاطعها ونطق : اص لا تدعين حامل !؟
هزت راسها بنعم وقالت : مقلب يبوي اعرف حركاتهم
سحب الجهاز وقال : بس طالع خطين ؟
سحبت الجهاز من يده وقال : ايه ايه مقلب نروح نشوف غزيل ؟
ضيدان ابتسم وقال : بسم الله طيب امشي ونشّيك اذا حامل ولا لا
شهقت دالين وقالت : هاهاهي وشدعوة ؟ ايه حامل امش
ابتسم يرفعها ويطيرها بالسماء ونطق : م بغينا ! النونو بيجيب نونو
دالين نطقت برعب : نزلني لا ادعي عليك !
ضحك يضمّها له ويشّدها له ويبوس راسها بفرحة ، ابتسمت تربتّ ع ظهره وتنطق : يحبيبي انت لو ادري انك بتفرح كذا حملت من اول ليلة يرجال !
ضيدان نزلها ووقف بصدمة ونطق : تقولينه صادقة ؟ لأن لي ست اشهر وتوو يثبت !
دالين حكّت دقنها وقالت : حظ حظ يرجال
دفعها عنه وقال بحدة : امشي لا اشتوي لحمك الحين امشي
مشت وقالت بهمس كاتمة ضحكتها : سمّ طال عمرك
ضحك وطلعوا للمستشفى وراهم استقبال توأم ولازم الكل يكونون موجودين ..
" في بيت سهم "
مشت تطلع من غرفة الملابس اللي تقابل غرفتهم ، طلع وقال : ضحى خلاص ي ضحى !
ضحى ضحكت وقالت وهي تسكر عبايتها : شدعوة م تعودت طيب م مرّ الا خمس اشهر
سهم مسح وجهه وشنبه واستغفر وقال : طيب يصير خير اذا م جبتك غصب الليلة م اكون ولد سلطان
ضحى بتحدّي : يرجال اعلى م في خيلك اركبه !
طلع معصب ومشت تضحك وشبكت يدها بيده وقالت : شوف م حرمتك مره يعني نقعد مع بعض ونحضن بعض وننام مع بعض بس اللي ببالكم ي الرياجيل م بيصير لو ايش الا اذا رضيت انا
سهم نطق بحدة : يشيخة ؟ هذي البندري حملت وصارت بالشهر الرابع وهي اصغر منتس ! وغالية برضو حامل
ضحى توسعت عيونها وقالت بصدمة : يهّب ولا تسّد من ام زكي اللي تنقّلك العلوم ذي !!!
سهم بكل برود ناسي الاتفاق اللي بينه وبين قوس اللي تبي ضحى تحمل وتشوف عيال اخوها ، نطق وقال : قوس
صرخت وقالت : يلعنمي فيها والله م تسلم السلوقية !
مشى يركب السيارة ببرود وقال : شكلي بصّف مع ضيدان
ضحى ركبت جنبه وقالت : ايييوه عليك نور شفت دالين وضيدان كيف عسولين !
سهم : انا كلب اذا م جاء بعد شوي يبشرنا
ضحكت وقالت : الصدز رحم الله امرىء عرف قدر نفس..
قاطعها من صرخ وقال : وضييحي !!
ضحى انفجرت تضحك وقالت : اعقب م تقولها لي بس اخواني !!!
صدّ يستغفر ويمشي متجهة للمستشفى مع الكل ..
" فالمستشفى "
ناصر ابتسم من لبس وانتهى ، رفع كمامته ودخل مع الطاقم الطبي ، رفع يدينه للسماء وقال : يارب سهلها
دخل وتسكرت الابواب وبدأت ولادة التوأميين ، وعلى راسها ناصر اللي حلّف محد يولد غزيل الا هو ، الكل واقفين برا بتوتر ، الجود جالسة وبحضنها تميّم ابو الخمس اشهر ، وتالين وامال واقفين حوامل بالشهر الثامن ، فلاح واقف وعلى يساره صقر ، والكل موجود بلا استثناء ، ابو فهد وام فهد جالسين عند مدخل غرفة الولادة ينتظرون خبر من ناصر ، وبعد اربع ساعات وبعزلة وهدوء تام ، يعكس الصراخ والصراع اللي عانتّ غزيل فيه ، طلع ناصر وبيمينه ولد محسن وبشماله بنته نوره ، صرخوا كلهم بفرحة وضحك وقال : وصلوا الشيوخ !
ام فهد بدموعها نطقت : الحمدلله ع السلامة وحسُن التمام وين غزل ؟
ناصر : ترتاح وبخير تسلم عليكم
ضحك عقاب ومشى هو وفهد وكل واحد منهم خذا له طفل وهم ميتين عند اللطافة ، كان محسن ناصر بالضبط ونوره والكيرليات الواضحة انها من امها غزيل ، قام ابو فهد وسمَى بالله واذن بأذن كل واحد فيهم ، ابتسم تركي وقال : مبروكين مبروكين يبو محسن وي ام نوره
ابتسم ناصر وقال : عقبالك تفرح بميلا
ابتسم تركي ومقصّد ناصر بنت تركي اللي قرروا يسمونها مِيلا مُقتبس من عمتها لكن بشكل احدث ، فلاح ضحك وقال : كويس فازوا البنات ع العيال ! ميلا بنت تركي وروفان بنتي وكنوز بنت اسر ونوره بنت ناصر
ضيدان ابتسم وقال : جعل اللي بيجي ولد واصّف مع طويل العمر
فزّوا كلهم مصدومين ويباركون ، لفّ سهم واشر ع ضيدان بغضّب وطاحت ضحى تضحك وقالت : لو انك داعي بمليون
سهم مسح شنبه ودقنه وقال بتهديد : معليه يوضيح معليه !
ضحكت ولفّوا البنات يباركون لدالين ، عقاب ابتسم وقال بحدة : عاد منجد نبي ولد !
ضيدان ابتسم وقال : ازهله كيف تبيها بس ؟ بلوتوث
ضحكوا العيال وضحك عقاب معهم ، لفّوا كلهم من جات ام تركي والميلا وراها ، فزّوا يسلمون ويبشرونهم ، ابتسمت الميلا وقالت : امانه ضحى شفتوهم ؟
ضحى انفجرت تضحك وقالت : ايييه واشكالهم تضحك
الجود رفعت حاجبها وقالت : تعقبين والله انهم عسوليييين خصوصًا نوره والكيرليات !
ضحكت الميلا وقالت : عسسل كيرلي بعد !
البندري ابتسمت وقالت : يعني صغار مو واضحة
امال : بس تهبل مره !
الجود لفّت للميلا وقالت : سمحوا تطلعين ؟
الميلا : انا طلعت بدون م يعرفون بنفس المستشفى يعني م بيصير شيء ! وبعدين خمس اشهر بنفس المكان م طلعت !!
ضحى ابتسمت تشّد ع يدها وقالت : هانت ي ام كنوز
ابتسمت ولفّت تصدّ عنهم من داهمتها الدموع ، عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ، مسكت بطنها بصدمة من الآلم اللي داهمها وشهقت من نزلت المويات وصرخت بأعلى صوتها ، صدّوا الرجال وفزعوا لها عيال عايض من فهد وناصر وعقاب ، صرخ عقاب وقال برعب : ولادة !!
الجود برعب وهي ماسكه اختها نطقت : ايييه !! ايه
سحب شماغه ولفّ ع يده لأجل م يلمس حَرم اخوه ، وشافه فهد وسرعان م فعل المثل وثامر يركض لهم جايب كرسي ، جلست وهي تصارخ وتصارع الالم ، شّدت ع يد عقاب وقالت بآلم : م بولد الا اذا شفته تسسمع ! رح لعديم الشعور والاحساس والابوة ! وقول له كنوز جاية
مشوا يساعدونها وطلعوا لغرفة الولادة علطول ، مسك ابو تركي راسه وقال : يارب سترك ! يارب بنتي لا يمسّها شيء اللهم اجعلها بردًا وسلامًا عليها
مسّك ذراع ام تركي وجلسوا بنفس المكان ، عقاب طلع يركض ورفع جواله متصل ع احد العساكر اللي موجودين فالمعسّكر ، لكن م كان يوصله رد ابدًا ، مسك راسه وقال : كنوز جايه وابوها م يدري ان ميالته حامل حتى ! والميلا نيتها شر والواضح انها بتقوم بينهم ! يارب هوّنها يارب
جلس ومسك راسه برعب ، محد مع الميلا داخل عكس غزيل اللي كان ناصر بجانبها وهو اللي ولدّها ، والجود قبل خمس اشهر وكيف عقاب كان معها بغرفة الولادة ، اسر له خمس اشهر م يدري عن اهله ولا يدري باللي تسكُن بطن الميلا وجايه بالطريق الحين ..
" وداخل غرفة الولادة "
صرخت بكل قوتها وبكل خلية تستنجد من الالم داخلها ، وبكل عظمة تحسّ فيها تنكسر ، صرخت وتقطعت احبالها الصوتية ، اختفى صوت الميلا وانهّد حيلها ، هي مع الادوية والحبوب والابر كان الالم مضاعف ، قطعّت بأظافرها كرسي الولادة كانت تضرب براسها من الالم ، ولا قدروا يحولونها قيصّري لأنها طلعت طبيعي ، طلعوا جزء من كنوز ، ودقّ جهاز القلب وتوقف قلب الميلا اثر صراعات الولادة والآلم اللي اجتاحها ، كانت ضعيفة فآخر خمس اشهر ، هي من وقت م طاحت عليهم م رجعت الميلا نفسها ، واثرت عليها الادوية بشكل كبير وبشكل نفسي بالتحديد ، صرخت الدكتورة ونطقت : طلعوا البيبي وسرييع انعاااش !!
طلعت كنوز بخير وبكامل صحتها ، وركضوا بجسد الميلا الهزيل اللي حتى الحياة خّلت منه ، طلعوا برا غرفة الولادة يركضون كلهم ، فزّوا آل مقّبل كلهم ونطق ناصر : شفيييه ؟
الدكتورة برعب : فقدنا الام !
صرخت الجود وام تركي معها ، من قبل لحظات كانت الفرحة تعُج بصدورهم والحين تركتهم الدكتورة بصدمة كبيرة مستحيل احد يقدر يتحملها ..
" في غرفة الانعاش "
ثبتوا الميلا ع السرير وركضوا بجهاز الانعاش ، مسكت القطبين ومسحتها ببعضها وولدت شحنة كهربائية وصعقت الميلا علطول وسرعان م رجع النبض ، زفرت بتوتر ونطقت بجدية : حمدلله الحقوا البيبي الام بخير وتوقف القلب عندها لمدة نص دقيقة بس ! اجهزتها الحيوية بخير وعقلها سليم بشروا اهلها
ركضت الممرضة وقالت بعجلة وهي تحاول تلتقط نفسها : بخير بخيير ! م فيها شيء والله
رضخت ام تركي تبكي ساجدة ، وصرخت الجود وسحبها عقاب لحضنه يمسح ع راسها وبيده تميّم ، الكل مجتمعين وبكاء ودموع الفرح م زادها الا خروج كنوز من غرفة الحضانة سالمة متعافية بكامل صحتها ، ابتسمت الممرضة ونطقت بهدوء : اسفه بس وين جدتها وجدها ؟
ابو فهد وام فهد قاموا علطول بحكم انها بنت الولد ، وتعتبر حفيدة عايض قبل تركي ، ابتسم ابو فهد ياخذ كنوز بين يدينه ، تأمل ببنت اسر وملامح ولده فيها وعيون بنت اخوه الوساع السود موجودة وغمازات الميلا وشامتها ، كانت بنت امها حقّ وحقيق ، ضحك يبوس خدها الصغير اللي ملمسه يشابه الحرير ، ونطق بهدوء : تأذن ي راشد ولا انا ؟
ابو تركي ابتسم وقال : لك الحق يخوي
ابتسم ابو فهد يأذن للمره الثالثة بهاليوم المليان بالإحداث ، ضحكوا كلهم من صرخت كنوز تبكي ، ابتسمت الممرضة وقالت : بس نحتاج الاب يعبي بياناتها وبياناته
عقاب تقدم وقال : انا بس وين ؟
الممرضة : تفضل معي اخوي
مشت ومشى عقاب وراها وتميّم بيده ، لفّت بهدوء وشافت حجم تميّم ونطقت بفضول : زوجتك الثانية ؟
رفع عيونه لها بصدمة ونطق : ايش ؟!
الممرضة ضحكت بفشلة وقالت : معليش بس اقصد ولدك صغير
عقاب نزل عيونه بغضّب للورقه ووقع بكل شيء وكتب اسم اسر وبياناته اللي حافظها عن ظهر قلب ونطق بحدة صوته : اييه م يخصتس !
سكتت ولفّت تسحب الورقة وتختفي من قدامه ، رجع ولفّوا من طلعت الميلا من الافاقة ومغطينها بالستار ، ابتسم ابو تركي وام تركي وتركي والجود يركضون لأختهم وبنتهم ، رفعت عيونها بهدوء وقالت : يمه انا وين رحت ؟ واسر جاء ؟
ام تركي بكت تحتضن بنتها بكل قوتها ونطقت : ي امي م رحتي مكان بس اغمى عليتس من آلم الولادة
الميلا ابتسمت وقالت : كنوزي ؟
الجود ضحكت تمّد كنوز للميلا وسرعان م بكت كنوز وبكت الميلا ، ضحكت دالين وصورت علطول وقالت : يناااااسو النونو جاب نونو
ضيدان ابتسم من نطقت بجملته لها وقال : والدور جايك يحلو
ضحكت وضحكوا كلهم ، ابتسم ثامر وقال : بدخل عادي ؟
ناصر توسعت عيونه بصدمة وقال : وييلمه ! تدخل ع حَرم عمك ؟
ثامر زفر بقرف وقال : يخي مو منطقي يتغطون مني !
حصة ابتسمت ومشت وبنت عمها بيدها وقالت : شوفها صغيرة !
ابتسم ثامر يشيل كنوز بين يدينه ونطق : عسسل !! والله انها مغير عمي وبعدين طلع مز وهو حرمة ؟
عقاب سحب عقاله وقال : اعقب ! سد حلقك لا يشبع ذا العقال من ظهرك
ابو تركي مشى يطلع من ورا الستار ونطق : مشينا للبيت كتبوا لها خروج
ناصر ابتسم وقال : كويس حتى حبيبة الدكتور بتطلع
فهد رفسه ونطق : فشلتنا ابوي يسمعك
لفّ ناصر وشاف ابو فهد ناقد عليه وضحك يبوس راسه وقال : تعرف يبه ام العيال
ابو فهد : البخ لا تبرر لي الله يسود وجهك
مشى يطلع وضحكوا كل العيال عليه ، وطلعوا معهم ثلاث افراد جدد لعايلة مساعد بن محمد آل مقّبل ..
" فالقصور "
داخل جناح فاضي استراحوا كل من الميلا وغزيل بغرفة وحدة ، عشان يونسون بعضهم ويقضون وقت يتعلمون مع بعض ، ضحكت غزيل وقالت : يحظتس بس وحدة
انفجرت الميلا تضحك وقالت : خير ؟ قولي بسم الله واذكري الله ع بنتي
غزيل توسعت عيونها وقالت بصدمة : ي فاارق ! نوره احلى منها
الميلا انفجرت تضحك وضحكوا بصوت واحد وقالت : اسمعي نقول لبناتنا اننا خوات ؟
غزيل ابتسمت بحنّية وقالت : وش الجديد ؟ انتي اختي طيب
ابتسمت الميلا وقالت : والله ابكي غزول !
غزيل ضحكت وقالت : بس تم عشان تسميني خالة
الميلا : اييه هذا المقصد
غزيل : بس نقول لجود
دخلت الجود والبنات معها وقالت : وش تقولون لي ؟
الميلا ابتسمت وقالت : بنكذب ع عيالنا اننا خوات يعني انا وانتي وغزيل
الجود اشرت بأصبعها ع خشمها وقالت : ع خشمي يبنت عبدالملك
ابتسمت غزيل وقالت : عليه الشحم
تالين جلست وقالت : ميلو كيف تحسين ؟
الميلا ابتسمت بتعب وقالت : مشتاقة وبالحيّل والله انهد حيلي وانا انتظر الله يسهل له يارب
البندري ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : معليه ان شاءالله يخلص بأقرب وقت
الميلا انسدحت من حسّت بصداع طفيف وقالت : امين يارب
امال ابتسمت وقالت : اوكيه خلوهم يرتاحون مشينا
الجود قامت وقالت : ايه والله لازم يرتحون شوي
طلعوا البنات للصالة مع الامهات وتركوا غزيل والميلا يرتاحون شوي ..
~ بعد اسبوع كامل ~
بعقيقة محسن ونوره وكنوز ، عزيمة كبيرة بأربع ذبايح لهم والكل من اهل مساعد ومن ناسبهم حاضرين ، مشى يركض بصحن العشاء ع راسه ، مشمر اكمامه وشكله فوضوي جدًا ، دخل بكل سرعته وشهقت الين برعب من دخل ثامر بكل سرعته ، وقفت قدامه مصنمة وبأذنها جوالها تكلم احد صاحبتها ، طاح فكه من الصدمة وشهق يلّف وينطق : يوولد ي حصييص !
مشت حصة تركض ودخلت وقالت : ييمه اليين !!!
بيسان مشت تدخل وراهم وقالت : اومميقااااد شااافتس
ركضت الين بصدمة تدخل داخل ، نزل ثامر الصحن وقال بجدية : لا تنفخ خشمها بس محدٍ حّولها
مشى يطلع وضحكت حصة ونطقت : تعجبني يالثقييل
ابتسم ثامر وحط شماغه ع كتوفه ونطق : م من ثقل يلعن اصّلها شقق !! صاروخ ارض جو !
ضحك يطلع من القسم لمجلس الرجال ، ابتسم يشوف عبدالهادي وعبدالعزيز ، ضحك وقال بصوت هامس : طلعوا خواتكم شق ! م الوم فلييح اجل
جلس وحاول يتناسى من الين ولا عنده اي خبر ان عندها توأم مطابق بالمعنى الحرفي ، اللي هي بيسان ولا فكر يتعمق بالموضوع وراه جامعة ووراه التحاق بالجامعة الطبية وده يصير ناجح مثل عمه ناصر وم ناسبته العسكرية ابدًا ..
" عند البنات "
بيسان نطقت بحدة : تكلمي !!
الين لفّت بغضّب وقالت : بيسو ! بلا غباء اكيد شافني ! بس صدّ علطول
حصة ابتسمت وقالت : يقول لا تنفخ خشمها
الين رفعت حاجبها وقالت : هذا وجهي اذا م طاح
بيسان نطقت بنرجسية : اكيد دامتس شبيهتي
الين انفجرت تضحك وقالت : شكلتس نسيتي اني اكبر بسبعطش دقيقة ؟
بيسان صدّت وقالت : لازم تبعص !
حصة ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : والله م الومه بس م ظنتي ثويمر يطيح بسهولة
بيسان : خفي بس والله لو انه عمتس عقاب
ضحكت حصة وقالت : بمووت حتى عمي ميت ع النسيّم اللي يهب عليه من الجود
طاحوا يضحكون وسرعان م ارتفع صوت عقاب الجهورّي وهو يقول : يووولدد طريييق نبي نزل العشاء !
حصة شهقت برعب وشافت الين وبيسان يركضون داخل ، رفعت شعرها عن وجهها ونطقت : تعال ي عمي !
دخلوا فهد وعقاب وناصر بالثلاث صحون الباقية ، ابتسموا من شافوا غالية داخل ودقوها سوالف معها ، دخلت ضحى والبندري معها وقالت : ماشاءالله السرابيت مجتمعين ؟
عقاب ابتسم وقال : ارحب يوضيحي اقرب مني
مشت ضحى ونطقت بحدة : لا توجعني تراني حامل
توسعت عيونه بصدمة وصرخوا غالية والبندري ونطق فهد بحدة : وجعااااه والصوت وجع !!!
ناصر تقدم بصدمة ونطق : اسألتس بالله !؟
ضحى انفجرت تضحك وقالت : خير شفيكم نقدتوا ؟
عقاب ابتسم وقال : افا بس انتي تحملين ؟ مستحيل يخي مستحيل
ناصر : ايه يولد تسوقها علينا
فهد انفجر يضحك بصوت عالي وقال : الله يقطعكم يعيال ندمت انها قالت لنا
ضحى نطقت بغضّب : لا خلهم خلهم !
مشت تطلع وركض عقاب يشيلها بين يدينه وهو يضحك بصوت عالي وقال : مبروك يتاج راسي والله يتمم لتس ع خير بس الله يعينتس من اسيّر اذا جاء
ضحى قطّبت حواجبها وقالت بأستغراب : ليه بيجي ؟
ناصر ابتسم وقال : ايه بس لاتقولين لحد مشى العصر وم بيلحق ع العشاء بس اهم شيء يجي
ضحى شهقت تبكي وقالت : اسألكم بالله !!؟
البندري بكت معها وغالية لحقهم ، فهد مسح وجهه وشنبه ولحيته اللي ملاها الشيّب ونطق : ليتكم م نطقتوا
عقاب : انشهد !
مشوا العيال يطلعون وكانت الاتفاقية بعد العشاء يفضّون القصور ويطلعون كلهم للديرة وتبقى الميلا وكنوز فيها عشان ياخذون راحتهم ، وبالفعل انتهى العشاء وفتحت الجود الباب عليها وقالت : بروح بيتي تحتاجين شيء ؟
الميلا هزت راسها بنفي وقالت : وين غزول ؟
الجود : تعرفين ناصر خذاها لجناحهم
ابتسمت وقالت : خلاص يعطيتس العافية جودي م قصرتي ارتاحي
ابتسمت الجود وقالت : انتبهي لنفستس
مشت تسكر الباب واشرت لهم وطلعوا كل آل مقّبل من القصور حتى الخدم معهم ، وخلتّ القصور الثلاث من الحياة والاصوات ، زفرت بملل وقالت : تعالي يبنتي خليني اتسلى فيتس
سحبت كنوز وسدحتها قدامها وفكَت اللفايف منها وسرعان م مدّت كنوز يدينها تتمطع وتتثاوب ، ضحكت الميلا ومشت تشيلها وفتحت الباب بهدوء وقالت : يمه شكل م فيه احد !؟
ضحكت تطلع بهدوء للدور الخاص فيها تحديدًا الجناح حق اسر ، فتحت الباب ونزلت كنوز ع السرير وسحبت اغراض استحمام جابتها لبنتها ، مشت لكنوز واخذتها وهي تضحك بكل فرحة ، نزلتها بالباث توب اللي جابته لها ، وبدأت تروش بنتها بهدوء وانتهت ولفتها بالمنشفه وهي تضحك وتبوس راسها مرار وتكرار ، سدحتها ع الفراش وصارت تصور معها وهي مجردة من ملابسها ، صارت تبوس كل انش ببنتها وتستنشق ريحتها وهي مبتسمة ، لبستها ومشت فيها تطلع للحديقة وشافت التجهيز الخاص بالعقيقة ، وسعت عيونها تدّقق بالمنظر وكان الموجود اسم كنوز بس والبلونات وردية ، استغربت وهمست : غريب ! وين نوره ومحسن وش يصير ؟!
مشت ودخلت داخل الدكة وشافت كرسي صغير يميّل لشكل الارجوحة ، ضحكت وحطت كنوز وربطت حزامها ولفّت يمين ويسار وقالت : بنتي كنوزي دنيتي جنينتي ! انتظريني ي ماما اجيب جوالي عشان اصورتس واجي
مشت تركض ودخلت داخل القصر ، وبالجهة الامامية للقصور تحديدًا البوابات ، فتح البوابة احد العمال ودخل اسر بالبنز حقته ، لفّ ورا وسحب اغراضه المعلقة فالمراتب الخلفية ، بدلته والشارات " النجوم الثلاثة " اللي توضح انه للحين م قدم ع الترقية وم زال نقيب ، نزل يقفل سيارته ومشى يسحب شنطته ولابس ثوبه وبيده اغراضه ، ابتسم يشوف طرف فالحديقة تزيّن باللون الوردي ، مشى له هو م يدري عن المفاجأة والعلم اللي وصله من عقاب هو انه كان فيه عشاء لعيال ناصر ، ابتسم وقال : والله وجاء تميّم وجاء محسن ونوره وانا للحين مشتحن للميلا وننتظر كنوزنا
مشى ووصل للمنطقة الخلفية وهو يسمع صوت طفلة تبكي بصوت خفيف ، ابتسم وقال : الله يقطع ابليسكم مخلين نوره برا !؟ ولا ذا محسن !
مشى ورفع عيونه للطفلة اللي جالسة بنُص الارجوحة وحولها ع بلونات باللون الوردي تشكّلت ع شكل قلب كبير ومعلق وراها اسمها بالخط العريض " كنوز بنت اسر " ، اخذ نفس من حسّ ان رجوله ثقلت ومعاد قدر يشيّل عمره وطاح ع رجوله ، عيونه متوسعة بصدمة ودموعه تجري مجرى الدم بجسده ، شهق بعلّو صوته وصرخ يبكي ، طاح اسر منهّد حيله من شاف بنته قدامه ، ومن سمعت كنوز صوت بكاء ابوها صرخت تبكي معه ، سحب يده وضرب عمره بالارض ، صار يضرب نفسه وهو يشاهق ، ركض يرفع نفسه لها وفك حزامها وشالها بين يدينه يبكي بكل حزن وحرقة ، بنته جات للدنيا وهو م عرف متى حملت ميالته فيها ، صار يستنشق ريحتها الطفولية ويحسّ شعرها اللي فيه قطرات مويه دليل انها اخذت شور ، طاح يبكي وبنته بحضنه وكل م هو يشّد عليها ، م فيه ولا خلية تساعد اسر يقوم ع رجوله ، منهد من كل جهة ودموعه م وقفت ابدًا ، مسح دموعه ونطق برجفة صوته وبحته : كنووزي ؟ بنتي ! وامي وابوي وخلّف اهلي كلهم !! ميالتي الصغيرة ! روح ابوها وريحة امها
ضحكت كنوز بخفه بحضن ابوها وسرعان م ضحك ورفع راسه من طاح جوال الميلا ع الارض ، شهقت تسّد منطوقها بصدمة وعيونها تغورقت بدموعها ، ابتسم يوقف ع رجوله وقال : ارحبي ي ميالتي ارحبي
شهقت تبكي بصوت عالي ومشت تركض له ، ابتسم يضمّها له ويحاوط خصرها ويشّدها عليه وقال بصوته الرخّيم :
فالبساط الاحمدي لا حزين ولا غريب
‏اقربي ي ضحكه رضاي وابليس يهبا !
مالتس الا صدري الواسع الحي الرحيب
‏اييييه ي ميالته وش تبين ي نبضه ووش يبا ؟
خلي الدنيا ي كنوزي ورانا تجيب اللي تجيب
‏منتس ي حلو السوالف وياا حلو النبا
-
ابتسمت وسط دموعها وباست فكه بكل حب ونطقت : اشتقت تدري ولا م تدري !! جبت كنوز وانت مو موجود ولا تدري انها ببطني حتى ! وحشتني ي صاحب المبسم العذب
ابتسم يبوس راسها بقوة وهو يستنشق ريحتها اللي هوجس فيها سنة وثلاث اشهر ، ابتسم يلفّ يشوف كنوز تتأملهم بصمت ورجعت عيونه تذرف الدموع ، مشى ياخذ الميلا بيده وكنوز بذراعه اليسار ، دخلوا للقصر وطلعوا لجناحهم ، ابتسم ينزل كنوز ع السرير ويسحب الميلا له ، نزل يقّبل منطوق اشتاق لحروفه ، قبّلها بلهفة عاشق ميت شوق ، كان يتمادى باللي يجوز له وم قصر ابد ، ابعد من طلبته تاخذ نفس وناظرت بعيونه وخشمه يلامس طرف خشمها وقال :
اي والله احبتس و صايبني عَ حبتس غُلو
‏اشد من غُلو التزام الدين عقب الهستره !
-
ضحكت بخجل وقالت :
اي والله احبك ومن قلبي اغليك
وحبك ياروحي وسط قلبي مقرّه !
ابتسم يميَل بوجهه ويبوس منطوقها ، جلس وحطها بحضّنه وقال :
لا والذي يعلم بسرّي ونجواي
‏ما حطّ غيرتس في ضلوعي علامه
دخلتي في قلبي وشيّدتي برضاي
‏قصر ٍ يضمتس مثل قصر اليمامه
يا بهجة أيامي ويا نور دنياي
‏حبتس كريم ويستحق الكرامه
ما للمودّه حدّ لا تبحث اقصاي
‏اي والله احبّتس ليوم القيامه !
-
ابتسمت تتأمل ملامحه وباست عيونه ، وضحك بخفه من نطقت وقالت : ليت اللذي خلق العيون السود ؟
ابتسم اسر وقال : اكملها بعدين تعالي بس
سحبها يضمّها داخل ضلوعه ، وابتسم يجيب كنوز ويحطها بينهم ونطق : لازم اذكر نفسي ان كنوز م كملت ؟
ضحكت وقالت : افا م تعرف كم عمر بنتك ؟
اسر ضرب صدره وقال : لاتوجعيني تكفين
الميلا انفجرت تضحك وقالت : اسبوع بالضبط
ابتسم بخبث وقال : اهجدي تراني مشتاق ويمكن نصبح وورعنا الثاني جاي !
توسعت عيونها بصدمة وقالت : تسوقها باقي م خلصت الاربعين
ابتسم وقال : بعد الاربعين يالخفوق
ضحكت وقالت : فدا يالغلا بس لا تروح مهمة لعنت شكلك
ضحك وبدأ يتخدر جنب كنوز ، نام ونامت الميلا معهم وكنوزهم بينهم ، وصاروا ابو كنوز وام كنوز وبنتهم كنوز بين يدينهم نايمين براحة عظيمة ومشاعر اعظم ..
" فالديرة "
وصلوا لبيت ابو فلاح ، ضيف اخوانه وامسّوا كلهم وراهم غداء لآسر بكره ، مشت فالحوش مشابكه يدينها بيدينه تطالع السماء والبدر اللي توسطها ونطقت : وصلنا للنهاية !
سهم ابتسم وباس راسها بقوة وقال : نهاية ؟ م بدينا ي ضحى
ابتسمت وقالت : اقصد نهاية لعيشة بالديار ؟ القصور م جاز لي سكنها
ضحك وقال : الحين ادق لك بيت طين عند الحلال
ابتسمت بضيق تأخذ نفس وقالت : تحسب عمار الدار ي سهم جدران والله ان عمار الدار ي سهم اهلها !
ابتسم يضمّها له وينطق : يعيوني اهلك معك وانا معك شفيك منكدة كذا ؟
ضحى مسحت دموعها بعنّف وقالت : وحشني بيتنا بس
مشت ومشى سهم معها ، دخلوا لأحد الغرف اللي فضّوها لهم ينامون مع البقية ..
" باليوم الثاني ، فالقصور "
صحى اسر وشاف ميالته وكنوزه مطقمين بالملابس وجالسين قبال بعض ، ابتسم يحاول يفتح عيونه وينطق بثقل صوته :
الصباح بشوف ميالتي وكنوزي غير
‏شوفتكم تنعش صباحي واهتنيها
انتوا الصباح وشوفكم يبناتي خير
‏كلمة الخير ⁧‫انتوا المقصودين فيها
-
ضحكت بخجل وقالت : صباح الخير يحبيبي يالله جهز نفسك ورانا غداء
تمطع اسر وصار يتسدح ع السرير كامل ، قام بصعوبة ومشى للحمام واخذ دش سريع وطلع يركض ونطق : كم الساعة ؟
لفّت كنوز له وابتسم وركض لها يبوس راسها بقوة وقال : يويل قلبك ي اسيّر بدال م تكون موته صارت موتتين ! بنت وشذا الزين هذا وانتي ام الاسبوع !!؟
ضحكت كنوز وضحك اسر ونزل يعضّ طرف خشمها ومشى مستعجل ولبس ثوبه وخلص ، لفّ من شاف الميلا جاهزة بعبايتها وقال : يالله ؟
هزت راسها بنعم ومشت تاخذ كنوز ، طلعوا من القصور متجهين للعزبة طوالي ..
" فالعزبة "
سحب البكرة يطلعها من الشبك ، ولفّ يشوف ثامر جاي وقال بجهورّية صوته : ثويمر ودك نذبح ثمراء لعمك ؟
ثامر ابتسم وقال : ماني راعي حلال سووا اللي تبون
مشى يجلس وانصقع بمعكاز جده اللي صرخ وقال : نعنبوك مهديك البكرة وتقول ماني راعي حلال !! قم قامت قيامتك ساعد عمانك !
فزّ ثامر يحكّ مكان الضربة ونطق : هاتها لا لا تذبحها
ضحك عقاب وقال : ماهي بذي يالتيس شوفها داخل م قربتها
خزّ ثامر عمه عقاب ومشى ، ابتسم عقاب وراح ورا الجبل ونحروها هو وفهد ورجعوا بعد م سلخوها ، ناصر قام يجهز النار وحطّ القدر فوقها وجهزوا المرقة وطمروا اللحم فيها وغطوه بالغطاء ، مشى عقاب رافع طرف ثوبه ويركض دخل المطبخ وشاف الجود وضحى يجهزون الصوص والسلطة والبطاطس والخبز وكبدة الخروف اللي نحره ناصر ، ابتسم وقال : عساكم ع القوة
الجود رفعت راسها وقالت : وياك وين تميّم ؟
عقاب : بحضن عمي سالم نايم
ابتسمت الجود ونزلت راسها تكمل شغلها ، لفّت ضحى ونطقت بحدة : لا توقف ع راسي اعجل علي وين اللحم ؟!
عقاب فزّ برعب وقال : بنت ! صوتتس لا يرتفع
البندري مشت تركض وقالت : عقيّب ابوي يناديك
مشى عقاب راجع للرجال وشاف سيارة اسر ، ابتسم بفرح وشوق لعضيده ونطق : ارررحب يبو كنوز !
كان اسر لابس نظارة شمسية ، وفاتح سقف سيارته البنز وكنوزه بحضنه ، وماسك يد الميلا اللي كاشخه وكأنها عروس من جديد ، نزلوا وابتسم من شاف عقاب مقبل له واطلق بسلاحه فالسماء ، ضحك يسّد اذن كنوز اللي انطلقت دموعها تبكي ، ابتسم عقاب وقال : نسيت ان بكّرك بنت !
ضحك اسر وقال : البقى يعقييّب البقى ي عضيد ابوها البقى ي تاج راسي
ضحك عقاب يسحب اخوه ويضمّه ، وسحب كنوز وقال بصوته الثقييل : بنت ! انا عمتس اعقلي
سكتت بصدمة تتأمل وجه عقاب ، ابتسم وقال : معجبة ! اسمع
لفّ اسر له وقال : لبيه ؟
عقاب بجدية : محجوزة لولدي لا اشوفك تعطيها محسن !
اسر اشر بأصبعه ع خشمه وقال : ع ذا الخشم يبو تميّم !!
ابتسم عقاب وتقدم يبوس خشم اخوه وقال : عليه الشحم يبو كنوزك
ابتسمت الميلا وقالت : عقاب عطني ياها
ابتسم عقاب ومشى يعطيها وقال : حمدلله ع لمّ شملكم ي ام كنوز
الميلا ميّلت راسها بحنّية وقالت : الله يسلمك !
ابتسم عقاب يصدّ ومشى مع اسر ، وارتفع اصوات ترحيب الرجال ومن سلام وتحمّد بالسلامة رجع اسر للخيام لأجل امه وخواته ، دخل وسلم وقال : م اسامحتس يحيوانه
ضحى وهي رافعه قميصها لفّت له وقالت : خيير ؟
اسر سحبها يضمّها ، يدخلها بين ضلوعه ، نزلت دموعه بحرقة من كل مره يشّد عليها ، شهقت تبكي بهدوء وتحاوطه ونطقت بصعوبة : اسيّر لا توجعني يخوي وشفييك ؟
اسر ابتسم يمسح خشمه وقال : حامل ؟ وعرفتي بحمل ميالتي ولا دقيتي ولا علمتيني يوم قابلتتس بالعرس م عهد الاسر ضحّاه كذا ؟ مين اللي غيرتس سهم ؟ اروح اذبحه
ضحكت ببكي وقالت : والله ان طلبها تقول م ابيه ينشغل وتوو حملت مالي الا اسبوع لا تسوي فيها يالدراما ثامر اعداك ولا وش ؟ وبعدين بندري خذت صقر ولا هاوشتها
اسر ابتسم وقرص طرف خشمها وقال : انتي غير يوضيحي غيير لكن حتى هي بيجيها قسمها وهذي معونة من عندي لكم والله م يرجع منها ريال واحد !
مدّ لأخته معونة زواجها وزواج البندري ، وخبر حملهم ثنتينهم وباس راسها ومشى ، ابتسم من عرضّت البندري من جنبه وسحبها يحتضّنها ، ضحكت وحاوطته وقالت : اف حبيبي فاقد حنان ؟
اسر بمزاح : لا فاقد البندري
ضحكت بخجل وقالت : وقف تحرجني لو سمحت
ابتسم وبعثر شعرها بيده ومشى ، رجع يركض للرجال من بدؤوا تحضير الغداء ، وسرعان م تأقلم اسر ومشى يساعد اهله ويشيل ويحط ورفض يجلس مع ان العزميّ م صار الا عشانه وعشان رجعته ، جلسوا حول الصحون ونطق بصوته الجهورّي : كثر الله خيير من هو خيره وكثر الله خير من مدّ لي الجزيلة لا عدمت رؤوسكم ي اهلي جعلني قبلكم !
صرخوا الرجال بصوت واحد وقالوا بمختلف الردود : بالعافيه ، حق وواجب ، حمدلله ع سلامتك يبو كنوز ..
مدوا يدينهم وارتفع صوت همساتهم بأسم الله ، وبدؤوا ياكلون غداهم ..
" عند الحريم "
سمعوا صوت الرجال وردودهم ع اسر ، ابتسمت ام فهد وقالت : حياكم الله ع كرامة ولدي اسر وبنته كنوز وميالته
ابتسمت الميلا وقالت : كثر خيركم يعمتي م تقصرون !
دالين ابتسمت وقالت : يحلو جمعتنا اعشقها
تالين ضحكت وقالت : منجد ! م اتحمل قعداتنا فالعزبة
امال : اقول خلّوا عنكم هذا لحم ؟
ضحى رفعت حاجبها وقالت : ابد دجاج ! تستهبلين
سدّت منطوقها تمنع نفسها تستفرغ وقامت ، قامت الجود وقالت : الله يسد نفستس يحيوانه وجعااااه صدز
البندري توسعت عيونها وقالت : كذا اجلسي واعتاشي
الميلا ضحكت وقالت : جودي م تحّب تشوف احد يسوي كذا ع الاكل
حصة ابتسمت وقالت : م الومها محد يحب
امال طلعت تاخذ نفس من برا ولحقتها الجود ، ضربتها وضحكت امال وقالت : ليش تطالعين بوجهي طيب
الجود توسعت عيونها وقالت : سدي نحرتس يتبن
ضحكت امال واعتلى صوت غزيل وهي تقول : امسكوها
فزّوا البنات يضحكون ومسكوا امال ، صرخت وقالت : لا في وجهتس م تحطينها غزيييل وخرروا المجنونة ذي عني !!
ضحكت غزيل وحطت اللحم بفم امال ، صرخت واستفرغت علطول ، صدّت الجود وركضت تستفرغ ، انصرعوا البنات يضحكون ورجعوا يتجمعون ع الاكل وبدؤوا البنات ياكلون بهدوء ولا كأنه صار شيء ، واللي تصبّ العصير واللي تمّد الشطة وجمعتهم كانت حياة ..
" بمنتصف الليل ، فالعزبة "
مشى بفروته بحكم فصل الشتاء ، وجلس يكمّل القعدة ولفّ ع اسر من نطق وقال : سرّوا الشيبان ؟
عقاب هز راسه بنعم وقال بصوته الرخّيم : ايه نعم يالعضيد بخاطرك شيء ؟
اسر ابتسم وقال : اي بالله ودي نجلس ونسولف ونقصّد
ضحى مشت وقالت : بنجي طيب ؟
اسر ابتسم يهز راسه بنعم وقال : تعالوا تعالوا
مشوا البنات كلهم وكل وحدة فيهم جلست جنب رَجلها ، واللي اكتفت بأخوانها فالقعدة ذي ، وبدأت السوالف تدور وتجي ويرجعون بالماضي واحداثه المضحكة ولا المبكية ، علاقاتهم مع بعضهم ، مقالبهم وضحكاتهم ، مواقف جمدّت الدم بشرايينهم ومواقف احييّتهم مية عام ، مواقف ابكتهم ليلٍ طويل ومواقف ضحكتهم لسنين قدام ، العافية والصحة والضحكة والبسمة كانت ماخذة الجو ، لفّوا الكل من بنات وعيال من نطق اسر وقال : تسمحون لي اقصّد قصيدة اخيرة لـ الليلة حقتنا ؟
الردود كانت اجابية والكل متحمس يسمعها ، امال دقَت كتف فلاح ولفّ وقال : لحظة ولا اقاطعك يبو كنوز
لفّ اسر والعيال والبنات ع فلاح من نطق : عيوني ؟
امال : عندي لعبة وخلّوا الشعر نهاية قعدتنا نسمعه
فلاح : وش قولكم ؟
اسر ابتسم وقال : ابد خذي راحتتس يبنت عمتي
ابتسمت امال وطلعت جرّة مليانه اوراق مختلفة ، ونطقت بهدوء : هذي جرّة تحديات
ورفعت بيدها اليمين جرّة ثانية وقالت : وهي جرّة اسماء
فلاح ابتسم وقال : حلو ؟
امال ضحكت وقالت : لا تضحكني اصبر الحين بنسحب اسم وبنسحب تحدي والكل لازم يسوونه اللي م يبي يقول عشان نطلع اسمه
الكل مجتمعين وقالوا بصوت واحد : بلعب ..
ابتسمت وقالت : اوكييه حلوين نبدأ
سحبت اول اسم ونطقت : عبدالهادي
ابتسم عبدالهادي وقال : موجود ي استاذة
ضحكوا كلهم وضحكت معهم وقالت : بسحب تحدي
وفعلاً مدّت يدها وسحبت تحدي ونطقت : يضحك !!
مسك طرف ثوبه وقال : هاتيه بس وانا ولد مقرن
العيال كلهم وضحى معهم قالوا : ونعمم !
سهم لفّ بصدمة وقال : فيه امبوستر وشكلها ضحى ؟
انفجروا البنات يضحكون عليها ، خزّت سهم وقالت : كملي
امال : تروح للشخص اللي تحمل بنفسك ضغينة عليه وتقوله تراك كريه
ابتسم عبدالهادي وقام ووصل قدام عقاب وقال : تراك كررريييه
عقاب ابتسم ع جنب وسحبه مع ياقة ثوبه وقال : معليك زود ودك نعيّد المطارحة ؟
فزّ عبدالهادي وباس راس عقاب وقال : عمي والله !
مشى يجلس وضحك اسر وقال : كملي
امال سحبت اسم وقالت : غزيل
ابتسمت غزيل ومدّت نوره لناصر وقالت : هلا ؟
امال رفعت يدينها للسماء وقالت : يارب اللي انا كاتبته
ناصر : غش يعني تعرفين الاحكام ؟!
امال : ايوه يالتيس انا اللي كاتبتها واسمي مو موجود يعني بأختصار م العب
فلاح انفجر يضحك بصوت عالي وقال : سددت لك وحدة يولد العم
ناصر انفجر يضحك وقال : نسينا فلوحي ؟
غصّ اسر بالشاهي وكله جاء ع وجه عقاب جنبه ، وعقاب كان ساكت ويتأمل اسر اللي ينتفض من الضحك ويحاول يمسح وجه عقاب بشماغه ، ابعد يده وقال : وخر وخر الله لا يعطي عدوك عافية فوق تعبه !
مدّ يده يسحب المنديل ويمسح وجهه ، ابتسم اسر وقال : م ابي اخرب الجو بس الوقت تأخر ولزوم نسّري اقول القصيد ؟
العيال كلهم ردّوا بالأيجاب ، عكس البنات اللي عارضّوا بحكم اللعبة اللي عاجبتهم ، ابتسم يطنش البنات ولحفّ كنوز اللي بحضّنه نايمه بفروته ، رفع ظهره ومدّ ذراعه ومسك فيها كتف عقاب ونطق مبسمه العذب يقول :
بداية حبه كانت غرابيل وصدود
خذتني سّود الليالي للرمضى بعييد

عشقت واحدٍ اشهد انه بالصدر موجود
لكن ليّا مني جيت المحه بعيني فقيّد

انا ي عقاب ميتٍ عند نظرات عيونه السود
هو غزالً وانا صيّاد ولو اني م اصيّد

قيّد قلبي بحبه بدون ترخيص وبنود
وانا اشهد ان قصيدي لتواصيفه م تزيد

خذيته بعنّاد الرجال والخنجر بصدري موجود
وملّكته غصب بقول بن عايض وفعلٍ اكيد

وانا ي عضيدي هويّت لحبه سنين وعقود
والله ان احبه واحبه واعشقه للعمر المديد

مالتّ بي الميلا ميّلة خصرها المعقود
بين يقطينتين ورمان وتوت م يصفها قصيد

تجرعتّ بحبها خمرٍ حلال يذهب العقل وزود
بين مبسمٍ فيه من الجنة نسمها والنار تشّيد

وانا مع قول الشاعر ليت اللذي خلق عيونها السود
خلق قلب ابن عايض الخفّاق من فُلاذ وحدييد
-
تعالت اصواتهم بقول معروف " صح الله لسانك ، صح منطوقك .. " ، كانت البسمة معتلّية وجه الميلا اللي تحتضن ذراعه اليمين ، ضحك من لفّ عليها وباس راسها بقوة وقال بجدية : والله ان البنات سنين ! ووالله ان الميلا حياة !
ابتسمت تشّد ع ذراعه من قوّ خجلها ، الكل احتضّن حبيبه بهالليلة الجميلة ، مع نسناس البراد وشبة النار ، ابتسم الفريق اول ونطق بهمس : اهيم بآصغر عناقيد البنيّات !
مال بجسمه ينحني لها ، يبوس يدها وابتسمت الجود وتميّم بحضّنها وقالت : وانا عاشقة لأشجع الرجال ! انا هيمانه ببطلي
ابتسم يحتضّنها ويكملون جلستهم ، ضحكاتهم وسوالفهم اللي ترّد الروح ، ليالي الشتاء الباردة م كانت شيء عند لهايّب غيرة احفاد مساعد وحنيّة حفيداته ، كانت هذي طريقتهم في انهم يدفئون بعضهم ، عيالهم بأحضانهم واللي كانوا داخل جوفهم يسكنون ، مشّوا لبيوتهم راجعين ، قاطعين مسافات م يحسّون ببعدها لحُبهم لشريك سفرهم وشريك حياتهم القادمة ، انتهت قصتهم لكن م عمرّه حُبهم بينتهي لبعضهم ..
________•••________
مسك الختام ❤️
انتهت رواية #ليت_اللذي_خلق_العيون_السود بحمد الله وفضّله ، كُتبت بداعي المشاعر والعاطفة ، مشاعر حزينة تطغى علي حاليًا مو مصدقة ان مشوار خمس اشهر انتهى ، الحمدلله انتهت بخيرها وشرها بفرحها وحزنها ، كُتبت من نسج الخيال ولا تمسّ الواقع بصلة ، اتمنى انها نالت اعجابكم ، نستودعها الله ونستودع معها آل مقّبل جميع ، الله يجيب الخير يحباااني ولنا لقاء بإبحار ثالث قريبًا ❤️
~ كاتبتكم الجُّود بِنت مطّلق ✍🏻

🎉 لقد انتهيت من قراءة ليّت اللِذي خَلق العُيون السُود ... خَلق القُلوب الخَافقات حَديد 🎉
ليّت اللِذي خَلق العُيون السُود ... خَلق القُلوب الخَافقات حَديد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن