_١٠_(فرصة ثانية للفؤاد)

Начните с самого начала
                                    

يبدو أن بداية تلك القصة ستكون كارثية ليست كأى قصة حب عادية ،بل هروب من ماضى و حاضر أليم و مستقبل سيطاردها لزمن طويل ،لكن لمن النصر اليوم؟
لفتاه لم تعرف معنى الحب أم لفتى تألم من الحب لسنوات عديدة ؟
لكنها قوية و لن تستسلم بسهولة
.............................................................

بالأعلى بغرفه المكتب ،كان "غيث"يحاول بشتى الطرق أن يجعلها ترحل دون أن يقوم بجرحها ،لكنها كانت ملتصقة كالعلكة ،فلم يجد أمامه سوى الصراحة فقال:
مايا أحمد بيحبك ، بعيدًا عن أن مشاعرى ناحيتك ما هى إلا زمالة و صداقة عادية مش أكتر ،و كون صاحبى بيحبك دا يخليكى بعيدة عن نظرى بكل المقاييس ،أنا و أنتِ مستحيل يجمعنا حاجة يا مايا ،حتى علاقة أحمد بيكى أنا رافضها من البدايه ،لأنه يستحق حد تانى مش هقول أحسن منك ،لكن حد يناسبه أكتر و يقدره مش يستغله
أنتِ عارفه بمشاعره ناحيتك من البداية و مع ذلك تغاضيتى عنها و اتعاملتى على أنه عادى بل كنتى بتحاولى أوقات كتير تتسغليه عشان تقربى منى  ،أو حتى تستغليه لإرضاء نفسك الضعيفة
مايا أنا لا و مليون لا ، ببساطه اللى صاحبى يحبها تحرم عليا
اقترتب"مايا" منه بغضب شديد و قالت بينما أمسكت بساعده الأيمن و ضغطت عليه بحدة ،لكن قوتها أمامه ما هى إلا نسمة هواء ليست أكثر:
و أنا مبحبوش هو الحب بالعافيه يا غيث
أبعدها عنه و قال بحدة مماثلة :
نفس الشىء يا مايا،أنا مبحبكيش ،و لا عمرى هفكر فيكى فى يوم ،نصيجه منى أنسينى يا مايا
لم تتحمل أكثر من ذلك و اندفعت نحوه تعاقنه ،و هى تقول :
متقولشى كدا أنا بحبك 
لكنه تدارك الموقف سريعًا و أبعدها عنه دافعًا إياه بخفه قبل أن تصل له،لكن فى تلك اللحظة دخلت هى ،اخر شخص كان يتمنى أن يراها فى موقف كهذا 
دكتور غيث
توقفت الكلمات فى حلقها و هى ترى هذا المشهد العابث ،شعرت بأن هناك شىء ما بداخلها ينكسر ،لكنها حاولت التحلى بالقوة و قالت و هى تخفض رأسها للأسفل سريعًا:
اسفه الباب كان مفتوح و مدام هناء مش بره ،عن اذنك
لكنه لحق بها سريعًا و هو يقول :
رنا استنى ،متفهميش غلط
و من خلفه وقفت"مايا" و هى تهتف باسمه و تقول بحزن :
غيث ،استنى أنت رايح فين ؟ غيث متسبنيش
لحق بها مباشرة ،دخلت هى لغرفة عملها و جلست على مقعدها أمام المكتب المخصص لها  ،بينما اقترب هو منها و انحى بجذعه العلوى واضعًا كلتا يديه على المكتب و قال:
أحنا كنا بنتكلم بس على فكره ،مفيش أى حاجه بينا ،صدقينى أنتِ بس دخلتى فى وقت مش مناسب مش أكثر ،لكن أنا و مايا مستحيل يجمعنا حاجه غير زماله و بس
رمقته"رنا" بسخط شديد و قالت بينما كانت تضغط على القلم التى تمسك به:
واضح يا دكتور
شعر من حديثها بأنها غاضبة،فهتف متسائلًا بأمل :
أنتِ مضايقه منى ؟
حركت"رنا" رأسها نافيةً و هى تقول بإقتضاب بينما كانت تتحاشى النظر له:
لا اطلاقًا يا دكتور
لاحظ أنها لا تنظر له بل تتعمد النظر للاتجاه المعاكس ،فقال بدون وعى :
طب بصيلى حتى
نهضت"رنا" من مقعدها و ألقت القلم بحدة مما سبب صوتًا عاليا إلى حد ما و قالت غير عابئة بأحد و لكن لحسن حظهما كانت الغرفة فارغة تقريبًا:
فى حاجه يا دكتور غيث ، حضرتك سايب مكتبك و جاى ورايا ليه ؟ ايه تفسيرك لدا ؟
توتر للغاية من صراحتها ،فقال بنبرة مضطربة:
مش عايزك تفهمينى غلط؟
ابتسمت بسخرية و هى تقول بجرأة لا تعهدها :
ليه ؟ يفرق عند حضرتك  ايه افهمك غلط و لا صح ؟ مين أنا عشان تهتم بوجهة نظرى عنك ؟
زفر"غيث" أنفاسه بضيق شديد و قال :
مش عايزك تفهمينى غلط و خلاص ،من غير سبب لدا ،مش لازم كل حاجه يكون ليها سبب يا رنا
أومأت"رنا" برأسها و قالت بينما كانت تناوله بعض الأوراق الخاصه بالعمل:
تمام يا دكتور ،أنا كنت جايه للمكتب عشان أدى لحضرتك الورق دا ،محتاجه توقيع حضرتك
أخذ منها تلك الأوراق بعد أن أجلس على أقرب مقعد قابله ،وضع قدمًا فوق الآخرى ،و بدأ فى قراءة محتوى الأوراق سريعا ثم وقع عليها بهدوء ، رفع رأسه فى النهاية و قال متسائلًا:
حاجه تانيه ؟
حركت"رنا" رأسها نافية و قالت :
لا مفيش أى حاجه تانية ، و لا عمره هيكون فى حاجة تانية
نهض من مقعده و قال بينما كان يطالعها بحيرة:
أفهم من دا ايه يا رنا  ؟
ردت عليه قائلةً بنفس طريقته:
مش لازم كل حاجه نفهمها يا دكتور 
تفهم"غيث" ما تحاول فعله و قال بإقتضاب ،بينما كان يتجه للخروج:
عندك حق 
دخل لغرفة مكتبه و اتجه مباشره للمرحاض ، حيث وقف أمام المرأة و قال محدثًا نفسه:
غبيه ، و بتستغبى  و أنا زى الأهبل جريت وراها عشان أوضحلها ،أنت بقيت ضعيف يا غيث ،بقيت شبه العيال الصغيرة اللى متعلقه بلعبة
أنا لازم أفوق من الوهم دا

مريض نفسى بالفطرةМесто, где живут истории. Откройте их для себя