_ 13 قمر دموي.

625 48 67
                                    

سبحان الله العظيم سبحان الله و بحمده

لا إله إلا الله.

لاحول ولا قوة إلا بالله🌼🌙.

.
.
.
.

يداها مكبلتان بسلاسل صدئة إلى الحائط بينما تحمل منجل تنقيب بيدها، لقد عاقباها بجعلها تنقب عن الذهب وسط هذه الجدران لساعات، طبعا قاومت لكن إنتهى بها الأمر تتعرض للضرب من هذا اللئيم، أما الثاني فلم يتدخل كالمرة السابقة، يبدو أنه إقتنع من النقاش الحاد سابقاً.

ما كان منها إلا مسايرتهما و ها هي تضرب الحائط مرة اخرى بيدها اليسرى السليمة لتتساقط المزيد من الكتل أرضا و التي لم تهتم حتى للتحقق مما إذا كانت ذهبا ام لا.

ضربت و ضربت بقوة، يدها اليسرى تنبض بالألم و اليمنى كذلك، رغم أنها لم تستعملها إلا أن التعب وحده الذي أسقط على كتفيها جعلها تشعر بأنها تحمل وزنا ثقيلا في كلتا يديها،

لم تكن تضرب الحائط خوفاً منهما بل غضبا، تحاول كبت أعصابها بقوة حتى لا تفعل شيئا يودي بحياتها، لكن بالأخير إنهارت أرضا خائرة القوى و تلهث بقوة، كانت ستواصل في حالتها العادية لكنها لا تريد نوبة جديدة تقتلها هنا.

هيا آيلا إبتسمي للكاميرا. أردف صوت باتت تكرهه كثيراً بينما يقرب هاتفه مشعلاً ضوء الكاشف المزعج.

خبأت وجهها في مرفقها بينما تضغط بقوة شديدة على المنجل بين يديها.

لا تفعلي شيئا، لا تفعلي شيئا.

كيف حالك اليوم أنا متأكد أنك معجبة كثيراً بضيافتنا الكريمة، حتى أننا أطعمناكِ من مخلفاتنا وآويناك في أرضنا الباردة، أليس هذا كثيراً للقيطة مثلك...

ضغطت أكثر على المنجل حتى إبيضت مفاصلها، و كذلك شفتاها الجافة التي نزفت من عضها لها، كيف إنتهى بها الأمر هكذا، عبدة مهانة، كانت إنساناً كيف إنتهى بها مذلولة من الطغاة، لماذا أصبحت حريتها مكبلة إلى جدران تكاد تنقضي، كانت حرة لماذا أصبحت تبكي من أجل بصيص نور، كانت طائراً حراً فأين أجنحتها.

رفعت أيديها المرتعشة أمامها تحدق فيهما بصدمة، كلامها قذرتان ومجروحتان و مليئتان بالخدوش و النتوءِ.

ترقرقت عيناها بالدموع لما آلت إليه حالها، طأطأت رأسها كأنما حملته وزن همومها.

لكن من الجيد أنك تحاولين المساعدة، ها أنت أمضيت اليوم في التنقيب، أحرزت حصاداً جيداً لكن لا يوجد ذهب، لذا أظنك ستضطرين إلى تقبيل أقدامنا اليوم.

 New Moon || قمر جديد Where stories live. Discover now