مرت عدة ثوان وأنا في تلهّف قلِق لسماع ردّها "حسناً أنا أفعل .."
"قومي بالضغط قليلاً على أنفك لتقللي من قوة التدفق.." كنت متأكدة وواثقة لكن نبرتي مضطربة. استذكرت جميع التعليمات وهمهمت هي مجيبة
"حسناً انتظري قليلاً بضع دقائق" نطقت والقلق يأكلني يداي أصابتها رجفة خفيفة تذكرت عندما أخبرتني أنها أصيبت بالإغماء في إحدى المرات إثر نزيف مشابه دون أن يشعر بها أحد لفترة من الزمن.
"لا .. دعيني معك لن أقفل!" بلهجة مصرة غير قابلة للنقاش قلتها.
"فقط اتركيني على الخط"
مرت عدة دقائق وأنا أمشي بعجلة وتوتر والهاتف ملاصق لأذني. الأفكار تأخذني هنا وهناك وأنا أنتظر.
نطقت بقلق "أنت بخير؟ هل توقف" صدر ضجيج وصوت أنفاسها اقترب .. ثوان ثم أتاني نطقها بما كنت أنتظر .. "أجل ..لقد توقف بالفعل" بنبرة تشي ببعض التعجب والراحة.
تنهيدة عميقة خرجت من جوف صدري وتنفست الصعداء "حمداً لله"
ضحكة عذبة خرجت منها قائلة "شكراً"
"رباه..لماذا تركوكِ وحدك وأنت متعبة؟!" أتبعتُ بنبرة كتمت خلفها الكثير من الغضب واللوم.
"لا بأس أنا بخير لا تقلقي" نطقت هي محاولة طمأنتي "أرسلي لهم على الفور!" بأصرار قلتها.
"لا داعِ حقاً صرت أفضل!" تبرير آخر لا جدوى منه
"أرجوك أفعلي"
"حسناً حسناً"
مرت ثوان ثم أجابتني "سيكونون هنا بعد ساعة بالضبط"
"ساعة؟"
"أجل..أنت اذهبي الآن شغلتك معي وأقلقتك، أعتذر .. لا أصدق أنه حدث هذا وأنت معي على الخط!"
"كلا سأبقى "
"ماذا؟"
"سأبقى معك على الخط حتى يرجعو"
صمتت قليلاً ثم نطقت وكأن عيناها قد أدمعت "شكراً لك.."
وبقيت فعلاً معها وتحدثت لأسليها حتى سمعت صوت الجرس همست لي أنهم قد عادوا وأخبرتني أنها تحبني وأغلقت ..
لم يطمئن قلبي إلا حينما علمت أنها لم تعد وحدها وستكون بخير.
ذلك الاتصال جعلنا أقرب لبعضنا
سألتني لاحقاً كيف أعرف الإسعافات الأولية للنزيف وأخبرتها أني بحثت بعدما أخبرتني في المرة السابقة أنها تعرضت له.
تعجّبت كيف فعلت .. مع أني غير موجودة مادياً معها.. لكن بالنسبة لي .. أي شيء يخصها يهمني.
___________
🌵 : لا حقاً، في ذات يوم نشر هذا الفصل أتى الرد ..
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
🌵: نتمنى دوام المحبة بين كل صديقتين
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
