"خطوة نحو الجهول"

46 1 0
                                    

.
.
.

(الجزائر)

إحدى المشافي العمومية

كانت واقفة عند باب تلك الغرفة التي ينام بها جدها
كانت عيناها تنظر بحيرة بما ستفعله في المستقبل لقد باعت كل شيء يملكونه وبنصف
الثمن فقط كي تأمن عملية جدها وتتمكن من السفر امريكا

تنهدت بعمق لا تدري ما سيخبأه لها مستقبلها في بلد غريب وناس غريبة كيف ستتصرف
صاحبة الثامنة عشرا مع كل هذا
إستدارت على صوة جدتها الباكي التي تجلس على كرسي الإستقبال بجانب إبنتها فايزة
الجدة:أي حظ هذا لم يبقى لدينا شيء حفيدتي ذهبت وزوجي يتعذب وسط تلك الالات لم
يبقى لنا شيء بعنا كل شيء فوقها ستذهبين وحدك الى تلك البلاد الغريبة لا نعرف أحد
ماذا سيصيبنا بعد ياالله...

إقتربت قدس من جدتها لتضمها بقوة وهي تحبس دموعها لتقول
قدس:وحدي الله يا جدتي هذا إمتحان الله لنا سنصبر لأن كل الصابرين جبرو لا تقلقلي
أعدك أني سأصلح كل شيء الا تثقين بي ياجدتي

وضعت الجدة يدها على خصلات قدس الفحمية
لتقول باكية
الجدة:سامحينا يابنتي لا أصدق مالذي جعلناك تعيشينه في هذا السن

إبتسمت قدس لتقبل يدي جدتها وتقول قدس:لا بأس ياجدتي سيمضي كل هذا بإذن الله

عادت مرة أخرى لتقف حين سمعت رنين هاتفها نظرت لذلك الرقم الغريب وإبتلعت ريقها
نظرت لأمها لتقول
قدس:سأعود حالا إنتهبي لجدتي

واستدارت لتبتعد بخطوات سريعة وقلبها يدق بقوة
حتى وصلت لحديقة المشفى فتحت الخط لتقول
قدس: آ آلو

أغمضت عينيها بقوة لتتساقط عبارتها ضغطت على ذلك الهاتف بقوة في يدها لتقول بغصة
مريرة
وتين:ق قدس .. أختي

أجهشت الأخرى بالبكاء وهي تقول
قدس:وتين أختي صغيرتي كيف حالك... ها ماذا حدث أرجوك أخبريني... أين أنت... سآتي
اليك أرجوك وتين ...تكلمي

وضعت وتين يدها على شعرها لتضغط عليه محاولة تخفيف ألم قلبها لتقول
وتين: أنا أنا بخير أعدك سيأتي يوم وأعود فيه اليكم سأشرح وقتها كل شي فقط عديني
عديني بأن تعتني بأسرتنا أرجوك قدس إعتني بهم لحين عودتي

هزت قدس رأسها بنعم بسرعة ودموعها تتساقط لتقول كاذبة
قدس:ن نحن بخير بأفضل حال نحن فقط نريد أن تكوني بخير سأعتني بهم لا تقلقي

إبتسمت وتين وهي تستمع لكلمات أختها لتقول
وتين:إعتني بنفسك وتأكد انا دائما معك ولو كنت بعيدة
إبتلعت غصتها لتضيف قائلة
وتين:أقسم أني ماخنتكم يوما ولكن القدر خذلني.....

لتغلق ذلك الهاتف قبل أن تسمع إجابتها
قدس:وتين ااالو وتين أرجوك لا تذهبي

أنزلت ذلك الهاتف من أذنها لتضع يدها على قلبها وهي تبكي بمرارة ليشفق عليها المارة مسحت وتين دموعها بسرعة وعادت مرة أخرى لتخرج من الحمام قامت بمسح رقم قدس
وأعادت وضع الهاتف في مكانه
إستدارت على صوت خطواتهما
إبتعدت بسرعة من مكان الحقيبة كي لا يكشف أمرها ونظرت لهما بعينيها الحقودة
رفع زرقاوتيه للتقابل مع خضراوتيها تأمل ذلك الاحمرار الشديد بهما ليقول بتسائل
دانيال:أكنت تبكين؟

إبتسمت باستهزاء من سؤاله لتقول
وتين:منذ أن عرفتك ايوجد شيء غير البكاء؟

إقتربت لورين من حقيبتها لتحملها ثم إقتربت من وتين مرة أخرى وهمست في أذنها
بصوت كفحيح الافعى
لورين:هذا وعد من يهودية لن تري غير الدموع في حياتك أيتها الصغيرة سأحول حياتك
لجحيم

إبتسمت وتين بغرور لتفعل كما فعلت وتقترب من أذنها وتهمس بنفس النبرة
وتين:وهذا وعد من مسلمة جزائرية سأحرقكم في نار الدنيا قبل نار الآخرة

إبتعدت منها لتتقابل عينيهما بنظرات ستحرق الاخضر واليابس
أزاحت لورين نضراتها عنها لتتقدم بثقة ناحيت الباب وصوت كعبها يعكر هدوء المنزل.

.
.
.

وتين اليهودي(أنغام محامدي)Where stories live. Discover now