وتين اليهودي(أنغام محامدي)

"أتزهر أيامنا يوما أم أن حياتنا لعبة القدر"

ْ
ْ
ْ

وقالو ضحكاتها تلك أرقى من قطرات الندى
أخبرهم ياقلبي أن الفرح هجرني وغدا
أخبريهم يا عيوني أن الدمع اقسم أن يتخذ من عيوني مقلعا
أخبريهم يا مالمحي أن الحزن وجهي اكتسى
وما الإبتسامة إلا قناع يخنقني وإني حبيس الاسى
أغلقت دفترها بعدما تأملت حروفها المدونة عليه فتاة ينحني الورد من جمالها ،ويستحي
الجمال في حضرة ابتسامتها . أيشفع لها جمالها أمام قدرها ؟ أم سيذيقها من قواعد الألم
الأربعين؟.
نظرت إلى قلمها وإبتسمت بعفوية وقالت
وتين:أعلم أني أعذبك كثيرا وماذا أفعل إن كنت انت الوحيد الذي يترجم ألمي
عادت لتخبىء دفترها وقلمها في محفضتها الصغيرة اغلقتها وإبتسمت وهي تستمع لندآته
المتكررة
نظرت إليه وهوا يقترب منها وسط تلك الحقول الخضراء الجميلة حقول الجزائر أو جنة الله
في أرضه.

إقترب منها بإبتسامته البشوشة وقال
جابر:ماذا تفعليين هنا حفيدتي ووحيدتي جدتك تبحث عنك.

تنهدت من اعماقها إقتربت منه وأمسكت يده
وقالت
وتين:أردت أن املئ عينياي بجمال الطبيعة
ثم اسردت حديثها وهي تطالع وجهه البشوش بتسائل
وتين:ألا يمكن ؟
إبتسم وقبل رأسها بحنان وقال
جابر:أيعقل ألا يمكن يا وحيدتي فجمال الطبيعة يحتاج لمنافس وعينيك منافسة.

ابتسمت بفرحة وهوما يكملان طريقهما للبيت
بعد دقائق فتحت باب المنزل ودلفت اليه وابتسامتها تزين وجهها اقترت من جدة خديجة
التي كانت تضع الاطباق على المائدة بمساعدة إبنتها فايزة قبلتها من جبينها ثم جلست على
كرسيها وقالت بتسائل
وتين:أين قدس

لتجيبها قدس القادمة من ورائها
قدس:أنا هنا كنت أحضر للامتحانات يا آنسة.

ثم أقتربت من كرسيها وجلست عليه

وتين:لا أصدق ان الامتحانات النهائية إقتربت.

قدس : سننجح بإذن الله لا تقلقي.

ثم باشرو بتناول طعامهم بعد أن جلس كل من جابر الجد وخديجة الجدة وفايزة .
بعد عدة ساعات اغلقت كتبها وقفت وإقتربت من النافذة رفعت عينيها التي تأسر الناضريين
باللون الأخضر وهي تتأمل في ذلك الضلام الذي غلف المكان إبتسمت وهي تطالع النجمتين
القريبتين من بعض وقالت بصوة خافت

وتين:أمي أبي إشتقت لكما كثيرا أعلم اني كبرت على هذا الكلام لكن ماذا أفعل اذا كنت أشتاق لكم دوما هذا ليس بيدي ابتسمت بانكسار وعادت لفراشها لتعانق احزانها وتصارع

ليال كاملة وحدها ففعلا صدقت بلقيس حين قالت "حقير الشوق ما يرحم " فنحن لا يألمنا
الفراق بقدر ما يألمنا الاشتياق... لا يألمنا الاحتياج بقدر ما تألمنا فكرة أني احتاجك ولا
أستطيع الوصول إليك... فنحن لا نتأذى من البعد بقدر مانتأذى من الشوق
الا نتأذى من الماضي بقدر ما نتأذى من الذكريات.

ْ
ْ
ْ