"كل البدايات جميلة إلا بدايتك يا قلبي"

122 5 1
                                    

ْ
ْ
ْ

جالس على كرسيه الضخم وهوا يسند رأسه لضهر الكرسي واضع يده على عينيه في ذلك
الضلام الحالك لا يقل بشيء على ضلام نفسه وسواد قلبه ذلك الضلام الذي سيطر على
داخله قبل أن يسيطر على خارجه فحين تغيب من القلب الرحمة سلاما على روحك أينما
وجدت .

فتح عينيه التان كانتا بلون السماء ولكن جمالها لم يخفي جبروتها ،قوتها، تمردها،
عصيانها، وضلمها ،نضر لهاتفه الذي كان يرن أمسكه وفتح دون أن يتكلم

في مكان آخر وبالتحديد

أمريكا

مطار دنفر الدولي

وضع يديه في جيب سترته وهوا يتحسس في تلك الحقنة التي تساوي حياة الماليين وتحدث
بمجرد ما فتح الهاتف

أديب:كل شيء كما أمرت سأعود حالا الى اسرائيل
استقام في جلوسه وتحدث بصوته الحاد الذي زرع الخوف في نفوس اعتى الرجال وعينيه
تحدق بشكل مريب في الفراغ

دانيال:ستنزل للجزائر وتنتظر وصولي وإن حدث شيء للحقنة فحتى الموت لن يكون مهربا
لك مني.

قال كلماته وأغلق هاتفه ووضعه على المكتب بجانبه ليعود مرة اخرى ويستند على كرسيه
وهوا يطالع الفراغ لترتسم ابتسامة خبيثة على جانب فمه
مضت دقائق وهوا على نفس الحالة وأخيرا وقف بهيئته التي تبث الرعب في النفوس تقدم
بخطواتها الواثقة من الباب فتحه وخرج من المكتب ليسير في ذلك الرواق الطويل وتنحني
كل الروؤس احتراما . لم يلتفت ألى أحد إلا أن وصل لطائرته الخاصة والتي كانت
بانتضاره استقلها ليغلق الباب من ورائه وينطلق للجزائر نقطة تحول في حياته .

كانت الصدمة حليفته هذه المرة أسئلة كثيرة تجول في عقله ...ما علاقة الجزائر بكل
هذا!!!... لماذا يقوم بسرقة المشروع الذي هوا ملكه في الحقيقة!!!.... ماذا سيفعل بالرقاقات
في الجزائر!!!... وأسئلة كثيرة الجواب الوحيد الذي وجده لها انا يقوم بما أُمر.

أتمم إجراءات سفره وإستقل الطائرة الذاهبة للجزائر والتي تحمل سرا سيغير حياة اآلالف.

.......في إحدى مدارس الجزائر العامة

كان القلق باديا على الكل ولما لا وقد إقتربت الامتحانات السنوية والتي ستحدد مصير
الجميع
كانت واقفة مع إحدى زميلتها وهي تبحث عنها بعينيها حتى رأتها
نظرت لزميلتها وقالت

قدس:انتظريني هنا دقائق وأعود

تقدمت من وتين التي كانت تحمل دفترها وقلمها بيد واليد الثانية تحمل هاتفها

قدس:وتين

نظرت اليها وتين وتحدثت
وتين:ها كنت سأتصل بك الآن ألن نذهب للمدينة؟؟

عبست قدس وقالت
قدس: للاسف لا أستطيع اليوم عندي دروس مكثفة أنت تعلمين.

ابتسمت وتين وربتت على كتفها وقالت

وتين:لا يهم جميلتي سأذهب وأعود وحدي بسرعة

قدس:وتين لنأجلها ليوم آخر لا أريدك ان تذهبي وحدك.

وتين:لن يحدث شي هيا لقد ودعتك.

وتركتها وانطلقت للوجهتها
ضلت قدس تناضرها وهي تبتعد ثم تنهدت وتحدثت في سرها
قدس:لا ادري لماذا قلبي لا يطمأنني اتمنى أن يمر هذا اليوم بسالم.
هذه هيا عالقة وتين وقدس هي أقرب من عالقة الاخوات فوالد قدس توفي قبل ان تولد هيا
بشهور وعادت أمها فايزة الى بيت والديها كأرملة بعد ان طردها أهل زوجها . لم تتوقف
الفاجعة هنا فبعد شهر من موت زوجها توفيت أختها وزوجها والدي وتين في حادث مرور
تاركين ورائهم وتين التي لم تكمل سنة واحدة منذ ذلك الحين عاشت قدس ووتين كأختين

وصلت وتين الى محطت الحافلات إستقلت الحافلة التي كانت متوجهتا للمدينة وكعادتها
جلست عند الكرسي المجاور للنافذة تنهدت وهي تشاهد المارة كل واحد منهم منغمس في
أشغاله لكلهم يحاولون اللحاق بالدنيا وكم انت مخادعة يا دنيا .

استقرت عينيها على تلك الصغيرة التي لا تتجاوز الخمس سنوات بفستناها الزهري الجميل
وشعرها الاصفر الحريري وهي جالسة بين أمها وأبيها
ابتسمت لها عندما نظرت اليها رفعت يدها ولوحت لها .
استدارت عندما سمعت صوت
المرأة الجالسة بجانبها والتي كانت تطالع نضراتها لوالدي البنت
المرأة:يبدو انك يتيمة

نضرت لها وتين وابتسمت ببرود وأردفت قائلة
وتين:أجل أنا يتيمة

هزت المرأة رأسها بامتعاض من قوة وتين في الإجابة فلحد معين ربما كانت تريد رأيت
دموعها ونظرت امامها
أبعدت وتين نضراتها من المرأة التي لا تعرف معنى اللباقة ولا إحترام الغير ثواني
وإنطلقت الحافلة اخرجت دفترها وقلمها وأعطت العنان لكلماتها

يتيمة...
ذاك قدري كتب وما منه مهربي
اويحاسبونني يا الله على شيء ليس بيدي
يقولن اصبري وصبري يحفر قبري
وانا المبتسمة لعزاء قلبي المهتري
قد تبدو كلمة بسيطة من خمسة حروف لكنها تدخل الروح ..... فتغرز في القلب .... فتمزق
الشريان
كثيرون الذين يجدون نشوتهم في حزن الغير
تفرحهم تعاسة الناس
يتغذون من جروح البشر
وما أكثرهم في مجتمعنا.

ْ
ْ
ْ

وتين اليهودي(أنغام محامدي)Where stories live. Discover now