البارت السادس والأربعون

Start from the beginning
                                    

تحمحم محاولاً استعادت ثباته، قائلاً :

-لاه ، مش كل مصيبة تعمليها ترچعي تجولي آسفة ياحبيبي.

وعد متدخلة بنفي :

-لاء، أنا قولت آسفة يا رورو.

ريان باستياء من هذا اللقب، فلو زلف لسانها به أمامهم سيبقى مُعاير به للأبد، إنه الصعيد يا سادة مصنع الرجال :

-لاه جولتي حبيبي، ثم رورو دي عيندينا إهنه عيبة كابيرة لمن تتجال لراچل، حسك عينيك لسانك ده يونطجها جدام حد ولا حتى بيناتنا.

سلت ذراعها من قبضته قائلة بميوعة أجادتها :

-أنا كل ما أقول لنفسي أعمل معاك هدنة، ده كده كده مسيرنا هنفترق تقوم تزعق وتبرألي وأنا قلبي دعييييييف.

حسناً لقد دنت من مرماه فكلمة الفراق هزت الثبات، راميةً بقواعد ضبط النفس عرض الحائط.

فجلس إلى جوارها على التخت بزاوية تستهدف جهتها، يلتقط كفها بين راحتيه يحتويها بإحداها يتلمس ظهره بمثيلتها، قائلاً بلكنة قاهرية:

-يا وعد افهميني 🙃، إحنا هنا مش في إسكندرية.

وعد بمقاطعة :

-ولا في القاهرة، عشان أنا مش من إسكندرية.

ريان مستكملاً :

-وعد أنا عاوز أعرف عنك كل حاجة.

للحق لمسة يده واستكانت كفها بين يديه، ولين حديثه معها، بعث دفء استنكرته بأوردتها.
"أيون نمسك نفسنا شوية 👏😂"

فأجابته وهي تحاول إفلات يدها الخائنة من قبضته، ولكنه استمات عليها مدعياً عدم الانتباه "بيستعبط😂" ، وهو يحثها على الحديث،قائلاً :

-اتكلمي يا وعد، أنا سامعك.

وعندما لم تتمكن من تحرير يدها حاولت قدر الإمكان عدم إظهار أي استجابة تفضح بها مدى تأثيره عليها، وللآن نجحت في ذلك، وقالت بمرحها المعتاد :

-اسمع ياسيدي....

وبدأت تقص عليه حكايتها منذ وفاة والدتها، وحرمانها هي وأختها الصدر الحنون الذي بذلت أمها الثانية نجوى كل ما في وسعها لتعوضها هي وهمس عنه، وقد قامت تلك السيدة بمهمتها على أكمل وجه ليس تكليفاً فقط وإنما حباً وتعاطفاً مع هاتين اليتيمتين، وحتى ما حدث معهما وكان السبب في رحيل والدهما، وكذلك اتفاقها أو إجبارها على تنفيذ ما طلبه منها زين ابن صديق والدها.

حكت كل ما يضيق بصدرها وكأن الذي تتحدث إليه الآن ليس ريان ذلك المتعجرف الذي عاهدت نفسها أن تروضه لتقومه، يا إما تغادر وتحاول أن تتناسى بضعة الأيام التي قضتها جواره.

و للحقيقة لقد استمع لها باهتمام، وتعاطف معها، برغم قصة ذلك الحقير زين واستغلاله لحاجتها، آلمه قلبه في بعض المواقف، وانتابته مشاعر الإجلال والتقدير لتلك السيدة التي راعت الله في أمانتها.

وعد ريان بقلم أسماء حميدة Where stories live. Discover now