الفصل الثاني عشر 12

5.8K 163 11
                                    

ضل جاسر بالقرب منها يستمع لحديثها المتفاوت بعد ان اراح جسدها فوق الفراش، فأستدارت على احد جانبيها تقابل مقعده تدس كفيها اسفل وجنتها وتتكلم بكل ما يجول بخاطرها دون قيود فمعه تشعر بالراحه، وهو خير المنصتين حتى وان كان حديثها لا يحوي على التشويق فقط يكفيه انها هي من تنطقه....

كان مكتف ذراعيه امام صدره بصمت  ، ينظر اليها بأعين صقريه متربصه لكل حركه وكل كلمه تخرج من بين شفتيها..... كانت عيناه تتجولان على ملامحها بأكملها، خصلاتها البنيه الناعمه المتدليه على جانب عنقها الى عينيها الناعسه بخمول ثم الى انفها الرقيق..... الى وجنتيها المكتنزه..... شفتيها اللامعه والتي تلعقها كل فتره جاعله منه يبتلع لعابه في كل مره.......

لاحظ انغلاق اعينها بالتتريج وهي تهمس بكلمات لم تعد مفهومه، فأبتسمت عيناه بحنان جارف، لم يعد قادر على تحديد ما يشعره باتجاهها اهي الشفقه ام انه شعور اخر لا يعلمه......

بعد ان اختطفها النوم بعيداً استقام جاسر وتحرك نحو الخارج ، اخرج هاتفه من سترته ثم طلب رقم عمر، قال ما ان اتاه الرد
( عمر.... ابعت حد يراقب شقه سالم، يمكن يرجعلها في اي لحظه، مش عاوزه اضيعه من ايدي اكتر من كدا....

وصله صوت عمر المؤيد
(  اعتبره حصل حظرتك، هو اكيد هيرجع علشان دهب ان شاء الله المره دي هنقدر نمسكه....

تحرك جاسر بخطوات بطيئه في الممر وهو يعتصر جبهته ثم قال بأرهاق
( انا كسرت باب الشقه ابعت حد يصلحه علشان سالم ميشكش بحاجه... خليكم مفتحين اول ما يدخل الشقه تمسكوه....

وصله صوت عمر يتحدث بعمليه
( اعتبره حصل يا صاحبي وكمان البوليس مستنفرين وعاوزين يمسكوه يعني ملهوش مفر تاني اطمن...... المهم دلوقتي طمني دهب عامله ايه....

جلس جاسر على احد مقاعد الانتضار  ثم قال بغضب لمع بعينيه ونبره صوته الخطره
( الحمد لله قدرنا نلحقها... لو مكنتش لقيتها يا عمر كان زمانها ميته لوحدها.... دا الكابوس الي بتخاف منه وكان هيحصل بسبب سالم.... لكن وديني مش هرحمه لما يوقع تحت ايديا....

عمر بصوت خافت
( انت متشغلش دماغك بسالم دلوقتي، انا والبوليس مش هنسيبه، لازم تلاقي حل للبنت دي والدها خلاص على تكه وهيتقفش ميصحش تفضل عندك يا جاسر، سالم هيستغل اختطافك ليها لمصلحته وقتها هيتغير موقفك من القضيه

ضل جاسر ينظر امامه نحو باب غرفته دهب طويلاً ، ثم قال في النهايه بصوت لا تعبير له
( ميهمنيش كل دا ،  كل اللي يهمني انك  توصل لسالم قبل البوليس، سبق وقولتلك حق ابويا هاخده بأيدي....

تكلم عمر بغيظ
( وبعدين بقا مع الافكار دي يا جاسر انت فاكر اني ممكن اسمح انك تدمر حياتك علشان حد واطي زي اللي ميتسماش.....

التقط جاسر نفساً عميقاً، بينما كانتا عيناه جامدتين بجسد متصلب، كيف يطالبه ان يتناسى مقتل والده و زياده ما ما حدث لدهب منذ مولدها على يد ذات المجرم لا والله لن يحدث.... لم ينفعل ولم يأمره بالصمت كـ كل مره، بل قال بهدوء مسيطراً على عواصفه غضبه
( نفذ اللي طلبته منك بالحرف والا هستعين بحد للمهمه اللي بقالها تلات سنين بأيدك ومشفوفتش اي نتائج...

الحب الاسود Donde viven las historias. Descúbrelo ahora