الفصل الثالث 3

6.3K 196 8
                                    

طرقت سعديه الباب ثم دلفت اليها فوجدتها تبكي بشكل يدعو للشفقه، كانت تبدو مثل الاطفال بشهقاتها المرتفعه مما جعل قلب سعديه يهفو اليها، اقتربت منها ثم جلست على طرف السرير بالقرب من دهب، وضعت يدها على قدم دهب ثم قالت متسأله
( مالك يا دهب... ليه العياط دا كله... هو جاسر باشا زعقلك....

رفعت دهب وجهها الملتهب ثم رفعت يدها تمسح دموعها بضهر كفها، شهقت سعديه عندما وجدت هيئتها هاكذا كان اصابع مرتسمه على وجهها وعنقها اما عينيها وشفتيها وارمه من شده البكاء جذبتها سعديه اليها ثم احتضنتها بحنان ثم همست وهي تملس خصلات دهب بكفها الرقيق
( مين عمل كل دا بيكي يا حببتي يا بنتي....

بادلتها دهب الاحضان ثم قالت بشقه مكتومه وهي تدس وجهه بأحضان الاخرى
( في بنت مش عارفه اسمها ضربتني والله معملتلهاش حاجه... وجاسر خنقني يا سعديه وكان هطلع روحي... انا رقبتي وجعاني اوي وحاسه اني مخنقوه جداً ....

زفرت سعديه بضيق ثم ربتت على دهب بمواساه ثم قالت بقهر
( اضن ان دي هند هي بنت من كتر الدلال والربايه الغلط بقت وحده متنمره، ربنا يجازي اللي كان السبب بس...... انما جاسر ليه يعمل كدا ايكنش عملتي حاجه غلط، انتي عملتي كل حاجه قولتلك عليها....

ابتعدت دهب عن احضان الاخرى تنظر اليها بأعين حمراء لامعه ثم ازاحت خصلاتها للخلف وهي تومئ برأسها قائله ببرائه
( والله عملت كل حاجه قولتيها معرفش انا غلطت بأيه اول ما دخل الحمام رجعلي وعنيه بتحدف شرار ومسك برقبتي وفضل يخنق بيا لحد ما شعرت اني خلاص هموت، وانا. اللي كنت عاوزه احميه طلع حد ميستاهلش.....

اتسعت عيني سعديه حد الجحوظ ثم انفجرت ضاحكه مما سمعته حتى ادمعت عينيها، قالت بصوت ضاحك
( بالله عليكي متقوليش انك قولتيله احميك.....؟

كانت دهب تراقب ضحكات الاخرى ثم اومئت برأسها متسأله بخوف
( ايو مش حاجه غريبه يعني انا كنت بحمي بابا عادي... هو انتي ليه بتضحكي..

قضمت سعديه شفتها تمنع ضحكاتها ثم امسكت يد دهب تربت عليها ثم قالت بصوت حنون
( هو جاسر جابك منين، يعني ايه تقوليله كدا ميصحش يا حببتي ، دهب انتي بنت كبيره مش صغيره علشان تتوهي عن الغلط.... هو يمكن انفعل عليكي لما سمعك بتتكلمي كدا.. اكتر حاجه بيكرهها جاسر باشا الغلط وانتي ما شاء الله مقصرتيش ولسى بتسألي عملتي ايه...

توسعت عيني دهب ثم قالت بذات البرائه
( هو انا غلطانه....؟

ضلت سعديه تنظر اليه بأستغراب لولا تلك النظرات البريئه لظنتها تمثل الغباء، تحدثت بهدوء
( ايوه يا حببتي.... وكمان بتسألي اكيد غلطانه... بس الغريبه انك متعرفيش ايه هو الصح.... ممكن تقوليلي ليه جاسر جابك للقصر.....

اخفظت دهب وجهها بحرج ثم امسكت خصلات شعرها واخذت تلاعبهم بين اصابعها بتوتر، قالت بصوت مرتعش
( اصل انا معرفش اي الي يصح واي الا ميصحش انا يا سعديه ربيت لوحدي والانسان الوحيد الي شفته طول حياتي كان بابا وتاني شخص كان جاسر... هو خدني من مزرعه بابا وكان متعصب جداً، معرفش خدني ليه الا انه عاوز بابا..

الحب الاسود Where stories live. Discover now