الفصل ٥:أندلوسيت...

65 8 1
                                    

"أحيانا يهيّؤ لي أنه من فرط ما شعرت به من سعادة وأنا معك وبجانبك أستشعر حبي وحبك أنك كنت مجرد وهم..."
~~نورسين~~

"ألا تعلمين يا عزيزتي أن العيش بالأوهام غرض نحن نستخدمه لنخفف من حدة اشتياقنا و فرط حنيننا وحزننا،فحتى العيش بالأوهام يجعلك تنتشين للحظات لكن سرعان ما تختفي النشوة حين تدركين الأمر الواقع الذي أنت فيه...

لذا وبكل رحابة صدر أقولها،أنا لم أعش بالأوهام معك،فرغم ما أشعر به من وجع لازلت أشعر بالنشوة أتذكر ملامحك وأنت تبتسمين،تتكلمين بعفوية،والأهم هو أنني لازلت أتذكر وأدرك وأشعر تماما بنبضات قلبي المجنونة التي لاتزال ملكك وحدك..

أنت لم تكوني لي وهما،مطلقا..."

~~هزيم~~

•••••°°°°°☆☆☆☆☆°°°°°°•••••••


ها أنذا أجلس أمام تمثال بدا لي باهتا حين حطت عيناي عليه،كان التمثال عن رجل راكع و لكن رأسه مرفوع،ملامحه تبدو متألمة ولكن يجيد إخفاءها،ركبته المثنية لا أعلم عنها،و لكن الأخرى تبدو مخدوشة...

برع النحات في رسم هذه التفاصيل،حتى الدماء التي تتقاطر من صدره وجدتها معبرة...

و لكن ما يثير فضولي،هو أنه كلما مرّ شخص و نظر إلى هذه المنحوتة لم يبق سوى لثوان معدودة و يغادر،فأنا لازلت أتأملها منذ حوالي نصف ساعة، أغوص في تفاصيلها و كأنها لأول مرة تظهر لي او كأن بعد تفصيل يظهر آخر!

نظرت حولي لأرى الناس متجمعين حول منحوتات وجدتها أنا ليست بتلك الأهمية،حب و تفنن بجسد المرأة و ثنائيات كلاسيكية تجعل جسدي يشمئز و حتى عقلي من كونها سطحية!

أعدت نظري إلى الرجل المنحوت أمامي..لقد بُني بطريقة تجعلك تدرك أنه قوي و يستطيع كسر الصخور بيد،و من طريقة اللباس المحيط به،فهو إما بسيط أو محارب،إذن ما الخطأ؟

لماذا أنا الوحيدة التي ترى أنه بالرغم من كل هذا إلا أن ضربة قاسية جعلت منه يجثو ألما ولكن يرفض الاعتراف بهذا!

نظرت حولي مجددا لألمح الالوان الزاهية في كل ركن إلا خاصتي...أبيض و أسود.

تلمّست التمثال بأناملي الباردة لأندهش وأنا أرى بأنه يندثر مفتّتا و يذهب مهبّ الريح ...لم يبق منه شيء،لقد كان الأبيض في هذا الركن،كيف فجأة اختفى!

حينها أدركت ما لم أدركه منذ البداية و أنا محاطة بالأسود...أدركت أني ركزت بالتفاصيل المؤلمة كثيرا لدرجة جعلتني أنسى الملامح المبتسمة.

أدركت أني غرقت في التفكير كثيرا لدرجة جعلتني أفوّت مراحل عديدة في حياتي.

و أدركت أني اهتممت بآلام أحدهم بدل أن أهتم بخاصتي ما جعلني كالهامش في حياتي بدل حياته،ما جعلني كأني شخصية ثانوية بقصة أو رواية لم يجد الكاتب بعد بطلتها والتي هي أنا!

منك و إليكWhere stories live. Discover now