أجالت النظر في وجهه...و لم تستطع حتى الرد عليه...
نعم...لم يطلب منها شيئاً أبداً...فلما على طلبه الأول أن يكون بشأن العنود بالذات..؟؟
مالك...كان الطفل الأول الذي ربته بين يديها...
لم يكون وسيلتها لسعود فقط...بل أحبته بصدق لأنه طفل شقيقتها الذي لم تهنأ بتربيته...
أرادت أن يكون ابناً بحق لها...اعطته من الحب كثيراً و لم تبخل عليه بشيء...
أرادته هو بالذات بعيداً عن العنود...عن من سلبت كل من حولها لتبعد قلوبهم عنها...
زرعت فيه كرهها منذ صغره...لتجني خيبتها المريرة به...
أسبوع واحد فقط...بعد عودتها زوجةً مرة أخرى لسعود...لتملكه من جديد... وتملك قلب مالك أيضاً...
لتأخذه حتى هو منها...فلا تجعله يغادر بيتهم أبداً حتى لزيارتها هي...

حين تركهما تنهدت بضيق من أفكارها...و التفتت لأختها التي طوال حديثها مع مالك...كانت نظراتها تحثها على أن تصمت و أن لا ترد عليه بشيء...

أم فراس بغيض / شفتي أمي! مب مرتاحه لحد ما تنشب العنود بحلقي..مب هاين عليها ماتشوفها اذا اجتمعنا..مادري مين بنتها أنا أو هي؟؟
أم مشاري / و عساك بترفضين الصلح هالمره بعد؟
أم فراس بعناد ملأ صوتها / ايه..ماااا أحبها...ياربي الحب من الله مو بالغصب
أم مشاري مؤنبة لها / يعني و على بالك هي تحبك! أنتي ما مليتي انها دايم تطلع الطيبه السنعه و أنتي تطلعين نفسك الشينه عندهم
أم فراس/ والله أنا ماأعرف اغصب نفسي على أحد
أم مشاري / يا موضي من سنين كان الموضوع يخصك لحالك..و لا أحد غصبك عليها..لكن اللحين لو مب عشان أمي..عشان زوجك..عشان عيالك..لا تخلينها تكبر بعينهم و أنتي تصغرين



بعـد عــدة سـاعـات...~

دخلت إلى مكتبه...بعد عدة طرقات على الباب...بالكاد سمعت فيها صوته الخفيض...يطلب منها الدخول...
لتدخل...و تتقدم لتجلس بالقرب منه...وهو كعادته لايرفع عيناه عن شاشة ذاك الحاسوب...يتابع أعماله...
التي اصبحت أهم لديه من أي حديث قد يجمعها معه...
لحظات مرت قبل أن ينتهي مما يشغله...ليلقي عليها نظرة سريعة...و يسأل بعدم إهتمام...

أبوبدر و هو يعاود النظر لذاك الجهاز / فيه شيء؟؟
أم فراس / مالك جاء اليوم..جاي وساطة لأمي يبي نتصالح أنا و العنود و نجتمع في المزرعة الجمعة

انتظرت أن يلتفت لها متفاجيء بما سمع...أن يرفع رأسه عما يشغله...لكن لم يبدو عليه أنه يهتم...
ايقنت هذا منذ وقت طويل...لم يعد يهتم ذاك الإهتمام الكبير بها...أو ببيته...أو أولاده...
كل مايشغل عقله العمل...عمله فقط...

أبوبدر / اللي يريحك سويه..تتصالحون أو تبقون على حالكم..أهم شي بعدونا عن المشاكل و وجع الراس

أم فراس بإستسلام / بأصالحها و نجتمع عشان أمي و البنات

هل سوف يصدمه قرارها...إن كانت شقيقتها لم تصدقها حين نطقت بتلك الموافقة...و جود كادت تطير من الحماس...
ما وقع هذا الخبر عليه هو..؟؟
لكنه خيب ظنها هذه المرة أيضاً...بتلك الإيماءة البسيطة التي صدرت منه...و صوت بالكاد سمعته...

بين نبضة قلب وأخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن