التقطت جدتها الهاتف من يدها...و هي تتأمل إبتسامتها الصافيه...إبتسامه اخبرتها أنها لم تعرف من تكون خطيبة ساري...

مزنه ترد على هاتفها / هلا.......هلا والله أم منوه.......الحمدلله بخير........وش أخباركم........ايه رجعوا......الله يسلمك.......لا وش دعوه حياكم الله أنا ما دقيت عليكم قلت يمكن مشغولين.......زين ننتظركم
اغلقت هاتفها / هاذي فاطمه..تقول بيمرون يسلمون عليكم يوم عرفت إنكم رجعتم
أم فراس / من متى هالذوق عندها؟ بعدين وش عرفها إننا رجعنا؟ و إننا طالعين؟ يا حب هالمره للقافه و التلزق....كان ما عزمتيها يمه والله مالي خلق عليها
مزنه / عاد قالت بأجي ما أقدر اقولها لا تجين
دانه بتسامح / يمه فيها الخير بتشوفنا..والله شكلها تغيرت..أول مره تهتم لنا..صح؟

تأملتهم بنظرات مستغربه...و جدتها و خالتها و ضي...يتبادلن النظرات بضيق...
و هن يعرفن سبب زيارة أم منوه و ابنتها...و لهفتهن لهذه الزياره...

أم مشاري بضيق / هاذي فاطمه..ما فيه شي تسويه للـه
دانه معاتبة/ خالتي لا تحطين بذمتك
أم مشاري تكمل رغماً عنها / هي جايه عشان تتميلح علينا بخطبة منوه و توصل لنا الخبر وهو واصل لنا
دانه ترفع حاجبيها دهشه / منوه انخطبت! والله؟ مين؟؟

التقت نظرات أم مشاري بوالدتها بتردد...و لم تقوى على إكمال الخبر...فالكل يعلم بالحب الذي تحمله لساري...
حين خطبها أول مره طارت من سعادتها...و حين رفضته والدتها...صمتت بألم...
و حبست داخلها ما كان يبين في نظراتها من حزن...وقهر...الجميع لاحظه و لكن أبت موضي أن تعترف فيه...
حتى حين خطبها للمره الثانيه...و جاهدت دانه في طلب وساطتها لتقنع والدتها بالقبول...كانت ترى لهفتها...و رغبتها القويه...بالموافقه...
لكن حتى موافقة موضي الجبريه...لم تستطع أن تأخذها عذراً لكي تمضي بحياةٍ تمنتها...

فكيف لها أن تكسرها بهذا الخبر..؟؟
لكنها يجب أن تعرف...أن تصدم أمامهم و تفوق من صدمتها...أفضل من صدمتها أمام من يتمنى لها الكسر...و الضيق...

لكن والدتها اكملت بدلاً عنها / ساري..اللي خطبها ساري

غام نظرها فجأه...حتى اصبحت لا ترى تلك الوجوه التي أمامها...و قلبها يلتوي ألماً...
جاهدت ملامحها كي لا تتأثر...رجت دمعاتها أن لاتهطل...
خسرته...و خسرت حبه...و حبها...و حياتها...
كل ما ترجوه الآن كرامتها...و عزة نفسها بينهم...
لا تريد أن يرى أحداً دمع الحسرة عليه...لا تريد شفقتهم...و حزنهم...

لكنها لم تستطع...جف حلقها عن أي كلمه قد تعبر عنها بلامبالاة كاذبه تدعيها...
ملامحها المتيبسه بوجع...رفضت الإسترخاء و التظاهر بعدم إهتمامها...

الكل يراقبها...و هذا ما يضايقها...و يخنقها أكثر...و أكثر...
تريد هذا الوجع حصراً لها...و بقلبها فقط...هل هذا كثير..؟؟

بين نبضة قلب وأخرىWhere stories live. Discover now