الفصل التاسع عشر

Start from the beginning
                                    

ترقرق الدمع في مآقيها وخرجت حروفها مبعثرة رغم ثبات مظهرها : ما الذي تريد الاستماع اليه ؛ ما الذي تريد ان تعرفه اكثر بعد ؟!
سبب رحيلي بات واضحاً ؛ مرضي كان العائق الأول والأخير بيننا ومهما حاولت تخطيه فلا جدوى من انكاره لانه سيتجلى بوضوح ليحطم سعادتنا !
أتريد مني اعتذاراً لانني عدت اليك رغم يقيني انني يجب ألا افعل ؛ هل ما تسعى خلفه هو اعترافي الصريح بأنني اخطأت بحقك وانني من تابعت هذه العلاقة السامة التي تؤذي كلينا تحت وطأة مشاعري ؟!

تناثرت دموعها كحبات اللؤلؤ على وجنتيها وهي تضيف : لك ذلك سيد دونغهي ؛ انا اعتذر لانني لاحقتك منذ البداية ، اعتذر لانني عاودت الظهور امامك وعبثت بنظام حياتك المثالية ، اعتذر لانني وقعت في حبك من البداية واعتذر لانني مجرد نصف منهوش لا يسعه ان يبلغ كمالك ومثاليتك ..
هل انت راضٍ الان ..؟!

شد قبضته بصمت أثقل بحة صوته عندما خرج رفقة انفاسه الحارقة : لست اريد اياً من اعتذاراتك هذه ، ما اردت سماعه مختلف تماماً عما تهذين به !
لقد سئمت تعلقك بالصمت وترك علاقتنا تتأرجح بين البوح والكتمان ، ما اريده هو اعتذاركِ لانكِ اخفيتِ حقيقة مرضكِ عني ..
ما اريده هو ان افهم لماذا رحلتِ وتركتني ؛ ولماذا اخترتِ تحمل عناء المرض بمفردك بدلاً من ان تسمحي لي بالوقوف الى جانبك وحمايتك بقدر استطاعتي ؟!
لماذا خلال كل تلك السنوات تركتني أتلوع بنار الألم واحاول بكل مشاعري ان اكرهكِ وألومكِ بدلاً من ان اعتني بكِ كما يجب ؟!

صاحت فيه من بين دموعها : لانني لا اريد لك ان تعتني بي ، لا اريدك ان تفني حياتك من اجلي وان تتعلق بقشة غريقة لا محاله !
ما قلته كان واقعاً لا فرار منه ؛ انت لست ملزماً بافساد حياتك بجواري ، انا امرأة بلا قدر ولا مستقبل
وانت ليس عليك التنبؤ بمستقبلٍ ضبابي بينما تنام كل ليلة وانت تخشى ان لا استيقظ صباحاً ..!

اضافت بوهن وهي تكتم شهقاتها : اردت لك ان تعيش حياة افضل من هذه بكثير ، اردت لك ان تكون مع امرأة تستحق حبك العظيم وان تحمي مشاعرك الثمينة لكنني فشلت ...
في كل محاولة لي للنسيان ؛ في كل محاولة للابتعاد كنت اعود اليك من جديد بينما اعلم انني اتمادى في انانيتي ومحاولتي لاستراق شيء منك قبل رحيلي ..

ابتلع غصة في القلب وحرقة روحه تشكلت غيوماً من دم في عينيه اللتين اكتسبتا حمرة غليظة وهو يجيبها : لقد كنتِ انانية حقاً بمحاولتك الاستفراد بكل مشاعرك تلك لنفسك يونمي ، المستقبل الذي تظنينه ضبابياً كان بوسعنا ان نعيشه الان لو لم تختاري الرحيل من البداية ، النهاية التي تخشينها علينا ان نواجهها سوية وان نحارب لدرئها معاً مهما كان الثمن ..!
انتِ لا تستطيعين المواجهة بمفردك ؛ لا يمكنكِ تحمل كل تلك الامور لوحدك ؛ ليس عليكِ القلق حول كل من حولكِ وتجاهل نفسك ايتها الغبية !!

" شجن " Where stories live. Discover now