الفصل الخامس عشر

257 54 25
                                    

ثبت نظراته عليها مَشدوهاً بينما عدلت له خصلات شعره مبتسمة بحب جعله يعيد التفكير ان كان بوعيه ام انه لازال يحلم
وامام نظراته الحارقة التي استقرت في عينيها كان منها هدوء مثير وفي صفحات عينيها حبٌ مفضوح

لم تغب الابتسامة عن ثغرها وهي تعترف له بصوتها الناعم مداعبة احاسيس قلبه : انا احبك دونغهي ...!

تقطيبة صغيرة علت حاجبيه وهو لا يكاد يصدق تقلب عواصفها ؛ لكن من بين كل تلك العواصف التي ضربته بها كانت هذه الأقوى والأشد وقعاً على قلبه فأضافت : لا مجال للفرار من هذا الحب اكثر ؛ انا لك وانت لي وغير ذلك لا شيء يعنيني ...

لانت ملامحه قليلاً وهو يراها تدنو منه بكامل شغفها وجنون لهفتها ؛ ثبت عينيه على شفتيها وسرعان ما تاه فيها وفقد الادراك لكل ما حوله عداها !
ولما رأت من هدوئه وارتخاء عضلات وجهه شوقاً اليها قررت مداعبته وكبح جماح جنونها لتستثير صخب رجولته بدلاً من هدوئه ورصانته
غيرت مسار قبلتها وتركتها على أرنبة أنفه ثم تراجعت للخلف مبتعدة ففتح عينيه مُحتجاً على تلك القبلة البسيطة بعد طول غياب

صدح صوت ضحكتها الرنانة في المكان لكنه ما عاد قادراً على التعقل اكثر ومجاراة مشاغباتها الطفولية
ان كانت تبحث عن اللهو وتحاول العبث فهي تلعب في المكان الخاطئ تماماً ؛ أليس من يشعل النار هو من يطفئها ؛ عليها ان تطفئ لهيب تلك الشهوة التي أشعلتها في صدره !

سحبها من وسطها اليه وحاصرها بصدره فتلاشت ضحكاتها امام رجولته المتقدة ؛ وقبل ان تدرك ما هو مقبل عليه كان قد سرق شفتيها بين شفتيه وأحكم حصارها
معها يمكنه ان يتحول لشابٍ لعوب ؛ او طفل متطلب ، كل شيء معها مباح ..!
داعب شفتيها بقبلاته النهمة فما كان منها الا ان تذوب ولهاً بين يديه ؛ بادلته قبلاته الحارة بأخرى أشد لهفة وشوقاً
اعتصرت نبيذ الهوى بين شفتيه وتذوقت حلاوة الحب على يديه ، تركت نفسها تذوب بحرارة قبلات كان رحيقها يجري في دمائها وبين شرايينها ..
تذوقا نكهة الحب وحلاوته بعد ان ذاقا مُر الانفصال وعلقم الاشتياق لسنوات ...!

بعد وقت قصير من ذلك اللقاء العشقي باذخ الجمال ؛ كانت تسير بخطواتها مرحاً ، تدندن بين شفتيها لحناً أطرب مسامع خالتها التي كانت تحوم في المطبخ كما هو حالها كل صباح
عجبت نظراتها وتبسم ثغرها وهي تراقب ابنة شقيقتها الوحيدة تتقدم منها حتى تركت الأخيرة قبلة طويلة عميقة على خد خالتها ثم تراجعت نحو طاولة المطبخ لتجلس فوقها وهي تأرجح ساقيها في الهواء

تساءلت الخالة في عجب : تبدين بغاية السعادة مشرقة كالشمس منذ الصباح ؛ ما هو سركِ يا ترى ؟!

بدلال تكلمت : يبدو الجو دافئاً اليوم ، انه يبعث شعوراً بالسعادة والرضا

" شجن " Where stories live. Discover now