الفصل الرابع

346 53 89
                                    

هنالكَ خمسُ دقائقْ
بها أطمئنُّ عليكِ قليلاً
وأشكو إليكِ همومي قليلاً
هنالكَ خمسُ دقائقْ
بها تقلبينَ حياتي قليلاً
فماذا تسمّينَ هذا التشتُّتَ
هذا التمزُّقَ
هذا العذابَ الطويلا الطويلا
وكيف تكونُ الخيانةُ حلاًّ؟
وكيف يكونُ النّفاقُ جميلاً؟

> نزار قباني <

داخل غرفة المكتب الواسعة تلك ؛ يجلس ذلك الرجل بصمت وشموخ خلف طاولة مكتبه منشغلاً بأعماله للحد الذي جعله يفقد أهمية الوقت
صوت طرقات الباب الناعمة ودخولها اليه بخطواتها المترددة اجبرته على رفع رأسه والنظر الى تلك التي اخترقت عزلته

تعجبت ملامحه وجودها وتساءل بهدوء : انسة ميشا ؛ أهناك مشكلة ما ؟

حركت رأسها نافية بلطف وتكلمت بشيء من الخجل جعله يمعن النظر اليها : انه وقت استراحة الغداء لكنك لاتزال هنا تعمل !

نظر الى ساعته قبل ان يتكلم بصدق مطلق : لم ألاحظ الوقت !

اضاف بلباقة وهو يعيد نظره اليها : اشكركِ ولكن اعتقد انني سألازم مكتبي فلدي الكثير من العمل ، يمكنك الاستمتاع بوقت غدائك

قدمت له حافظة الطعام وابتسامة رقيقة تزين محياها بينما تكلمت بنعومتها التي جبلت عليها : قد تكون هذه كافية لاشباع جوعك ؛ تخطي وجباتك ليس صحياً وانت بحاجة للطاقة حتى تتابع عملك

نظر الى فطيرة التفاح التي وضعتها امامه مطولاً قبل ان يعتذر بلباقة : لا يمكنني قبولها انسة ميشا فانا لا اقبل شيئاً من الموظفين ، اعتذر .

ارتبكت في مكانها واعادت خصلات شعرها القصيرة خلف اذنها هامسة بتردد : اقبلها ارجوك ؛ ليس كموظفة لديك ولكن ..

ترددت اكثر واحمرت وجنتيها خجلاً بينما ينظر اليها منتظراً ما ستقوله فتعلثمت حروفها وهي تتراجع عن قول ما كان يدور في ذهنها خوفاً وتمهلت : نحن أشبه بالعائلة ؛ لقد تم تحضيرها منزلياً .

تنهد بقلة حيلة وتكلم مستسلماً : اشكركِ على لطفك ؛ سأقبلها هذه المرة لكن اتمنى ان لا تحرجيني في المرات القادمة ، لنترك علاقة العمل بعيداً عن علاقاتنا خارجه .

حركت رأسها موافقة باستحياء وقلبها ينبض أملاً ؛ لقد قبلها منها بشكل خاص في النهاية !
كما انه طلب منها ان تحافظ على علاقتهما الخاصة خارج اطار العمل ؛ وذلك يعني ضمنياً ان هناك علاقة خاصة تجمعهما مهما كان عمقها ..

&quot; شجن &quot; Όπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα